في أيِّ سنٍّ يصفُّ الصبي في الصلاة ؟ في أيِّ صفٍّ أولى الأول أم الثاني ؟ وهل يصفُّ خلف الإمام أم في أطراف الصَّفِّ ؟
A-
A=
A+
السائل : فضيلة الشيخ ، يقول : في أيِّ سنٍّ يصفُّ الصبي في الصلاة ؟ في أيِّ صفٍّ أولى الأول أم الثاني ؟
الشيخ : في أيِّ إيش ؟
السائل : في أيِّ سنٍّ يصفُّ الصبي في الصلاة ؟
الشيخ : ليس هناك نصٌّ يصرِّح بالسِّنِّ المسؤول عنه ، ولكن النظر السليم يقتضي أن الصبيان يقفون مع الرجال إذا كانوا مميِّزين ؛ أي : يحافظون على الصلاة وهم في الصف ، وليسوا من الصغار الذين لا يعرفون الصلاة وقيمتها ؛ حيث تراه الآن في الصف ثم بعد لحظات يولي الأدبار ؛ لأنه ولد طفل صغير ، فيُوجد فراغًا في الصف وخللًا فيه ، وهذا لا يجوز ؛ فإذا كان الصبيان من ذوي العقل والفهم ولو أنهم لم يبلغوا بعد سنَّ التكليف ؛ فإنما يسمح لهم أن يقفوا في الصف مع الرجال ؛ وذلك لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يسنَّ للمسلمين في تسوية الصفوف المتعلقة بالرجال والصبيان سنًّا معينة ، وإن كان جاء حديث في " سنن أبي داود " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يصف الرجال ثم الصبيان ثم النساء ، وصفُّ النساء بالنسبة لتأخرهنَّ عن الرجال هذا صحيح مقطوع به ، أما صفُّ الصبيان بين الرجال وبين النساء ففيه حديث واحد يرويه أبو داود في " السنن " والإمام أحمد في " المسند " ، ولكن في سنده رجل ضعيف الحفظ ضعيف الذاكرة ، اسمه شهر بن حوشب ، هذا إذا وُجد في حديث ما وتفرَّد هو به يكون حديثه ضعيفًا لا يصح ، لو صح هذا الحديث في هذا السند لقلنا أن السنة صف الرجال ثم الصبيان ثم النساء ، ولكن لم يصح هذا الحديث ، ولم يجز العمل به .
وعلى هذا لا بد من إعمال النظر في الصبيان الذين يحضرون المساجد ، وهم في الغالب يُعرفون بعبثهم في الصلاة فيُصفُّون خلف الرجال ، أو باستقامتهم وهدوئهم في الصلاة فيُصفُّون مع الرجال حتى يتمرَّنوا على هذه الصلاة التي كان من أقواله - عليه الصلاة والسلام - للتمرين قوله : ( مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرِّقوا بينهم في = المساجد .
السائل : في المضاجع .
الشيخ : = وفرِّقوا بينهم في المضاجع ) ، فقوله - عليه السلام - : ( واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ) لا شك أن هؤلاء الأبناء أبناء العشر يكونون عادةً مميِّزين ، ولكن مع ذلك فهم لم يجرِ عليهم قلم التكليف ، لكن من باب التمرين على الخير وعلى الأعمال الصالحة ، أَمَرَ - عليه الصلاة والسلام - الآباء والامهات أن يعنوا بتربية الأولاد منذ نعومة أظفارهم ، وقال : ( مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ) ، ففي الغالب إذا كان الولد في السِّنِّ السابعة ، وعُلِّم بأحكام الصلاة وآداب الصلاة لَوَقَفَ في الصف التزم الهدوء والسكون ، وإلا فهذا يُجعل خلف الصف كما ذكرنا من عدم الإخلال بالصف ، أما من بلغ السن العاشرة وهو يلتزم الصلاة بآدابها ؛ فهذا ينبغي أن يُصفَّ مع الرجال ، أما - لا سمح الله - إذا كان لا يزال ذا حركات وعبث ولهو فيُخَّر ، هذا هو الضابط في مسألة تصفيف الأولاد أو الصبيان تارةً مع الرجال وتارةً خلف الرجال .
