يستخدم بعض الشباب اليوم ما يُعرف بالتمثيل كأسلوب من أساليب الدعوة ؛ فما رأيك في هذا ؟ وهل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستخدم هذا الأسلوب في الدعوة ؟
A-
A=
A+
السائل : فضيلة الشيخ - حفظك الله - ، يستخدم بعض الشباب اليوم ما يُعرف بالتمثيل كأسلوب من أساليب الدعوة ؛ فما رأيك في هذا الموضوع ؟ وهل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستخدم هذا الأسلوب في الدعوة ، أرجو التذكير في ذلك ، وجزاكم الله خيرًا ؟
الشيخ : التمثيل آفة من آفات العصر الحاضر تسرَّبت إلى بعض المسلمين الذين يغلب عليهم الجهل بأحكام الشريعة ، والتمثيل إنما يحتاجه الكفار ؛ لأنه لا بديل عندهم من آيات عن ربِّ العالمين وأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ترقِّق القلوب وتحسِّن الأخلاق ، لا يوجد شيء من هذه المواعظ والمذكِّرات عند الكفار ؛ ولذلك هم لجؤوا إلى اتخاذ التمثيليات كتعويض لهم عمَّا فاتهم من الهدى والنور بسبب كفرهم بالإسلام ، فجاء بعض الشباب الذين لا يقدِّرون دينهم الإسلامي حقَّ قدره ، وأخذوا هذه التمثيليات من عادات الكفار غير مُلاحظين الفرق بين الكفار والمسلمين من هذه الحيثية التي أشرت إليها آنفًا ؛ أن الكفار قد يستفيدون من التمثيليات ، أما المسلمون فليسوا بحاجة إليها ؛ لأن الله - عز وجل - قد أرسل إليهم نبيًّا في شريعته كلُّ ما يصلحهم يصلح أمور دينهم ودنياهم ، وبخاصَّة أننا إذا تذكَّرنا حقيقةً مرَّة في هذه التمثيليات أنها لا تخلو من أمور منكرة ، منها - مثلًا - أن فيها كثير من التزوير أو قليل من التزوير والكذب ؛ لأن التمثيلية لا تصلح عرضها إلا بزخرفتها ببعض الكلمات التي لا تمثِّل الواقع ، وقد يكون فيها اختلاط بين النساء والرجال ، وإذا كان بعض الشباب لا يزالون على تمسُّكهم بهذا الحكم الشرعي وهو أنه لا يجوز اختلاط الرجال بالنساء ؛ لأن التمثيلية قد يكون فيها رجال ونساء ، قد يكون فيها شباب وشابَّات ، فالتمثيلية تتطلَّب الجمع بين الجنسين ، وحينئذٍ يقع ولا بدَّ الاختلاط ؛ خاصَّة أن التمثيلية تحتاج إلى ما يسمُّونه من الرواة ؛ يعني تمرينات متعدِّدة ؛ فكم وكم سيكون الاختلاط هناك بين الجنسين ؟!!
فإذا فرضنا أن بعض المسلمين لا يزالون من المحافظين على بعض الأحكام الشرعية ومنها حرمة الاختلاط بين الجنسين ؛ سيضطرُّ القائمون على رواية تمثيلية بالاستعاضة عن الجنس الآخر من النساء بأن يمثِّل دورهم بعض الرجال ، وهنا يقعون في مخالفة الشرع مخالفة أخرى ؛ وهي التشبه بالنساء ، وقد جاء في " صحيح البخاري " من حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - قال : ( لعن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- المتشبِّهين من الرجال بالنساء ، والمشتبِّهات من النساء بالرجال ) ؛ فإذًا التمثيليات مهما حرص القائمون عليها ألَّا يقعوا في مخالفة الشريعة فهي لا تخلو من الأمور التالية :
من التشبه بالكفار ؛ لأن هذه التمثيليات منهم خرجت ، ثم لا تخلو من اختلاط الرجال بالنساء ؛ فإن خلت فلا تخلو من تشبُّه الرجال بالنساء ؛ لأن هذه طبيعة التمثيليات ، ولذلك فلا يجوز التمثيل كعمل لأنه مخالف للشرع ؛ فكيف يجوز اتِّخاذ التمثيل وسيلةً لدعوة الناس إلى الإسلام ؛ ذلك من باب معالجة الأمور على خلاف مذهب الرسول - عليه السلام - ، وإنما هي معالجة على طريقة بعض الفسَّاق السُّكارى الذين تُذكر قصصهم في بعض كتب الأدب كمثل أبي نوَّاس الذي كان يقول :
وداوِني بالتي كانت هي الدَّاء
الدَّاء لا يصلح دواءً ، والحرام لا يصلح علاجًا ؛ فاتقوا الله واستقيموا كما أمركم .
