هل قول الصحابي أو فعله حجَّة إذا لم يكن ثمَّ إلا هو مثل دعاء عمر : " وأحينا ربَّنا بالسلام " ؟
A-
A=
A+
السائل : فضيلة الوالد - حفظك الله - ، هل قول الصحابي أو فعله حجَّة إذا لم يكن ثمَّ إلا هو مثل دعاء عمر : " وأحينا ربَّنا بالسلام " ، وجزاك الله خيرًا ؟
الشيخ : إذا جاء فعل عن صحابيٍّ ما من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - المعروفين بكثرة صحبتهم لنبيِّهم وتفقُّههم على يد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ إذا جاء عن مثل هذا الصحابي قول أو فعل لا يُعرف له مخالف فحينئذٍ اتباعه خير من اتباع غيره ، لما سبق ذكره أن الله - عز وجل - أنطق نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - فوصف العصر الذي وُلِدَ هو فيه وأصحابه بأنه خير القرون ، فمثل هذا الأثر إذا صحَّ عن ابن عمر فابن عمر أبعد ما يكون عن الابتداع في الدين الذي يقع فيه كثير من المتأخرين ، بل هو من أشهر الصحابة المعروفين بحرصِه - رضي الله عنه - على الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فالأصل في مثله هو أن يُتَّبع وأن يُقتدى به ؛ إلا إذا خُولف من مثله من أصحابه - عليه الصلاة والسلام - ، وحينئذٍ تأتي القاعدة العامة : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) .
هذه هي القاعدة ، وقد يكون فعل الصحابي أحيانًا كما يقول علماء الحديث في حكم المرفوع ؛ أي : كما لو قال : قال رسول الله ، أو فعل رسول الله ، وذلك أو تمييز هذا النوع من ذاك النوع من شأن العلماء المتخصِّصين في علم الحديث وفقه الحديث ، فهذا إذًا يُترك أمره لأهل العلم ، أما القاعدة فهو أنَّ فعل الصحابي إذا لم يُخالَف فعلى المسلمين أن يتَّبع في ذلك لما ذكرته آنفًا ، وإذا كان فعله أو قلوه مما يُعرف عند أهل العلم أنه لا يُقال بالاجتهاد والرأي فحينئذٍ يكون واجبًا اتباعه ؛ لأنه متَّصل بفعله - صلى الله عليه وآله وسلم - أو قوله .
نعم .
الشيخ : إذا جاء فعل عن صحابيٍّ ما من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - المعروفين بكثرة صحبتهم لنبيِّهم وتفقُّههم على يد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ إذا جاء عن مثل هذا الصحابي قول أو فعل لا يُعرف له مخالف فحينئذٍ اتباعه خير من اتباع غيره ، لما سبق ذكره أن الله - عز وجل - أنطق نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - فوصف العصر الذي وُلِدَ هو فيه وأصحابه بأنه خير القرون ، فمثل هذا الأثر إذا صحَّ عن ابن عمر فابن عمر أبعد ما يكون عن الابتداع في الدين الذي يقع فيه كثير من المتأخرين ، بل هو من أشهر الصحابة المعروفين بحرصِه - رضي الله عنه - على الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فالأصل في مثله هو أن يُتَّبع وأن يُقتدى به ؛ إلا إذا خُولف من مثله من أصحابه - عليه الصلاة والسلام - ، وحينئذٍ تأتي القاعدة العامة : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) .
هذه هي القاعدة ، وقد يكون فعل الصحابي أحيانًا كما يقول علماء الحديث في حكم المرفوع ؛ أي : كما لو قال : قال رسول الله ، أو فعل رسول الله ، وذلك أو تمييز هذا النوع من ذاك النوع من شأن العلماء المتخصِّصين في علم الحديث وفقه الحديث ، فهذا إذًا يُترك أمره لأهل العلم ، أما القاعدة فهو أنَّ فعل الصحابي إذا لم يُخالَف فعلى المسلمين أن يتَّبع في ذلك لما ذكرته آنفًا ، وإذا كان فعله أو قلوه مما يُعرف عند أهل العلم أنه لا يُقال بالاجتهاد والرأي فحينئذٍ يكون واجبًا اتباعه ؛ لأنه متَّصل بفعله - صلى الله عليه وآله وسلم - أو قوله .
نعم .
- رحلة النور - شريط : 66
- توقيت الفهرسة : 00:04:16
- نسخة مدققة إملائيًّا