نعم .
السائل : تعليقًا على هذا السؤال قد يتساءل البعض : هل يصفُّ خلف الإمام أم في أطراف الصف ؟
الشيخ : هو في أطراف الصف ؛ طبعًا لأن خلف الإمام هناك حديث صحيح ؛ قال - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( ليلينِّي منكم أولو الأحلام والنُّهى ) ، وقد طبَّق هذا الحديث مرَّةً أبيُّ بن كعب - رضي الله عنه - كما في " سنن النسائي " ؛ دخل المسجد فوجد غلامًا خلف الإمام ، فأخذه وأخَّره ، وأنزل نفسه مكانه ، وقد لاحظ أنه أصابه شيء من الاضطراب أن كيف هذا الصحابي الجليل يحلُّ في مكان هذا الإنسان بعد الصلاة ؟ قال له أبيٌّ مؤانسًا له : سمعت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : ( ليلينِّي منكم أولو الأحلام والنُّهى ) ، أي : فلا يُلقى في نفسك شيء من الكراهة ؛ لأني إنما فعلت هذا ليس تنقيصًا لك ، وإنما تنفيذ مني لهذا الأمر النبوي الكريم ؛ ( ليلينِّي منكم أولو الأحلام والنُّهى ) ، فالذين يقفون وراء الصف حتى ولو كانوا من الرجالات الكبار فلا ينبغي أن يحتلوا هذا المكان خلف الإمام إلا إذا كانوا من أهل العلم والفضل ، فقد يعرض هذا الإمام شيء يستلزم أن نقدِّم رجلًا ينوب منابه ، فإذا كان الذي قام خلفه من عامة المسلمين قد لا يعرف يحسن قراءة الفاتحة ؛ فهذا المكان لا ينبغي أن يحتلَّه إلا أولوا الأحلام والنُّهى كما في هذا الحديث الصحيح .
نعم .
السائل : أثابك الله .
الشيخ : في أيِّ إيش ؟
السائل : في أيِّ سنٍّ يصفُّ الصبي في الصلاة ؟
الشيخ : ليس هناك نصٌّ يصرِّح بالسِّنِّ المسؤول عنه ، ولكن النظر السليم يقتضي أن الصبيان يقفون مع الرجال إذا كانوا مميِّزين ؛ أي : يحافظون على الصلاة وهم في الصف ، وليسوا من الصغار الذين لا يعرفون الصلاة وقيمتها ؛ حيث تراه الآن في الصف ثم بعد لحظات يولي الأدبار ؛ لأنه ولد طفل صغير ، فيُوجد فراغًا في الصف وخللًا فيه ، وهذا لا يجوز ؛ فإذا كان الصبيان من ذوي العقل والفهم ولو أنهم لم يبلغوا بعد سنَّ التكليف ؛ فإنما يسمح لهم أن يقفوا في الصف مع الرجال ؛ وذلك لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يسنَّ للمسلمين في تسوية الصفوف المتعلقة بالرجال والصبيان سنًّا معينة ، وإن كان جاء حديث في " سنن أبي داود " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يصف الرجال ثم الصبيان ثم النساء ، وصفُّ النساء بالنسبة لتأخرهنَّ عن الرجال هذا صحيح مقطوع به ، أما صفُّ الصبيان بين الرجال وبين النساء ففيه حديث واحد يرويه أبو داود في " السنن " والإمام أحمد في " المسند " ، ولكن في سنده رجل ضعيف الحفظ ضعيف الذاكرة ، اسمه شهر بن حوشب ، هذا إذا وُجد في حديث ما وتفرَّد هو به يكون حديثه ضعيفًا لا يصح ، لو صح هذا الحديث في هذا السند لقلنا أن السنة صف الرجال ثم الصبيان ثم النساء ، ولكن لم يصح هذا الحديث ، ولم يجز العمل به .
