كلام ومناقشة حول قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( خلقُ اللهُ آدمَ على صورته طوله ستُّون ذراعًا ) .
A-
A=
A+
السائل : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعًا ، ثم قال له : اذهب فسلِّم على أولئك الملائكة ، فاستمع ما يجيبونك به ؛ فإنها تحيتك وتحيَّة ذرِّيَّتك ، فقال : السلام عليكم ، فقالوا : السلام عليك ورحمة الله ، فزادوه : ورحمة الله ، وكل من يدخل الجنة على صورة آدم ) انظر البخاري ، ثم يكمل الشرح فيقول : " وذكر بعض ما تقدَّم من روايات الحديث ثم قال : لم يكن بين السلف والقرون " .
الشيخ : مين هو اللي قال ؟
السائل : ... .
الشيخ : ... المؤلف هو إيه ؟ هو قال ، على ذمته يعني ... .
السائل : كمِّل السياق ؟
الشيخ : ... .
السائل : كمِّل السياق الشرح ؟
الشيخ : لأ ، رجعنا الضمير لوين ؟ من الذي ثم قال ؟ قال من هو ؟ هذا " الفتح " يمكن .
سائل آخر : ثم ذكر بعض الروايات .
السائل : هو الشرح لابن اليمان ، فنمشي الآن من أوَّل الشرح يتَّضح القائل من يكون هو ابن اليمان أو ابن حجر .
الشيخ : ... إذا ابن اليمان يقول : ثم قال ، من هو هذا القائل ؟
السائل : نشوف من القائل الآن ، قال في رواية جعفر بن محمد بن رافع ( على صورته ) ، روى البخاري من حديث أبي سعيد المقبري ويحيى بن همام عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إذا قاتل أحدكم فَلْيجتنب الوجه ) ، وذكر البخاري ، يقصد البخاري هنا هو ابن حجر ؟
الشيخ : شوف ابن حجر يا أخي .
السائل : طيب ، وذكر بعض ما تقدَّم من رواية الحديث ، ثم قال : لم يكن بين السلف والقرون الثلاثة نزاع .
الشيخ : مين اللي بقول لم يكن بين السلف البخاري ؟
السائل : البخاري أو ابن حجر .
الشيخ : معقول البخاري يتكلم هالكلام ؟!
السائل : رجعنا نحن من أول النص بعدما سمعنا النَّص نكمل النَّص ؟
الشيخ : نشوف البحث .
السائل : ففي " الصحيحين " عن همام بن منبِّه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ذكر الحديث ، ثم بعدما ذكر الحديث قال : في رواية جعفر بن محمد بن رافع ( على صورته ) .
الشيخ : -- عطيني كتابك --
شيخ الإسلام - رحمه الله - ردَّ هذه التأويلات ردًّا مقنعًا عن علمٍ و ... ، ولخطورة هذه المسألة ومكانة شيخ الإسلام فإني أكتفي بنقل كلامي هذا وهو كافٍ وافٍ ، قال - رحمه الله - بعدما نقل الكلام المتقدِّم عن الرازي : فيُقال هذا الحديث مخرَّج في " الصحيحين " ... ، ففي " الصحيحين " كذا وكذا ، قال في رواية جعفر بن محمد بن رافع ( على صورته ) ، وروى البخاري من حديث أبي سعيد المقبري إلى آخره : ( إذا قاتل أحدكم فَلْيجتنب الوجه ) ، وذكر بعدما تقدَّم ، الآن هنا المؤلف يقول : وذكر - يعني ابن تيمية - بعض ما تقدَّم من رواية الحديث ثم قال ، عرفتو مين بقى اللي قال ؟ ابن تيمية ، هات لنشوف شو قال ؟
السائل : ثم قال : " لم يكن بين السلف والقرون الثلاثة نزاع ؛ لأن الضمير في هذا الحديث عائد إلى الله - تعالى - ؛ فإنه مستفيض من طرق متعدِّدة عن عدد من الصحابة ، والسياق في الأحاديث كلها تدلُّ على ذلك ، وهو - أيضًا - مذكور فيما عند أهل الكتابين من الكتب كالتوراة وغيرها ، وما كان من العلم الموروث عن نبيِّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ؛ فلنا أن نستشهد عليه بما عند أهل الكتاب كما قال - تعالى - : (( قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ )) " .
