يقول البعض : إن في إقامة بعض السنن والتمسك بها عرقلة للدعوة ؛ فيتركها في سبيل المحافظة على الدعوة ؛ فنرجو البيان والتوجيه إلى أهمية التمسك بالسنة .
A-
A=
A+
السائل : فضيلة الشيخ - حفظك الله - ، بعض الإخوان يقول أن في إقامة بعض السنن والتمسك بها يعرقل الدعوة ، ويتركها من باب في سبيل الحفاظ على الدعوة ؛ أرجو التوجيه إلى مدى أهمية التمسك بما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟
الشيخ : هذا من مصائب العصر الحاضر ، أصبح كلُّ الناس - ما شاء الله ! - دعاة ، وهو لا يكاد يفقه من العلم إلا نذرًا قليلًا ، وعلى ذلك فهو يعالج المواضيع بعقله وبعلمه الضَّيِّق ، ويدَّعي بأن المحافظة على السنن يعرقل الدعوة ، ما هي الدعوة يا جماعة ؟ الدعوة إلى الإسلام ، ما هو الإسلام ؟ الإسلام عبارة عن عقيدة وعن أحكام وعن أخلاق وسلوك وآداب ونحو ذلك ، فمن الذي يقول أن المسلم إذا تمسَّك بالسنن التي ثبتت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يعرقل الدعوة ؟ من الذي يقول هذا الكلام ؟ هل هو من أهل العلم والمجتهدين الذين ينبغي للآخرين أن يخضعوا لأقوالهم كما أشرنا آنفًا بقول الله : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) أم هو في العلم - كما يقال - لا في العير ولا في النفير ؟ مع ذلك يقول بعض هؤلاء : أن التمسك بالسنة يعرقل الدعوة ، علينا نحن إذا تمسكنا بالسنة أن نبيِّن للناس ، فإذا نفر الناس من شيء من السنة بعد بيان فالمسؤولية تقع على الذين ينفرون نفور الحمر من الأسد ، فلا يجوز أن ندعَ نحن السنة لأنَّنا نتوهَّم أن التمسك بالسنة ينفِّر الناس ، أنا علم أنه ينفِّر الناس الجهلة ، لكننا إذا قلنا لهم أنُّو هذه سنة عن رسول الله ، وبيَّنَّا لهم فعارَضَنا بهذا الكلام ، نعم هذه سنة ولكن تعرقل الدعوة ، أمام من تكون العرقلة ؟ أمام الذين يؤمنون بالسنة ويحبُّون يحرصون على تطبيقها أم أمام الذين يكرهون السنة ؟ إن كانت ... فهو كذب ؛ لأن الذين يحبُّون السنة يعملون بها أولًا ثم لا يزعمون أنها تعرقل الدعوة ، أما الذين يكرهون السنة ويعتبرون المتمسكين بها من المتشددين ؛ فهؤلاء هم أعداء السنة ؛ سواء قالوا : إننا نحبُّ السنة وندعو إليها أو ندعو إلى الفقه ولا ندعو إلى العمل بالسنة ؛ فكلاهما سواء .
ولذلك أنا أعتقد أن من آفة هذا العصر نشوء هذه الأقوال من بعض الناس أن التمسك بالسنة يعرقل الدعوة ، ولا يعلمون من يذكِّرهم ما يشبه أنها حجة ، ومن ذلك - مثلًا - قوله - عليه الصلاة والسلام - للسيدة عائشة حينما أرادت أن تدخل الكعبة وتصلي في الكعبة اقتداءً بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال لها - عليه الصلاة والسلام - : ( صلِّ في الحجر ؛ فإنه من الكعبة ؛ فلولا أن قومك حديثو عهد بالشرك لَهدمتُ الكعبة ، ولَبنيتُها على أساس إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - ، ولجعلتُ لها بابين مع الأرض ؛ بابًا يدخلون منه ، وبابًا يخرجون منه ) ، فنقول : من الذي قال : ( لولا ) ؟ أَهُوَ مثلك أنت لم تفهم من العلم شيئًا أم هو سيِّد العلماء وهو الذي جاءَنا بهذا العلم ؟ هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو يدري متى يفعل هذا الشيء وأنت لا تدري ؟ فأنت تترك السنة دفاعًا عن هوى نفسك ، هذه الحقيقة ، وليس كما تزعم إنما هو حرصًا على الدعوة وإلا يكون التمسك بالسنة مؤخِّرًا للدعوة .
