السائل : فضيلة الشيخ - حفظك الله - ، نحن طلاب ندرس في مكة لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر ؛ هل نقصر الصلاة أم نتمُّ ؟ وما رأيكم بمن يقول تقصر الصلاة ما دمت تدرس ... وجزاكم الله خيرًا ؟

الشيخ : الذي عرفتُه من أقوال السلف أنهم كانوا يفرِّقون بين مَن خرج من بلده وأقام في بلدةٍ إقامةً موقَّتةً لم ينوِ في قلبه الإقامة ولو لشهور ؛ فهذا يظلُّ في حكم المسافر ؛ يقصر ويجمع ، أما من نوى الإقامة واطمئنَّ لها ، وعمل في سبيلها ما يعمل أهل البلد أنفسهم فهو مقيم ، وعلى ضوء هذا أقول : إن الطلبة الذين يسافرون من بلادهم إلى مكة لمدة شهور أو سنة أو سنتين فأنا لا ... هؤلاء إلا أنهم أجمعوا الإقامة في نفوسهم وفي قلوبهم وفي خلائق صدورهم ، أما ... ذلك والعكس هو بالنسبة للرجل الذي يأتي بلدةً لحاجة ما ولا يدري متى سيعود إلى بلده وهو يقول : اليوم أسافر ، لأ غدًا ، لأ وتمتد معه مدَّة وربما أكثر من الثلاثة أشهر هذه ؛ فهذه صورة يُعبَّر عنها بأنَّه لم يُجمِع الإقامة ، بل هو متردِّد فيها عازم على أن يرحل إن ما كان هذا اليوم فغدًا ، بأقرب وقت ممكن ، أما الذي يسكن في بلد يخطِّط في نفسه ويجمع أمره على الإقامة في ذلك البلد لمدة شهر فَلنقُلْ ، لمدة أسابيع ؛ فهذا مقيم وتجري عليه أحكام المقيم .

نعم .