مسألة المصالح الشرعية ؛ تقدير المصالح في مسألة ترك السنن .
A-
A=
A+
السائل : شيخ ، مسألة المصالح الشرعية تقدير المصالح في مسألة ترك السنن ، بعض الناس ... حدث عائلي .
الشيخ : مسألة إيش ؟ ترك السنن ؟
السائل : ترك السنن ، من الجمَّة مثل جمَّة الشعر يعني وغيرها ؛ يستدلون بحديث عائشة : ( لولا أن قومك حديثو عهد بكفر ) ؛ يقول نترك جميع السنن لأجل أن هذه السنن تنفِّر ؛ هل نسلِّم لهم بهذا القول ؟
الشيخ : هذا السؤال ما أدري أنت سألت سابقًا ولَّا غيرك ؟
السائل : سألتك بالتليفون يا شيخ ، فقلت لي : لأ ، لا نترك السنن ... ، وسألتك العصر اليوم فقلت لي خلاف هذا ؛ هل تراجعت ؟
الشيخ : إيش الخلاف بين القولين ؟
السائل : القول الأول أنك تقول : لأ ، لا نترك السنن .
الشيخ : إي ولا أزال أقول ، والقول الأخير الذي تقول : راجعته أو لا ما هو ؟
السائل : تقول عندك علماء ... في هذا الأمر .
الشيخ : هذا نصر لذاك القول ولَّا ... ؟
السائل : والله أنا ما أدري ، أنا سألت الآن عشان أستضيء يا شيخ .
الشيخ : إذا صح أنك لا تدري فلا أدري ماذا أقول لك ؟ ادرِ ! " الجميع يضحك " ، هذا لا ينافي ذاك ؛ لأنه ما دام الحديث بين أيدينا لكن من الذي أخَّر إصلاح بنيان الكعبة وإرجاعها على قواعد إبراهيم - عليه السلام - ؟ أهو شخص من هؤلاء الأشخاص الذين يقولون من مصلحة الدعوة ترك السنن ، أم هو من جاء بالسنن ؟
السائل : مَن جاء بالسنن .
الشيخ : طيب ؛ ... يكون متمكِّن بعلمه حينئذٍ إذا قال : أنا أرى المصلحة بترك سنة من السنن ، فحينئذٍ نقول :
إذا قالت حذامِ فصدِّقوها *** فإنَّ القول ما قالت حذامِ
فما في فرق بين القولين أبدًا ؛ لأنك أنت تسأل بالهاتف ، وأنا أجيبك أعطيك القاعدة : لا تترك السنن ، لمجرد ما يدَّعي الإنسان وهذا اليوم يُستغل هذا الكلام ؛ أنُّو لصالح الدعوة نترك السنن ، هذا الغزَّالي يتحكم بالذين يتمسَّكون بالسنن ، ويريد أن المسلم إذا ذهب إلى أوروبا أن يتأَوْرَب ! وإذا ذهب إلى أمريكا أن يتأمرك ! وهو ... كيف هذا ؟ هَيْ مصلحة الدعوة !! وهو لا يرى مصلحة الدعوة أنُّو - مثلًا - يلبس جبة كالخرج وعمامة كالبرج ، وهو الذي ذمَّه ... بلده في زمانه محمد عبده ؛ كان يضرب الأمثال بعلماء الأزهر أن عمائمهم كالأبراج وجُبَبَهم كالأخراج ؛ فهو يتزيَّا بهذا الزِّيِّ ، فإذا ذهب إلى بلاد الكفر ما أدري والله يظل متمسِّكًا بالزي هذا وهو ليس زيًّا إسلاميًّا أو يتأورب ويتأمرك ما أدري ماذا أقول ؟ لكن منهجه إنكار التمسك بهذه العادات في سبيل إيش ؟ مصلحة الدعوة ، ذوق مصلحة الدعوة رجل يقدِّرها حقَّ قدرها ، ويضع الأمور في مواضعها وبحكمة نسلِّم له ، لكن أنتم ترونَه كيف يحارب السُّنن ويحارب الأحاديث في الصحيحة لمجرَّد رأي عقلي فجّ ؛ الذي لن يتحرَّر ولم يتنظَّف بدراسة السنة وتمكين الإيمان في قلبه بالغيب الذي هو أول فرض المؤمن كما قال ربُّ العالمين في كتابه الكريم : (( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )) من هم ؟ (( الذين يؤمنون بالغيب )) ، وعلماء التفسير يقولون : الإيمان بالغيب هو التطبيق الجازم بكلِّ ما غاب عن عقله ؛ أي : لم يدركه عقله فهذا هو الإيمان بالغيب ، هذا الرجل ما عنده إيمان بالغيب ، كل ما جاءه حديث يحتاج إلى إيمان نَسَفَه نسفًا ؛ هذا مش معقول !! هذا مش مقبول !! وهذا دليل أنه علماء الحديث ما عندهم فقه ، ما عندهم علم ، وما شاء الله هو الفقه كله عنده !! لا عنده فقه بالكتاب ولا بالسنة ، ولا فيما ذهب إليه الأئمة ، فهو تارةً تراه حزميًّا ظاهريًّا جامدًا يستحلُّ آلات الطرب والأغاني حتى لو كانت أم كلثوم ، وتارةً ينقم على السلفيين الذين يأخذون بالأحاديث ، وبيقول هؤلاء لا يحترمون الأئمة ولا يقدِّرونهم حقَّ قدرهم ! وهو هذا وصفه وليس وصف الآخرين ؛ لأنه إذا دار الأمر بين تقدير الرسول - عليه السلام - وعدم تقدير بعض العلماء ؛ فلا شكَّ أن تقدير الرسول وتوقيره أولى من أولئك ، والعكس ليس بصواب ، أما هو فهو حينما يقف أمام هوى شخصه فلا يوقِّر الرسول - أي : في أحاديثه - ، ولا يوقِّر - أيضًا - العلماء في أحكامهم ، فالمذاهب الأربعة متَّفقة على تحريم آلات الطرب ، هو لا يقيم له وزنًا ؛ لماذا ؟ لأن ابن حزم ذهب إلى إباحتها ، لكن لماذا ؟ وما حجَّته في الحديث الذي رواه البخاري ، هذا لا يعلم منه شيئًا إطلاقًا ؛ لأنه له علاقة بعلم الحديث والمحدِّثين وهو فقيه ، واكتفى بما ... ، وليس عنده لا فقه ولا حديث .
الشيخ : مسألة إيش ؟ ترك السنن ؟
السائل : ترك السنن ، من الجمَّة مثل جمَّة الشعر يعني وغيرها ؛ يستدلون بحديث عائشة : ( لولا أن قومك حديثو عهد بكفر ) ؛ يقول نترك جميع السنن لأجل أن هذه السنن تنفِّر ؛ هل نسلِّم لهم بهذا القول ؟
الشيخ : هذا السؤال ما أدري أنت سألت سابقًا ولَّا غيرك ؟
السائل : سألتك بالتليفون يا شيخ ، فقلت لي : لأ ، لا نترك السنن ... ، وسألتك العصر اليوم فقلت لي خلاف هذا ؛ هل تراجعت ؟
الشيخ : إيش الخلاف بين القولين ؟
السائل : القول الأول أنك تقول : لأ ، لا نترك السنن .
الشيخ : إي ولا أزال أقول ، والقول الأخير الذي تقول : راجعته أو لا ما هو ؟
السائل : تقول عندك علماء ... في هذا الأمر .
الشيخ : هذا نصر لذاك القول ولَّا ... ؟
السائل : والله أنا ما أدري ، أنا سألت الآن عشان أستضيء يا شيخ .
الشيخ : إذا صح أنك لا تدري فلا أدري ماذا أقول لك ؟ ادرِ ! " الجميع يضحك " ، هذا لا ينافي ذاك ؛ لأنه ما دام الحديث بين أيدينا لكن من الذي أخَّر إصلاح بنيان الكعبة وإرجاعها على قواعد إبراهيم - عليه السلام - ؟ أهو شخص من هؤلاء الأشخاص الذين يقولون من مصلحة الدعوة ترك السنن ، أم هو من جاء بالسنن ؟
السائل : مَن جاء بالسنن .
