ما مدى صحة حديث تحديد أسماء الله - عز وجل - ؟
A-
A=
A+
السائل : فضيلة الشيخ ، ما مدى صحة حديث تحديد أسماء الله ؟
الشيخ : تحديد يعني المقصود حصر أسماء الله ، هناك روايتان : إحداهما رواية صحيحة ، والأخرى ضعيفة ، أما الرواية الصحيحة فما أخرجه البخاري ومسلم في " صحيحيهما " من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إنَّ لله تسعةً وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا ؛ مَن أحصاها دخل الجنة ) ، هذا هو الصحيح ... لكن هذا الإحصاء المذكور في " سنن الترمذي " وغيره من كتب السنة له علَّتان :
العلة الأولى : أن السند بهذه الزيادة التي فيها عدُّ الأسماء لا يصح ، ومع عدم الصحة فهو مخالف للحديث الصحيح حيث اقتصر على قوله : ( مئة إلا واحدًا ؛ من أحصاها دخل الجنة ) ، ثم لم يذكر تلك الزيادة ، فيمكن اعتبار هذه الزيادة زيادة شاذَّة .
وشيء آخر أن هذه الأسماء تختلف الروايات في عَدِّها ؛ فمنهم مَن يذكر اسمًا بدل اسم آخر ، ولذلك هذا الفضل المذكور في هذا الحديث وهو ( من أحصاها دخل الجنة ) في الحقيقة ليس المقصود به أن يحفظَ الإنسان هذه الأسماء المسرودة في بعض المصنَّفات كالترمذي ، وإلا لَكان دخول الجنة ميسَّرًا بينما ذلك على خلاف الحديث الصحيح ؛ ألا وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( حُفَّت الجنة بالمكاره ، وحُفَّت النار بالشهوات ) ، فأي مكروه في أن يحفظ الإنسان تسعةً وتسعين اسمًا في كتاب ما ؟ نحن ليس عندنا دليل من السنة على أن المسلم إذا حَفِظَ القرآن من أوله إلى آخره دخل الجنة ؛ فكيف يُعقل أن يكون في السنة مثل هذا التكليف اليسير ، ويكون له ذلك الأجر العظيم ، من أحصى تسعة وتسعين اسمًا مسطورةً في كتاب دخل الجنة ، ليس هذا هو المقصود ، أنا أعتقد أن كبار أهل العلم بالحديث وبتتبُّع طرق الحديث نادر جدًا من وُفِّق لهذا الإحصاء الذي رُبِطَ به دخول الجنة ؛ لأن المقصود بهذا الإحصاء هو تتبُّع أسماء الله - تبارك وتعالى - في كتاب الله وفي أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أولًا ، ثم الوقوف عند هذا العدد ، وهنا الدِّقَّة في الموضوع والصعوبة التي إذا قام بتحقيق هذا الأمر مسلمٌ ما كان أن أُثيب بدخول الجنة .
إن هذا الحديث لا يعني أنه ليس لله من الأسماء إلا تسعة وتسعين اسمًا ، ليس هذا المقصود ؛ لأنه قد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة : ( أسألك بكلِّ اسمٍ لك سمَّيتَ به نفسك ، أو استأثرتَ به في علمك ) ، فهناك استئثار من الله - عز وجل - لبعض الأسماء لا يعرفها الناس ، فأسماء الله أكثر من تسعة وتسعين اسمًا ، لكن الأسماء التي لها هذه الفضيلة : ( مَن أحصاها دخل الجنة ) هي تسعة وتسعون اسمًا ، وأكَّد ذلك بقوله : ( مائة إلا واحدًا ) ؛ فالمقصود أنَّ من استخرج هذه الأسماء من كتاب الله ومن حديث رسول الله بطلبٍ وصبرٍ وثباتٍ ، ثمَّ وُفِّق إلى ذلك ؛ فقد دخل الجنة يقينًا ، ومن أين لنا أن نعرف ذلك ؟ لا سبيل إلى ذلك ، وإنما فيه الحضُّ على هذا العمل العظيم ، وأنا - فيما علمت - لم أجد أحدًا من علماء المسلمين قد قام بتتبُّع وإحصاء الأحاديث بتتبُّع الأحاديث وإحصاء الأسماء الحسنى كما فعل الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه " فتح الباري " ، ومع ذلك وجدناه يتردَّد بين أن يكون هذا الاسم مكانَ هذا الاسم أو العكس ، المهم أن أسماء الله - تبارك وتعالى - أكثر من مائة ، ولكن مَن أحصى تسعةً وتسعين منها إحصاءً مبنيًّا على كتاب الله وعلى حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووُفِّق لذلك العمل ؛ فكان ذلك بشيرًا له لدخول الجنة .
غيره ؟
السائل : شيخ ، هو يقول : الإحصاء يعني : العمل بها ومعرفة حقيقة معانيها والعمل بها .
