الآية في قوله - تعالى - : (( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّه )) وحديث عدي بن حاتم في تفسيرها .
A-
A=
A+
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم ، والصَّلاة والسَّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيِّدنا ونبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فهذه الآية في قوله - تعالى - : (( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّه )) ، قد فسَّرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعديِّ بن حاتم ، وذلك أنه لمَّا جاء مسلمًا دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهو يقرآ هذه الآية ، قال : فقلت : إنهم لم يعبدوهم . فقال : ( إنهم حرَّموا عليهم الحلال وحلَّلوا لهم الحرام ، فاتَّبعوهم ، فذاك عبادتهم إيَّاهم ) . رواه أحمد والترمذي ، وحسَّنه ، وعبد بن حميد وابن سعد وابن أبي حاتم والطبراني وغيرهم من طرق ، ضعيف رواه الترمذي وابن جرير والبيهقي والمزي في " تهذيب الكمال " عن عدي .
الشيخ : من الذي يقول : عدي جاء ؟
السائل : ... في تخريج أحاديث تيسير العلي القدير .
الشيخ : الحديث جاء في ... ؟
السائل : نعم في ... .
الشيخ : لأ في المتن جاء ولم يخرِّجه .
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
السائل : وابن جرير والبيهقي في " تهذيب الكمال " عن عدي بن حاتم بإسناد ضعيف ، قال الترمذي : حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام بن حرب ، وغُطيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث . انتهى .
قلت : وضعَّفه الدارقطني وجزم الحافظ في " التقريب " بضعفه ، وقد رواه ابن جرير والبيهقي من طريق حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختري عن حذيفة موقوفًا بمعناه ، وسنده ضعيف منقطع ، حبيب مدلس وقد عنعن ، وأبو البختري لم يسمع من حذيفة جامع التحفيظ ، والحديث حسَّنه الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني في " غاية المرام " ، وأحال الكلام عليه إلى تخريجه لأحاديث كتاب " المصطلحات الأربعة " للمودودي ؛ غير أنَّني لم أجده هناك فليُعلم ، وعزو الحديث لأحمد وَهمٌ ؛ ولذلك لم يعزُ الشيخ في الدُّرر الحديث إليه . انتهى .
الشيخ : هذا هو الكلام ؟
السائل : نعم .
الشيخ : مثل هذا النَّقد يُعتبر غير ذي مرجوع كما يقولون ؛ ذلك لأنَّ كون الحديث الضعيف يتقوَّى بكثرة الطرق هذه ليست قاعدة ... جامدة بحيث يشترك في معرفتها أو في حسن تطبيقها ، قلت : مَن كان عنده شيء من المعرفة من أهل العلم اصطلاحًا وتجريحًا وتعديلًا ، فنُلاحظ هنا أنه أعلَّ كلًّا من الطريقين في ... لم يزد عليَّ شيئًا ؛ لأنني ما قلت في كلٍّ من الطريقين أو في أحدهما : إنه حسن لذاته ، فما هو وجه الانتقاد ؟ لم يتعرَّض لوجه الانتقاد ، لكن يبقى الإنسان وبخاصَّة مَن كان عنده شيء من العلم بأسلوب الانتقاد أنه وجهة نظر ، أنُّو هذا الطريق لا يتقوَّى ... تُرى هل هذا يعني الملاحظة التي أدَّاها تخفى على من أتقن الحديث ؟ أي : هل يخفى على الألباني أو غيره أن هذا بالإسناد الأول ضعيف ، والثاني كذلك ، هل يُتصوَّر هذا ؟
فإذًا ما الذي فعله صاحبنا هذا ؟
يبدي رأيه ما في مانع ، لكن هذا الرأي إذا بنيته بصورة واضحة ... حينئذٍ لا فائدة إلَّا أن يُقال : هذا رأينا ، وذاك رأي الشيخ الألباني ، هكذا تكون الفائدة ... ، الشيخ الألباني الأن لمَّا يخرِّج هذا الحديث يُلاحظ أن الحديث في صدد تفسير آية ، وأن هذه الآية لا يمكن تفسيرها إلا بما جاء في هذا الحديث ؛ أحدهما ... والآخر منصوص ، فإذا غضَضْنا النظر عن كلٍّ من الفريقين وسألنا هذا المقلِّد المضعِّف لهذا الحديث ؛ ما معنى الآية عنده ؟ لا يستطيع أن يخرج عمَّا جاء في الحديث ؛ فحينئذٍ يكون المجموع مركَّب من ثلاثة أشياء ؛ أولًا ظاهر الآية ، ثانيًا الطريق الأولى ، ثالثًا الطريق الثانية وهي حديث حذيفة الموقوف .
