القول في توسُّط الإمام والصف خلفه بصلاة الجماعة ؟
A-
A=
A+
الشيخ : ... هذا الذي يبدو - والله أعلم - ؛ وإن كان ليس هناك حديث صحيح وصريح في ذلك ، ولكنه ممكن أن يُستنبط من بعض الأحاديث ؛ فمثلًا حديث جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يصلي مرَّة ، فجاء رجل من الصحابة اسمه جبَّار ، فوقف عن يمينه - عليه الصلاة والسلام - ، ثم جاء جابر فوقف عن يساره ، فدفعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - هكذا خلفه ، فإذا لاحظنا هذا الحديث أمكَنَنا أن نفهم صحة ذلك الحديث من حيث معناه وإن كان ضعيفًا من حيث مبناه ؛ وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( وسِّطوا الإمام ) ، فلا شك حين ذاك أن معنى هذا الحديث إذا لاحظنا حديث جابر وجبَّار يبقى مفهوم هذا الحديث من حيث دلالته معمولًا به ، وقد جاء حديث ضعيف الإسناد ذكره الحافظ المنذري في " الترغيب " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - رأى ذاتَ يوم أنَّ الجانب الأيمن من الصَّفِّ قد زاد ، فذكر جملةً لا أحفظها الآن مثل الترحُّم على مَن جاء ليصلِّي في الجانب الأيسر ... لكن الحقيقة أنُّو لا يوجد حديث صريح في هذا الأمر إلا ما يُمكن استنباطه من حديث جابر .
السائل : هناك حديث يقول ما معناه أن الملائكة تسلِّم على ميامن الصفوف ، ( إنَّ الله وملائكته يصلُّون على ميامن الصُّفوف ) ؟
الشيخ : صحيح ، لفظ الحديث فيه ضعف ، لكن هذا لا يعني أن يخلَّ في مرادنا في معنى أنُّو يقف وراء الإمام شخص ثم يروح الصف كله يمينًا وما يقوم على اليسار أحد ، وإنما فيه الحضُّ على ترجيح الجهة اليمنى ، وهذا طبعًا بعض الأحاديث العامة قد تؤيِّد هذا المعنى ، لكن لا ينبغي أن نفهم منه ما أشرتُ آنفًا إلى حديث جابر ... عليه من التوسُّط وراء الإمام ، فلا يكون يمينًا ولا يسارًا مبالغة .
أتصوَّر أنُّو في جانبين بهذه المناسبة من دفع الرسول - صلى الله عليه وسلم - لهذين الرجلين خلفه ؛ فلو جاء شخص ثالث ووقف على اليمين ، إذا جاء شخص ... رابع وقف على اليسار ؛ حينئذٍ يكون الحل يمين يسار يمين يسار حتى يكمل الصف ، ويدل - أيضًا - على هذا جريان عمل المسلمين في جعل المحاريب في منتصف المساجد ، وإن كانت هذه المحاريب ليس لها أصل في السنة ، لكنها على كلِّ حال هي تٌشعر أن المقام الذي كان الإمام يقف فيه للصلاة بالناس إنما هو في منتصف المسجد ، فإذا لُوحظ - أيضًا - هذا المعنى فهمنا أن القاعدة ينبغي أن تكون كما ذكرنا ؛ يمين يسار يمين يسار حتى يكمل الصف من كلِّ جانب .
السائل : سؤال : عندك في هذه المسألة تفريع يا شيخ ، يذكر بعضهم يفرِّعون على هذه يقولون : إنَّ أفضل الأماكن في الصلاة خلف الإمام هو خلف الإمام مباشرة ، ثم بعد ذلك عن يمين الإمام ، ثم بعد ذلك عن شماله ، وتظلُّ الأفضلية خلف الإمام مباشرة ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( لِيلني أولى الألباب منكم ) - أو كما جاء في الحديث - ؟
الشيخ : ( ليليني منكم أولو الأحلام والنهى ) ، بس هذا لا يعني أن يأتي الرجل ويقف وراء الإمام مباشرة بعد أن رأينا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دَفَعَهما سويًّا ، ولو كان هذا هو المقصود لَدَفَعَهُما منحرفين قليلًا إلى اليمين حيث يأتي أحدهما خلف الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، هذا من جهة ، من جهة أخرى قوله - عليه السلام - : ( ليليني منكم أولى الأحلام والنهى ) لا يُعطي المعنى الدقيق المنصوص ، ولا ... الرسول - عليه السلام - ؛ لأنه قد يكون هناك جماعة من أهل الأحلام والنُّهى ، المهم أن يكون خلفه - عليه السلام - ، أما أخذه يمينًا أو يسارًا الحديث لا يعطينا هذه ، لكن إذا نظرنا إلى حديث جابر آنفًا ممكن أن نقول : إن الإمام يقف بين الرجلين ، أو الرجلان يكونان على جانبي الإمام يمينًا ويسارًا ، ثم ... كما ذكرنا آنفًا ، هذه المسألة - كما قلت آنفًا - ليس فيها نصٌّ صريح من حيث يتخاصم ويتجادل الناس فيها ، وإنما ما اجتمع بهذا فَبِهَا ، ومن - كما قلتَ أنتَ آنفًا - إذا أخذت من حديث ( ليليني ) أنُّو الواحد يقف وراء الإمام تمامًا ، ... مثال إن شاء الله ، وهذا تمامًا كما ذكرنا الليلة حديثًا بمناسبةٍ ؛ ألا وهو حديث البراء بن عازب ... قال : كنَّا إذا صلينا خلف النبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلَّم - أحببنا أن نكون خلفه ، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد لا يضع أحدنا ؛ أي : لا يسجد أحدنا حتى يرى النبي - صلى الله عليه وسلم - قد وَضَعَ جبهته على الأرض ، فكونه خلف النبي ما بيعطينا - أيضًا - هذه الدقة ؛ لأنها كلمة عائمة ؛ ممكن يكون يمين أكثر على حسب ... .