فبالإضافة إلى هذا أقول شيئًا آخر : السنة تنقسم إلى أقسام ، فمنها ما هو فرض ، ومنها ما هو سنَّة مؤكدة ، ومنها ما هو دون الواجب ، من الذي يستطيع أن يفرِّق بين ما كان منها فرضًا وما كان منها سنَّة مؤكَّدة ، وما كان سنَّة مستحبَّة ؟ أهؤلاء الذين يقولون أنُّو لا يجوز التمسك بالسنة ؛ لأنها تعرقل الدعوة ؟ هؤلاء لا يعلمون من العلم إلا نذرًا قليلًا ، فلذلك مثل هذا الكلام تمامًا تقسيم الإسلام إلى قسمين ؛ قسم يسمُّونه باللُّب والآخر يسمُّونه بالقشر ، أو شيء يسمُّونه ضروري والشيء الآخر بيسمُّوه ثانوي ، من الذي جاء بهذا التقسيم ؟
لقد قال - عليه الصلاة والسلام - : ( أول ما يُحاسب عليه العبد الصلاة ، فإن تمت فقد أفلح وأنجح ، وإن نقصت فقد خاب وخسر ) . في حديث آخر : ( وإن نقصت قال الله - عز وجل - لملائكته : انظروا هل لعبدي من تطوُّع فتتموا له به فرضيته ؟ ) ، التطوع هذا الذي يسمونه بالقشر أو يسمُّونه بالشيء الثانوي ، والواجب هو فقط الذي يجب عندهم أن يقوم به ، لكن هم جهلهم لا يشعرون أو لا يعلمون أن التطوع قد جعله الله - عز وجل - وسيلة لإتمام ما قد يقع في عبادة الإنسان المفروضة من النقص ، فإذا قيل نحن نترك الآن القشور ونأخذ اللباب لزم منه شيئان اثنان :
أحدهما : أن ينسب الشرع إلى أن فيه قشرًا لا فائدة منه ، والواقع أن هذا القشر الذي يمثَّل به الشرع هو مأخوذ من قشر بعض الثمار وبعض الفواكه ؛ فهل من قائل يقول إن الله - عز وجل - لما جعل للثمرات كلها لبًّا وقشرًا أن ذلك كان منه - تبارك وتعالى - عبثًا ؟ حاشا لله - عز وجل - ، بل هذا أمر بدهيٌّ لو لم يكن لهذا اللب قشر يحافظ عليه لما كان بين يدينا شيء نتغذَّى به ؛ حتى القمح والشعير له تلك القشرة الناعمة التي تُغربل ليأكل الإنسان الطحين المُصفَّى المُغربل ، إذا شبهوا الإسلام - وهذا لا يجوز - بأنه كهذه الثِّمار لب وقشر ، فنقول : هَبْ أن الأمر كذلك لكن ما خلق الله شيئًا عبثًا ، ما جعل الإسلام لبًّا وقشرًا عبثًا ؛ بل لأنَّ هذا القشر يحافظ على اللُّبِّ ، فمن لم يحافظ على القشر أضاع القشر واللُّبَّ معها .
