كيف يرتقي الحديث من الضَّعف إلى الحُسن إلى الصِّحَّة ؟
A-
A=
A+
السائل : طيب ؛ هناك حديث الحديث التاسع بعد المئة .
الشيخ : ... ؟
السائل : التاسع بعد المئة ، حديث : ( ما السَّماواتُ السَّبعُ بالكُرسِيِّ إلا كحَلقَةٍ مُلقاةٍ بأرضِ فلاةٍ ، وفضلُ العرشِ على الكُرسِيِّ كفَضلِ تلك الفلاةِ على تِلكَ الحَلقَةِ ) ، فالحديث ذكرتم أنتم أن هذا سنده ضعيف ، وأوردتم له أسانيد أخرى منها ما هو واهٍ جدًّا ، و إذا أردت أن أذكر ، المهم أنك ذكرتم أسانيد ضعيفة ، ثم قلت : أن هذا الحديث ذكرتم من القسم الذي صحَّحته ، فلهذا أنا أوردت هذا السؤال .
الشيخ : تفضل .
السائل : فكيف نجمع بين ... يعني كيف قلت : أنه لا بد من المرور بالحسن ، ثم قلت هو حديث صحيح ، مع أن طرقه كلها ضعيفة ... الحديث الحسن ؟
الشيخ : قبل أن أجيبك على هذا السؤال ، أنت لما سألتني وأجبتك فهمت ماذا أقصد ؟
السائل : نعم فهمت .
الشيخ : لكن يبدو لي أن الأمر ليس كذلك ، حينما أعدت السؤال بهذه الطريقة لا بخصوص هذا الحديث ؛ لأن هذا الحديث قد تبيَّن لي أن المذكور هناك عبد الرحمن بن زيد هو الواهي والضعيف جدًّا الذي روى الحديث آدم لما اقترف آدم الخطيئة إلى آخره ، لكن أنا أرى أن الأهم الآن هو توضيح جوابي السابق ، أنا أعني أن أي باحث حينما يحكم على حديث ضعيف السند ، ويعطي نتيجة نهائية على هذا الحديث فأنه صحيح لغيره ، وهو قد نظر على مجموعة هذه الطرق التي بين يديه ، لكن لو أردنا ، لو تصورنا السؤال السابق ، وكان أمامي مثل هذا السائل لَفصَّلت ولقلت ما يأتي ، ولكن من حيث تقليل النتيجة لا حاجة لمثل هذا التفصيل الآتي ، فأقول مثلًا : هنا أربعة طرق ، أو ثلاثة طرق ، أو خمسة طرق ، فأقول - مثلًا - : أنُّو بالطريق الأول والثاني والثالث يرتقي إلى الحسن ، ثم زايد طريق رابع وخامس يرتقي إلى الصحيح ، لكن هذا لا حاجة إلى التفصيل به .
السائل : وهذا الذي نريده ، هذا التفصيل الذي ليس به حاجة هذا الذي نريده نحن .
الشيخ : لماذا ؟
السائل : لأنه يكون الجواب : نعم ، يرتقي الحديث من الضعيف إلى الصحيح بمجموع طرقه .
الشيخ : هو هيك ، لكن مرورًا بالباحث لما يفكر ما يقفز هذه القفزة ، بل لقد لا يتسنى له ذلك إلا رويدًا رويدًا ، يعني - مثلًا - تجمَّع عندي طريقين أو ثلاثة ، الذي استقرَّ في نفسي أن هذا الحديث الضعيف بمفرداته هو حسن ، وتُرك في ناحية قبل إصدار حكم جديد ؛ أي قبل إفراغ الجهد بمعرفة الحكم المتعلق بهذا الحديث ، ثم فيما بعد يُسِّر له بأن يجد طريقين آخرين كما مثَّلت آنفًا ، ووصل للنهاية وقال : هذا حديث صحيح بمجموع الطرق ، لكن التفصيل الذي يدور في نفس الباحث ما من حاجة أن يتعدَّى ... لأن هذا لا يستفيده خاصَّةً عامة الناس ، وبأي كتاب ينتشر بين أيدي الناس كلهم ، أما الفكر هو على هذا التفصيل .
السائل : والحسن الأول هذا يكون حسن لغيره .
الشيخ : إي نعم .
السائل : وليس حسنًا لذاته .
الشيخ : لا ، هذا بقى قضيَّة أخرى ، قد يكون حسنًا لذاته ويرتقي بالطرق الأخرى إلى أنه صحيح لغيره .
السائل : وهذا الاتفاق من الصحة تسمِّيه صحيح ... لغيره ؟
الشيخ : أيوا .
السائل : صحيح لغيره ؟
الشيخ : أيوا .