الشيخ : هلق دعوى ابن تيمية ؛ كيف أثبتها المؤلف ؟ أو كيف أثبتها ابن تيمية نفسه ؟
السائل : ... .
الشيخ : عرفت ماذا أعني ؟ اقرأ كلام ابن تيمية ، شو قال ابن تيمية ؟ لم يكن هناك خلاف بين السلف .
السائل : يقول : لم يكن بين السلف في القرون الثلاثة نزاع ؛ لأن الضمير في هذا الحديث عائد إلى الله .
الشيخ : إي كمِّل .
السائل : فإنه مستفيض من طرق متعدِّدة عن عدد من الصحابة .
الشيخ : وين الطرق هذه ؟ الآن هذه الطرق أين هي ؟
السائل : الطرق ؟ بعدين يكمل ثم يقول : ولكن كان من العلماء في القرن الثالث من يكره روايته .
الشيخ : الطرق يا أخي طرق الحديث ؛ وينها ؟
السائل : يقول هنا في صفحة 44 ... : " وقال الطرق بإعادة بعض من الضمير إلى الله متمسِّكًا بما ورد في بعض طرقه ؛ أنَّ الله خلق آدم على صورة الرحمن ، قال : كأن من رواه أورده بالمعنى " .
الشيخ : أنا بسألك وين هذه الطرق ؟ هذه طريق ، وهذه طريق حبيب بن أبي ثابت المنقطعة بسبب أنه يدلِّس ؛ أي طريق معلَّلة ، وين الطرق التي أشار لها ابن تيمية ؟
السائل : ما في ... ما ذكر ... .
الشيخ : ولهذا فلا ينبغي أن نأخذ كلام أهل العلم هيك على عواهنه ، ونقول أن هذا الحديث جاء من طرق تؤكِّد أن الضمير يعود إلى الله - تبارك وتعالى - ، فهناك من قبل كما أشرتَ المستنصري أتى برواية : ( على صورة الرحمن ) ، طيب ؛ هذه طرق ولَّا طريق ؟
السائل : هذه يقول .
الشيخ : أجِبْ ، الله يهديك . هذا طريق ولَّا طرق ؟
السائل : طريق .
الشيخ : طيب ؛ وين الطرق ؟
السائل : يرجع للمؤلف ، أقرأ لك كلام المؤلف .
الشيخ : عارف ، هل ذكر شيخ الإسلام الطرق ؟
السائل : ما ذكر .
الشيخ : طيب ؛ المؤلف إجا علَّق على هذا وبيَّن الطرق ؟
السائل : لا ، ذكر كلام آخر فقط .
الشيخ : هذا المشكل ! فلذلك الإنسان العادي بيقرأ هذا الكلام يقول : خلاص ، الحديث صحيح ؛ لأن شيخ الإسلام ابن تيمية بيقول : طرقه ، وليس له طريق يُذكر إلا طريق اللي هو بلفظ : ( على صورة الرحمن ) ، مع ذلك كان الهدف نعرف إيش جواب شيخ الإسلام ابن تيمية عن لفظ البخاري : ( خلق الله آدم على صورته ، طوله ستُّون ذراعًا ) ، فأنت قرأت لنا الحديث بتمامه ؛ فماذا قال شيخ الإسلام عن هذا الحديث وبهذا اللفظ المخالف للفظ : ( على صورة الرحمن ) ؟ ماذا قال ؟
السائل : قال في رواية .
الشيخ : ... بعد ؟
السائل : بعد ؟
الشيخ : إي ، لما قال .
السائل : أكمل هو هنا اعتذار ... الكلام في السياق يقول إيش ؟ : " ولكن كان من العلماء في القرن الثالث من يكره روايته ويروي بعضه كما يكره رواية بعض الأحاديث لمن يخاف " .
الشيخ : ... ؟
السائل : نعم ؟
الشيخ : أي لفظ ؟
السائل : يقول الحديث هذا .
الشيخ : أيُّ ؟
السائل : اللي ذكرناه الرحمن هذا .