هذا من مصائب هذا العصر الحاضر ، ولا يقول ذلك إلا الذين لا يهتمُّون بالسنة ، وإنما يهملونها ولا يعرفون قيمتها ، ويريدون أن يجمعوا الناس على شيء يخالف السنة بزعمهم ، وهذا الشيء لا يمكن أن يكون صحيحًا وسليمًا دون أن يكون على السنة ؛ لقوله - تبارك وتعالى - مخاطبًا نبيَّه - عليه السلام - : (( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ )) فبيانه - عليه الصلاة والسلام - هو السنة بكلِّ أقسامها ، ومن عجب أن هؤلاء قد كانوا من قبل يقولون للسلفيين ولأهل الحديث الذين يقولون يجب أن نعمل للإسلام كلٌّ له ... كانوا لما يرونا يبحثون في موضوع السنة والبدعة ، ولا يشتغلون بما يسمُّونه السياسية ونحو ذلك يقولون كانوا ثم رجعوا : يجب علينا أن نتبنَّى الإسلام كلًّا ، إيش يعني كلًّا ؟ يعني ... تشتغل بالطهارة والصلاة والزكاة ، لازم نشتغل بالسياسة و ... و و إلى آخره ، إذا بهم أخيرًا حصروا الدعوة في بعض الجرايد ، وبخاصَّة ما كان منها متعلقًا بالسياسة ، تركوا البحث في العقيدة ، تركوا البحث في العبادات ما وافق منها الكتاب والسنة أو لم يوافق فلا ... ذلك ، فقد رجعوا بخُفَّي حنين ، لا ما دعوا إليه سابقًا من تحمُّل الإسلام كلًّا لا يتجزَّأ ... الدعوة إلى السياسة وإلى ... ما شابه ذلك ؛ بدليل أن بعض هذه الجماعات مضى عليها أكثر من نصف قرن من الزمان ، ثم على النظام العسكري في بعض البلاد : " مكانك راوح " ! في حركة في نشاط لكن ما في أيّ تقدم ، بينما - ما شاء الله ! - عامة السلفيين يقولون بالتعبير السوري مكمصين يعني ... لا يعرفون شيئًا من الإسلام وإذا هم ما بين عشيَّة وضحاها يعرفون التوحيد يعرفون في حديث صحيح في حديث ضعيف ، في فرض في سنة ، في كذا إلى آخره ، فما بين سنين قليلة تغيَّرت أوضاع هؤلاء ؛ لأنهم رجعوا إلى الكتاب والسنة مصداق قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسَّكتم بهما ؛ كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرَّقا حتى يردا عليَّ الحوض ) .
نعم .
الشيخ : هذا من مصائب العصر الحاضر ، أصبح كلُّ الناس - ما شاء الله ! - دعاة ، وهو لا يكاد يفقه من العلم إلا نذرًا قليلًا ، وعلى ذلك فهو يعالج المواضيع بعقله وبعلمه الضَّيِّق ، ويدَّعي بأن المحافظة على السنن يعرقل الدعوة ، ما هي الدعوة يا جماعة ؟ الدعوة إلى الإسلام ، ما هو الإسلام ؟ الإسلام عبارة عن عقيدة وعن أحكام وعن أخلاق وسلوك وآداب ونحو ذلك ، فمن الذي يقول أن المسلم إذا تمسَّك بالسنن التي ثبتت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يعرقل الدعوة ؟ من الذي يقول هذا الكلام ؟ هل هو من أهل العلم والمجتهدين الذين ينبغي للآخرين أن يخضعوا لأقوالهم كما أشرنا آنفًا بقول الله : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) أم هو في العلم - كما يقال - لا في العير ولا في النفير ؟ مع ذلك يقول بعض هؤلاء : أن التمسك بالسنة يعرقل الدعوة ، علينا نحن إذا تمسكنا بالسنة أن نبيِّن للناس ، فإذا نفر الناس من شيء من السنة بعد بيان فالمسؤولية تقع على الذين ينفرون نفور الحمر من الأسد ، فلا يجوز أن ندعَ نحن السنة لأنَّنا نتوهَّم أن التمسك بالسنة ينفِّر الناس ، أنا علم أنه ينفِّر الناس الجهلة ، لكننا إذا قلنا لهم أنُّو هذه سنة عن رسول الله ، وبيَّنَّا لهم فعارَضَنا بهذا الكلام ، نعم هذه سنة ولكن تعرقل الدعوة ، أمام من تكون العرقلة ؟ أمام الذين يؤمنون بالسنة ويحبُّون يحرصون على تطبيقها أم أمام الذين يكرهون السنة ؟ إن كانت ... فهو كذب ؛ لأن الذين يحبُّون السنة يعملون بها أولًا ثم لا يزعمون أنها تعرقل الدعوة ، أما الذين يكرهون السنة ويعتبرون المتمسكين بها من المتشددين ؛ فهؤلاء هم أعداء السنة ؛ سواء قالوا : إننا نحبُّ السنة وندعو إليها أو ندعو إلى الفقه ولا ندعو إلى العمل بالسنة ؛ فكلاهما سواء .
