البحث في إسناد قصة كعب بن زهير في قصيدته المشهورة " بانت سعاد " .
A-
A=
A+
السائل : سؤال يا شيخ ، وهي قضية الغزل ويستدلون بقصيدة بانت سعاد ، فأنا كنت أقرأ لأحد المختصين دكتور في الحديث من باب ... المراجعة ، ... في هذه القصيدة إنما تتبَّعت كلام ابن كثير كلام ... القصيدة ... جزاك الله خير ، يقول هذا الباحث عن رواية بانت سعاد : ساقها ابن إسحاق بدون إسناد ، حكى ذلك ابن هشام في " سيرته " ، كما أخرجها البيهقي بإسنادين ضعيفين ، أحدهما فيه أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الأسدي وهو ضعيف ، وقد رواه عن إبراهيم بن الحسين ... .
الشيخ : دَيْزَل .
السائل : دَيْزَل ، المعروف بسفينة ، وفي ثناء أبي القاسم ابن دَيْزَل نظر ... ولم يصدق في الرواية عنه ، قال انظر : " سير أعلام النبلاء " ( ... ) ، و " ... " ( ... ) (3/419) . وفضلًا عن هذا ففي نفس الإسناد يقول الباحث : الحجاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير عن أبيه عن جده ، وبهذه السلسلة غرابة . ثانيهما - الإسناد الثاني - : ساقَها بالإسناد الأول إلى إبراهيم بن المنذر ... .
الشيخ : الحزامي .
السائل : الحزامي ، عن معن بن عيسى ، عن محمد بن عبد الرحمن الأوقص ، عن علي بن زيد بن جدعان ، وعلي بن زيد هذا متفق على إسقاطه ، بل وصف الحافظ ابن كثير في ... له ( ... ) ... هذا الإسناد ... هذا والله أعلم ، أريد رأيك خاصة في قضية الروايتين رواية صحيحة وأخرى ضعيفة ؛ ألا يتقوى روايتان ؟
الشيخ : الجواب عن هذا السؤال بدقَّة علمية أنه لا يتوفَّر لذهني الأن أن أعطي حكمًا ارتجاليًّا في هل يتقوَّى أحد الإسنادين بالآخر ؛ لأن من شروط التقوِّي - كما هو ثابت في علم المصطلح - ألَّا يشتدَّ الضعف الشاهد أو المتابع ؛ وإلا فلا ... يتقوَّى بمثل هذا ، فالآن - فيما قرأت أنت - يبدو لأول وهلة أن في أحد الإسنادين ضعفًا شديدًا ؛ فلا يساعد - على الأقل كما قلتُ آنفًا - على القطع بأنه يتقوَّى هذا الإسناد بذاك ، أما دراستي القديمة فهي تنتهي إلى الجزم بضعف هذه القصة ، أما التفصيل ذلك موضوع في المكان الذي كنتُ حقَّقت الكلام فيه .
السائل : أين يا شيخ ؟
الشيخ : ما أذكر الآن المرجع والمصدر ، وقد فات هذا الدكتور أن يذكر أن ممَّن روى هذه القصة الحاكم أبو عبد الله النيسابوري ، هذا موجود في " المستدرك " للحاكم ، هذا ما يتيسَّر لي الجواب الآن .
السائل : طيب ؛ ... أن يكون الضَّعف شديد بأي كلام ؟
الشيخ : بما ذكرْتَ من الاتِّهام .
السائل : اللي هو أبو القاسم ... ؟
الشيخ : أسمعنا آنفًا .
السائل : ... أبو القاسم ... نظرًا لربطهما في ذلك ، ولم يصدق في الرواية عنه .
الشيخ : هذا هو .
السائل : طيب ؛ ذكر ... الشيخ ... هذه القصة .
الشيخ : تفضل .