الشيخ : ... هديك لما قال : لم يختلف السلف ، وجاب حديث أبي هريرة تبع البخاري ، شو كتب ابن تيمية ولَّا المؤلف على لفظ البخاري ؟
السائل : ما ذكر ، فقط أحال لـ " فتح الباري " ، ذكر هذا الكلام ابن تيمية بأنه لم يَرِدْ خلاف بين السلف ، ثم ذكر اعتذار من هذه الأمور لا تُذكر بين الناس ؛ لأنه ... في البخاري عن علي بن أبي طالب أنه قال : حدِّثوا الناس بما يعرفون ، ودعوا ما ينكرون ؛ أتحبُّون أن يُكذَّبَ الله ورسوله ؟! يعني ... هذا الأمر .
الشيخ : افتح على الصحيح اللي فيها لفظ البخاري ، بعد بعد ، أظن مو هذا .
السائل : اللي ( خلق آدم على صورته ، طوله ستُّون ذراعًا ) ؟ هذه هي .
الشيخ : طيب ؛ خلص هذا البحث وما يتعرَّض لهذا اللفظ ؟
السائل : ما تعرَّض للَّفظ .
الشيخ : ولِمَ ؟ مع أن هذا منافي لذاك اللفظ ، وهذا صحيح وذاك ضعيف ، ورجيني لشوف ، لا بد ما يتكلم عليه ، على الأقل يؤوِّله بتأويل بعيد المنال .
السائل : يقول هنا : " وعامة أهل الأصول والكلام إنما يروون الجملة الثانية وهي قوله : ( خلق الله آدم على صورته ) ، ولا يذكرون الجملة الطلبية ؛ فصار الحديث متواترًا بين الطائفتين ، وصاروا متَّفقين على تصديقه ، لكن مع تفريق بعضه عن بعض ، وإن كان هو محفوظًا عند آخرين من علماء الحديث وغيرهم ، وقد ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - ابتداءً في إخباره بخلق آدم في ضمن حديث طويل إذا ذكر على وجهه زال كثير من الأمور المحتملة ، ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائدًا إلى غير الله - تعالى - ؛ حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصبهاني وغيرهم ؛ ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة " .
قال الشيخ أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرخي الشافعي في كتاب " الفصول في الأصول " : " فأما تأويل من لم يُتابعه عليه الأئمة فغير مقبول ، وإن صدر ذلك التأويل عن إمام معروف غير مجهول ، ونحو ما ينسب إلى أبي بكر " .
الشيخ : هذا لا يُسمَّى تأويلًا .
السائل : أقرأ كلام ... هذا كلام أبو الحسن محمد بن عبد الملك .
الشيخ : خليك معي ، كلام أبو الحسن يُنكر على الذين قالوا : ( على صورته ) أي : آدم ؛ أن هذا تأويل ، فإن كان يعني التأويل إخراج اللفظ عن دلالته فليس تأويلًا .
السائل : يكون التأويل هو الآخر .
الشيخ : ما هو ؟
السائل : أنه إذا دخل التأويل فإنه يعود إلى الله ؛ لأن هنا نقصد الصورة ويصبح هنا تشبيه لله ، وإن قال ليس تشبيه فنقول هذا مجاز .
الشيخ : كيف تقول ابن تيمية عم ينقل عن أبي الحسن هذا أنه ردَّ على أبي ثور وعلى أبي خزيمة وما أدري من الثالث ؟ أبو الشيخ الأصبهاني ، هذول فسَّروا الحديث بضعف رواية الضَّعيفة = -- وعليكم السلام ورحمة الله -- = ، فأنت وأبو الحسن عليهم ، وهو الأحقُّ بأن يُنكر عليه .
السائل : ذكر أن هذا تأويل ، والصحيح تأويلهم ( على صورة الرحمن ) .
الشيخ : لا .
السائل : فإذا قلنا التأويل يكون التأويل في الذين قالوا أن الهاء تعود على الرحمن ، والمقصود فيها الصورة ، ... تحديد المعنيين هو تشبيه أو مجاز .