السائل : ولا حاجة للتفصيل فيكفي أن تقول صحيح يكفي هذا ؟
الشيخ : إي نعم ، لأنه إذا قلنا بالنسبة للحسن ... وهو الحسن الثاني بالذكر ، إذا قلنا أن هذا إسناد حسن وله شاهد أو شاهدان ؛ قلنا هو بذلك يرتقي الحديث إلى مرتبة الصحيح ، واضح من هذا الكلام أوضح من المثال في الصورة الأولى ، الصورة الأولى ما ذكرنا أنه ارتقى بمجموعة من الطرق إلى الحسن لغيره ، ثم ارتقى إلى الصحيح بغيره ، أما هنا بالمثال الحسن لذاته لما حكمنا على إسناد حديث ما بأنه حسن لذاته ، ثم وقفنا على بعض الشواهد له ؛ فارتقى بذلك إلى أنه صحيح لغيره ، فواضح أن العملية هنا مُتمثَّلة في ذهن القارئ . والخلاصة : حسن لذاته زايد شهد له شاهد أو شاهدان فصار صحيحًا لغيره .
السائل : هذا كلام جيِّد يا شيخ ، وأنا ذكرته لأنه غير موجود ، أو ما اطَّلعت أنا عليه في " السلسلة " ، ... طبعًا ليست للعامة بل لطلبة العلم ، وهناك مَن طعن في بعض الأحاديث التي صحَّحتها ، رجل من السودان ، بناءً على هذا أن هناك مجموعة من الأحاديث ارتقيت بها من الضعف إلى الصحة مباشرةً دون المرور على الحسن .
الشيخ : هذا ليس عليمًا بهذا العلم .
السائل : فمثل هذا الكلام - يا شيخ - لو أنُّو تبقى في مثل هذه الكتب التي هي لطلبة العلم وللباحثين في ... لَانتفعوا به ؛ لأنه ليس بالعامي ؟
الشيخ : هذا السوداني تعرفونه شخصيًّا ؟
السائل : لا أعرفه .
الشيخ : أرأيتم أول كلامي في المقدمة ؟
السائل : ما لاحظت .
الشيخ : ولَّا ما تذكر ؟
السائل : ما أذكر ، قديمًا ... .
الشيخ : هذا يُخشى أن يكون من جماعة التكفير .
السائل : لعلك تعني كلامه عن الإيمان والإسلام ، وردُّه عليك في مسألة الإيمان والإسلام .
الشيخ : في نفس الرسالة ؟
السائل : في نفس الرسالة .
الشيخ : الرسالة عندك ؟
السائل : ... .
الشيخ : ... ؟
السائل : التاسع بعد المئة ، حديث : ( ما السَّماواتُ السَّبعُ بالكُرسِيِّ إلا كحَلقَةٍ مُلقاةٍ بأرضِ فلاةٍ ، وفضلُ العرشِ على الكُرسِيِّ كفَضلِ تلك الفلاةِ على تِلكَ الحَلقَةِ ) ، فالحديث ذكرتم أنتم أن هذا سنده ضعيف ، وأوردتم له أسانيد أخرى منها ما هو واهٍ جدًّا ، و إذا أردت أن أذكر ، المهم أنك ذكرتم أسانيد ضعيفة ، ثم قلت : أن هذا الحديث ذكرتم من القسم الذي صحَّحته ، فلهذا أنا أوردت هذا السؤال .
الشيخ : تفضل .
السائل : فكيف نجمع بين ... يعني كيف قلت : أنه لا بد من المرور بالحسن ، ثم قلت هو حديث صحيح ، مع أن طرقه كلها ضعيفة ... الحديث الحسن ؟
الشيخ : قبل أن أجيبك على هذا السؤال ، أنت لما سألتني وأجبتك فهمت ماذا أقصد ؟
السائل : نعم فهمت .
الشيخ : لكن يبدو لي أن الأمر ليس كذلك ، حينما أعدت السؤال بهذه الطريقة لا بخصوص هذا الحديث ؛ لأن هذا الحديث قد تبيَّن لي أن المذكور هناك عبد الرحمن بن زيد هو الواهي والضعيف جدًّا الذي روى الحديث آدم لما اقترف آدم الخطيئة إلى آخره ، لكن أنا أرى أن الأهم الآن هو توضيح جوابي السابق ، أنا أعني أن أي باحث حينما يحكم على حديث ضعيف السند ، ويعطي نتيجة نهائية على هذا الحديث فأنه صحيح لغيره ، وهو قد نظر على مجموعة هذه الطرق التي بين يديه ، لكن لو أردنا ، لو تصورنا السؤال السابق ، وكان أمامي مثل هذا السائل لَفصَّلت ولقلت ما يأتي ، ولكن من حيث تقليل النتيجة لا حاجة لمثل هذا التفصيل الآتي ، فأقول مثلًا : هنا أربعة طرق ، أو ثلاثة طرق ، أو خمسة طرق ، فأقول - مثلًا - : أنُّو بالطريق الأول والثاني والثالث يرتقي إلى الحسن ، ثم زايد طريق رابع وخامس يرتقي إلى الصحيح ، لكن هذا لا حاجة إلى التفصيل به .
