السائل : بارك الله فيك ، في عندي بعض الأحاديث ، في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( اقتلوا الفاعل والمفعول به ) ... .

الشيخ : قبل كل شيء أنت إمامنا هنا ؟

السائل : إي نعم .

الشيخ : وقبل أن تسألني أريد أن أذكِّرك بشيء .

السائل : قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( اقتلوا الفاعل والمفعول به ) ، فضيلتكم ... حديث حسن لذاته ، ولكن الحافظ ابن حجر في " تلخيص الحبير " ذكر عن الحديث هو من رواية ابن عباس وأبي هريرة - رضي الله عنهما - ؛ ذكر في " تلخيص الحبير " عن حديث ابن عباس قال : فاستنكره النسائي ورواه ابن ماجة والحاكم من حديث أبي هريرة ، وإسناده أضعف من الأول بكثير ، وقال ابن الطَّلَّاع في " أحكامه " : لم يثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه رجم في اللواط ، ولا أنه حكم فيه ، وثبت عنه أنه قال : ( اقتلوا الفاعل والمفعول به ) ، رواه عنه ابن عباس وأبو هريرة .

والعجلوني في كتابه " كشف الخفاء ومزيل الإلباس " ، ذكر ... عن حديث ابن عباس : وفي إسناد هذا الحديث كلام ، وهو من كلام الحافظ في حديث أبي هريرة ، حديث أبي هريرة لا يصح ، قال : وقد أخرجه البزار من طريق عاصم بن عمر العمري عن سهيل عن أبيه عنه ، وعاصم متروك ، وقد رواه ابن ماجة من طريق بلفظ : ( فارجموا الأعلى والأسفل ) ، وحديث ابن عباس مختلف في ثبوته كما تقدم . الحديث أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة والبيهقي وأحمد والنسائي ؟

الشيخ : طيب ؛ شو خلاصة هذا الكلام ؟

السائل : يعني قول العجلوني : في إسناد هذا الحديث كلام ... يقدح في .

الشيخ : هذا لا يقدح ، لكن قبله تسأل عن " تلخيص الحبير " .

السائل : الحافظ بن حجر ؟

الشيخ : عن " تلخيص الحبير " ما خلاصة كلامه فيه ؟

السائل : أنه تكلم في الحديث عن تضعيف الحديث وقال : لا يصح ، وقال : استنكره النسائي . حديث ابن عباس قال : استنكره النسائي .

-- سائل آخر : الحمد لله . الحاضرون : يرحمك الله . سائل آخر : يهدينا ويصلح بالكم . --

الشيخ : ما لي ناسي يا أخي استنكار الحديث من طريق ما أن يكون من مجموع طرق قوية ، لكن أنا أشكل عليَّ عبارة هنا ، وهي -- ... -- ، أنت ذكرت عبارة هنا أنه ثبت ؛ إيش هو اللي ثبت ؟

السائل : كلام الحافظ ؟

الشيخ : إي .

السائل : استنكره النسائي ، ورواه ابن ماجة والحاكم من حديث أبي هريرة ، وإسناده أضعف من الأول بكثير ، وقال ابن الطَّلَّاع في " أحكامه " : لم يثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه رجم في اللواط ، ولا أنه حكم فيه ، وثبت عنه أنه قال : ( اقتلوا الفاعل والمفعول به ) .

الشيخ : وثبت ؟

السائل : وثبت عنه أنه قال : ( اقتلوا الفاعل والمفعول به ) رواه عنه ابن عباس وأبو هريرة .

الشيخ : ... .

السائل : ثبت عنه أنه قال : ( اقتلوا الفاعل والمفعول به ) .

الشيخ : والحديث الذي تتكلم فيه ما هو ؟

السائل : هو نفسه ، لكن هذا كلام ابن الطَّلَّاع ... ابن القيم .

الشيخ : طيب .

السائل : بعدين قال بعد الكلام هذا : في حديث أبي هريرة : ( أحصِنَ أم لم يُحصَّن ) كذا قال ، وحديث أبي هريرة لا يصح ، وقد أخرجه البزار من طريق عاصم بن عمر العمري .

الشيخ : الحديث اللي ثبت ما هو ؟

السائل : ( اقتلوا الفاعل والمفعول به ) .

الشيخ : عن مين ؟

السائل : رواه عنه ابن عباس ... .

الشيخ : عن مين ؟ عن ابن عباس ؟

السائل : وأبي هريرة .

الشيخ : طيب ؛ ... حديث أبي هريرة عند الحافظ ضعيف ، لكن هو حديث ابن عباس ثابت ؛ فكيف يجمع بين هذه الكلمات كلها ؟ يا أخي هذه الدقائق هي في الواقع هاللي نحن ... أن نقول أن المبتدئين في هذا العلم يجب أن يتريَّثوا في إصدار الأحكام .