وعلى هذا لا بد من إعمال النظر في الصبيان الذين يحضرون المساجد ، وهم في الغالب يُعرفون بعبثهم في الصلاة فيُصفُّون خلف الرجال ، أو باستقامتهم وهدوئهم في الصلاة فيُصفُّون مع الرجال حتى يتمرَّنوا على هذه الصلاة التي كان من أقواله - عليه الصلاة والسلام - للتمرين قوله : ( مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرِّقوا بينهم في = المساجد .
السائل : في المضاجع .
الشيخ : = وفرِّقوا بينهم في المضاجع ) ، فقوله - عليه السلام - : ( واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ) لا شك أن هؤلاء الأبناء أبناء العشر يكونون عادةً مميِّزين ، ولكن مع ذلك فهم لم يجرِ عليهم قلم التكليف ، لكن من باب التمرين على الخير وعلى الأعمال الصالحة ، أَمَرَ - عليه الصلاة والسلام - الآباء والامهات أن يعنوا بتربية الأولاد منذ نعومة أظفارهم ، وقال : ( مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ) ، ففي الغالب إذا كان الولد في السِّنِّ السابعة ، وعُلِّم بأحكام الصلاة وآداب الصلاة لَوَقَفَ في الصف التزم الهدوء والسكون ، وإلا فهذا يُجعل خلف الصف كما ذكرنا من عدم الإخلال بالصف ، أما من بلغ السن العاشرة وهو يلتزم الصلاة بآدابها ؛ فهذا ينبغي أن يُصفَّ مع الرجال ، أما - لا سمح الله - إذا كان لا يزال ذا حركات وعبث ولهو فيُخَّر ، هذا هو الضابط في مسألة تصفيف الأولاد أو الصبيان تارةً مع الرجال وتارةً خلف الرجال .
نعم .
السائل : تعليقًا على هذا السؤال قد يتساءل البعض : هل يصفُّ خلف الإمام أم في أطراف الصف ؟
الشيخ : هو في أطراف الصف ؛ طبعًا لأن خلف الإمام هناك حديث صحيح ؛ قال - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( ليلينِّي منكم أولو الأحلام والنُّهى ) ، وقد طبَّق هذا الحديث مرَّةً أبيُّ بن كعب - رضي الله عنه - كما في " سنن النسائي " ؛ دخل المسجد فوجد غلامًا خلف الإمام ، فأخذه وأخَّره ، وأنزل نفسه مكانه ، وقد لاحظ أنه أصابه شيء من الاضطراب أن كيف هذا الصحابي الجليل يحلُّ في مكان هذا الإنسان بعد الصلاة ؟ قال له أبيٌّ مؤانسًا له : سمعت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : ( ليلينِّي منكم أولو الأحلام والنُّهى ) ، أي : فلا يُلقى في نفسك شيء من الكراهة ؛ لأني إنما فعلت هذا ليس تنقيصًا لك ، وإنما تنفيذ مني لهذا الأمر النبوي الكريم ؛ ( ليلينِّي منكم أولو الأحلام والنُّهى ) ، فالذين يقفون وراء الصف حتى ولو كانوا من الرجالات الكبار فلا ينبغي أن يحتلوا هذا المكان خلف الإمام إلا إذا كانوا من أهل العلم والفضل ، فقد يعرض هذا الإمام شيء يستلزم أن نقدِّم رجلًا ينوب منابه ، فإذا كان الذي قام خلفه من عامة المسلمين قد لا يعرف يحسن قراءة الفاتحة ؛ فهذا المكان لا ينبغي أن يحتلَّه إلا أولوا الأحلام والنُّهى كما في هذا الحديث الصحيح .
نعم .
السائل : أثابك الله .
- رحلة النور - شريط : 48
- توقيت الفهرسة : 00:07:04
- نسخة مدققة إملائيًّا