يكون بعض الناس في رحلة تمتد - مثلًا - ليومين ، فيقوم أمير هؤلاء الناس بتبديل الأئمة ، وذلك لفوائد شتى ؛ فمثلًا يؤم هؤلاء الناس الظهر رجل ، ويؤمُّهم في العصر غيره ، وهكذا بقية الصلوات ؛ فهل هذا يتنافى مع أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( يؤمُّ القوم أقرؤهم لكتاب الله ) ؟
A-
A=
A+
السائل : فضيلة الشيخ ، يكون بعض الناس في رحلة ممدة - مثلًا - يومين ، فيقول أمير هؤلاء الناس يبدِّل في الأئمة ، وذلك لفوائد شتى ؛ فمثلًا يؤم هؤلاء الناس الظهر رجل ، ويؤمُّهم في العصر غيره ، وهكذا بقية الصلوات ؛ فهل هذا يتنافى مع أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( يؤمُّ القوم أقرؤهم لكتاب الله ) الحديث ؟
الشيخ : لا شك أن هذا يخالف الحديث المذكور ، ولذلك فلا يجوز لأحدٍ أن يأتي بهذه التمارين على خلاف سنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، والحقيقة أن هذا يذكِّرنا بشيء هام ؛ وهو أننا إذا أردنا أن نربِّي الناس تربية إسلاميَّة فلا يجوز أن تكون هذه التربية على خلاف السنة ، فإذا كان معلومًا هذا الحديث الذي ذُكر الطرف الأول منه في السؤال : ( يؤمُّ القومَ أقرؤهم بكتاب الله ، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء فأكبرهم سنًّا ، وإن كانوا في السِّنِّ سواء فأقدمهم هجرة ) ، إذا كان هذا هو القاعدة التي قعَّدها وأسَّسها وأصَّلها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في مَن هو الأحقُّ بالإمامة ؛ فكيف يجوز أن نتَّخذَ من وسائل التربية والتعليم خلاف هذه القاعدة ؟ قيل : من باب إيه ؟ التعليم والتمرين ، التعليم والتمرين يجب أن لا يكون على حساب مخالفة السنة ؛ فلا يؤمُّ القوم إلا كما قال الرسول - عليه السلام - : ( أقرؤهم لكتاب الله ) ، فيمكن التعويد بالتعليم المباشر لهؤلاء الذين يقدِّمهم على نوبات مختلفة ، فعليه أن لا يخالفَ السنة في هذه المسألة وفي غيرها باسم التربية والتعليم ؛ لأن الغاية لا تبرِّر الوسيلة كما هو الشأن عند الكفار ؛ الغاية تبرِّر الوسيلة عند الكفار ! فيتَّخذون من الوسائل ما يُخالفون فيها أحكام الله ؛ لأنهم كفَّار ، فنحن ما ينبغي أن نتشبَّه بهم وأن يكون دائمًا في بالنا أن القاعدة الصحيحة : الغاية لا تبرر الوسيلة ، الغاية في مثل هذه الصورة التي عُرضت آنفًا هو تمرين هؤلاء الأئمة وتشجيعهم على إمامة الناس والصلاة بهم ، لكن الأمر كما قيل :
أوردها سعد وسعد مشتمِلْ *** ما هكذا يا سعدُ تُورد الإبِلْ
ما هكذا يكون التعليم والتمرين على أساس من المخالفة لسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .
نعم .
السائل : أثابك الله ، ونفع الله بك .
الشيخ : لا شك أن هذا يخالف الحديث المذكور ، ولذلك فلا يجوز لأحدٍ أن يأتي بهذه التمارين على خلاف سنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، والحقيقة أن هذا يذكِّرنا بشيء هام ؛ وهو أننا إذا أردنا أن نربِّي الناس تربية إسلاميَّة فلا يجوز أن تكون هذه التربية على خلاف السنة ، فإذا كان معلومًا هذا الحديث الذي ذُكر الطرف الأول منه في السؤال : ( يؤمُّ القومَ أقرؤهم بكتاب الله ، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء فأكبرهم سنًّا ، وإن كانوا في السِّنِّ سواء فأقدمهم هجرة ) ، إذا كان هذا هو القاعدة التي قعَّدها وأسَّسها وأصَّلها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في مَن هو الأحقُّ بالإمامة ؛ فكيف يجوز أن نتَّخذَ من وسائل التربية والتعليم خلاف هذه القاعدة ؟ قيل : من باب إيه ؟ التعليم والتمرين ، التعليم والتمرين يجب أن لا يكون على حساب مخالفة السنة ؛ فلا يؤمُّ القوم إلا كما قال الرسول - عليه السلام - : ( أقرؤهم لكتاب الله ) ، فيمكن التعويد بالتعليم المباشر لهؤلاء الذين يقدِّمهم على نوبات مختلفة ، فعليه أن لا يخالفَ السنة في هذه المسألة وفي غيرها باسم التربية والتعليم ؛ لأن الغاية لا تبرِّر الوسيلة كما هو الشأن عند الكفار ؛ الغاية تبرِّر الوسيلة عند الكفار ! فيتَّخذون من الوسائل ما يُخالفون فيها أحكام الله ؛ لأنهم كفَّار ، فنحن ما ينبغي أن نتشبَّه بهم وأن يكون دائمًا في بالنا أن القاعدة الصحيحة : الغاية لا تبرر الوسيلة ، الغاية في مثل هذه الصورة التي عُرضت آنفًا هو تمرين هؤلاء الأئمة وتشجيعهم على إمامة الناس والصلاة بهم ، لكن الأمر كما قيل :
أوردها سعد وسعد مشتمِلْ *** ما هكذا يا سعدُ تُورد الإبِلْ
ما هكذا يكون التعليم والتمرين على أساس من المخالفة لسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .
نعم .
السائل : أثابك الله ، ونفع الله بك .
- رحلة النور - شريط : 48
- توقيت الفهرسة : 00:15:01
- نسخة مدققة إملائيًّا