هذا الكلام كله إنما هو نقد موضوعي ؛ يعني في حديث معين لذاته ، إذا كان حديث أبي هريرة أضعف من حديث ابن عباس ، أليس كذلك ؟ وحديث ابن عباس ما وزنه إذا نُظر إليه لوحده ؟ يكون حسنًا كما أنت نقلت عني آنفًا ، طيب ؛ قال النسائي في هذا الحديث بأنه منكر ، طيب ؛ كون قال إنه منكر لا يعني أن نخرج نحن عن القاعدة في هذا الراوي الذي روى هذا الحديث ، وأنه حسن الحديث ، متى نخرج عن هذه القاعدة ؟ مع أنك سمعت آنفًا مني لما تكلمت عن حديث ابن إسحاق ؛ كنت هنا أظن ؟

السائل : ... .

الشيخ : حديث ابن إسحاق في ... لما كان السائل يسألني بالهاتف ، إذًا كنت معنا وما كنت معنا ، هذا هو ، فأنا جاء كلامي حول ابن إسحاق أنُّو الأصل في حديثه أنه حسن ، لكن إذا خالف مَن هو أوثق منه يبقى بَقَى نزل مرتبته من الحسن إلى أنه شاذ أو منكر ، الآن هنا حديث ابن عباس أظن أنا يُروى من طريق رجل اسمه عمرو ؛ مذكور عندك السند ولَّا مش مذكور ؟

المهم أنه فعلًا هو حديث حسن الإسناد ، وانظر الآن كيف يكون الإعلال أحيانًا في أمور لا يُعلُّ بها الحديث ، وهو يقول أنه ما ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إيش قال في اللواط ؟ ... رجم في اللواط ، كويس ؛ لكن هذا الكلام ليس دقيقًا ، لأننا سنقول هل ثبت أن أحدًا لاطَ في زمنه - عليه السلام - ؟ فحينئذٍ يُقال : لم يثبت أنه رجم في اللواط ، لو ثبت على أحد أنه لاط ولم يثبت أنه ما رجم يكون هذا الإعلال في مكانه ، أما أصل الدعوة أنه لم يأت مطلقًا أن أحدًا لاط ، فحينئذٍ لا يصحُّ إعلال هذا الحديث وهو في مرتبة الحديث الحسن بمثل هذا الإعلال ؛ لأنه ما بُنِيَ على فاسد فهو فاسد ، ما بُنِيَ على معدوم فهو معدوم ، فليس عندنا رواية مطلقًا أن أحد في زمن الرسول - عليه السلام - لاط ؛ فلا يصح أن يقال حينئذٍ في إعلال هذا الحديث ما دام أنه ثبت بإسناد حسن : ( اقتلوا الفاعل والمفعول ) ولَّا ما ثبت لدينا .

يعني خلاصة الكلام : ما ثبت لدينا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نفَّذَ هذا الحكم ، تنفيذ هذا الحكم يستوجب ثبوت مقتضى تنفيذه ، وهذا غير موجود ؛ واضح هذا ؟ ولذلك فطالب العلم عليه أن يأخذ من مجموع هذا الكلام الذي يتناقض ، في رواية أنه قال فلان حديث ثابث ، لكن فلان أعلَّه بأنه لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فيجب أن ننظر في هذا الإعلال هل هو ماشي ؟ وهذا نستطيع أن نعطفَه على موضوع الجرح مُقدَّم على التعديل ، وقد تكلمنا أكثر من مرة أنَّ من شرط هذا الجرح أن يكون فعلًا جرحًا ، ولكن لو أُعِلَّ - مثلًا - هذا المجروح أو جُرح لأنه - مثلًا - كان مرجئًا ، هذا جرح ؛ لكنه ليس جرحًا مقبولًا ، كذلك هنا أُعِلَّ هذا الحديث بعلة ، لكن هذه العلة ليست مقبولة ؛ لأنها قائمة على أساس أنه وُجد من اقتضى تنفيذ هذا الحكم ولم يُنفَّذ ، وهذا لم يوجد ؛ فإذًا هذا الإعلال لا محلَّ له من الإعراب كما يقال . غيره ... ؟

السائل : في تخريج الحديث ... الحافظ ... .

الشيخ : كيف ؟

السائل : في تخريج الحديث هذا الحديث من كتاب " الصارم المسلول " الذي أنا .

الشيخ : الصارم المسلول ؟

السائل : على شاتم الرسول لشيخ الإسلام ابن تيمية .

الشيخ : مين اللي أخرجه ؟

السائل : لأ ، مذكور في كتاب " الصارم المسلول " ، وأنا الآن بصدد تخريج الأحاديث في الكتاب هذا ، في التخريج هل نستبعد هذه كلام الحافظ بن حجر في ... الحديث ؟

الشيخ : والله هذا يعود إلى قناعتك الشخصية ، أما أنّو لما بتسألني ، وما دام أنا حكمت على أنَّ الحديث صحيح لغيره فهذا رأيي ، أما أنت بقى ادرس كلامي موجود ، وكلام الحافظ موجود ، وكلام العجلوني موجود ، فأنت كوِّن رأي عندك ، ثم اتَّقِ الله - عز وجل - و ... ما يطمئنّ إليه النفس .