السائل : هناك حديث يقول ما معناه أن الملائكة تسلِّم على ميامن الصفوف ، ( إنَّ الله وملائكته يصلُّون على ميامن الصُّفوف ) ؟
الشيخ : صحيح ، لفظ الحديث فيه ضعف ، لكن هذا لا يعني أن يخلَّ في مرادنا في معنى أنُّو يقف وراء الإمام شخص ثم يروح الصف كله يمينًا وما يقوم على اليسار أحد ، وإنما فيه الحضُّ على ترجيح الجهة اليمنى ، وهذا طبعًا بعض الأحاديث العامة قد تؤيِّد هذا المعنى ، لكن لا ينبغي أن نفهم منه ما أشرتُ آنفًا إلى حديث جابر ... عليه من التوسُّط وراء الإمام ، فلا يكون يمينًا ولا يسارًا مبالغة .
أتصوَّر أنُّو في جانبين بهذه المناسبة من دفع الرسول - صلى الله عليه وسلم - لهذين الرجلين خلفه ؛ فلو جاء شخص ثالث ووقف على اليمين ، إذا جاء شخص ... رابع وقف على اليسار ؛ حينئذٍ يكون الحل يمين يسار يمين يسار حتى يكمل الصف ، ويدل - أيضًا - على هذا جريان عمل المسلمين في جعل المحاريب في منتصف المساجد ، وإن كانت هذه المحاريب ليس لها أصل في السنة ، لكنها على كلِّ حال هي تٌشعر أن المقام الذي كان الإمام يقف فيه للصلاة بالناس إنما هو في منتصف المسجد ، فإذا لُوحظ - أيضًا - هذا المعنى فهمنا أن القاعدة ينبغي أن تكون كما ذكرنا ؛ يمين يسار يمين يسار حتى يكمل الصف من كلِّ جانب .
السائل : سؤال : عندك في هذه المسألة تفريع يا شيخ ، يذكر بعضهم يفرِّعون على هذه يقولون : إنَّ أفضل الأماكن في الصلاة خلف الإمام هو خلف الإمام مباشرة ، ثم بعد ذلك عن يمين الإمام ، ثم بعد ذلك عن شماله ، وتظلُّ الأفضلية خلف الإمام مباشرة ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( لِيلني أولى الألباب منكم ) - أو كما جاء في الحديث - ؟
الشيخ : ( ليليني منكم أولو الأحلام والنهى ) ، بس هذا لا يعني أن يأتي الرجل ويقف وراء الإمام مباشرة بعد أن رأينا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دَفَعَهما سويًّا ، ولو كان هذا هو المقصود لَدَفَعَهُما منحرفين قليلًا إلى اليمين حيث يأتي أحدهما خلف الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، هذا من جهة ، من جهة أخرى قوله - عليه السلام - : ( ليليني منكم أولى الأحلام والنهى ) لا يُعطي المعنى الدقيق المنصوص ، ولا ... الرسول - عليه السلام - ؛ لأنه قد يكون هناك جماعة من أهل الأحلام والنُّهى ، المهم أن يكون خلفه - عليه السلام - ، أما أخذه يمينًا أو يسارًا الحديث لا يعطينا هذه ، لكن إذا نظرنا إلى حديث جابر آنفًا ممكن أن نقول : إن الإمام يقف بين الرجلين ، أو الرجلان يكونان على جانبي الإمام يمينًا ويسارًا ، ثم ... كما ذكرنا آنفًا ، هذه المسألة - كما قلت آنفًا - ليس فيها نصٌّ صريح من حيث يتخاصم ويتجادل الناس فيها ، وإنما ما اجتمع بهذا فَبِهَا ، ومن - كما قلتَ أنتَ آنفًا - إذا أخذت من حديث ( ليليني ) أنُّو الواحد يقف وراء الإمام تمامًا ، ... مثال إن شاء الله ، وهذا تمامًا كما ذكرنا الليلة حديثًا بمناسبةٍ ؛ ألا وهو حديث البراء بن عازب ... قال : كنَّا إذا صلينا خلف النبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلَّم - أحببنا أن نكون خلفه ، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد لا يضع أحدنا ؛ أي : لا يسجد أحدنا حتى يرى النبي - صلى الله عليه وسلم - قد وَضَعَ جبهته على الأرض ، فكونه خلف النبي ما بيعطينا - أيضًا - هذه الدقة ؛ لأنها كلمة عائمة ؛ ممكن يكون يمين أكثر على حسب ... .
- رحلة النور - شريط : 75
- توقيت الفهرسة : 00:01:32
- نسخة مدققة إملائيًّا