الشيخ : ( إن الله خلق آدم على صورته ) اختلف في مرجع الضمير ، وقيل بأن المقصود الرحمن ، وقيل المقصود آدم ؛ سواء قيل بهذا أو هذا فهذا تفسير وليس تأويلًا بمعنى إخراج اللفظ عن دلالته الظاهرة ، واضح ؟ فشيخ الإسلام ينقل عن أبي الحسن هذا بأنه ردَّ على ابن خزيمة وعلى أبي ثور وعلى أبي الشيخ الأصبهاني أنهم تأولوا الحديث بتأويل على طريقة الخَلَف ، الذين يؤوِّلون الصفات ؛ فقالوا : خَلَقَ آدم على صورة آدم ، سمَّوه هذا تأويلًا منكرًا عليهم ، اقرأ تمام الكلام .
السائل : " غير مجهول نحو ما يُنسب إلى أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في تأويل الحديث : (خلق الله آدم على صورته) ؛ فإنه يفسِّر ذلك بذلك التأويل ، ولم يتابعه عليه من قبله من أئمة الحديث ؛ كما روينا عن أحمد - رحمه الله - ولم يتابعه - أيضًا - من بعده ؛ حتى رأيت في كتاب " الفقهاء " للعبادي الفقيه أنَّه ذكر الفقهاء ، وذكر عن كلِّ واحد منهم مسألة انفرد بها ، فذكر الإمام ابن خزيمة وأنه انفردَ بتأويل هذا الحديث ( خلق الله آدم على صورته ) ، على أني سمعت عدة من المشايخ رووا أن ذلك التأويل مزوَّر مربوط على ابن خزيمة ، وإفك مُفترى عليه ، فهذا وأمثال ذلك من التأويل لا نقبله ولا يُلتفت إليه .
قلت : ذكر الحافظ أبو موسى المديني فيما جمعه من مناقب إسماعيل بن محمد التيمي صاحب قال : سمعته يقول : أخطأ محمد بن إسحاق بن خزيمة في حديث الصورة ، ولا يُطعن عليه ذلك ، بل لا يُؤخذ عنه هذا فحسب . قال أبو موسى : أشار بذلك إلى أنه قلَّ من إمام إلا وله زلَّة ، فإذا تُرك ذلك الإمام لأجل زلَّته تُرك كثير من الأئمة ، إذا عُرِفَ ذلك فيُقال : أما عود الضمير إلى غير الله - تعالى - فباطل من وجوه : أحدها : ما في " الصحيحين " ابتداءً ( أن الله خلق آدم على صورته طوله ستون ذراعًا ) ، يعتذر بأنها ابتداء . وفي أحاديث أُخر " .
الشيخ : هذا ليس تأويلًا ؟
السائل : لا ، هذا التأويل ، " وفي أحاديث أُخر : ( أن الله خلق آدم على صورته ) ، ولم يقدِّم ذكر أحد يعود الضمير إليه " .
الشيخ : يقول في السياق إما ضرب وإما مضروب على وجهه ، فهذا هو الدليل .
السائل : وما ذكر بعضهم من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا يضرب رجلًا ويقول : قبَّح الله وجهك ، ووجهَ من أشبَهَ وجهَك ، فقال : ( خلق الله آدم على صورته ) ؛ أي : صورة هذا المضروب ، فهذا شيء لا أصل له ، ولا يُعرف في شيء من كتب الحديث .
الثاني : أن الحديث الآخر لفظه : ( إذا قاتل أحدكم فَلْيجتنب الوجه ؛ فإن الله خلق آدم على صورته ) .
الشيخ : المعنى الأول ، هذا الثاني والثالث بمعنى الحديث الأول !
السائل : أكمل هنا يقول : وليس لهذا ذكر أحد يعود الضمير إليه .
الشيخ : ( إذا قاتل أحدكم ) كيف ما فيه ؟
السائل : هذا كلام الشارح .
الشيخ : تأمل فيه شوف كلام سليم ولَّا لأ ؟
السائل : بدأ يذكر اللفظ الثالث فيقول : أن اللفظ الذي ذكره ابن خزيمة وتأوَّله ، وهو قوله : ( لا يقولنَّ أحدكم : قبَّح الله وجهك ووجهَ من أشبَهَ وجهَك ؛ فإنَّ الله خلق الله آدم على صورته ) ، ليس فيه ذكر أحد يصلح أن عود الضمير إليه ، وقوله في التأويل : أراد - صلى الله عليه وسلم - أن الله خلق آدم على صورته على صورة هذا المضروب الذي أمر الضارب باجتناب وجهه بالضرب والذي قبَّح وجهه ، فذكر - صلى الله عليه وسلم - أن يقول : ( ووجه من أشبَهَ وجهَك ) ، فيقال له : لم يتقدَّم ذكر مضروب فيما روايته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الشيخ : هذا تكرار مخلٌّ ومملٌّ ... .