السائل : ذكر ابن كثير - أيضًا - وهذه يستدلُّ بها بعض الأدباء في تحقيق قضيَّة الغزل في ثلاثة مواضع :
الموضع الأول : أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أعطى بردته لكعب . والموضع الثاني : أن هذه الشعارات كانت ذوق لكعب بن زهير مما دلَّ أن القضية ليست قضية ... ، والقضية الثالثة : أن ... كعب أن كعبًا أنشد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنشد هذه القصيدة في المسجد بين يدي الصحابة ولم ينكرها - صلى الله عليه وسلم - ، أكثر القول ابن كثير في القضية الأولى ؛ قضية .
الشيخ : عفوًا ، في مجال للوقوف قليلًا ههنا ؟
السائل : نعم ؟
الشيخ : هل هناك مجال للوقوف قليلًا ههنا ؟
السائل : أيوا ، تفضل .
الشيخ : في مجال ؟
السائل : في مجالات .
الشيخ : طيب ؛ هذا الذي ذكرته كله قائم على أساس ثبوت القصة ، ولكن كما قيل قديمًا : " هل يستقيم الظِّل والعود أعوج ؟! " .
السائل : لا يستقيم .
الشيخ : فإذًا ما فائدة قول أن سعاد هي زوجة فلان ؟ من أين أخذنا هذا ؟ هل هذا ثابت ؟ وأنه أُلقي في المسجد هل هذا ثابت ؟ وأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قدَّم بردته لهذا الناشد ؟ كل هذا مبني على القصة كلها ، وكما يقولون - أيضًا - العلماء : ما بُني على فاسد فهو فاسد ، وما بُني على ضعيف فهو ضعيف ، وهكذا ، فلذلك فما تلوته عن ذلك الدكتور إذا كان هذا من تمام كلامه فهو إعادة لما سبق .
السائل : الكلام هذا ... يا شيخ ، ابن كثير ذكر الرواية دون أن يذكر النقاط الثلاث ، بعدما ساق الرواية بالسندين كأن هذه النقاط الثلاثة مستقلة ... .
الشيخ : طيب ؛ من أين جاءت ؟
السائل : لذلك علَّق عليها ابن كثير في ... .
الشيخ : معليش ؛ من أين جاءت ؟ هل هي ثابتة ؟
السائل : هو هذا الذي أردت ... بعد قليل .
الشيخ : تفضَّل .
السائل : ... أن القضية ؛ بالذات قضية إعطاء كعب البردة للرسول ، قال ابن كثير : " ولكن لم أَرَ ذلك في شيء من هذه الكتب المشهورة " مع أنه الرواية واضح أنه ... انتهى ، " بإسناد أرتضيه " .
الشيخ : بإسناد ؟
السائل : أرتضيه ، لم أَرَ إسناد أرتضيه .
الشيخ : أرتضيه .
السائل : إي نعم ، ما يعني هذا الكلام ؟
الشيخ : يعني لا يصح .
السائل : طيب ؛ أن يكون هذه الرواية متعلقة بإحدى الروايتين ؟
الشيخ : أو برواية أخرى ، لذلك قلت : أن هذا الدكتور فاتته أو فاته المصدر الآخر لم يذكره ، وهو أعلى من مصدر البيهقي ؛ لأن الحاكم - كما تعلمون - هو شيخ البيهقي ، ولم يذكر " المستدرك " للحاكم كمصدر ، ويمكن - وهذا يكون في الغالب كما نسمعه في كثير من الأحاديث - البيهقي يروي الحديث من طريق الحاكم نفسه ، وهو يكون رواه في الغالب في " المستدرك " ، فممكن أن تكون هذه الرواية التي في " المستدرك " هي نفس رواية البيهقي ، على كل حال ؛ هل راجعتم لهذا البحث " دلائل النبوة " للبيهقي ؟
السائل : نعم .
الشيخ : وجدتم الحديث ؟
السائل : فقط ذكر الرواية كاملة دون أن يعلِّق ، من علَّق ابن كثير فقط في قضية ... كتب السير والتاريخ .
الشيخ : البيهقي ذكر القصة من طريق واحدة ولَّا من طريقين ؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب ؛ " المستدرك " راجعتم ؟
السائل : لا ، ما راجعناه .