الشيخ : طيب ؛ ... يكون متمكِّن بعلمه حينئذٍ إذا قال : أنا أرى المصلحة بترك سنة من السنن ، فحينئذٍ نقول :
إذا قالت حذامِ فصدِّقوها *** فإنَّ القول ما قالت حذامِ
فما في فرق بين القولين أبدًا ؛ لأنك أنت تسأل بالهاتف ، وأنا أجيبك أعطيك القاعدة : لا تترك السنن ، لمجرد ما يدَّعي الإنسان وهذا اليوم يُستغل هذا الكلام ؛ أنُّو لصالح الدعوة نترك السنن ، هذا الغزَّالي يتحكم بالذين يتمسَّكون بالسنن ، ويريد أن المسلم إذا ذهب إلى أوروبا أن يتأَوْرَب ! وإذا ذهب إلى أمريكا أن يتأمرك ! وهو ... كيف هذا ؟ هَيْ مصلحة الدعوة !! وهو لا يرى مصلحة الدعوة أنُّو - مثلًا - يلبس جبة كالخرج وعمامة كالبرج ، وهو الذي ذمَّه ... بلده في زمانه محمد عبده ؛ كان يضرب الأمثال بعلماء الأزهر أن عمائمهم كالأبراج وجُبَبَهم كالأخراج ؛ فهو يتزيَّا بهذا الزِّيِّ ، فإذا ذهب إلى بلاد الكفر ما أدري والله يظل متمسِّكًا بالزي هذا وهو ليس زيًّا إسلاميًّا أو يتأورب ويتأمرك ما أدري ماذا أقول ؟ لكن منهجه إنكار التمسك بهذه العادات في سبيل إيش ؟ مصلحة الدعوة ، ذوق مصلحة الدعوة رجل يقدِّرها حقَّ قدرها ، ويضع الأمور في مواضعها وبحكمة نسلِّم له ، لكن أنتم ترونَه كيف يحارب السُّنن ويحارب الأحاديث في الصحيحة لمجرَّد رأي عقلي فجّ ؛ الذي لن يتحرَّر ولم يتنظَّف بدراسة السنة وتمكين الإيمان في قلبه بالغيب الذي هو أول فرض المؤمن كما قال ربُّ العالمين في كتابه الكريم : (( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )) من هم ؟ (( الذين يؤمنون بالغيب )) ، وعلماء التفسير يقولون : الإيمان بالغيب هو التطبيق الجازم بكلِّ ما غاب عن عقله ؛ أي : لم يدركه عقله فهذا هو الإيمان بالغيب ، هذا الرجل ما عنده إيمان بالغيب ، كل ما جاءه حديث يحتاج إلى إيمان نَسَفَه نسفًا ؛ هذا مش معقول !! هذا مش مقبول !! وهذا دليل أنه علماء الحديث ما عندهم فقه ، ما عندهم علم ، وما شاء الله هو الفقه كله عنده !! لا عنده فقه بالكتاب ولا بالسنة ، ولا فيما ذهب إليه الأئمة ، فهو تارةً تراه حزميًّا ظاهريًّا جامدًا يستحلُّ آلات الطرب والأغاني حتى لو كانت أم كلثوم ، وتارةً ينقم على السلفيين الذين يأخذون بالأحاديث ، وبيقول هؤلاء لا يحترمون الأئمة ولا يقدِّرونهم حقَّ قدرهم ! وهو هذا وصفه وليس وصف الآخرين ؛ لأنه إذا دار الأمر بين تقدير الرسول - عليه السلام - وعدم تقدير بعض العلماء ؛ فلا شكَّ أن تقدير الرسول وتوقيره أولى من أولئك ، والعكس ليس بصواب ، أما هو فهو حينما يقف أمام هوى شخصه فلا يوقِّر الرسول - أي : في أحاديثه - ، ولا يوقِّر - أيضًا - العلماء في أحكامهم ، فالمذاهب الأربعة متَّفقة على تحريم آلات الطرب ، هو لا يقيم له وزنًا ؛ لماذا ؟ لأن ابن حزم ذهب إلى إباحتها ، لكن لماذا ؟ وما حجَّته في الحديث الذي رواه البخاري ، هذا لا يعلم منه شيئًا إطلاقًا ؛ لأنه له علاقة بعلم الحديث والمحدِّثين وهو فقيه ، واكتفى بما ... ، وليس عنده لا فقه ولا حديث .
- رحلة النور - شريط : 34
- توقيت الفهرسة : 00:36:40
- نسخة مدققة إملائيًّا