فائدة ذكرها السيوطي في " تاريخ الخلفاء " أن الخطبة المسجوعة التي يرددها الخطباء أن أوَّل من أحدثَها هو الخليفة المهدي ، وفي طواياها دسيسة تحمل عقيدة منحرفة عن عقيدة أهل الحديث .
A-
A=
A+
السائل : ... الفائدة بالنسبة لما ذكرت من السؤال عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ... يوم الجمعة .
الشيخ : تفضل .
السائل : ذكرها السيوطي في " تاريخ الخلفاء " نقلًا عن الأصمعي أن الخليفة العباسي المهدي هو الذي أحدث قوله : " اعلموا - عباد الله - أن الله أمركم بأمر بدأ به بنفسه ، وثنَّى فيه بملائكته المسبِّحة بقدسه ؛ فقال جلَّ من قائل عليمًا : (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ )) إلى آخر السجع ، قال : هو أول من أحدث هذا ، ثم سار عليه الخطباء إلى يومنا هذا يقول السيوطي ، فهذه أحدثها الخليفة المهدي ، ولم تكن موجودة من قبل .
الشيخ : جزاك الله خير ، بأي كتاب ؟
السائل : في " تاريخ الخلفاء " .
الشيخ : " تاريخ الخلفاء " ، ذكَّرتني هذه الرواية أنَّ من جملة ما يُقال في هذه المُحدثة : " ولم يزل قائلًا عليمًا " ، هذه فيها دسيسة أشعريَّة ، الذين يُبطلون أو ينفون على الأقل حقيقة الكلام الإلهي ، ويفسِّرونه بالكلام المخفي ، وهم من هذه الحيثيَّة معطِّلة ، وهذا من عجائبهم ؛ لأنهم من جهة يجادلون المعتزلة الذين يصرِّحون بأن كلام الله - تبارك وتعالى - مخلوق ، فالأشاعرة يزعمون ويتلفَّظون بما يوافقون أهل السنة وأهل الحديث ويقولون : ... كلام الله صفة من صفاته ، ولكنهم إذا سُبِرَ وضعهم وتُحدِّث معهم عن حقيقة هذا الكلام الذي ظاهره حق قالوا : إنما نعني بالكلام الكلام النفسي ، ولا يعنون به الكلام اللفظي المسموع والمصرَّح به في بعض النصوص الشرعية من الكتاب والسنة كقوله - تعالى - مخاطبًا موسى - عليه الصلاة والسلام - : (( فاستمع لما يُوحى )) هذا النص صريح جدًّا ؛ لأن كلام الله مسموع ملفوظ ، وهذا ما يُنكره الأشاعرة ، ويقولون : لا ، هذا فيه تشبيه لكلام الله الأزلي لكلام البشر ، وإنما المقصود بالكلام الإلهي إنما هو الكلام النفسي ، وهو في الحقيقة يعود إلى التعطيل ؛ لأن الكلام النفسي هو أشبه ... العلم الإلهي ، فهم يشيرون إلى هذه العقيدة ولم يزل قائلًا عليمًا ، ولأن الأمر كما يقول ابن تيمية - رحمه الله - في الرَّدِّ على الأشاعرة حينما يشرح بأنهم ينشرون السلام الإلهي الحقيقي ، يقولون إنما هو الكلام النفسي ، فالله - عز وجل - حينما قال لموسى - عليه الصلاة والسلام - : (( وما تلك بيمينك يا موسى )) يقولون : إلى الأزل ، هذا هو كلام الله ؛ لأنهم يعنون ما يساوي العلم الإلهي ، وهو قال ولم يزل قائلًا عليمًا ، بينما قال هذا حقيقة ، قال فالله - عز وجل - كما قال الإمام أحمد - رحمه الله - : يتكلم حينما يشاء وبما يشاء ، أما الأشاعرة فانتهى الكلام الإلهي هو العلم الإلهي تمامًا ، فأشاروا إلى هذا الانحراف ولم يزل قائلًا عليمًا ... يقولون : (( وما تلك بيمينك يا موسى )) لم يزل قائلًا عليمًا ، يشيرون بهذا إلى الكلام النفسي ، قالوا بدعة تفرَّد بها الأشاعرة دون الطرق الأخرى ، ومنها من كان على منهج السنة يؤمنون بكلام الله - عز وجل - أنه كلام مسموع وكما قال - عليه السلام - في الحديث الصحيح : ( من قرأ القرآن فله بكلِّ حرف عشر حسنات ) ثم يأتون بالحروف ... رب العالمين من أن يتكلم بهذا القرآن الذي نحن نعتقد جميعًا أنه كلام الله ، لكن هم في الحقيقة لا يدينون الله بأن القرآن الكريم هو كلام الله حقيقة ، ثم يختلفون مَن هو الذي تكلَّم به ، فمن قائل أنه جبريل ، ومن قائل أنه أخذه من اللوح المحفوظ ، وأن الله - عز وجل - لم يتكلَّم به .