الشيخ : هذا من تمام الإحصاء .
نعم .
الشيخ : تحديد يعني المقصود حصر أسماء الله ، هناك روايتان : إحداهما رواية صحيحة ، والأخرى ضعيفة ، أما الرواية الصحيحة فما أخرجه البخاري ومسلم في " صحيحيهما " من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إنَّ لله تسعةً وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا ؛ مَن أحصاها دخل الجنة ) ، هذا هو الصحيح ... لكن هذا الإحصاء المذكور في " سنن الترمذي " وغيره من كتب السنة له علَّتان :
العلة الأولى : أن السند بهذه الزيادة التي فيها عدُّ الأسماء لا يصح ، ومع عدم الصحة فهو مخالف للحديث الصحيح حيث اقتصر على قوله : ( مئة إلا واحدًا ؛ من أحصاها دخل الجنة ) ، ثم لم يذكر تلك الزيادة ، فيمكن اعتبار هذه الزيادة زيادة شاذَّة .
وشيء آخر أن هذه الأسماء تختلف الروايات في عَدِّها ؛ فمنهم مَن يذكر اسمًا بدل اسم آخر ، ولذلك هذا الفضل المذكور في هذا الحديث وهو ( من أحصاها دخل الجنة ) في الحقيقة ليس المقصود به أن يحفظَ الإنسان هذه الأسماء المسرودة في بعض المصنَّفات كالترمذي ، وإلا لَكان دخول الجنة ميسَّرًا بينما ذلك على خلاف الحديث الصحيح ؛ ألا وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( حُفَّت الجنة بالمكاره ، وحُفَّت النار بالشهوات ) ، فأي مكروه في أن يحفظ الإنسان تسعةً وتسعين اسمًا في كتاب ما ؟ نحن ليس عندنا دليل من السنة على أن المسلم إذا حَفِظَ القرآن من أوله إلى آخره دخل الجنة ؛ فكيف يُعقل أن يكون في السنة مثل هذا التكليف اليسير ، ويكون له ذلك الأجر العظيم ، من أحصى تسعة وتسعين اسمًا مسطورةً في كتاب دخل الجنة ، ليس هذا هو المقصود ، أنا أعتقد أن كبار أهل العلم بالحديث وبتتبُّع طرق الحديث نادر جدًا من وُفِّق لهذا الإحصاء الذي رُبِطَ به دخول الجنة ؛ لأن المقصود بهذا الإحصاء هو تتبُّع أسماء الله - تبارك وتعالى - في كتاب الله وفي أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أولًا ، ثم الوقوف عند هذا العدد ، وهنا الدِّقَّة في الموضوع والصعوبة التي إذا قام بتحقيق هذا الأمر مسلمٌ ما كان أن أُثيب بدخول الجنة .
إن هذا الحديث لا يعني أنه ليس لله من الأسماء إلا تسعة وتسعين اسمًا ، ليس هذا المقصود ؛ لأنه قد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة : ( أسألك بكلِّ اسمٍ لك سمَّيتَ به نفسك ، أو استأثرتَ به في علمك ) ، فهناك استئثار من الله - عز وجل - لبعض الأسماء لا يعرفها الناس ، فأسماء الله أكثر من تسعة وتسعين اسمًا ، لكن الأسماء التي لها هذه الفضيلة : ( مَن أحصاها دخل الجنة ) هي تسعة وتسعون اسمًا ، وأكَّد ذلك بقوله : ( مائة إلا واحدًا ) ؛ فالمقصود أنَّ من استخرج هذه الأسماء من كتاب الله ومن حديث رسول الله بطلبٍ وصبرٍ وثباتٍ ، ثمَّ وُفِّق إلى ذلك ؛ فقد دخل الجنة يقينًا ، ومن أين لنا أن نعرف ذلك ؟ لا سبيل إلى ذلك ، وإنما فيه الحضُّ على هذا العمل العظيم ، وأنا - فيما علمت - لم أجد أحدًا من علماء المسلمين قد قام بتتبُّع وإحصاء الأحاديث بتتبُّع الأحاديث وإحصاء الأسماء الحسنى كما فعل الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه " فتح الباري " ، ومع ذلك وجدناه يتردَّد بين أن يكون هذا الاسم مكانَ هذا الاسم أو العكس ، المهم أن أسماء الله - تبارك وتعالى - أكثر من مائة ، ولكن مَن أحصى تسعةً وتسعين منها إحصاءً مبنيًّا على كتاب الله وعلى حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووُفِّق لذلك العمل ؛ فكان ذلك بشيرًا له لدخول الجنة .
غيره ؟
السائل : شيخ ، هو يقول : الإحصاء يعني : العمل بها ومعرفة حقيقة معانيها والعمل بها .
الشيخ : هذا من تمام الإحصاء .
نعم .
- رحلة النور - شريط : 34
- توقيت الفهرسة : 00:00:05
- نسخة مدققة إملائيًّا