بِمَ يُرَدُّ على من لم يحتج بالحديث الصحيح نتيجة أنه لا يُصَرَّح في القرآن على هذا الأمر ، أو أنه يتأول الحديث على ما يوافق هواه ؟
A-
A=
A+
السائل : سؤال فضيلة الشيخ ، بما يُرَدُّ على من لم يحتج بالحديث الصحيح نتيجة أنه لم ينطق في القرآن بهذا الأمر ، أو يتأول الحديث على ما يوافق هواه ؟
الشيخ : كيف يعني ما فهمت ؟ طبعًا هذا لا يكون مسلمًا ؛ لأن الله - عز وجل - قد أمر حينما يختلف الناس ويتنازعون في شيء ما من الأحكام أن يرجعوا إلى أمرين اثنين : إلى كتاب الله وسنَّة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ كما قال - تعالى - : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) ، وقد اتفق علماء التفسير على أن الرد في هذه الآية إلى الله إنما هو الرد إلى كتابه ، وهذا من البداهة والظهور بمكان ؛ لأن الرد إلى الله لا يعني كما لو رُدَّ الأمر إلى حاكم أو قاضي فيذهب المتخاصمان إليه ، فربنا - عز وجل - لا يمكن للبشر أن يرتدوا إليه لذاته - تبارك وتعالى - ؛ ولذلك أجمعوا على أن المقصود بالرد إلى الله لتقدير مضاف محذوف ؛ أي : إلى كتابه .
كذلك بالنسبة للرد إلى رسوله ؛ لا يمكن الرد إلى شخصه ، وبخاصَّة لمن كان بعيدًا عنه في حياته ، وبصورة أخصَّ بالنسبة للذين جاؤوا بعد وفاته - عليه السلام - ؛ فلا يمكنهم الرد إلى شخصه ؛ فأيضًا الأمر أن المقصود بالرد إلى الرسول الرد إلى سنَّته ، فمن زعم بأنه يكتفي بالقرآن دون السنة ؛ فقد كفر بالله ورسوله بهذه الآية وبأمثالها من آيات كثيرة ؛ كما في قوله - تعالى - : (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا )) ، وقوله - تبارك وتعالى - : (( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ )) ، فمن لم يؤمن ببيانه - عليه الصلاة والسلام - الذي وكل الله هذا البيان للقرآن فما آمن بالقرآن ، والآية الأشهر في هذا المجال : (( ومَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ )) .
فالذي يزعم بأنه لا يتحاكم إلى سنَّته - عليه السلام - وإنما إلى القرآن ؛ فهو ليس مؤمنًا بالقرآن ، وإنما يصدق عليه ما قاله - تعالى - في بعض أهل الكتاب : (( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ )) ، ولذلك جاء التحذير الشديد من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الاعتماد على القرآن فقط دون السنة ؛ فقال - عليه الصلاة والسلام - : (( لا ألفينَّ أحدَكم متَّكئًا على أريكته يقول : هذا كتاب الله ؛ فما وجدنا فيه حرامًا حرَّمناه ، وما وجدنا فيه حلالًا حلَّلناه ؛ ألا إني أُوتيت القرآن ومثله معه ، ألا إن ما حرَّم رسول الله مثل ما حرَّم الله )) ؛ لأنه كما جاء في القرآن : (( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى )) .
وختامًا : قد جمع المصدرين الأساسين للمسلمين كتابًا وسنةً في قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : (( تركت فيكم أمرين لن تضلُّوا ما إن تمسَّكتم بهما كتاب الله وسنَّتي ، ولن يتفرَّقا حتى يَرِدَا عليَّ الحوض )) ، فمن صرَّح من المسلمين ولو كان يصلي ويصوم بأنه لا يعتمد في دينه إلا على القرآن الكريم فهو كافر ، وأول ما يدلُّ على كفره وتناقضه أنه يصلي صلاةً إن كان مخلصًا في هذه الصلاة هذه الصلاة لم تأت صفتُها في القرآن ؛ فمن أين جاءته هذه الصفة من ركوع ، سجود ، وأذكار وتشهد ؟ هذه التفاصيل كلها إنما جاءتنا من طريق رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فمن زعم أنه لا يعتمد إلا على القرآن فلا يصحُّ إسلامه ، بل لو كان هناك حاكمٌ ينفِّذ الشرع بجميع أحكامه فهذا يُدعى ؛ فإن أصرَّ على أنه لا يعتمد في دينه على القرآن قُتل كفرًا وليس حدًّا ، وإن تاب تاب الله عليه .
