السائل : شيخ ، هل لكم وردت عند أبو حنيفة - رحمه الله - في كتاب ... إسناد صحيح ... وأشياء كثيرة ... ؟

الشيخ : هذه كلمة مُبهمة مُطلقة لم يُذكر فيها نوع الكفر الذي استُتيب منه ، قد يكون كفرًا بإجماع الأمة ، وهذا مستحيل لأبي حنيفة ، وقد يكون كفرًا بالنسبة لبعض دون بعض ، ولذلك فبمثل هذا النَّصِّ المطلق لا يجوز اتِّهام أبي حنيفة بالكفر الذي هو يساوي الرِّدَّة ، نحن نعلم - مثلًا - أنه قد رُوِيَ في بعض الروايات إنه كان يقول بخلق القرآن = -- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -- = فخلق القرآن صحيح إنه ضلالة ، وإنه مذهب المعتزلة ومذهب الخوارج ، ولكن ذلك لا يعني أنه يُكفَّر أو يُخرج من الملة ، فإذا صحَّ السند عن إمام بما يثبت أحد العلماء المشهورين ويطعن فيه ، فنحن لا نطعن في الإمام أحمد أو ننسفه كما يقول متعصِّبة الحنفية ، هذا من باب الطعن من المعاصر للمُعاصر له ، وإنما نقول أنُّو هذا الكفر لم نعرف ما نوعيَّته كما ذكرت آنفًا ، ثم إن أبا حنيفة - رحمه الله - ... الجرح ، لا مجال لأحد أن يتجرَّد عن العصبية المذهبية أن يردَّ كل أقوال الطَّاعنين فيه بحجة أن أبو حنيفة إمام من أئمة المسلمين ، ومن الأئمة الأربعة المُتَّبعين ، لا شك أنه كذلك هو من الأئمة ، ولكن ليس من الضروري أن يتوفَّر في كلِّ إمام كلُّ الخصال المميِّزة له على غيره ، فأبو حنيفة يتميَّز تميُّزًا لا يناقش فيه أحد بفقهه وفهمه واستنباطه للأحكام الفقهية ، وإن كان له في بعض ذلك شيء من الاعتماد بالرأي ، وهذا من المآخذ عليه أيضًا = -- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -- = لكن ذلك لا يعني أن نحكم بكفره الذي ... .

السائل : ... يا شيخ ، المرادة لترجمة هذا الإمام يرى أن عامة السلف - رحمهم الله - كانوا ... وبـ ... صحيحة بأشياء كثيرة مثل أنه ... ما ثبت عن الإمام سفيان الثوري أنه كان ... في الحرم ، فجاءه أبو حنيفة فأدار خلف ظهره ، ثم لمَّا كلمه قال : فقال أعوذ بالله من الأباطيل ... وكذا ، وعن عبد الله المبارك وردت عنه وكثيرين ، يعني هذا السؤال أن موقف أهل السنة من أبي حنيفة - رحمه الله - بفقهه ومنهجه ليس بتكفيره و ... ؟

الشيخ : قد أجبتك .