السائل : شيخنا ، حول الفتوى المتعلقة بالخلوة ؛ فإن بعض النساء بدأْنَ يخرجْنَ إلى السوق أو مع السَّوَّاق دون محرم ؛ متعلِّقين بفتواكم في ذلك ؛ فهل ذلك صحيح يا شيخ ؟ أرجو توضيح الفتوى بم تعني ؟ وجزاكم الله خيرًا .

الشيخ : الخلوة عند العلماء : هي اختلاء الرجل بامرأة لا تحلُّ له في مكان مُوصد مُغلق الأبواب ؛ بحيث أن أحدًا لا يعلم ما يجري هناك ، أما لو دخلت امرأةٌ دكانًا لشراء حاجة ، وهذا الدكان مفتَّح الأبواب ؛ كلُّ من يمر في الشارع فضلًا عمَّن يُريد أن يدخل إلى هذه الدكان فيمكنه أن يرى ما قد يكون هناك ؛ فهذا ليس خلوة باتفاق العلماء ، ولذلك فتسمية ركوب هذه المرأة السيارة بأنها اختلت مع سائقها هذه مغالطة لا تخفى على أهل العلم ، كل ما يمكن أن يُقال - وهذا قد قلته بهذه المناسبة أكثر من مرة - : لا مانع من أن تركب المرأة في سيارة في وسط البلد إذا كان هذا البلد ليس من عادة بعض السائقين أن يخطفوا النساء بطريق ركوبهنَّ السيارات ، فإذا كان هذا الشرط متحقِّقًا ؛ فأولًا لا خلوة كما ذكرنا ، ولا خشية - أيضًا - ؛ فلا مانع من هذا الركوب في مثل هذه السيارة وفي مثل هذا البلد ، أما إذا كان البلد بلد فتنة وبلد سطو على أعراض النساء ؛ فحين ذلك لا يجوز أن تركب إلا مع محرم ، أو أن تركب مع جملة من النساء يغلب على الظَّنِّ أن ذلك السائق لا يمكن أن يسطوَ عليهنَّ أو أن يعمل فيهنَّ ما لا يجوز شرعًا .

هذا الذي نقوله وندين الله به .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الحاضرون : جزاك الله خير .