ومن عجبي أن أحد علماء الأزهر ردَّ في حاشية له على كتاب " الجوهرة في العقيدة عقيدة الأشاعرة " رأيت له بحثًا في حاشية على هذا الكتاب يناقش المعتزلة ، يقول لهم : لماذا لا تؤمنون بالكلام الإلهي والله - عز وجل - يقول : (( وكلَّم الله موسى تكليمًا )) ؟ يوجِّه السؤال التالي - وهنا العبرة - أليس الله - تبارك وتعالى - بقادر على أن يُسمع - هكذا يقول - على أن يُسمع موسى - عليه السلام - كلامه المخفي ؟ ويقول كما هو مقتضى الآية السابقة أليس الله - تبارك وتعالى - بقادرٍ على أن يُسمع موسى كلامَه ؟ وإنما يقول : أليس بقادرٍ على أن يُفهمه ؟ لأن هذا يلتقي مع قولهم : الكلام النفسي ؛ أي : العلمي ؛ كأنه يقول : (( أليس الله بقادر على أن يحيي الموتى )) ... وليس باللفظ ، وإنما بالإسهاب ، هذا من شأن الابتداع في الدين حيث دسَّ في بعض العبارات ما يحمل في طواياها عقيدة منحرفة عن عقيدة أهل السنة أهل الحديث .
نعم .
الشيخ : تفضل .
السائل : ذكرها السيوطي في " تاريخ الخلفاء " نقلًا عن الأصمعي أن الخليفة العباسي المهدي هو الذي أحدث قوله : " اعلموا - عباد الله - أن الله أمركم بأمر بدأ به بنفسه ، وثنَّى فيه بملائكته المسبِّحة بقدسه ؛ فقال جلَّ من قائل عليمًا : (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ )) إلى آخر السجع ، قال : هو أول من أحدث هذا ، ثم سار عليه الخطباء إلى يومنا هذا يقول السيوطي ، فهذه أحدثها الخليفة المهدي ، ولم تكن موجودة من قبل .
الشيخ : جزاك الله خير ، بأي كتاب ؟
السائل : في " تاريخ الخلفاء " .