الشيخ : هذا هو ؛ يعني البحث العلمي يحتاج للتوسع ، وكما قلت لكم آنفًا : علمي أن هذه القصة لم تصح ، وأن الحاكم من جملة من رواها ، وأن البيهقي تعقَّبه ، وإذا كان " المستدرك " بين أيديكم أو قريبًا في متناول أيديكم بالإمكان إذا لَزِمَ الأمر أن ترجعوا إليه .
الشيخ : دَيْزَل .
السائل : دَيْزَل ، المعروف بسفينة ، وفي ثناء أبي القاسم ابن دَيْزَل نظر ... ولم يصدق في الرواية عنه ، قال انظر : " سير أعلام النبلاء " ( ... ) ، و " ... " ( ... ) (3/419) . وفضلًا عن هذا ففي نفس الإسناد يقول الباحث : الحجاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير عن أبيه عن جده ، وبهذه السلسلة غرابة . ثانيهما - الإسناد الثاني - : ساقَها بالإسناد الأول إلى إبراهيم بن المنذر ... .
الشيخ : الحزامي .
السائل : الحزامي ، عن معن بن عيسى ، عن محمد بن عبد الرحمن الأوقص ، عن علي بن زيد بن جدعان ، وعلي بن زيد هذا متفق على إسقاطه ، بل وصف الحافظ ابن كثير في ... له ( ... ) ... هذا الإسناد ... هذا والله أعلم ، أريد رأيك خاصة في قضية الروايتين رواية صحيحة وأخرى ضعيفة ؛ ألا يتقوى روايتان ؟
الشيخ : الجواب عن هذا السؤال بدقَّة علمية أنه لا يتوفَّر لذهني الأن أن أعطي حكمًا ارتجاليًّا في هل يتقوَّى أحد الإسنادين بالآخر ؛ لأن من شروط التقوِّي - كما هو ثابت في علم المصطلح - ألَّا يشتدَّ الضعف الشاهد أو المتابع ؛ وإلا فلا ... يتقوَّى بمثل هذا ، فالآن - فيما قرأت أنت - يبدو لأول وهلة أن في أحد الإسنادين ضعفًا شديدًا ؛ فلا يساعد - على الأقل كما قلتُ آنفًا - على القطع بأنه يتقوَّى هذا الإسناد بذاك ، أما دراستي القديمة فهي تنتهي إلى الجزم بضعف هذه القصة ، أما التفصيل ذلك موضوع في المكان الذي كنتُ حقَّقت الكلام فيه .
السائل : أين يا شيخ ؟
الشيخ : ما أذكر الآن المرجع والمصدر ، وقد فات هذا الدكتور أن يذكر أن ممَّن روى هذه القصة الحاكم أبو عبد الله النيسابوري ، هذا موجود في " المستدرك " للحاكم ، هذا ما يتيسَّر لي الجواب الآن .
السائل : طيب ؛ ... أن يكون الضَّعف شديد بأي كلام ؟
الشيخ : بما ذكرْتَ من الاتِّهام .
السائل : اللي هو أبو القاسم ... ؟
الشيخ : أسمعنا آنفًا .
السائل : ... أبو القاسم ... نظرًا لربطهما في ذلك ، ولم يصدق في الرواية عنه .
الشيخ : هذا هو .
السائل : طيب ؛ ذكر ... الشيخ ... هذه القصة .
الشيخ : تفضل .
السائل : ذكر ابن كثير - أيضًا - وهذه يستدلُّ بها بعض الأدباء في تحقيق قضيَّة الغزل في ثلاثة مواضع :
الموضع الأول : أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أعطى بردته لكعب . والموضع الثاني : أن هذه الشعارات كانت ذوق لكعب بن زهير مما دلَّ أن القضية ليست قضية ... ، والقضية الثالثة : أن ... كعب أن كعبًا أنشد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنشد هذه القصيدة في المسجد بين يدي الصحابة ولم ينكرها - صلى الله عليه وسلم - ، أكثر القول ابن كثير في القضية الأولى ؛ قضية .