الشيخ : كيف يعني ما فهمت ؟ طبعًا هذا لا يكون مسلمًا ؛ لأن الله - عز وجل - قد أمر حينما يختلف الناس ويتنازعون في شيء ما من الأحكام أن يرجعوا إلى أمرين اثنين : إلى كتاب الله وسنَّة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ كما قال - تعالى - : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) ، وقد اتفق علماء التفسير على أن الرد في هذه الآية إلى الله إنما هو الرد إلى كتابه ، وهذا من البداهة والظهور بمكان ؛ لأن الرد إلى الله لا يعني كما لو رُدَّ الأمر إلى حاكم أو قاضي فيذهب المتخاصمان إليه ، فربنا - عز وجل - لا يمكن للبشر أن يرتدوا إليه لذاته - تبارك وتعالى - ؛ ولذلك أجمعوا على أن المقصود بالرد إلى الله لتقدير مضاف محذوف ؛ أي : إلى كتابه .
كذلك بالنسبة للرد إلى رسوله ؛ لا يمكن الرد إلى شخصه ، وبخاصَّة لمن كان بعيدًا عنه في حياته ، وبصورة أخصَّ بالنسبة للذين جاؤوا بعد وفاته - عليه السلام - ؛ فلا يمكنهم الرد إلى شخصه ؛ فأيضًا الأمر أن المقصود بالرد إلى الرسول الرد إلى سنَّته ، فمن زعم بأنه يكتفي بالقرآن دون السنة ؛ فقد كفر بالله ورسوله بهذه الآية وبأمثالها من آيات كثيرة ؛ كما في قوله - تعالى - : (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا )) ، وقوله - تبارك وتعالى - : (( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ )) ، فمن لم يؤمن ببيانه - عليه الصلاة والسلام - الذي وكل الله هذا البيان للقرآن فما آمن بالقرآن ، والآية الأشهر في هذا المجال : (( ومَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ )) .
فالذي يزعم بأنه لا يتحاكم إلى سنَّته - عليه السلام - وإنما إلى القرآن ؛ فهو ليس مؤمنًا بالقرآن ، وإنما يصدق عليه ما قاله - تعالى - في بعض أهل الكتاب : (( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ )) ، ولذلك جاء التحذير الشديد من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الاعتماد على القرآن فقط دون السنة ؛ فقال - عليه الصلاة والسلام - : (( لا ألفينَّ أحدَكم متَّكئًا على أريكته يقول : هذا كتاب الله ؛ فما وجدنا فيه حرامًا حرَّمناه ، وما وجدنا فيه حلالًا حلَّلناه ؛ ألا إني أُوتيت القرآن ومثله معه ، ألا إن ما حرَّم رسول الله مثل ما حرَّم الله )) ؛ لأنه كما جاء في القرآن : (( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى )) .
وختامًا : قد جمع المصدرين الأساسين للمسلمين كتابًا وسنةً في قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : (( تركت فيكم أمرين لن تضلُّوا ما إن تمسَّكتم بهما كتاب الله وسنَّتي ، ولن يتفرَّقا حتى يَرِدَا عليَّ الحوض )) ، فمن صرَّح من المسلمين ولو كان يصلي ويصوم بأنه لا يعتمد في دينه إلا على القرآن الكريم فهو كافر ، وأول ما يدلُّ على كفره وتناقضه أنه يصلي صلاةً إن كان مخلصًا في هذه الصلاة هذه الصلاة لم تأت صفتُها في القرآن ؛ فمن أين جاءته هذه الصفة من ركوع ، سجود ، وأذكار وتشهد ؟ هذه التفاصيل كلها إنما جاءتنا من طريق رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فمن زعم أنه لا يعتمد إلا على القرآن فلا يصحُّ إسلامه ، بل لو كان هناك حاكمٌ ينفِّذ الشرع بجميع أحكامه فهذا يُدعى ؛ فإن أصرَّ على أنه لا يعتمد في دينه على القرآن قُتل كفرًا وليس حدًّا ، وإن تاب تاب الله عليه .
- رحلة النور - شريط : 20
- توقيت الفهرسة : 00:29:25
- نسخة مدققة إملائيًّا