نعم .
السائل : يا شيخ ، ... من المفيد هنا أنُّو عرِّف لنا كلمة التلحين ؛ لأنه الآن لو أتى آتٍ فقال : صعد أحمد من الجانب الأيمن من المسرح ، وصعد سعيد من الجانب الأيسر من المسرح ، فالتقيا في وسط المسرح ، فقال أحمد لسعيد : هل لك بأن تعلِّمني الوضوء ؟ فأخذ - مثلًا - إبريقًا من الماء فتوضَّأ أمام الحاضرين ، أو هَبْ - مثلًا - أنهما صعدا فقال أحمد لسعيد : إنني أعرف رجلًا يواجه مشكلات مع أهله في التزامهم بالإسلام ، فماذا ترى أنه يفعل ؟ فقال سعيد هكذا ، فقال أحمد : ولكن - مثلًا - أظن يفعل كذا فقال : هكذا ، وفعلًا هو يعرف شخص يعاني من هذه المشكلة ، فأظن أن هناك أنواعًا من الأشياء قد لا يكون فيها إشكال شرعًا ، لكن أحيانًا إلى بيان معنى كلمة التمثيل المقصود الذي ... ذكرتموه سابقًا .
الشيخ : التمثيل - بارك الله فيك - معروف اليوم ما يحتاج إلى بيان ، الإنسان عادةً يحتاج إلى بيان شيء يكون غامضًا ، أما حينما يكون واقعًا فبيان هذا الواقع هو من باب ما يقول الفقهاء في مثله من باب تحصيل الحاصل ، فالتمثيل الذي يقع اليوم يُشاهد تمامًا أنه رجل - مثلًا - يكون حليقًا ، وربنا خلقه دون لحية ، لكن وهو يتزيَّن لمعصية الله فيحلق لحيته ، لكن هو يريد أن يمثِّل دور شيخ عالم فاضل أو مجاهد في سبيل الله ؛ فماذا يفعل ؟ يتَّخذ لحيةً مستعارة ، يمثِّل ذلك الشخص هل هو عالم أو مجاهد أو ما شابه ذلك ، كل التمثيليات التي تقوم اليوم تقوم على أن يتشبَّه الممثِّل الذي يأخذ دور إما ملك أو أمير أو قائد جيش أو خادم أو ما شابه ذلك ؛ فهؤلاء الأفراد كلٌّ منهم يمثِّل حياة إنسان سبق ذكر حياته في كتب التاريخ ، فهذا ما يحتاج إلى تمثيل ، أما بعض الأمثلة التي ذكرتها هذه تأتي عرضًا ولا تصبح مقصدًا ودعاية من أجل تعريف المسلمين لردِّهم إلى دينهم ونحو ذلك ؛ فهذا التمثيل ما أظن أن أحدًا مهما كان بعيدًا عن الثقافة العامة الواعية بحاجة إلى أن نشرح له ما هو التمثيل ، واضح ، وإلا فنحن نذكر ما هو أقرب من الأمثلة التي ذكرتها أحاديث ؛ كحديث أبي حنين الساعدي الذي جاء في " صحيح البخاري " مختصرًا وفي " سنن أبي داود " مطوَّلًا قال : ألا أصلي لكم صلاة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قالوا : لا ، لست بأعلم بصلاته منَّا . قال : بلى . قالوا : فاعرض . فبدأ يصلي ، هذا لا نقول إنه مثَّلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأنه لم يتزيا بزيِّه ، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - - مثلًا - كان كثَّ اللحية ، ونحن نرى فيكم الآن - ما شاء الله - لحى مباركة ولحى خفيفة جدًّا ولحى متوسطة ، فالذي يصلي صلاة النبي يعلِّم الناس لا يتقصَّد له التشبه بالرسول الذي كان له لحية - مثلًا - جليلة وعظيمة ، ولحية أبي حنين - مثلًا - لحيته خفيفة ، إنما هي عبارة عن شعرات ، فهو لا يمثِّل الرسول - عليه السلام - ، لكن يحكي كيف كانت صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - .
كذلك - مثلًا - حديث عثمان بن عفان لما توضأ بين أيديهم ، وقال : " هكذا رأيت رسول الله توضَّأ " ، هذا ليس فيه تمثيل ، وإنما فيه حكاية ما فعله الرسول - عليه الصلاة والسلام - ، أما الروايات التمثيلية هذه فهي في وادٍ آخر ، ويكفي أنه لا تخلو من مخالفة من المخالفات التي أشرت إليها آنفًا .
السائل : ... في مسألة التشبه بالنساء وكان القصد ليس الدعوة وليس التعلم ، وإنما الترويح فقط .
الشيخ : أجبت عن هذا ، قلت : كيف مع هذه المخالفات يمكن اتِّخاذها وسيلة للدعوة ؟
السائل : ليس للدعوة للتوضيح فقط .
الشيخ : ربنا يهديك ، أنا عم أتكلَّم بلسان عربي مبين ، قلت : كيف هذا تمثيل فيه هذه المخالفات فهي ممنوعة هذه التمثيليات ؛ فكيف تُتَّخذ وسيلة ؟ يعني عنَّا شيئين ، الذي سألتَ عنه أجبتُ عنه سلفًا ، التمثيليات لا تخلو من مخالفة من هذه المخالفات ، وهي غير جائزة شرعًا ؛ فكيف يُتَّخذ وسيلة ما ليس بجائز شرعًا بالدعوة إلى الإسلام ، هذا أنكر من الأول .
نعم .
الشيخ : التمثيل آفة من آفات العصر الحاضر تسرَّبت إلى بعض المسلمين الذين يغلب عليهم الجهل بأحكام الشريعة ، والتمثيل إنما يحتاجه الكفار ؛ لأنه لا بديل عندهم من آيات عن ربِّ العالمين وأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ترقِّق القلوب وتحسِّن الأخلاق ، لا يوجد شيء من هذه المواعظ والمذكِّرات عند الكفار ؛ ولذلك هم لجؤوا إلى اتخاذ التمثيليات كتعويض لهم عمَّا فاتهم من الهدى والنور بسبب كفرهم بالإسلام ، فجاء بعض الشباب الذين لا يقدِّرون دينهم الإسلامي حقَّ قدره ، وأخذوا هذه التمثيليات من عادات الكفار غير مُلاحظين الفرق بين الكفار والمسلمين من هذه الحيثية التي أشرت إليها آنفًا ؛ أن الكفار قد يستفيدون من التمثيليات ، أما المسلمون فليسوا بحاجة إليها ؛ لأن الله - عز وجل - قد أرسل إليهم نبيًّا في شريعته كلُّ ما يصلحهم يصلح أمور دينهم ودنياهم ، وبخاصَّة أننا إذا تذكَّرنا حقيقةً مرَّة في هذه التمثيليات أنها لا تخلو من أمور منكرة ، منها - مثلًا - أن فيها كثير من التزوير أو قليل من التزوير والكذب ؛ لأن التمثيلية لا تصلح عرضها إلا بزخرفتها ببعض الكلمات التي لا تمثِّل الواقع ، وقد يكون فيها اختلاط بين النساء والرجال ، وإذا كان بعض الشباب لا يزالون على تمسُّكهم بهذا الحكم الشرعي وهو أنه لا يجوز اختلاط الرجال بالنساء ؛ لأن التمثيلية قد يكون فيها رجال ونساء ، قد يكون فيها شباب وشابَّات ، فالتمثيلية تتطلَّب الجمع بين الجنسين ، وحينئذٍ يقع ولا بدَّ الاختلاط ؛ خاصَّة أن التمثيلية تحتاج إلى ما يسمُّونه من الرواة ؛ يعني تمرينات متعدِّدة ؛ فكم وكم سيكون الاختلاط هناك بين الجنسين ؟!!
