قول الحافظ في الراوي " صدوق يهم " وغيرها من العبارات ، أحيانًا تعلُّون الحديث به ، وأحيانًا تحسِّنون الحديث ، مع أن فيه راويًا مثل ذلك ؛ فهل هناك ضابط لهذا الأمر ؟
A-
A=
A+
السائل : ... قول الحافظ ابن حجر في الراوي ، ممكن يقول " صدوق يخطئ " أو " صدوق يهم " ، وما إلى ذلك من العبارات ، نجدكم أحيانًا تعلُّون بها الحديث ، فيه فلان كذا ، وأحيانًا تحسِّنون ، مع أن فيه رجلًا بهذا الوصف ؛ فهل هناك ضابط معين ؟ أم ... ؟
الشيخ : هل هناك إيش ؟
السائل : ضابط لهذا الأمر ؟
الشيخ : الضابط هو الرجوع للكلام الكلمات التي منها استنبط ابن حجر كلماته التي ذكرتها آنفًا ، يعني أنا لست حجريًّا - شكرًا أنا ما أستطيع - فأنا قد آخذ من قوله وأدع ، وقد أعتمد على قوله ولا أعتمد ، ليه ؟ لأني أنا ما أعتمد على خلاصته التي أودعَها في " تقريبه " ، وإنما أعود إلى الأصل ، وهو " التهذيب " ، فتارةً ألتقي معه ، وتارةً أفارقه ، فالذين يعرفون هذه الحقيقة يتساءلون في أنفسهم كما تساءلتَ ، فأنا - مثلًا - قد أضعِّف حديثًا يقول هو في أحد رواته : " صدوق يهم " ، بينما أحسِّن حديثًا فيه راوٍ قال فيه كما قال في ذاك الراوي الذي ضعَّفتُ حديثه : " صدوق يهم " ؛ لماذا ؟ لأنه في راو قال فيه : " صدوق يهم " . ترجَّح عندي أنه حسن الحديث ، وفي راوٍ آخر قال فيه نفس القولة ، ترجَّح عندي أنه ضعيف الحديث ، ليس حسن الحديث ، والحديث الحسن كما يقول الحافظ الذهبي - رحمه الله - في رسالته " الموقظة في مصطلح الحديث " : الحديث الحسن من أدقِّ أنواع علوم الحديث ؛ لأن العالم نفسه يتردَّد نظره ، تارةً يحسِّن الحديث ، وتارةً يضعِّفه ، والراوي هو هو " ؛ لماذا ؟ لأن هذا الراوي يترجَّح عنده تارة أنه حسن الحديث ، وتارة يترجَّح عنده أنه ضعيف الحديث ، لكن يُستشهد به ، فهي من الدقة في مكان بالنسبة للحافظ أو المحدِّث الواحد ؛ فما بالك إذا كان بين محدِّثَين لكل منهما رأيه واجتهاده .
السائل : إذًا يمكن أن يقال أن هذه الطبقة خاضعة للقرائن ؟ قد يكون نفس الراوي يحسِّن حديث في موطن ؟
الشيخ : خاضع للقرائن بالنسبة للعلماء ، أما بالنسبة للمبتدئين .
السائل : ابن حجر نفسه ؟
الشيخ : لا .
السائل : يحسِّن الحديث .
الشيخ : ابن حجر نفسه لما بيقول " صدوق " ؛ فيعني أن حديثه حسن ، ولما بيقول " صدوق يهم " يعني أن حديثه ضعيف يُستشهد به ، لكن هو قد يتغيَّر اجتهاده في بعض التطبيقات ، لكن كقاعدة هذه قاعدته .
الشيخ : هل هناك إيش ؟
السائل : ضابط لهذا الأمر ؟
الشيخ : الضابط هو الرجوع للكلام الكلمات التي منها استنبط ابن حجر كلماته التي ذكرتها آنفًا ، يعني أنا لست حجريًّا - شكرًا أنا ما أستطيع - فأنا قد آخذ من قوله وأدع ، وقد أعتمد على قوله ولا أعتمد ، ليه ؟ لأني أنا ما أعتمد على خلاصته التي أودعَها في " تقريبه " ، وإنما أعود إلى الأصل ، وهو " التهذيب " ، فتارةً ألتقي معه ، وتارةً أفارقه ، فالذين يعرفون هذه الحقيقة يتساءلون في أنفسهم كما تساءلتَ ، فأنا - مثلًا - قد أضعِّف حديثًا يقول هو في أحد رواته : " صدوق يهم " ، بينما أحسِّن حديثًا فيه راوٍ قال فيه كما قال في ذاك الراوي الذي ضعَّفتُ حديثه : " صدوق يهم " ؛ لماذا ؟ لأنه في راو قال فيه : " صدوق يهم " . ترجَّح عندي أنه حسن الحديث ، وفي راوٍ آخر قال فيه نفس القولة ، ترجَّح عندي أنه ضعيف الحديث ، ليس حسن الحديث ، والحديث الحسن كما يقول الحافظ الذهبي - رحمه الله - في رسالته " الموقظة في مصطلح الحديث " : الحديث الحسن من أدقِّ أنواع علوم الحديث ؛ لأن العالم نفسه يتردَّد نظره ، تارةً يحسِّن الحديث ، وتارةً يضعِّفه ، والراوي هو هو " ؛ لماذا ؟ لأن هذا الراوي يترجَّح عنده تارة أنه حسن الحديث ، وتارة يترجَّح عنده أنه ضعيف الحديث ، لكن يُستشهد به ، فهي من الدقة في مكان بالنسبة للحافظ أو المحدِّث الواحد ؛ فما بالك إذا كان بين محدِّثَين لكل منهما رأيه واجتهاده .
السائل : إذًا يمكن أن يقال أن هذه الطبقة خاضعة للقرائن ؟ قد يكون نفس الراوي يحسِّن حديث في موطن ؟
الشيخ : خاضع للقرائن بالنسبة للعلماء ، أما بالنسبة للمبتدئين .
السائل : ابن حجر نفسه ؟
الشيخ : لا .
السائل : يحسِّن الحديث .
الشيخ : ابن حجر نفسه لما بيقول " صدوق " ؛ فيعني أن حديثه حسن ، ولما بيقول " صدوق يهم " يعني أن حديثه ضعيف يُستشهد به ، لكن هو قد يتغيَّر اجتهاده في بعض التطبيقات ، لكن كقاعدة هذه قاعدته .
- رحلة الخير - شريط : 8
- توقيت الفهرسة : 00:32:53
- نسخة مدققة إملائيًّا