بعد أن انتهيتم من الدراسة في المدرسة الابتدائية ؛ هل أكملتم الدراسة الأكاديمية ؟
A-
A=
A+
الحويني : طيب ؛ يعني بعد ما انتهيت من الدراسة لم تكمل الدراسة الأكاديمية ... ؟
الشيخ : ما زدت على الدراسة الابتدائية ، والسبب في ذلك يعود إلى والدي ، ولعل هذا كانت منه رمية من غير رامٍ ، لأني في ما أظنُّ وفيما شاهدت فيما بعد لو تابعت تلك الدراسة لَما استطعت أن أكون فيما أنا فيه من الدراسة ؛ لأن الدراسة النظامية في الواقع صحيح أنها تسهِّل طريق مَن يريد أن يمضيَ أشواط كثيرة في البحث العلمي ، لكن هذا نادر جدًّا في الذين يتخرَّجون ، فوالدي - رحمه الله - كان سيِّئ الرأي في المدارس الحكومية ، وحُقَّ له ذلك ؛ لأنها كانت لا تدرِّس من الشريعة إلا ما هو أقرب إلى الشكل من الحقيقة ، ولذلك ما أدخلني " مدرسة التجهيز " - مثلًا - التي كانت هي الثانوية يومئذٍ في سوريا ، وعلى ذلك بدأتُ أدرس على والدي من جهة الفقه الحنفي وعلم الصرف ، وعلى شيخ آخر اسمه الشيخ سعيد برهاني ، تبيَّن لي فيما بعد أنه صوفي أهل طريقة ، قرأت على هذا الشيخ بعض الفقه الحنفي - أيضًا - ؛ وبصورة محددة " مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح " ، كما قرأتُ عليه بعض كتب النحو والبلاغة العصرية من كتب بعض المعاصرين ، وختمتُ على والدي القرآن بالتجويد ، ثم في الوقت نفسه كنتُ أتعاطى مهنة النِّجارة والتي تُسمَّى اليوم بالنِّجارة العربية ، وتخرَّجت من معلِّمين اثنين في النِّجارة ، أحدهما خالي اسمه اسماعيل - رحمه الله - عملت معه سنتين ، والآخر سوري يعرف بـ أبو محمد - أيضًا - عملت معه سنتين ، وكان عملي معهما في الغالب في تصليح وترميم البيوت القديمة ؛ لأن البيوت القديمة في الشام كانت من خشب واللَّبن ، فكانت مع مضيِّ الزمن والأمطار والثلوج ونحو ذلك تنهار بعض الجوانب من تلك الدور ؛ فتحتاج إلى نجَّار عربي يصلحها ، فكنت أخرج معه ، وفي أيام الشتاء في الغالب كنا لا نستطيع أن نعمل شيئًا ، فأمرُّ على والدي ، وكان يتعاطى مهنة تصليح الساعات من بلده ، ذات يوم قال لي وقد رجعت من معلِّمي ، وقد شعر بأنُّو لا يوجد عمل في ذاك اليوم ؛ لأن الجو كان غائمًا قال : الظاهر ما في شغل اليوم . قلت له : لا ، ما في شغل . قال : شو رأيك أنا شايف الشغلة هَيْ ما هي شغلة ولا هي مهنة ، شو رأيك تشتغل عندي ؟ قلت له : كما تريد . قال لي : يلَّا اصعد ، كانت دكانته مرتفعة شوي عن الأرض ، كان يخشى من الرطوبة ، من يومها لزمته حتى تخرَّجت في المهنة من عنده ، وفتحت دكَّانًا خاصًّا بي ، وهكذا .
غيره ؟
الشيخ : ما زدت على الدراسة الابتدائية ، والسبب في ذلك يعود إلى والدي ، ولعل هذا كانت منه رمية من غير رامٍ ، لأني في ما أظنُّ وفيما شاهدت فيما بعد لو تابعت تلك الدراسة لَما استطعت أن أكون فيما أنا فيه من الدراسة ؛ لأن الدراسة النظامية في الواقع صحيح أنها تسهِّل طريق مَن يريد أن يمضيَ أشواط كثيرة في البحث العلمي ، لكن هذا نادر جدًّا في الذين يتخرَّجون ، فوالدي - رحمه الله - كان سيِّئ الرأي في المدارس الحكومية ، وحُقَّ له ذلك ؛ لأنها كانت لا تدرِّس من الشريعة إلا ما هو أقرب إلى الشكل من الحقيقة ، ولذلك ما أدخلني " مدرسة التجهيز " - مثلًا - التي كانت هي الثانوية يومئذٍ في سوريا ، وعلى ذلك بدأتُ أدرس على والدي من جهة الفقه الحنفي وعلم الصرف ، وعلى شيخ آخر اسمه الشيخ سعيد برهاني ، تبيَّن لي فيما بعد أنه صوفي أهل طريقة ، قرأت على هذا الشيخ بعض الفقه الحنفي - أيضًا - ؛ وبصورة محددة " مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح " ، كما قرأتُ عليه بعض كتب النحو والبلاغة العصرية من كتب بعض المعاصرين ، وختمتُ على والدي القرآن بالتجويد ، ثم في الوقت نفسه كنتُ أتعاطى مهنة النِّجارة والتي تُسمَّى اليوم بالنِّجارة العربية ، وتخرَّجت من معلِّمين اثنين في النِّجارة ، أحدهما خالي اسمه اسماعيل - رحمه الله - عملت معه سنتين ، والآخر سوري يعرف بـ أبو محمد - أيضًا - عملت معه سنتين ، وكان عملي معهما في الغالب في تصليح وترميم البيوت القديمة ؛ لأن البيوت القديمة في الشام كانت من خشب واللَّبن ، فكانت مع مضيِّ الزمن والأمطار والثلوج ونحو ذلك تنهار بعض الجوانب من تلك الدور ؛ فتحتاج إلى نجَّار عربي يصلحها ، فكنت أخرج معه ، وفي أيام الشتاء في الغالب كنا لا نستطيع أن نعمل شيئًا ، فأمرُّ على والدي ، وكان يتعاطى مهنة تصليح الساعات من بلده ، ذات يوم قال لي وقد رجعت من معلِّمي ، وقد شعر بأنُّو لا يوجد عمل في ذاك اليوم ؛ لأن الجو كان غائمًا قال : الظاهر ما في شغل اليوم . قلت له : لا ، ما في شغل . قال : شو رأيك أنا شايف الشغلة هَيْ ما هي شغلة ولا هي مهنة ، شو رأيك تشتغل عندي ؟ قلت له : كما تريد . قال لي : يلَّا اصعد ، كانت دكانته مرتفعة شوي عن الأرض ، كان يخشى من الرطوبة ، من يومها لزمته حتى تخرَّجت في المهنة من عنده ، وفتحت دكَّانًا خاصًّا بي ، وهكذا .
غيره ؟
- ترجمة الألباني - شريط : 1
- توقيت الفهرسة : 00:11:41
- نسخة مدققة إملائيًّا