ذكرتم في أحد مؤلِّفاتكم حديث : ( الأنبياء - صلوات الله عليهم - أحياء في قبورهم يُصلُّون ) ، أرجو توضيح ذلك ؟
A-
A=
A+
السائل : فضيلة الشيخ - حفظك الله - ، ذكرتم في أحد مؤلِّفاتكم حديث : أن الأنبياء يصلون في قبورهم ، أرجو توضيح ذلك ، وجزاكم الله خيرًا ؟
الشيخ : هذا الحديث من أنباء الغيب التي لا يجوز للمسلم أن يُعمِلَ عقله فيها ، بل من الواجب عليه أن يسلِّمَ بها تسليمًا ، وهذا الحديث وإن كان وقع فيه خلافٌ من بعض العلماء علماء الحديث تصحيحًا وتضعيفًا ؛ فالراجح عندي أنه صحيح ، ومذكور في "سلسلة الأحاديث صحيحة" ، ومخرَّج تخريجًا علميًا ، لكن إن كان يشك بعضهم في صحة هذا الحديث فهناك حديث لا شك في صحته ؛ لأنَّ الإمام مسلمًا قد أخرجه في " صحيحه " من حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( مرَرْت ليلة أُسرِيَ بي بموسى قائمًا يصلِّي في قبره ) ، فإذًا صلاة الأنبياء في قبورهم عقيدة صحيحة يجب على المسلم أن يؤمنَ بها ، لكن لا يتوسَّع في محاولة تكييف هذه الصلاة ؛ فلا يقول - مثلًا - : كيف يصلي موسى في قبره والقبر لا يتَّسع لقيام موسى في القبر ؟ لأنَّنا نقول : عالم الغيب لا يُقاس على عالم الشهادة ، عالم البرزخ لا يُقاس على عالم الآخرة ؛ فلكلٍّ طبائعه وخواصُّه ، فإذا أخبرنا الصَّادق المصدوق أنه رأى موسى - عليه الصلاة والسلام - قائمًا يصلي في قبره صدَّقناه وآمنَّا به ، ووكَّلنا معرفة حقيقة هذه الصلاة إلى الله - تبارك وتعالى - ، وعلى هذا الميزان قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( إنَّ الأنبياء أحياء في قبورهم يصلُّون ) ، فليست هذه الحياة بالحياة المادِّيَّة ؛ بحيث أنَّنا إذا خاطبناهم يردُّون علينا ويسمعون كلامنا كما كانوا يسمعون كلام الناس في الدنيا حينما كانوا أحياء ؛ لا نتوسَّع في مثل هذه التفاصيل ؛ لأنه - كما قلت آنفًا - عالم الغيب لا يُقاس على عالم الشهادة على عالم المادة .
نعم .
الشيخ : هذا الحديث من أنباء الغيب التي لا يجوز للمسلم أن يُعمِلَ عقله فيها ، بل من الواجب عليه أن يسلِّمَ بها تسليمًا ، وهذا الحديث وإن كان وقع فيه خلافٌ من بعض العلماء علماء الحديث تصحيحًا وتضعيفًا ؛ فالراجح عندي أنه صحيح ، ومذكور في "سلسلة الأحاديث صحيحة" ، ومخرَّج تخريجًا علميًا ، لكن إن كان يشك بعضهم في صحة هذا الحديث فهناك حديث لا شك في صحته ؛ لأنَّ الإمام مسلمًا قد أخرجه في " صحيحه " من حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( مرَرْت ليلة أُسرِيَ بي بموسى قائمًا يصلِّي في قبره ) ، فإذًا صلاة الأنبياء في قبورهم عقيدة صحيحة يجب على المسلم أن يؤمنَ بها ، لكن لا يتوسَّع في محاولة تكييف هذه الصلاة ؛ فلا يقول - مثلًا - : كيف يصلي موسى في قبره والقبر لا يتَّسع لقيام موسى في القبر ؟ لأنَّنا نقول : عالم الغيب لا يُقاس على عالم الشهادة ، عالم البرزخ لا يُقاس على عالم الآخرة ؛ فلكلٍّ طبائعه وخواصُّه ، فإذا أخبرنا الصَّادق المصدوق أنه رأى موسى - عليه الصلاة والسلام - قائمًا يصلي في قبره صدَّقناه وآمنَّا به ، ووكَّلنا معرفة حقيقة هذه الصلاة إلى الله - تبارك وتعالى - ، وعلى هذا الميزان قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( إنَّ الأنبياء أحياء في قبورهم يصلُّون ) ، فليست هذه الحياة بالحياة المادِّيَّة ؛ بحيث أنَّنا إذا خاطبناهم يردُّون علينا ويسمعون كلامنا كما كانوا يسمعون كلام الناس في الدنيا حينما كانوا أحياء ؛ لا نتوسَّع في مثل هذه التفاصيل ؛ لأنه - كما قلت آنفًا - عالم الغيب لا يُقاس على عالم الشهادة على عالم المادة .
نعم .
- رحلة النور - شريط : 66
- توقيت الفهرسة : 00:29:49
- نسخة مدققة إملائيًّا