السائل : وهذا الذي نريده ، هذا التفصيل الذي ليس به حاجة هذا الذي نريده نحن .
الشيخ : لماذا ؟
السائل : لأنه يكون الجواب : نعم ، يرتقي الحديث من الضعيف إلى الصحيح بمجموع طرقه .
الشيخ : هو هيك ، لكن مرورًا بالباحث لما يفكر ما يقفز هذه القفزة ، بل لقد لا يتسنى له ذلك إلا رويدًا رويدًا ، يعني - مثلًا - تجمَّع عندي طريقين أو ثلاثة ، الذي استقرَّ في نفسي أن هذا الحديث الضعيف بمفرداته هو حسن ، وتُرك في ناحية قبل إصدار حكم جديد ؛ أي قبل إفراغ الجهد بمعرفة الحكم المتعلق بهذا الحديث ، ثم فيما بعد يُسِّر له بأن يجد طريقين آخرين كما مثَّلت آنفًا ، ووصل للنهاية وقال : هذا حديث صحيح بمجموع الطرق ، لكن التفصيل الذي يدور في نفس الباحث ما من حاجة أن يتعدَّى ... لأن هذا لا يستفيده خاصَّةً عامة الناس ، وبأي كتاب ينتشر بين أيدي الناس كلهم ، أما الفكر هو على هذا التفصيل .
السائل : والحسن الأول هذا يكون حسن لغيره .
الشيخ : إي نعم .
السائل : وليس حسنًا لذاته .
الشيخ : لا ، هذا بقى قضيَّة أخرى ، قد يكون حسنًا لذاته ويرتقي بالطرق الأخرى إلى أنه صحيح لغيره .
السائل : وهذا الاتفاق من الصحة تسمِّيه صحيح ... لغيره ؟
الشيخ : أيوا .
السائل : صحيح لغيره ؟
الشيخ : أيوا .
السائل : ولا حاجة للتفصيل فيكفي أن تقول صحيح يكفي هذا ؟
الشيخ : إي نعم ، لأنه إذا قلنا بالنسبة للحسن ... وهو الحسن الثاني بالذكر ، إذا قلنا أن هذا إسناد حسن وله شاهد أو شاهدان ؛ قلنا هو بذلك يرتقي الحديث إلى مرتبة الصحيح ، واضح من هذا الكلام أوضح من المثال في الصورة الأولى ، الصورة الأولى ما ذكرنا أنه ارتقى بمجموعة من الطرق إلى الحسن لغيره ، ثم ارتقى إلى الصحيح بغيره ، أما هنا بالمثال الحسن لذاته لما حكمنا على إسناد حديث ما بأنه حسن لذاته ، ثم وقفنا على بعض الشواهد له ؛ فارتقى بذلك إلى أنه صحيح لغيره ، فواضح أن العملية هنا مُتمثَّلة في ذهن القارئ . والخلاصة : حسن لذاته زايد شهد له شاهد أو شاهدان فصار صحيحًا لغيره .
السائل : هذا كلام جيِّد يا شيخ ، وأنا ذكرته لأنه غير موجود ، أو ما اطَّلعت أنا عليه في " السلسلة " ، ... طبعًا ليست للعامة بل لطلبة العلم ، وهناك مَن طعن في بعض الأحاديث التي صحَّحتها ، رجل من السودان ، بناءً على هذا أن هناك مجموعة من الأحاديث ارتقيت بها من الضعف إلى الصحة مباشرةً دون المرور على الحسن .
الشيخ : هذا ليس عليمًا بهذا العلم .
السائل : فمثل هذا الكلام - يا شيخ - لو أنُّو تبقى في مثل هذه الكتب التي هي لطلبة العلم وللباحثين في ... لَانتفعوا به ؛ لأنه ليس بالعامي ؟
الشيخ : هذا السوداني تعرفونه شخصيًّا ؟
السائل : لا أعرفه .
الشيخ : أرأيتم أول كلامي في المقدمة ؟
السائل : ما لاحظت .
الشيخ : ولَّا ما تذكر ؟
السائل : ما أذكر ، قديمًا ... .
الشيخ : هذا يُخشى أن يكون من جماعة التكفير .
السائل : لعلك تعني كلامه عن الإيمان والإسلام ، وردُّه عليك في مسألة الإيمان والإسلام .
الشيخ : في نفس الرسالة ؟
السائل : في نفس الرسالة .
الشيخ : الرسالة عندك ؟
السائل : ... .
- رحلة النور - شريط : 53
- توقيت الفهرسة : 00:33:30
- نسخة مدققة إملائيًّا