السائل : الخطُّ يُعتبر سترة ؟

الشيخ : نعم ، السؤال هنا : الخطُّ في الأرض هل يعتبر سترة ؟

الجواب : لا ، ذلك لأنه في رأيي حديث الخطِّ مضروب عليه بخطٍّ ؛ أي : مشطوب ؛ ذلك لأنه مرويٌّ بإسناد فيه جهالة في أكثر من موضع ؛ ولذلك جعلته من قسم " ضعيف سنن أبي داود " ، ثم إن سنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - العملية جرت على التستُّر بشيء شاخص مرتفع ؛ فقد كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في مسجده يصلي إلى جدار ، في المصلَّى يصلي إلى العَنَزَة ؛ أي : إلى العصا التي كان يحملها إذا ما خرج يوم العيد إلى المصلَّى ، ... ويصلي النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إليها ، وإذا كان مسافرًا فتارةً يصلي إلى شجرة ما ثبت ذلك في غزوة بدر فيما أذكر أنه صلى في الجيش إلى شجرة ، وتارةً يعدِّل الرحل ويصلي إليه ، وهكذا فلا يوجد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة عملية تؤكِّد حديث الخطِّ ، ويبطله هذا الحديث الحديث الأول الذي ذكرته من رواية مسلم : ( يقطع صلاةَ أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرَّحل ) ؛ فإذًا السترة المشروعة يجب أن تكون مثل مؤخرة الرَّحل ، ولعلكم أنتم معشر البعران والإبل والجمال لعلكم تعرفون ما هو مؤخرة الرَّحل التي هي تكون في آخر الرَّحل يعلِّق المسافر عليها زاده وطعامه وشرابه ؛ فلا يجوز أن تكون السترة بأقل من مؤخرة الرَّحل ، وهي عادة تكون ما بين شبرٍ وشبرين .

وهنا ملاحظة قد نبَّهت عليها صباح اليوم ؛ وهي أن رجلًا صلَّى إلى خزانة ، وهذه الخزانة من أسفلها مفتوح ، فهذا المصلي توجَّه إلى هذا الفراغ ، وما بينهم عن يمينه وعن يساره قائمتا الخزانة ، وهو يصلي إلى الفراغ .

السائل : مثل الطاولة هذه .

الشيخ : مثل هذه الطاولة ، فينبغي أن يصلي إلى السترة ، وقد سمعتم الأحاديث ، وهذا - أيضًا - مما ينبغي التنبُّه له ؛ لأن المسألة فيها دقة ؛ ما يصلي في فراغ ويظنُّ أن ... المرتفع عن الأرض هي سترة ؛ لأن السترة ... من الأرض إلى الأعلى ، وليس تنزل من الأعلى إلى أسفل ثم لا تصطدم بالأرض ، فالسترة يجب أن تكون شيء ملموس بالأرض ثابت بالأرض ، وهذا يذكِّرني بشيء آخر أن هناك في " سنن أبي داود " وبالسند الضعيف الذي لا تقوم به حجة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان إذا صلى إلى سترة لا يصمد إليها صمدًا ، وإنما يميلُ عنها يمينًا أو يسارًا ، ... وغالب الأحاديث قد ذكرناها آنفًا قد يصلي إلى سترة ؛ أي : يتوجَّه إليها ، هذا القول بأنه لا بد أن يميل يمينًا أو يسارًا ؛ فهذا ليس له أصل في السنة .