ما حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي ؟
A-
A=
A+
الشيخ : ... المسلم صومَه فصامه - عليه الصلاة والسلام - ، ولكن أكثر المسلمين إذا صاموه وهم الأقلِّيَّة من بين المسلمين كلهم يصومونه لمجرَّد فضيلة لا تتعلَّق بما أشار إليه الرسول - عليه السلام - في حديث أبي قتادة السابق : ( ذاك يومٌ وُلدْتُ فيه ) ، ما يستحضرون هذا المعنى ؛ فعلى المسلم إذا صام يوم الاثنين أن يتذكَّر أن هذا من باب تذكُّر نعمة الله - تبارك وتعالى - على المسلمين ؛ حيث خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا اليوم ، وبعثه في هذا اليوم ، فهذا فلنسمِّه احتفالًا بولادة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في هذا اليوم ، الفرق الذي أشرت إليه آنفًا أن هذا الاحتفال المشروع يتكرَّر في كل أسبوع ، أما احتفالهم فيتكرر في كل سنة مرة ، ثم ما هو احتفالهم ؟ لا شيء ! ربما يُذكر فيها بعض الأناشيد التي يسمُّونها بالأناشيد الإسلامية ، في كثير منها الغلوُّ في مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم - مما لا يرضاه الرسول نفسه لو سمعها في زمانه ، أو كان في زماننا لَأنكرها أشدَّ الانكار ؛ لأنَّ في بعضها ما يساوي قول تلك الجارية الأنصارية حينما سمعها الرسول - عليه السلام - تقول وتضرب على الدف : وفينا نبيٌّ يعلم ما غد ! فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( لا يعلم الغيب إلا الله ، دعي هذا ، وقولي ما كنت تقولين ) ؛ يعني دون هذه المبالغة ، فهذا الاحتفال فيه مثل هذه الكلمات فيها مبالغات وصف الرسول ومدحه ، وقد يكون فيه وصف مطابق للواقع ، ولكن لا يعتبر من باب التعظيم والتمجيد للرسول - عليه السلام - ؛ لأن ذلك الوصف قد يشترك معه كل الناس ؛ كما يُقال في بعض الكتب المؤلَّفة في الموالد ، وأظن هذا المولد منسوب لابن الجوزي أو لغيره من المتأخرين لا أذكر الآن على الدقة ، فيه حملت فيه أمه تسعة أشهر قمريَّة ، هكذا الكلام هناك ، إيش في هذا من المنقبة أو من الفضيلة حتى يُذكر للرسول - عليه السلام - مدحًا له ؟! حملت فيه أمه تسعة أشهر قمرية ، وأيضًا يقولون : وُلد مختونًا مسرورًا ، أما الوصفة الأولى فهي غالب الناس تحمل بهم أمهاتهم تسعة أشهر ، لكن هل الرسول يُمدح بهذا الأمر الذي يشترك مع جماهير الناس ؟ لا ، لكن هكذا كانوا من قبل يحتفلون بالرسول - عليه السلام - ، فإما أن يرفعوه ويمدحوه بما لا يُرضيه وإما أن يمدحوه بشيء يشترك مع كلِّ الناس فيه .
الخلاصة : إن الاحتفال بالمولد الذي يفعله الناس اليوم لا أصل له في السنة فهو بدعة ، والذي له أصل وهو صوم يوم الاثنين بهذه النية قليل مَن يفعله ، ومن فعل الصيام فالأقلية جدًّا جدًّا الذين يستحضرونَ في نفوسهم أن هذا ذكرى لولادة الرسول - عليه السلام - وبعثة الرسول يوم الاثنين .
الخلاصة : إن الاحتفال بالمولد الذي يفعله الناس اليوم لا أصل له في السنة فهو بدعة ، والذي له أصل وهو صوم يوم الاثنين بهذه النية قليل مَن يفعله ، ومن فعل الصيام فالأقلية جدًّا جدًّا الذين يستحضرونَ في نفوسهم أن هذا ذكرى لولادة الرسول - عليه السلام - وبعثة الرسول يوم الاثنين .
- رحلة النور - شريط : 50
- توقيت الفهرسة : 00:00:05
- نسخة مدققة إملائيًّا