هل يكون حديث من قال الحافظ فيه : " صدوق يهم " في درجة الحسن ؟
A-
A=
A+
السائل : من ناحية الأسئلة كلها - إن شاء الله - منصبَّة في علم الحديث وفي التخريج ، والبحث وإن شاء الله نستفيد والإخوان جميعًا ، وأرجو منهم السماح إذا أخذت عليهم من الوقت .
قول الحافظ في " التقريب " صدوق يهم ، جاء ضمن تقسيمه لمراتب الجرح والتعديل ، أرى فضيلتكم في الكتب تحسِّن حديث مَن قيل فيه " صدوق يهم " ، أو " صدوق له أوهام " ، أو هذه المرتبة التي هي الخامسة ، فعندي بعض الاستفسارات ، والجواب - إن شاء الله - أسمعه بعد ما أقول ، فالحافظ - رحمه الله تعالى - ذكر كلمة صدوق يهم في جملة المرتبة الخامسة ، التي من جملتها تغيَّر بآخرة ، وصدوق سيِّئ الحفظ ، فالتفرقة بين هذه الألفاظ بجعل أن بعض ألفاظ المرتبة يكون حسن الحديث ، وبعض ألفاظ المرتبة لا يكون حسن الحديث إلا إذا تُوبع ؛ هذه من الأشياء التي أستفسر عنها وعن دليلها ؟ الأمر الثاني .
الشيخ : لأ ، خليك واحدة بعد واحدة ، حتى لا يكلِّفني شططًا وحرجًا .
السائل : ... تفضل .
الشيخ : يعني تكلِّفني الآن أحفظ عنك أولًا وثانيًا وثالثًا ، وما أدري لعله يأتي عاشرًا ، وحسبي أن نجيبك عن السؤال الأول لننتقل إلى الثاني والثالث . الذي أفهمه من سؤالك أنك تظن بي أني حَجَريٌّ ، ولست كذلك ؟
السائل : لا ، معاذ الله ، ما أظنُّ بك إلا الخير .
الشيخ : لا أنت صادق في ما تقول ، لكنك واهم - أيضًا - ، أنت صادق في ما تقول لا تعتقد هذا ، ولكن سؤالك يُشعر بأن هذا هو سبب الإشكال ، أشرح لك الآن بعبارة أخرى ، وأسحب عبارتي الأولى ، لأني شعرت أني أوقعتك في الحرج ، لأنك ظننت أني نسبتُ إليك شيئًا أنت لست فيه ، وذلك ما أرجوه ، لكن أنا أدندن سبب الإشكال بعبارة أخرى الآن ، تظنُّ أنني أتَّبع مصطلح بن حجر في تقسيمه ذاك ، والأمر ليس كذلك ، وهذا معنى قولي أنك تظنُّ أنني حجري ، من قال فيه ابن حجر " صدوق يهم " ، أو " صدوق سيِّئ الحفظ " ، أنا إما أن أكون موافقًا له أو مخالفًا له ، فإن كنت موافقًا له جاء سؤالك ، أما إن كنت مخالفًا له فليأتِ سؤالك ، إذن هذا هو السبب ، السبب أنك تظن أن كلَّ راوٍ قال فيه ابن حجر " صدوق سيِّئ الحفظ " ، أو " صدوق يهم " ؛ فأنا بالرغم أني أوافقه على هذا مع ذلك أحسِّن حديث هذا الراوي ، ليس الأمر كذلك ، وإنما يكون حكمي على هذا الراوي الذي قال فيه " صدوق يهم " ، زيادة " يهم " أنا أرفعها ، فيصبح ماذا ؟ يصبح صدوقًا ؛ أي : في المرتبة التي قبلها ، وهي المرتبة الرابعة ، وهو من يحسُن أن يكون حديثه حسنًا ، وأظن بهذا تكون قد أخذت الجواب عن سؤالك الأول ، أكذلك ؟
السائل : نعم ولكن أنا ، بقي لها استفسار ؟
الشيخ : ممكن .
السائل : " صدوق يهم " عند فضيلتكم بخلاف ما عند الحافظ ؛ فهمت هذا من الجواب ؟
الشيخ : مُش دائمًا .
السائل : مُش دائمًا ، أنا أدري ما قلت دائمًا .
الشيخ : طيب .
السائل : لكن أنا قلت في حالة من الحالات توافق الحافظ على " صدوق يهم " ؟
الشيخ : إي نعم .
السائل : وفي حالة من الحالات ترفعه ، وأجدكم تقولون " بل هو ثقة " ، تقول " بل هو ثقة " والحافظ تساهل في أمره ، أو " بل الرجل ضعيف " والحافظ تسامح في أمره ؟
الشيخ : طيب .
السائل : يعني لا أقول أنك تقول على كل ما يقوله .
الشيخ : طيب .
السائل : ولكن إذا أقررته على ما يقول بأنه فعلًا " صدوق يهم " .
الشيخ : إي نعم .
السائل : ووافقته على هذا .
الشيخ : طيب .
السائل : الحافظ نصَّ على أنه لا يُحتج به .
الشيخ : إي نعم .
السائل : الحافظ نص في مقدمة " الفتح " .
الشيخ : إي نعم .
السائل : في الفصل التاسع أنه لا يحتج بمن قال فيه " صدوق له أوهام " .
الشيخ : إي نعم .
السائل : فإذا كان فضيلتكم قد وافقه على " صدوق له أوهام " ، أو " صدوق يهم " ففضليتكم يحتجُّ به ، والحافظ نصَّ على أنه لا يحتج به .
الشيخ : إي نعم .
السائل : هذا - أيضًا - من الإشكال ؟
الشيخ : الجواب من ناحيتين .
السائل : تفضَّل .
