ما هو ردُّكم على مَن يقول : إنَّ الدعوة إلى التوحيد والعقيدة الصحيحة ومنهج السلف يفرِّق الناس ؟
A-
A=
A+
السائل : فضيلة الوالد - حفظك الله - ، ما هو ردُّكم على مَن يقول : أن الدعوة إلى التوحيد والعقيدة الصحيحة ومنهج السلف يفرِّق الناس ، وجزاك الله خيرًا ؟
الشيخ : الله أكبر ! وهل مَن يقول في هذا الزمان : أن الدعوة إلى التوحيد والدعوة إلى كتاب الله وسنة رسول الله ومنهج السلف الصالح يفرِّق الأمة ؟! سبحان الله ! ذلك القول هو الضَّلال البعيد ، هذا السؤال يذكِّرني بحديث رواه الإمام البخاري في " صحيحه " في حديث لا أستحضر لفظه الآن ، وإنَّما فيه أنَّ من أسماء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - المفرِّق ، وهذا بلا شك قد تستغربونه ، من أسماء النبي أحمد ومحمد والماحي ، ونحو ذلك مما هو وارد في الحديث الصحيح ، لكن حديث في " صحيح البخاري " فيه أن من أسمائه - عليه الصلاة والسلام - : المفرِّق ، تُرى لماذا كان هذا الاسم من أسمائه - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟ ذلك لأنه يفرِّق بين الحق والباطل ، والقرآن من أسمائه الفرقان ؛ يفرِّق من تمسَّك به واهتدى به بين الحق والباطل ، يهدي إلى صراط مستقيم ، ومن دعا إليه فهو - أيضًا - مفرِّق ، فرسول الله بحقٍّ مفرِّق ، ثم من تمام هذا الاسم أو من لوازمه أن نتيجة الدعوة إلى الحق والتفريق بينه وبين الباطل هو التفريق من نتائج ذلك حتمًا ، والتاريخ الأول يؤكد ذلك أن يفرِّق بين الرجل وابنه ، بين الزوجة وزوجها ؛ لماذا ؟ لأن الزوجة أسلمت وبقي زوجها على الكفر ، فأوجب عليها الإسلام أن تفارقَه ، أسلم الابن ففارقَ أباه ، بل وربما قتله إذا لَقِيَه في المعركة وهكذا ، فأين هؤلاء الذين يقولون : إن الدعوة إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح يفرِّق الأمة ؟! سبحان الله ! كأنهم يتجاهلون الحديث الذي ذكرناه قبل صلاة المغرب وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ) إلى آخر الحديث ، فالفُرقة قائمة وموجودة ؛ فما حلُّها ؟ وما الخلاص منها ؟ وما النجاة من هذه الفُرقة ؟ أليس هو قال الله قال رسول الله ؟! أليس هو اتباع سبيل المؤمنين كما قال ربُّ العالمين في القرآن الكريم : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) .
هذا أمر واضح لا يحتاج إلى زيادة بيان ، لكني أقول جدلًا : إذا تركنا - لا سمح - الله الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ؛ لأنه بزعمهم يفرِّق الأمة ، فما الذي يجمع الأمة ؟ ليت شعري ! ما الذي يجمعها إذا تركنا الكتاب والسنة ؟ والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حينما بُعِثَ في قومه العرب فكلنا يعلم أنهم كانوا مُستعبدين من فارس والروم ؛ فما الذي جعلهم أعزَّاء ومتسلِّطين على الأمم التي هي أقوى منهم ماديَّةً ؟ أليس أن الله جمعهم على كلمة سواء هي : لا إله إلا الله محمد رسول الله ؟ فنصرهم الله بسبب ذلك ، فكيف يقول هؤلاء أن هذه الدعوة تفرِّق ؟ فما هو الدليل ؟ لا أعتقد إلا أنهم يريدون خلاف ما يُظهرون ، يريدون القضاء على دعوة الإسلام الصحيحة وإقامة إسلام ؛ إما أن يكون إسلامًا أوروبيًّا ، أو إسلامًا أمريكيًّا ، أو إسلامًا خَلَفيًّا ، كل هذا وهذا لا يقرِّبنا إلى الله زلفى إلا كما سمعتم في الآية السابقة : (( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )) ، ومن هذه السُّبُل مَن يقول هذه الكلمة الباطلة التي هي الكفر بعينه ، وقد شهد النبيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - على أمثال هؤلاء بالحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم في " صحيحَيهما " من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله تعالى عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إنَّ الله لا ينتزع العلم انتزاعًا من صدور العلماء ، ولكنَّه يقبض العلم بقبض العلماء ؛ حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جُهَّالًا ، فسُئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلُّوا وأضلُّوا ) ، فهؤلاء الناس الذين يُفتون الناس بمثل هذه الكلمات هم الذين عَنَاهم الرسول - عليه السلام - بقوله : ( اتَّخذ الناس رؤوسًا جُهَّالًا ، فسُئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلُّوا وأضلُّوا ) .