الشيخ : مين هو اللي قال ؟
السائل : ... .
الشيخ : ... المؤلف هو إيه ؟ هو قال ، على ذمته يعني ... .
السائل : كمِّل السياق ؟
الشيخ : ... .
السائل : كمِّل السياق الشرح ؟
الشيخ : لأ ، رجعنا الضمير لوين ؟ من الذي ثم قال ؟ قال من هو ؟ هذا " الفتح " يمكن .
سائل آخر : ثم ذكر بعض الروايات .
السائل : هو الشرح لابن اليمان ، فنمشي الآن من أوَّل الشرح يتَّضح القائل من يكون هو ابن اليمان أو ابن حجر .
الشيخ : ... إذا ابن اليمان يقول : ثم قال ، من هو هذا القائل ؟
السائل : نشوف من القائل الآن ، قال في رواية جعفر بن محمد بن رافع ( على صورته ) ، روى البخاري من حديث أبي سعيد المقبري ويحيى بن همام عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إذا قاتل أحدكم فَلْيجتنب الوجه ) ، وذكر البخاري ، يقصد البخاري هنا هو ابن حجر ؟
الشيخ : شوف ابن حجر يا أخي .
السائل : طيب ، وذكر بعض ما تقدَّم من رواية الحديث ، ثم قال : لم يكن بين السلف والقرون الثلاثة نزاع .
الشيخ : مين اللي بقول لم يكن بين السلف البخاري ؟
السائل : البخاري أو ابن حجر .
الشيخ : معقول البخاري يتكلم هالكلام ؟!
السائل : رجعنا نحن من أول النص بعدما سمعنا النَّص نكمل النَّص ؟
الشيخ : نشوف البحث .
السائل : ففي " الصحيحين " عن همام بن منبِّه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ذكر الحديث ، ثم بعدما ذكر الحديث قال : في رواية جعفر بن محمد بن رافع ( على صورته ) .
الشيخ : -- عطيني كتابك --
شيخ الإسلام - رحمه الله - ردَّ هذه التأويلات ردًّا مقنعًا عن علمٍ و ... ، ولخطورة هذه المسألة ومكانة شيخ الإسلام فإني أكتفي بنقل كلامي هذا وهو كافٍ وافٍ ، قال - رحمه الله - بعدما نقل الكلام المتقدِّم عن الرازي : فيُقال هذا الحديث مخرَّج في " الصحيحين " ... ، ففي " الصحيحين " كذا وكذا ، قال في رواية جعفر بن محمد بن رافع ( على صورته ) ، وروى البخاري من حديث أبي سعيد المقبري إلى آخره : ( إذا قاتل أحدكم فَلْيجتنب الوجه ) ، وذكر بعدما تقدَّم ، الآن هنا المؤلف يقول : وذكر - يعني ابن تيمية - بعض ما تقدَّم من رواية الحديث ثم قال ، عرفتو مين بقى اللي قال ؟ ابن تيمية ، هات لنشوف شو قال ؟
السائل : ثم قال : " لم يكن بين السلف والقرون الثلاثة نزاع ؛ لأن الضمير في هذا الحديث عائد إلى الله - تعالى - ؛ فإنه مستفيض من طرق متعدِّدة عن عدد من الصحابة ، والسياق في الأحاديث كلها تدلُّ على ذلك ، وهو - أيضًا - مذكور فيما عند أهل الكتابين من الكتب كالتوراة وغيرها ، وما كان من العلم الموروث عن نبيِّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ؛ فلنا أن نستشهد عليه بما عند أهل الكتاب كما قال - تعالى - : (( قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ )) " .
الشيخ : هلق دعوى ابن تيمية ؛ كيف أثبتها المؤلف ؟ أو كيف أثبتها ابن تيمية نفسه ؟
السائل : ... .
الشيخ : عرفت ماذا أعني ؟ اقرأ كلام ابن تيمية ، شو قال ابن تيمية ؟ لم يكن هناك خلاف بين السلف .