ولذلك أنا أعتقد أن من آفة هذا العصر نشوء هذه الأقوال من بعض الناس أن التمسك بالسنة يعرقل الدعوة ، ولا يعلمون من يذكِّرهم ما يشبه أنها حجة ، ومن ذلك - مثلًا - قوله - عليه الصلاة والسلام - للسيدة عائشة حينما أرادت أن تدخل الكعبة وتصلي في الكعبة اقتداءً بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال لها - عليه الصلاة والسلام - : ( صلِّ في الحجر ؛ فإنه من الكعبة ؛ فلولا أن قومك حديثو عهد بالشرك لَهدمتُ الكعبة ، ولَبنيتُها على أساس إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - ، ولجعلتُ لها بابين مع الأرض ؛ بابًا يدخلون منه ، وبابًا يخرجون منه ) ، فنقول : من الذي قال : ( لولا ) ؟ أَهُوَ مثلك أنت لم تفهم من العلم شيئًا أم هو سيِّد العلماء وهو الذي جاءَنا بهذا العلم ؟ هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو يدري متى يفعل هذا الشيء وأنت لا تدري ؟ فأنت تترك السنة دفاعًا عن هوى نفسك ، هذه الحقيقة ، وليس كما تزعم إنما هو حرصًا على الدعوة وإلا يكون التمسك بالسنة مؤخِّرًا للدعوة .
فبالإضافة إلى هذا أقول شيئًا آخر : السنة تنقسم إلى أقسام ، فمنها ما هو فرض ، ومنها ما هو سنَّة مؤكدة ، ومنها ما هو دون الواجب ، من الذي يستطيع أن يفرِّق بين ما كان منها فرضًا وما كان منها سنَّة مؤكَّدة ، وما كان سنَّة مستحبَّة ؟ أهؤلاء الذين يقولون أنُّو لا يجوز التمسك بالسنة ؛ لأنها تعرقل الدعوة ؟ هؤلاء لا يعلمون من العلم إلا نذرًا قليلًا ، فلذلك مثل هذا الكلام تمامًا تقسيم الإسلام إلى قسمين ؛ قسم يسمُّونه باللُّب والآخر يسمُّونه بالقشر ، أو شيء يسمُّونه ضروري والشيء الآخر بيسمُّوه ثانوي ، من الذي جاء بهذا التقسيم ؟
لقد قال - عليه الصلاة والسلام - : ( أول ما يُحاسب عليه العبد الصلاة ، فإن تمت فقد أفلح وأنجح ، وإن نقصت فقد خاب وخسر ) . في حديث آخر : ( وإن نقصت قال الله - عز وجل - لملائكته : انظروا هل لعبدي من تطوُّع فتتموا له به فرضيته ؟ ) ، التطوع هذا الذي يسمونه بالقشر أو يسمُّونه بالشيء الثانوي ، والواجب هو فقط الذي يجب عندهم أن يقوم به ، لكن هم جهلهم لا يشعرون أو لا يعلمون أن التطوع قد جعله الله - عز وجل - وسيلة لإتمام ما قد يقع في عبادة الإنسان المفروضة من النقص ، فإذا قيل نحن نترك الآن القشور ونأخذ اللباب لزم منه شيئان اثنان :