فأنا في ظنِّي هو لاحظ فقط الناحية التقليديَّة ، ولم يُلاحظ الناحية المعنوية ؛ أي : إنه ناقش الحديث من حيث الرواية ، ولم يناقش الحديث من حديث الدراية ؛ فلو أنه تأمَّل أن الآية لا تحتمل تفسيرًا بغير ما جاء في الحديث حينئذٍ وجدَ أن تحسين الألباني للحديث ؛ أولًا هذا ظاهرٌ لم يكن تحسينًا لذاته ، وإنما كان تحسينًا لغيره ؛ لأن ما فعله هو من التَّضعيف فَعَلَه - أيضًا - الألباني ، لكن هو قال : حديث حسن ؛ لأنه راعى المعنى الموجود في الآية موجود في هذين الحديثين ؛ الأوَّل مقطوع والآخر ... ، هذا مع عندي ... ، إذا في شيء آخر ؟
نعم ؟
السائل : كلٌّ له اجتهاده ... .
الشيخ : هل كلُّ من كتب مثل هذه الكتابة يكون مشهودًا له بأنه من أهل الاجتهاد ؟ لا يمكن هذا في علم الحديث كأيِّ مسألة في فقه الحديث ، هل لكل إنسان أن يقول : أنا أفهم من هذا الحديث كذا ؟ فما عليَّ خالفني به غيري ... نفس المثال ... للتذكير إلى أنه قد شاع الآن ... مقابل ذلك التفسير الذي مضى عليه قرون من العلماء ... الذين يحقُّ له أن يجتهدوا في نصوص الكتاب والسنة ، ومع ذلك ظلُّوا جامدين مقلِّدين طيلة تلك القرون التي صار التَّمذهب دينًا ، أما الآن فصار ردَّة فعل غريبة عجيبة جدًّا ، أصبح كلُّ من قد لا يحسن أن يقرأ آية كما أُنزلت ؛ مع أنها قد حُسِّنت كتابها وشُكِّلت أحرفها ؛ بحيث لا يُعلم من يخطئ في تلاوتها بخلاف الحديث ؛ فإن الاعتناء بالتَّشكيل يكون لم يكن اعتناء تشكيل الآيات القرآنية ؛ مع ذلك فبعض الذين يكونون ... على موطن الاجتهاد فقهي فقه القرآن وفقه السنة ليسوا فقط لا يحسنون تلاوة حديث كما تلاه أو قَرَأَه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ بل هم لا يحسنون تلاوة آية كما أُنزلت .
وقد ذكر علماء الحديث أنَّه يجب على طالب العلم أن يُحسن القول بدراسته للُّغة العربية نحوًا وصرفًا حتى لا يقع باللَّحن الذي ... الكذب على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ويقع في وعيد قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( من قال عليَّ ما لم أقُلْ فليتبوَّأ مقعده من النار ) ، هذه ظاهرة مشهودة ملموسة في هذا الزمان ؛ وهي أن يدَّعي الاجتهاد بل وما دون ذلك من الاتِّباع الذي يستلزم القدرة على الترجيح ترجيح قول على آخر ؛ يدَّعي هذا في اجتهاد فضلًا عن الاتباع مَن وصفنا شيئًا من مثله آنفًا ، مثل هذا الذي وقع في الفقه وبصورة واسعة في هذا العصر أيضًا وقع ... ولو بأقلَّ منه في الاجتهاد في تضعيف الأحاديث ... تصحيحها .
إنَّ الناشئين اليوم في هذا العلم علم الجرح والتعديل ومصطلح الحديث يرون أن هذا العلم مثل بعض العلوم الأخرى ؛ كعلم النحو مثلًا ؛ الفاعل مرفوع دائمًا ، والمفعول به منصوب دائمًا ، ولا فرق في هذا بين من يقول ... .