السائل : يقول : لم يكن بين السلف في القرون الثلاثة نزاع ؛ لأن الضمير في هذا الحديث عائد إلى الله .
الشيخ : إي كمِّل .
السائل : فإنه مستفيض من طرق متعدِّدة عن عدد من الصحابة .
الشيخ : وين الطرق هذه ؟ الآن هذه الطرق أين هي ؟
السائل : الطرق ؟ بعدين يكمل ثم يقول : ولكن كان من العلماء في القرن الثالث من يكره روايته .
الشيخ : الطرق يا أخي طرق الحديث ؛ وينها ؟
السائل : يقول هنا في صفحة 44 ... : " وقال الطرق بإعادة بعض من الضمير إلى الله متمسِّكًا بما ورد في بعض طرقه ؛ أنَّ الله خلق آدم على صورة الرحمن ، قال : كأن من رواه أورده بالمعنى " .
الشيخ : أنا بسألك وين هذه الطرق ؟ هذه طريق ، وهذه طريق حبيب بن أبي ثابت المنقطعة بسبب أنه يدلِّس ؛ أي طريق معلَّلة ، وين الطرق التي أشار لها ابن تيمية ؟
السائل : ما في ... ما ذكر ... .
الشيخ : ولهذا فلا ينبغي أن نأخذ كلام أهل العلم هيك على عواهنه ، ونقول أن هذا الحديث جاء من طرق تؤكِّد أن الضمير يعود إلى الله - تبارك وتعالى - ، فهناك من قبل كما أشرتَ المستنصري أتى برواية : ( على صورة الرحمن ) ، طيب ؛ هذه طرق ولَّا طريق ؟
السائل : هذه يقول .
الشيخ : أجِبْ ، الله يهديك . هذا طريق ولَّا طرق ؟
السائل : طريق .
الشيخ : طيب ؛ وين الطرق ؟
السائل : يرجع للمؤلف ، أقرأ لك كلام المؤلف .
الشيخ : عارف ، هل ذكر شيخ الإسلام الطرق ؟
السائل : ما ذكر .
الشيخ : طيب ؛ المؤلف إجا علَّق على هذا وبيَّن الطرق ؟
السائل : لا ، ذكر كلام آخر فقط .
الشيخ : هذا المشكل ! فلذلك الإنسان العادي بيقرأ هذا الكلام يقول : خلاص ، الحديث صحيح ؛ لأن شيخ الإسلام ابن تيمية بيقول : طرقه ، وليس له طريق يُذكر إلا طريق اللي هو بلفظ : ( على صورة الرحمن ) ، مع ذلك كان الهدف نعرف إيش جواب شيخ الإسلام ابن تيمية عن لفظ البخاري : ( خلق الله آدم على صورته ، طوله ستُّون ذراعًا ) ، فأنت قرأت لنا الحديث بتمامه ؛ فماذا قال شيخ الإسلام عن هذا الحديث وبهذا اللفظ المخالف للفظ : ( على صورة الرحمن ) ؟ ماذا قال ؟
السائل : قال في رواية .
الشيخ : ... بعد ؟
السائل : بعد ؟
الشيخ : إي ، لما قال .
السائل : أكمل هو هنا اعتذار ... الكلام في السياق يقول إيش ؟ : " ولكن كان من العلماء في القرن الثالث من يكره روايته ويروي بعضه كما يكره رواية بعض الأحاديث لمن يخاف " .
الشيخ : ... ؟
السائل : نعم ؟
الشيخ : أي لفظ ؟
السائل : يقول الحديث هذا .
الشيخ : أيُّ ؟
السائل : اللي ذكرناه الرحمن هذا .
الشيخ : ... هديك لما قال : لم يختلف السلف ، وجاب حديث أبي هريرة تبع البخاري ، شو كتب ابن تيمية ولَّا المؤلف على لفظ البخاري ؟
السائل : ما ذكر ، فقط أحال لـ " فتح الباري " ، ذكر هذا الكلام ابن تيمية بأنه لم يَرِدْ خلاف بين السلف ، ثم ذكر اعتذار من هذه الأمور لا تُذكر بين الناس ؛ لأنه ... في البخاري عن علي بن أبي طالب أنه قال : حدِّثوا الناس بما يعرفون ، ودعوا ما ينكرون ؛ أتحبُّون أن يُكذَّبَ الله ورسوله ؟! يعني ... هذا الأمر .