فإذا فرضنا أن بعض المسلمين لا يزالون من المحافظين على بعض الأحكام الشرعية ومنها حرمة الاختلاط بين الجنسين ؛ سيضطرُّ القائمون على رواية تمثيلية بالاستعاضة عن الجنس الآخر من النساء بأن يمثِّل دورهم بعض الرجال ، وهنا يقعون في مخالفة الشرع مخالفة أخرى ؛ وهي التشبه بالنساء ، وقد جاء في " صحيح البخاري " من حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - قال : ( لعن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- المتشبِّهين من الرجال بالنساء ، والمشتبِّهات من النساء بالرجال ) ؛ فإذًا التمثيليات مهما حرص القائمون عليها ألَّا يقعوا في مخالفة الشريعة فهي لا تخلو من الأمور التالية :
من التشبه بالكفار ؛ لأن هذه التمثيليات منهم خرجت ، ثم لا تخلو من اختلاط الرجال بالنساء ؛ فإن خلت فلا تخلو من تشبُّه الرجال بالنساء ؛ لأن هذه طبيعة التمثيليات ، ولذلك فلا يجوز التمثيل كعمل لأنه مخالف للشرع ؛ فكيف يجوز اتِّخاذ التمثيل وسيلةً لدعوة الناس إلى الإسلام ؛ ذلك من باب معالجة الأمور على خلاف مذهب الرسول - عليه السلام - ، وإنما هي معالجة على طريقة بعض الفسَّاق السُّكارى الذين تُذكر قصصهم في بعض كتب الأدب كمثل أبي نوَّاس الذي كان يقول :
وداوِني بالتي كانت هي الدَّاء
الدَّاء لا يصلح دواءً ، والحرام لا يصلح علاجًا ؛ فاتقوا الله واستقيموا كما أمركم .
نعم .
السائل : يا شيخ ، ... من المفيد هنا أنُّو عرِّف لنا كلمة التلحين ؛ لأنه الآن لو أتى آتٍ فقال : صعد أحمد من الجانب الأيمن من المسرح ، وصعد سعيد من الجانب الأيسر من المسرح ، فالتقيا في وسط المسرح ، فقال أحمد لسعيد : هل لك بأن تعلِّمني الوضوء ؟ فأخذ - مثلًا - إبريقًا من الماء فتوضَّأ أمام الحاضرين ، أو هَبْ - مثلًا - أنهما صعدا فقال أحمد لسعيد : إنني أعرف رجلًا يواجه مشكلات مع أهله في التزامهم بالإسلام ، فماذا ترى أنه يفعل ؟ فقال سعيد هكذا ، فقال أحمد : ولكن - مثلًا - أظن يفعل كذا فقال : هكذا ، وفعلًا هو يعرف شخص يعاني من هذه المشكلة ، فأظن أن هناك أنواعًا من الأشياء قد لا يكون فيها إشكال شرعًا ، لكن أحيانًا إلى بيان معنى كلمة التمثيل المقصود الذي ... ذكرتموه سابقًا .
