ماذا تقول في قضية الاتِّكاء في حال الأكل ؟
A-
A=
A+
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على سيِّد الأنبياء والمرسلين ، سيِّدنا ونبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فضيلة الشيخ ، ماذا تقول في قضية الاتِّكاء في حال الأكل ، أرجو التوضيح ، وجزاك الله خيرًا ؟
الشيخ : الاتِّكاء ؟ هناك حديث في " صحيح البخاري " عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال : ( إنِّي لا آكل متَّكئًا ) ، فُسِّر الاتكاء في هذا الحديث بتفسيرين اثنين :
الأول - وهو الأشهر عند شرَّاح وعلماء غريب اللغة لغة الحديث كابن الأثير وغيره - بالتربُّع ؛ أن يجلس الآكل والطَّاعم متربِّعًا ، هذا هو القول الأول .
والقول الثاني : الاتِّكاء هو على اليد اليمنى أو اليسرى كما جاء في حديث في " الصحيحين " من قوله - عليه الصلاة والسلام - : " ( أكبر الكبائر الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وشهادة الزور ) ، وكان متِّكئًا فجلس ، ثم قال : ( ألا وشهادة الزور ! ألا وشهادة الزور ! ) ، فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يكرِّرها حتى تمنَّينا أنَّه سكت ، من كثر ما اهتمَّ الرسول - عليه السلام - بشهادة الزور وما يترتَّب من ورائها من اعتداء على الحقوق كان متِّكئًا فجلس ، كناية عن اهتمامه بعظمة هذه الكبيرة من الكبائر ، والذي أطمأنَّ إليه نفسي وانشرح له صدري هو هذا المعنى الثاني ؛ لأن الأكل متَّكئًا هو من شيمة المستكبرين المتعجرفين ، ورسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كان كما تعلمون سيِّد المتواضعين ، ولذلك كان يقول : ( آكُلُ كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد ) ، فهو - عليه الصلاة والسلام - كان أكله على حسب القاعدة التي وَضَعَها لأمته في مثل قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( بحسْبِ ابن آدم لُقَيماتٍ يُقِمْنَ صلبَه ، فإن كان ولا بدَّ فثلثٌ لطعامه ، وثلثٌ لشرابه ، وثلثٌ لنفسه ) ، فما كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يجلس إلا جلسة المتواضع ، وأما الاتكاء وهو يأكل فإنه من جلسة المتكبرين ، وسواء كان الراجح هذا التَّفسير للاتِّكاء أو ذاك فينبغي أن نلاحظَ أن قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لا آكل متِّكئًا ) لا يعني تحريم الأكل في هذه الهيئة ، وإنما يعني أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يتنزَّه عن أن يأكلَ بهذه الكيفيَّة ؛ سواء متربِّعًا أو متَّكئًا على يمينه أو يساره ، وخير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وهو كان يأكل على الأرض ، وكان لا يتربَّع وكان لا يتَّكئ ، وإنما كان يُقعي ؛ أي : ينصب ساقًا ويجلس على الأخرى ، هذا الذي نعرفه من هديه - عليه الصلاة والسلام - في أكله في فعله وفي قوله .
نعم .
فضيلة الشيخ ، ماذا تقول في قضية الاتِّكاء في حال الأكل ، أرجو التوضيح ، وجزاك الله خيرًا ؟
الشيخ : الاتِّكاء ؟ هناك حديث في " صحيح البخاري " عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال : ( إنِّي لا آكل متَّكئًا ) ، فُسِّر الاتكاء في هذا الحديث بتفسيرين اثنين :
الأول - وهو الأشهر عند شرَّاح وعلماء غريب اللغة لغة الحديث كابن الأثير وغيره - بالتربُّع ؛ أن يجلس الآكل والطَّاعم متربِّعًا ، هذا هو القول الأول .
والقول الثاني : الاتِّكاء هو على اليد اليمنى أو اليسرى كما جاء في حديث في " الصحيحين " من قوله - عليه الصلاة والسلام - : " ( أكبر الكبائر الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وشهادة الزور ) ، وكان متِّكئًا فجلس ، ثم قال : ( ألا وشهادة الزور ! ألا وشهادة الزور ! ) ، فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يكرِّرها حتى تمنَّينا أنَّه سكت ، من كثر ما اهتمَّ الرسول - عليه السلام - بشهادة الزور وما يترتَّب من ورائها من اعتداء على الحقوق كان متِّكئًا فجلس ، كناية عن اهتمامه بعظمة هذه الكبيرة من الكبائر ، والذي أطمأنَّ إليه نفسي وانشرح له صدري هو هذا المعنى الثاني ؛ لأن الأكل متَّكئًا هو من شيمة المستكبرين المتعجرفين ، ورسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كان كما تعلمون سيِّد المتواضعين ، ولذلك كان يقول : ( آكُلُ كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد ) ، فهو - عليه الصلاة والسلام - كان أكله على حسب القاعدة التي وَضَعَها لأمته في مثل قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( بحسْبِ ابن آدم لُقَيماتٍ يُقِمْنَ صلبَه ، فإن كان ولا بدَّ فثلثٌ لطعامه ، وثلثٌ لشرابه ، وثلثٌ لنفسه ) ، فما كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يجلس إلا جلسة المتواضع ، وأما الاتكاء وهو يأكل فإنه من جلسة المتكبرين ، وسواء كان الراجح هذا التَّفسير للاتِّكاء أو ذاك فينبغي أن نلاحظَ أن قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لا آكل متِّكئًا ) لا يعني تحريم الأكل في هذه الهيئة ، وإنما يعني أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يتنزَّه عن أن يأكلَ بهذه الكيفيَّة ؛ سواء متربِّعًا أو متَّكئًا على يمينه أو يساره ، وخير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وهو كان يأكل على الأرض ، وكان لا يتربَّع وكان لا يتَّكئ ، وإنما كان يُقعي ؛ أي : ينصب ساقًا ويجلس على الأخرى ، هذا الذي نعرفه من هديه - عليه الصلاة والسلام - في أكله في فعله وفي قوله .
نعم .
- رحلة النور - شريط : 67
- توقيت الفهرسة : 00:07:10
- نسخة مدققة إملائيًّا