الشيخ : افتح على الصحيح اللي فيها لفظ البخاري ، بعد بعد ، أظن مو هذا .
السائل : اللي ( خلق آدم على صورته ، طوله ستُّون ذراعًا ) ؟ هذه هي .
الشيخ : طيب ؛ خلص هذا البحث وما يتعرَّض لهذا اللفظ ؟
السائل : ما تعرَّض للَّفظ .
الشيخ : ولِمَ ؟ مع أن هذا منافي لذاك اللفظ ، وهذا صحيح وذاك ضعيف ، ورجيني لشوف ، لا بد ما يتكلم عليه ، على الأقل يؤوِّله بتأويل بعيد المنال .
السائل : يقول هنا : " وعامة أهل الأصول والكلام إنما يروون الجملة الثانية وهي قوله : ( خلق الله آدم على صورته ) ، ولا يذكرون الجملة الطلبية ؛ فصار الحديث متواترًا بين الطائفتين ، وصاروا متَّفقين على تصديقه ، لكن مع تفريق بعضه عن بعض ، وإن كان هو محفوظًا عند آخرين من علماء الحديث وغيرهم ، وقد ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - ابتداءً في إخباره بخلق آدم في ضمن حديث طويل إذا ذكر على وجهه زال كثير من الأمور المحتملة ، ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائدًا إلى غير الله - تعالى - ؛ حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصبهاني وغيرهم ؛ ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة " .
قال الشيخ أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرخي الشافعي في كتاب " الفصول في الأصول " : " فأما تأويل من لم يُتابعه عليه الأئمة فغير مقبول ، وإن صدر ذلك التأويل عن إمام معروف غير مجهول ، ونحو ما ينسب إلى أبي بكر " .
الشيخ : هذا لا يُسمَّى تأويلًا .
السائل : أقرأ كلام ... هذا كلام أبو الحسن محمد بن عبد الملك .
الشيخ : خليك معي ، كلام أبو الحسن يُنكر على الذين قالوا : ( على صورته ) أي : آدم ؛ أن هذا تأويل ، فإن كان يعني التأويل إخراج اللفظ عن دلالته فليس تأويلًا .
السائل : يكون التأويل هو الآخر .
الشيخ : ما هو ؟
السائل : أنه إذا دخل التأويل فإنه يعود إلى الله ؛ لأن هنا نقصد الصورة ويصبح هنا تشبيه لله ، وإن قال ليس تشبيه فنقول هذا مجاز .
الشيخ : كيف تقول ابن تيمية عم ينقل عن أبي الحسن هذا أنه ردَّ على أبي ثور وعلى أبي خزيمة وما أدري من الثالث ؟ أبو الشيخ الأصبهاني ، هذول فسَّروا الحديث بضعف رواية الضَّعيفة = -- وعليكم السلام ورحمة الله -- = ، فأنت وأبو الحسن عليهم ، وهو الأحقُّ بأن يُنكر عليه .
السائل : ذكر أن هذا تأويل ، والصحيح تأويلهم ( على صورة الرحمن ) .
الشيخ : لا .
السائل : فإذا قلنا التأويل يكون التأويل في الذين قالوا أن الهاء تعود على الرحمن ، والمقصود فيها الصورة ، ... تحديد المعنيين هو تشبيه أو مجاز .
الشيخ : ( إن الله خلق آدم على صورته ) اختلف في مرجع الضمير ، وقيل بأن المقصود الرحمن ، وقيل المقصود آدم ؛ سواء قيل بهذا أو هذا فهذا تفسير وليس تأويلًا بمعنى إخراج اللفظ عن دلالته الظاهرة ، واضح ؟ فشيخ الإسلام ينقل عن أبي الحسن هذا بأنه ردَّ على ابن خزيمة وعلى أبي ثور وعلى أبي الشيخ الأصبهاني أنهم تأولوا الحديث بتأويل على طريقة الخَلَف ، الذين يؤوِّلون الصفات ؛ فقالوا : خَلَقَ آدم على صورة آدم ، سمَّوه هذا تأويلًا منكرًا عليهم ، اقرأ تمام الكلام .