الشيخ : التمثيل - بارك الله فيك - معروف اليوم ما يحتاج إلى بيان ، الإنسان عادةً يحتاج إلى بيان شيء يكون غامضًا ، أما حينما يكون واقعًا فبيان هذا الواقع هو من باب ما يقول الفقهاء في مثله من باب تحصيل الحاصل ، فالتمثيل الذي يقع اليوم يُشاهد تمامًا أنه رجل - مثلًا - يكون حليقًا ، وربنا خلقه دون لحية ، لكن وهو يتزيَّن لمعصية الله فيحلق لحيته ، لكن هو يريد أن يمثِّل دور شيخ عالم فاضل أو مجاهد في سبيل الله ؛ فماذا يفعل ؟ يتَّخذ لحيةً مستعارة ، يمثِّل ذلك الشخص هل هو عالم أو مجاهد أو ما شابه ذلك ، كل التمثيليات التي تقوم اليوم تقوم على أن يتشبَّه الممثِّل الذي يأخذ دور إما ملك أو أمير أو قائد جيش أو خادم أو ما شابه ذلك ؛ فهؤلاء الأفراد كلٌّ منهم يمثِّل حياة إنسان سبق ذكر حياته في كتب التاريخ ، فهذا ما يحتاج إلى تمثيل ، أما بعض الأمثلة التي ذكرتها هذه تأتي عرضًا ولا تصبح مقصدًا ودعاية من أجل تعريف المسلمين لردِّهم إلى دينهم ونحو ذلك ؛ فهذا التمثيل ما أظن أن أحدًا مهما كان بعيدًا عن الثقافة العامة الواعية بحاجة إلى أن نشرح له ما هو التمثيل ، واضح ، وإلا فنحن نذكر ما هو أقرب من الأمثلة التي ذكرتها أحاديث ؛ كحديث أبي حنين الساعدي الذي جاء في " صحيح البخاري " مختصرًا وفي " سنن أبي داود " مطوَّلًا قال : ألا أصلي لكم صلاة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قالوا : لا ، لست بأعلم بصلاته منَّا . قال : بلى . قالوا : فاعرض . فبدأ يصلي ، هذا لا نقول إنه مثَّلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأنه لم يتزيا بزيِّه ، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - - مثلًا - كان كثَّ اللحية ، ونحن نرى فيكم الآن - ما شاء الله - لحى مباركة ولحى خفيفة جدًّا ولحى متوسطة ، فالذي يصلي صلاة النبي يعلِّم الناس لا يتقصَّد له التشبه بالرسول الذي كان له لحية - مثلًا - جليلة وعظيمة ، ولحية أبي حنين - مثلًا - لحيته خفيفة ، إنما هي عبارة عن شعرات ، فهو لا يمثِّل الرسول - عليه السلام - ، لكن يحكي كيف كانت صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - .
كذلك - مثلًا - حديث عثمان بن عفان لما توضأ بين أيديهم ، وقال : " هكذا رأيت رسول الله توضَّأ " ، هذا ليس فيه تمثيل ، وإنما فيه حكاية ما فعله الرسول - عليه الصلاة والسلام - ، أما الروايات التمثيلية هذه فهي في وادٍ آخر ، ويكفي أنه لا تخلو من مخالفة من المخالفات التي أشرت إليها آنفًا .
السائل : ... في مسألة التشبه بالنساء وكان القصد ليس الدعوة وليس التعلم ، وإنما الترويح فقط .
الشيخ : أجبت عن هذا ، قلت : كيف مع هذه المخالفات يمكن اتِّخاذها وسيلة للدعوة ؟
السائل : ليس للدعوة للتوضيح فقط .
الشيخ : ربنا يهديك ، أنا عم أتكلَّم بلسان عربي مبين ، قلت : كيف هذا تمثيل فيه هذه المخالفات فهي ممنوعة هذه التمثيليات ؛ فكيف تُتَّخذ وسيلة ؟ يعني عنَّا شيئين ، الذي سألتَ عنه أجبتُ عنه سلفًا ، التمثيليات لا تخلو من مخالفة من هذه المخالفات ، وهي غير جائزة شرعًا ؛ فكيف يُتَّخذ وسيلة ما ليس بجائز شرعًا بالدعوة إلى الإسلام ، هذا أنكر من الأول .
نعم .
- رحلة النور - شريط : 46
- توقيت الفهرسة : 00:08:52
- نسخة مدققة إملائيًّا