حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يوم الجمعة والخطيب يخطب .
A-
A=
A+
الشيخ : ... الشيء الآخر ، وهو لعله أهم من السابق ؛ أننا نعلم جميعًا أنه لا يجوز لمن كان في المسجد يوم الجمعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهما واجبان ؛ بدليل قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت ؛ فقد لغوت ) ، قولك أنصت لمن يتكلم والكلام - والخطيب يخطب - حرام ، قولك إيَّاه أنصت أمرك إياه بهذا المعروف منكر عند النبي - صلى الله عليه وسلم - بصريح هذا الحديث ، فإذًا إذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد سقط عمَّن كان في المسجد ليتفرَّغَ للإصغاء والاستماع للخطيب ؛ فبماذا نوجِّه أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن دخل المسجد يوم الجمعة أن يُصلي ركعتين ؟ هل يمكن توجيه هذا الأمر بأنه أمر بأمر مستحب فقط ؟ وهو لم يسمح لمن كان في المسجد أن يشغل نفسه عن الإنصات للإمام ، ولو بكلمة أنصت ؛ فكيف يأمر الداخل إلى المسجد بصلاة ركعتين ، وفي ذلك انشغال بزمن أطول وأطول بكثير من قوله لمن رآه يتكلم : أنصت ؟ فدلَّ هذا وذاك وذاك ، كل هذه الملحقات بالأمر على أن تحية المسجد ليست سنة مستحبَّة ؛ إن فعلها أُثيب ، وإن تركها لم يُعاقب ، لا ، وإنما تحية المسجد هو واجب من الواجبات ، ولا أتورَّع أن أقول فرض من الفرائض ؛ لأننا ذكرنا مقدمًا أنه لا فرق بين قولنا هذا فرض أو هذا واجب .
- رحلة الخير - شريط : 9
- توقيت الفهرسة : 00:19:57
- نسخة مدققة إملائيًّا