نسأل الله - تبارك وتعالى - أن يلهمنا العلم النافع ، وليس هو إلا العلم بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ، ثم أن يقوِّيَنا ويساعدنا على العمل به ؛ إنه سميع مجيب .
نعم .
الشيخ : الله أكبر ! وهل مَن يقول في هذا الزمان : أن الدعوة إلى التوحيد والدعوة إلى كتاب الله وسنة رسول الله ومنهج السلف الصالح يفرِّق الأمة ؟! سبحان الله ! ذلك القول هو الضَّلال البعيد ، هذا السؤال يذكِّرني بحديث رواه الإمام البخاري في " صحيحه " في حديث لا أستحضر لفظه الآن ، وإنَّما فيه أنَّ من أسماء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - المفرِّق ، وهذا بلا شك قد تستغربونه ، من أسماء النبي أحمد ومحمد والماحي ، ونحو ذلك مما هو وارد في الحديث الصحيح ، لكن حديث في " صحيح البخاري " فيه أن من أسمائه - عليه الصلاة والسلام - : المفرِّق ، تُرى لماذا كان هذا الاسم من أسمائه - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟ ذلك لأنه يفرِّق بين الحق والباطل ، والقرآن من أسمائه الفرقان ؛ يفرِّق من تمسَّك به واهتدى به بين الحق والباطل ، يهدي إلى صراط مستقيم ، ومن دعا إليه فهو - أيضًا - مفرِّق ، فرسول الله بحقٍّ مفرِّق ، ثم من تمام هذا الاسم أو من لوازمه أن نتيجة الدعوة إلى الحق والتفريق بينه وبين الباطل هو التفريق من نتائج ذلك حتمًا ، والتاريخ الأول يؤكد ذلك أن يفرِّق بين الرجل وابنه ، بين الزوجة وزوجها ؛ لماذا ؟ لأن الزوجة أسلمت وبقي زوجها على الكفر ، فأوجب عليها الإسلام أن تفارقَه ، أسلم الابن ففارقَ أباه ، بل وربما قتله إذا لَقِيَه في المعركة وهكذا ، فأين هؤلاء الذين يقولون : إن الدعوة إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح يفرِّق الأمة ؟! سبحان الله ! كأنهم يتجاهلون الحديث الذي ذكرناه قبل صلاة المغرب وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ) إلى آخر الحديث ، فالفُرقة قائمة وموجودة ؛ فما حلُّها ؟ وما الخلاص منها ؟ وما النجاة من هذه الفُرقة ؟ أليس هو قال الله قال رسول الله ؟! أليس هو اتباع سبيل المؤمنين كما قال ربُّ العالمين في القرآن الكريم : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) .
هذا أمر واضح لا يحتاج إلى زيادة بيان ، لكني أقول جدلًا : إذا تركنا - لا سمح - الله الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ؛ لأنه بزعمهم يفرِّق الأمة ، فما الذي يجمع الأمة ؟ ليت شعري ! ما الذي يجمعها إذا تركنا الكتاب والسنة ؟ والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حينما بُعِثَ في قومه العرب فكلنا يعلم أنهم كانوا مُستعبدين من فارس والروم ؛ فما الذي جعلهم أعزَّاء ومتسلِّطين على الأمم التي هي أقوى منهم ماديَّةً ؟ أليس أن الله جمعهم على كلمة سواء هي : لا إله إلا الله محمد رسول الله ؟ فنصرهم الله بسبب ذلك ، فكيف يقول هؤلاء أن هذه الدعوة تفرِّق ؟ فما هو الدليل ؟ لا أعتقد إلا أنهم يريدون خلاف ما يُظهرون ، يريدون القضاء على دعوة الإسلام الصحيحة وإقامة إسلام ؛ إما أن يكون إسلامًا أوروبيًّا ، أو إسلامًا أمريكيًّا ، أو إسلامًا خَلَفيًّا ، كل هذا وهذا لا يقرِّبنا إلى الله زلفى إلا كما سمعتم في الآية السابقة : (( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )) ، ومن هذه السُّبُل مَن يقول هذه الكلمة الباطلة التي هي الكفر بعينه ، وقد شهد النبيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - على أمثال هؤلاء بالحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم في " صحيحَيهما " من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله تعالى عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إنَّ الله لا ينتزع العلم انتزاعًا من صدور العلماء ، ولكنَّه يقبض العلم بقبض العلماء ؛ حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جُهَّالًا ، فسُئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلُّوا وأضلُّوا ) ، فهؤلاء الناس الذين يُفتون الناس بمثل هذه الكلمات هم الذين عَنَاهم الرسول - عليه السلام - بقوله : ( اتَّخذ الناس رؤوسًا جُهَّالًا ، فسُئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلُّوا وأضلُّوا ) .
نسأل الله - تبارك وتعالى - أن يلهمنا العلم النافع ، وليس هو إلا العلم بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ، ثم أن يقوِّيَنا ويساعدنا على العمل به ؛ إنه سميع مجيب .
نعم .
- رحلة النور - شريط : 66
- توقيت الفهرسة : 00:11:52
- نسخة مدققة إملائيًّا