أحدهما : أن ينسب الشرع إلى أن فيه قشرًا لا فائدة منه ، والواقع أن هذا القشر الذي يمثَّل به الشرع هو مأخوذ من قشر بعض الثمار وبعض الفواكه ؛ فهل من قائل يقول إن الله - عز وجل - لما جعل للثمرات كلها لبًّا وقشرًا أن ذلك كان منه - تبارك وتعالى - عبثًا ؟ حاشا لله - عز وجل - ، بل هذا أمر بدهيٌّ لو لم يكن لهذا اللب قشر يحافظ عليه لما كان بين يدينا شيء نتغذَّى به ؛ حتى القمح والشعير له تلك القشرة الناعمة التي تُغربل ليأكل الإنسان الطحين المُصفَّى المُغربل ، إذا شبهوا الإسلام - وهذا لا يجوز - بأنه كهذه الثِّمار لب وقشر ، فنقول : هَبْ أن الأمر كذلك لكن ما خلق الله شيئًا عبثًا ، ما جعل الإسلام لبًّا وقشرًا عبثًا ؛ بل لأنَّ هذا القشر يحافظ على اللُّبِّ ، فمن لم يحافظ على القشر أضاع القشر واللُّبَّ معها .
هذا من مصائب هذا العصر الحاضر ، ولا يقول ذلك إلا الذين لا يهتمُّون بالسنة ، وإنما يهملونها ولا يعرفون قيمتها ، ويريدون أن يجمعوا الناس على شيء يخالف السنة بزعمهم ، وهذا الشيء لا يمكن أن يكون صحيحًا وسليمًا دون أن يكون على السنة ؛ لقوله - تبارك وتعالى - مخاطبًا نبيَّه - عليه السلام - : (( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ )) فبيانه - عليه الصلاة والسلام - هو السنة بكلِّ أقسامها ، ومن عجب أن هؤلاء قد كانوا من قبل يقولون للسلفيين ولأهل الحديث الذين يقولون يجب أن نعمل للإسلام كلٌّ له ... كانوا لما يرونا يبحثون في موضوع السنة والبدعة ، ولا يشتغلون بما يسمُّونه السياسية ونحو ذلك يقولون كانوا ثم رجعوا : يجب علينا أن نتبنَّى الإسلام كلًّا ، إيش يعني كلًّا ؟ يعني ... تشتغل بالطهارة والصلاة والزكاة ، لازم نشتغل بالسياسة و ... و و إلى آخره ، إذا بهم أخيرًا حصروا الدعوة في بعض الجرايد ، وبخاصَّة ما كان منها متعلقًا بالسياسة ، تركوا البحث في العقيدة ، تركوا البحث في العبادات ما وافق منها الكتاب والسنة أو لم يوافق فلا ... ذلك ، فقد رجعوا بخُفَّي حنين ، لا ما دعوا إليه سابقًا من تحمُّل الإسلام كلًّا لا يتجزَّأ ... الدعوة إلى السياسة وإلى ... ما شابه ذلك ؛ بدليل أن بعض هذه الجماعات مضى عليها أكثر من نصف قرن من الزمان ، ثم على النظام العسكري في بعض البلاد : " مكانك راوح " ! في حركة في نشاط لكن ما في أيّ تقدم ، بينما - ما شاء الله ! - عامة السلفيين يقولون بالتعبير السوري مكمصين يعني ... لا يعرفون شيئًا من الإسلام وإذا هم ما بين عشيَّة وضحاها يعرفون التوحيد يعرفون في حديث صحيح في حديث ضعيف ، في فرض في سنة ، في كذا إلى آخره ، فما بين سنين قليلة تغيَّرت أوضاع هؤلاء ؛ لأنهم رجعوا إلى الكتاب والسنة مصداق قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسَّكتم بهما ؛ كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرَّقا حتى يردا عليَّ الحوض ) .
نعم .
- رحلة النور - شريط : 47
- توقيت الفهرسة : 00:04:20
- نسخة مدققة إملائيًّا