الشيخ : عفوًا ، في مجال للوقوف قليلًا ههنا ؟
السائل : نعم ؟
الشيخ : هل هناك مجال للوقوف قليلًا ههنا ؟
السائل : أيوا ، تفضل .
الشيخ : في مجال ؟
السائل : في مجالات .
الشيخ : طيب ؛ هذا الذي ذكرته كله قائم على أساس ثبوت القصة ، ولكن كما قيل قديمًا : " هل يستقيم الظِّل والعود أعوج ؟! " .
السائل : لا يستقيم .
الشيخ : فإذًا ما فائدة قول أن سعاد هي زوجة فلان ؟ من أين أخذنا هذا ؟ هل هذا ثابت ؟ وأنه أُلقي في المسجد هل هذا ثابت ؟ وأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قدَّم بردته لهذا الناشد ؟ كل هذا مبني على القصة كلها ، وكما يقولون - أيضًا - العلماء : ما بُني على فاسد فهو فاسد ، وما بُني على ضعيف فهو ضعيف ، وهكذا ، فلذلك فما تلوته عن ذلك الدكتور إذا كان هذا من تمام كلامه فهو إعادة لما سبق .
السائل : الكلام هذا ... يا شيخ ، ابن كثير ذكر الرواية دون أن يذكر النقاط الثلاث ، بعدما ساق الرواية بالسندين كأن هذه النقاط الثلاثة مستقلة ... .
الشيخ : طيب ؛ من أين جاءت ؟
السائل : لذلك علَّق عليها ابن كثير في ... .
الشيخ : معليش ؛ من أين جاءت ؟ هل هي ثابتة ؟
السائل : هو هذا الذي أردت ... بعد قليل .
الشيخ : تفضَّل .
السائل : ... أن القضية ؛ بالذات قضية إعطاء كعب البردة للرسول ، قال ابن كثير : " ولكن لم أَرَ ذلك في شيء من هذه الكتب المشهورة " مع أنه الرواية واضح أنه ... انتهى ، " بإسناد أرتضيه " .
الشيخ : بإسناد ؟
السائل : أرتضيه ، لم أَرَ إسناد أرتضيه .
الشيخ : أرتضيه .
السائل : إي نعم ، ما يعني هذا الكلام ؟
الشيخ : يعني لا يصح .
السائل : طيب ؛ أن يكون هذه الرواية متعلقة بإحدى الروايتين ؟
الشيخ : أو برواية أخرى ، لذلك قلت : أن هذا الدكتور فاتته أو فاته المصدر الآخر لم يذكره ، وهو أعلى من مصدر البيهقي ؛ لأن الحاكم - كما تعلمون - هو شيخ البيهقي ، ولم يذكر " المستدرك " للحاكم كمصدر ، ويمكن - وهذا يكون في الغالب كما نسمعه في كثير من الأحاديث - البيهقي يروي الحديث من طريق الحاكم نفسه ، وهو يكون رواه في الغالب في " المستدرك " ، فممكن أن تكون هذه الرواية التي في " المستدرك " هي نفس رواية البيهقي ، على كل حال ؛ هل راجعتم لهذا البحث " دلائل النبوة " للبيهقي ؟
السائل : نعم .
الشيخ : وجدتم الحديث ؟
السائل : فقط ذكر الرواية كاملة دون أن يعلِّق ، من علَّق ابن كثير فقط في قضية ... كتب السير والتاريخ .
الشيخ : البيهقي ذكر القصة من طريق واحدة ولَّا من طريقين ؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب ؛ " المستدرك " راجعتم ؟
السائل : لا ، ما راجعناه .
الشيخ : هذا هو ؛ يعني البحث العلمي يحتاج للتوسع ، وكما قلت لكم آنفًا : علمي أن هذه القصة لم تصح ، وأن الحاكم من جملة من رواها ، وأن البيهقي تعقَّبه ، وإذا كان " المستدرك " بين أيديكم أو قريبًا في متناول أيديكم بالإمكان إذا لَزِمَ الأمر أن ترجعوا إليه .
- رحلة النور - شريط : 61
- توقيت الفهرسة : 00:00:06
- نسخة مدققة إملائيًّا