فهذه الآية في قوله - تعالى - : (( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّه )) ، قد فسَّرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعديِّ بن حاتم ، وذلك أنه لمَّا جاء مسلمًا دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهو يقرآ هذه الآية ، قال : فقلت : إنهم لم يعبدوهم . فقال : ( إنهم حرَّموا عليهم الحلال وحلَّلوا لهم الحرام ، فاتَّبعوهم ، فذاك عبادتهم إيَّاهم ) . رواه أحمد والترمذي ، وحسَّنه ، وعبد بن حميد وابن سعد وابن أبي حاتم والطبراني وغيرهم من طرق ، ضعيف رواه الترمذي وابن جرير والبيهقي والمزي في " تهذيب الكمال " عن عدي .
الشيخ : من الذي يقول : عدي جاء ؟
السائل : ... في تخريج أحاديث تيسير العلي القدير .
الشيخ : الحديث جاء في ... ؟
السائل : نعم في ... .
الشيخ : لأ في المتن جاء ولم يخرِّجه .
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
السائل : وابن جرير والبيهقي في " تهذيب الكمال " عن عدي بن حاتم بإسناد ضعيف ، قال الترمذي : حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام بن حرب ، وغُطيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث . انتهى .
قلت : وضعَّفه الدارقطني وجزم الحافظ في " التقريب " بضعفه ، وقد رواه ابن جرير والبيهقي من طريق حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختري عن حذيفة موقوفًا بمعناه ، وسنده ضعيف منقطع ، حبيب مدلس وقد عنعن ، وأبو البختري لم يسمع من حذيفة جامع التحفيظ ، والحديث حسَّنه الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني في " غاية المرام " ، وأحال الكلام عليه إلى تخريجه لأحاديث كتاب " المصطلحات الأربعة " للمودودي ؛ غير أنَّني لم أجده هناك فليُعلم ، وعزو الحديث لأحمد وَهمٌ ؛ ولذلك لم يعزُ الشيخ في الدُّرر الحديث إليه . انتهى .
الشيخ : هذا هو الكلام ؟
السائل : نعم .
الشيخ : مثل هذا النَّقد يُعتبر غير ذي مرجوع كما يقولون ؛ ذلك لأنَّ كون الحديث الضعيف يتقوَّى بكثرة الطرق هذه ليست قاعدة ... جامدة بحيث يشترك في معرفتها أو في حسن تطبيقها ، قلت : مَن كان عنده شيء من المعرفة من أهل العلم اصطلاحًا وتجريحًا وتعديلًا ، فنُلاحظ هنا أنه أعلَّ كلًّا من الطريقين في ... لم يزد عليَّ شيئًا ؛ لأنني ما قلت في كلٍّ من الطريقين أو في أحدهما : إنه حسن لذاته ، فما هو وجه الانتقاد ؟ لم يتعرَّض لوجه الانتقاد ، لكن يبقى الإنسان وبخاصَّة مَن كان عنده شيء من العلم بأسلوب الانتقاد أنه وجهة نظر ، أنُّو هذا الطريق لا يتقوَّى ... تُرى هل هذا يعني الملاحظة التي أدَّاها تخفى على من أتقن الحديث ؟ أي : هل يخفى على الألباني أو غيره أن هذا بالإسناد الأول ضعيف ، والثاني كذلك ، هل يُتصوَّر هذا ؟
فإذًا ما الذي فعله صاحبنا هذا ؟
يبدي رأيه ما في مانع ، لكن هذا الرأي إذا بنيته بصورة واضحة ... حينئذٍ لا فائدة إلَّا أن يُقال : هذا رأينا ، وذاك رأي الشيخ الألباني ، هكذا تكون الفائدة ... ، الشيخ الألباني الأن لمَّا يخرِّج هذا الحديث يُلاحظ أن الحديث في صدد تفسير آية ، وأن هذه الآية لا يمكن تفسيرها إلا بما جاء في هذا الحديث ؛ أحدهما ... والآخر منصوص ، فإذا غضَضْنا النظر عن كلٍّ من الفريقين وسألنا هذا المقلِّد المضعِّف لهذا الحديث ؛ ما معنى الآية عنده ؟ لا يستطيع أن يخرج عمَّا جاء في الحديث ؛ فحينئذٍ يكون المجموع مركَّب من ثلاثة أشياء ؛ أولًا ظاهر الآية ، ثانيًا الطريق الأولى ، ثالثًا الطريق الثانية وهي حديث حذيفة الموقوف .