السائل : " غير مجهول نحو ما يُنسب إلى أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في تأويل الحديث : (خلق الله آدم على صورته) ؛ فإنه يفسِّر ذلك بذلك التأويل ، ولم يتابعه عليه من قبله من أئمة الحديث ؛ كما روينا عن أحمد - رحمه الله - ولم يتابعه - أيضًا - من بعده ؛ حتى رأيت في كتاب " الفقهاء " للعبادي الفقيه أنَّه ذكر الفقهاء ، وذكر عن كلِّ واحد منهم مسألة انفرد بها ، فذكر الإمام ابن خزيمة وأنه انفردَ بتأويل هذا الحديث ( خلق الله آدم على صورته ) ، على أني سمعت عدة من المشايخ رووا أن ذلك التأويل مزوَّر مربوط على ابن خزيمة ، وإفك مُفترى عليه ، فهذا وأمثال ذلك من التأويل لا نقبله ولا يُلتفت إليه .
قلت : ذكر الحافظ أبو موسى المديني فيما جمعه من مناقب إسماعيل بن محمد التيمي صاحب قال : سمعته يقول : أخطأ محمد بن إسحاق بن خزيمة في حديث الصورة ، ولا يُطعن عليه ذلك ، بل لا يُؤخذ عنه هذا فحسب . قال أبو موسى : أشار بذلك إلى أنه قلَّ من إمام إلا وله زلَّة ، فإذا تُرك ذلك الإمام لأجل زلَّته تُرك كثير من الأئمة ، إذا عُرِفَ ذلك فيُقال : أما عود الضمير إلى غير الله - تعالى - فباطل من وجوه : أحدها : ما في " الصحيحين " ابتداءً ( أن الله خلق آدم على صورته طوله ستون ذراعًا ) ، يعتذر بأنها ابتداء . وفي أحاديث أُخر " .
الشيخ : هذا ليس تأويلًا ؟
السائل : لا ، هذا التأويل ، " وفي أحاديث أُخر : ( أن الله خلق آدم على صورته ) ، ولم يقدِّم ذكر أحد يعود الضمير إليه " .
الشيخ : يقول في السياق إما ضرب وإما مضروب على وجهه ، فهذا هو الدليل .
السائل : وما ذكر بعضهم من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا يضرب رجلًا ويقول : قبَّح الله وجهك ، ووجهَ من أشبَهَ وجهَك ، فقال : ( خلق الله آدم على صورته ) ؛ أي : صورة هذا المضروب ، فهذا شيء لا أصل له ، ولا يُعرف في شيء من كتب الحديث .
الثاني : أن الحديث الآخر لفظه : ( إذا قاتل أحدكم فَلْيجتنب الوجه ؛ فإن الله خلق آدم على صورته ) .
الشيخ : المعنى الأول ، هذا الثاني والثالث بمعنى الحديث الأول !
السائل : أكمل هنا يقول : وليس لهذا ذكر أحد يعود الضمير إليه .
الشيخ : ( إذا قاتل أحدكم ) كيف ما فيه ؟
السائل : هذا كلام الشارح .
الشيخ : تأمل فيه شوف كلام سليم ولَّا لأ ؟
السائل : بدأ يذكر اللفظ الثالث فيقول : أن اللفظ الذي ذكره ابن خزيمة وتأوَّله ، وهو قوله : ( لا يقولنَّ أحدكم : قبَّح الله وجهك ووجهَ من أشبَهَ وجهَك ؛ فإنَّ الله خلق الله آدم على صورته ) ، ليس فيه ذكر أحد يصلح أن عود الضمير إليه ، وقوله في التأويل : أراد - صلى الله عليه وسلم - أن الله خلق آدم على صورته على صورة هذا المضروب الذي أمر الضارب باجتناب وجهه بالضرب والذي قبَّح وجهه ، فذكر - صلى الله عليه وسلم - أن يقول : ( ووجه من أشبَهَ وجهَك ) ، فيقال له : لم يتقدَّم ذكر مضروب فيما روايته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الشيخ : هذا تكرار مخلٌّ ومملٌّ ... .
- رحلة النور - شريط : 78
- توقيت الفهرسة : 00:02:12
- نسخة مدققة إملائيًّا