الشيخ : " تاريخ الخلفاء " ، ذكَّرتني هذه الرواية أنَّ من جملة ما يُقال في هذه المُحدثة : " ولم يزل قائلًا عليمًا " ، هذه فيها دسيسة أشعريَّة ، الذين يُبطلون أو ينفون على الأقل حقيقة الكلام الإلهي ، ويفسِّرونه بالكلام المخفي ، وهم من هذه الحيثيَّة معطِّلة ، وهذا من عجائبهم ؛ لأنهم من جهة يجادلون المعتزلة الذين يصرِّحون بأن كلام الله - تبارك وتعالى - مخلوق ، فالأشاعرة يزعمون ويتلفَّظون بما يوافقون أهل السنة وأهل الحديث ويقولون : ... كلام الله صفة من صفاته ، ولكنهم إذا سُبِرَ وضعهم وتُحدِّث معهم عن حقيقة هذا الكلام الذي ظاهره حق قالوا : إنما نعني بالكلام الكلام النفسي ، ولا يعنون به الكلام اللفظي المسموع والمصرَّح به في بعض النصوص الشرعية من الكتاب والسنة كقوله - تعالى - مخاطبًا موسى - عليه الصلاة والسلام - : (( فاستمع لما يُوحى )) هذا النص صريح جدًّا ؛ لأن كلام الله مسموع ملفوظ ، وهذا ما يُنكره الأشاعرة ، ويقولون : لا ، هذا فيه تشبيه لكلام الله الأزلي لكلام البشر ، وإنما المقصود بالكلام الإلهي إنما هو الكلام النفسي ، وهو في الحقيقة يعود إلى التعطيل ؛ لأن الكلام النفسي هو أشبه ... العلم الإلهي ، فهم يشيرون إلى هذه العقيدة ولم يزل قائلًا عليمًا ، ولأن الأمر كما يقول ابن تيمية - رحمه الله - في الرَّدِّ على الأشاعرة حينما يشرح بأنهم ينشرون السلام الإلهي الحقيقي ، يقولون إنما هو الكلام النفسي ، فالله - عز وجل - حينما قال لموسى - عليه الصلاة والسلام - : (( وما تلك بيمينك يا موسى )) يقولون : إلى الأزل ، هذا هو كلام الله ؛ لأنهم يعنون ما يساوي العلم الإلهي ، وهو قال ولم يزل قائلًا عليمًا ، بينما قال هذا حقيقة ، قال فالله - عز وجل - كما قال الإمام أحمد - رحمه الله - : يتكلم حينما يشاء وبما يشاء ، أما الأشاعرة فانتهى الكلام الإلهي هو العلم الإلهي تمامًا ، فأشاروا إلى هذا الانحراف ولم يزل قائلًا عليمًا ... يقولون : (( وما تلك بيمينك يا موسى )) لم يزل قائلًا عليمًا ، يشيرون بهذا إلى الكلام النفسي ، قالوا بدعة تفرَّد بها الأشاعرة دون الطرق الأخرى ، ومنها من كان على منهج السنة يؤمنون بكلام الله - عز وجل - أنه كلام مسموع وكما قال - عليه السلام - في الحديث الصحيح : ( من قرأ القرآن فله بكلِّ حرف عشر حسنات ) ثم يأتون بالحروف ... رب العالمين من أن يتكلم بهذا القرآن الذي نحن نعتقد جميعًا أنه كلام الله ، لكن هم في الحقيقة لا يدينون الله بأن القرآن الكريم هو كلام الله حقيقة ، ثم يختلفون مَن هو الذي تكلَّم به ، فمن قائل أنه جبريل ، ومن قائل أنه أخذه من اللوح المحفوظ ، وأن الله - عز وجل - لم يتكلَّم به .
ومن عجبي أن أحد علماء الأزهر ردَّ في حاشية له على كتاب " الجوهرة في العقيدة عقيدة الأشاعرة " رأيت له بحثًا في حاشية على هذا الكتاب يناقش المعتزلة ، يقول لهم : لماذا لا تؤمنون بالكلام الإلهي والله - عز وجل - يقول : (( وكلَّم الله موسى تكليمًا )) ؟ يوجِّه السؤال التالي - وهنا العبرة - أليس الله - تبارك وتعالى - بقادر على أن يُسمع - هكذا يقول - على أن يُسمع موسى - عليه السلام - كلامه المخفي ؟ ويقول كما هو مقتضى الآية السابقة أليس الله - تبارك وتعالى - بقادرٍ على أن يُسمع موسى كلامَه ؟ وإنما يقول : أليس بقادرٍ على أن يُفهمه ؟ لأن هذا يلتقي مع قولهم : الكلام النفسي ؛ أي : العلمي ؛ كأنه يقول : (( أليس الله بقادر على أن يحيي الموتى )) ... وليس باللفظ ، وإنما بالإسهاب ، هذا من شأن الابتداع في الدين حيث دسَّ في بعض العبارات ما يحمل في طواياها عقيدة منحرفة عن عقيدة أهل السنة أهل الحديث .
نعم .
- رحلة النور - شريط : 27
- توقيت الفهرسة : 00:16:04
- نسخة مدققة إملائيًّا