فأنا في ظنِّي هو لاحظ فقط الناحية التقليديَّة ، ولم يُلاحظ الناحية المعنوية ؛ أي : إنه ناقش الحديث من حيث الرواية ، ولم يناقش الحديث من حديث الدراية ؛ فلو أنه تأمَّل أن الآية لا تحتمل تفسيرًا بغير ما جاء في الحديث حينئذٍ وجدَ أن تحسين الألباني للحديث ؛ أولًا هذا ظاهرٌ لم يكن تحسينًا لذاته ، وإنما كان تحسينًا لغيره ؛ لأن ما فعله هو من التَّضعيف فَعَلَه - أيضًا - الألباني ، لكن هو قال : حديث حسن ؛ لأنه راعى المعنى الموجود في الآية موجود في هذين الحديثين ؛ الأوَّل مقطوع والآخر ... ، هذا مع عندي ... ، إذا في شيء آخر ؟
نعم ؟
السائل : كلٌّ له اجتهاده ... .
الشيخ : هل كلُّ من كتب مثل هذه الكتابة يكون مشهودًا له بأنه من أهل الاجتهاد ؟ لا يمكن هذا في علم الحديث كأيِّ مسألة في فقه الحديث ، هل لكل إنسان أن يقول : أنا أفهم من هذا الحديث كذا ؟ فما عليَّ خالفني به غيري ... نفس المثال ... للتذكير إلى أنه قد شاع الآن ... مقابل ذلك التفسير الذي مضى عليه قرون من العلماء ... الذين يحقُّ له أن يجتهدوا في نصوص الكتاب والسنة ، ومع ذلك ظلُّوا جامدين مقلِّدين طيلة تلك القرون التي صار التَّمذهب دينًا ، أما الآن فصار ردَّة فعل غريبة عجيبة جدًّا ، أصبح كلُّ من قد لا يحسن أن يقرأ آية كما أُنزلت ؛ مع أنها قد حُسِّنت كتابها وشُكِّلت أحرفها ؛ بحيث لا يُعلم من يخطئ في تلاوتها بخلاف الحديث ؛ فإن الاعتناء بالتَّشكيل يكون لم يكن اعتناء تشكيل الآيات القرآنية ؛ مع ذلك فبعض الذين يكونون ... على موطن الاجتهاد فقهي فقه القرآن وفقه السنة ليسوا فقط لا يحسنون تلاوة حديث كما تلاه أو قَرَأَه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ بل هم لا يحسنون تلاوة آية كما أُنزلت .
وقد ذكر علماء الحديث أنَّه يجب على طالب العلم أن يُحسن القول بدراسته للُّغة العربية نحوًا وصرفًا حتى لا يقع باللَّحن الذي ... الكذب على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ويقع في وعيد قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( من قال عليَّ ما لم أقُلْ فليتبوَّأ مقعده من النار ) ، هذه ظاهرة مشهودة ملموسة في هذا الزمان ؛ وهي أن يدَّعي الاجتهاد بل وما دون ذلك من الاتِّباع الذي يستلزم القدرة على الترجيح ترجيح قول على آخر ؛ يدَّعي هذا في اجتهاد فضلًا عن الاتباع مَن وصفنا شيئًا من مثله آنفًا ، مثل هذا الذي وقع في الفقه وبصورة واسعة في هذا العصر أيضًا وقع ... ولو بأقلَّ منه في الاجتهاد في تضعيف الأحاديث ... تصحيحها .
إنَّ الناشئين اليوم في هذا العلم علم الجرح والتعديل ومصطلح الحديث يرون أن هذا العلم مثل بعض العلوم الأخرى ؛ كعلم النحو مثلًا ؛ الفاعل مرفوع دائمًا ، والمفعول به منصوب دائمًا ، ولا فرق في هذا بين من يقول ... .
- رحلة النور - شريط : 68
- توقيت الفهرسة : 00:34:32
- نسخة مدققة إملائيًّا