الشيخ : أولًا هل وجدت لهذا مثالًا ؟ ولَّا هذا سؤال نظري فقط ؟
السائل : لا ، وله مثال .
الشيخ : وهو ؟
السائل : في ترجمة إسماعيل بن عبد الله بن أويس .
الشيخ : نعم .
السائل : ذكر أحواله وما في حفظه من كلام ، ولماذا أخرج له البخاري ، وأنه قدم وصوله إلى البخاري - رحمه الله - ، وأخرج منها ، قال : فعلى هذا ، فتكون روايته داخل " الصحيح " يحتج بها ، أما خارج " الصحيح " فلا يحتج به ، وترجم له في " التقريب " : " صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه " ، فهذا مثال يدلُّ على أنه إذا كان داخل " الصحيح " فما لـ " الصحيحين " من منزلة وكذا وكذا وكذا ، وأما خارج " الصحيح " فنصَّ على أنه لا يحتج به ، وترجمته في " التقريب " داخلة في المرتبة الخامسة .
الشيخ : خلاص ؟
السائل : نعم .
الشيخ : سامحك الله ، أنت الآن تكلَّمت عن العسقلاني ، لكنك ما تكلمت عن الألباني .
السائل : يعني الذي فهمته من السؤال ؛ هل وجدت الكلام نظري من الحافظ ابن حجر حين نصَّ على أنه لا يحتج به أم هناك تراجم ؟
الشيخ : أنت قلت عني ، وما أقول لك اتَّهمتني ، قلت عنِّي بأنني أوافق ابن حجر على قوله " صدوق يهم " ، وهو هذا الذي قال فيه " صدوق يهم " قال بن حجر : " لا يحتج به " .
السائل : إي نعم .
الشيخ : مع ذلك أنا احتججت به ، فكأنك تقول : كيف توافقه من جهة وتخالفه من جهة أخرى ؟ كان جوابي لك لسببين اثنين : الأول سألتك هل هذا السؤال نظري أم عملي ؟ فما أجبتني ؛ لأنك أخذت تشرح رأي ابن حجر العسقلاني في ... ، إي لكن ما أتيت بالمثال الذي تُثبت به أني أوافق ابن حجر في قوله " صدوق يهم " أو " صدوق سيِّء الحفظ " ، وهو في هذه الحالة لا يحتج بهذا الراوي ، بينما أنا أوافقه في ترجمته لهذا الراوي ، وأخالفه تطبيقًا عمليًّا فأحسِّن حديثه .
السائل : هذا لا يحضرنا عليه مثال .
الشيخ : هذا هو الجواب إذًا ، فاسحب كلامك الأول .
السائل : طيب .
الشيخ : طيب ، أنا أردتُ أن أقول الجواب من ناحيتين ، والآن الناحية الأولى انتهينا منها ، إذا فرضنا أنني فعلًا وافقت ابن حجر في ترجمة رجل ما ، لكن لازم هذه الترجمة أن ابن حجر يصرِّح بأنه لا يُحتج بحديثه ، فاحتججت أنا بحديثه ، الجواب هو نفس الجواب السابق ، إذا قال ابن حجر في راو ما بأنه مثلًا " ثقة " ، وينبغي أن يكون حديثه صحيحًا ، وأنا قلت " حديثه حسن " ، فأنا خالفت ابن حجر هنا ؛ لأنني لا أتبنَّى أنه ثقة ، لكن لو تبنيت أنه ثقة وقلت حسن ؛ وقعت في التعارض الذي أنت أشرت إليه ، ولكن إذا أنا خالفت بن حجر في حكمي على حديث ما ؛ فكما لو خالفته في حكمه على راوٍ ما ، فأيُّ إشكال في ذلك ؟
السائل : طيب طالما يعني فضيلتكم يرى عدم المتابعة ؛ لأني أرى في بعض الأشياء تقول - مثلًا - وابن حجر قد ترجم له بأنه " صدوق يهم " ، فهو على هذا حسن الحديث ؟
الشيخ : يعود السؤال نفسه .
السائل : فقد قال الحافظ كذا .
الشيخ : يعود السؤال نفسه - بارك الله فيك - ؛ هذا نظري أم عملي ؟
السائل : لا يحضرني الآن .
الشيخ : أنا أظن إن هذا وهم ، أنا أقول إنه قال " صدوق يهم " وأفسِّر هذا وعلى هذا ؛ فهو حسن الحديث ، وأنا أدري كما تدري أنَّ هذه المرتبة هي المرتبة التي لا يُحتج بها وإنما يستشهد بها .
السائل : حفظك الله .
الشيخ : إي نعم .
سائل آخر : في نفس الموضوع ، الشيخ أخونا أولًا جعل مرتبة " صدوق له أوهام " بمنزلة مرتبة " صدوق يهم " ، وأنتم دائمًا يعني تنبِّهون على التفريق بين المرتبتين .
الشيخ : إي هذا أحسن حالًا من ؟
سائل آخر : هذا واحدة ، ثانيًا يا شيخ ، هناك مثل كنت سألتك عنه وله صلة قريبة جدًّا في هذا ، وهي ترجمة بكر بن خنيث ، بكر بن خنيث صدوق يخطئ عند الحافظ ؛ فمرَّة حسَّنتم له ، ومرة ضعَّفتم له .
الشيخ : أيوا .
سائل آخر : فلما سألتكم - شيخنا - قلت : إن هذه المرتبة بالذات " صدوق يخطئ " و " صدوق يهم " من المراتب الدقيقة التي يعني مما يغلب على الناقد الرواة والرواة عنه ، وحُسْن المتن ، أو كذا أو شيء من هذا ، فترجِّحون على حسب هذه المرجحات .
الشيخ : إي يعني كالحديث الحسن يعني .
سائل آخر : والشيء الثالث هو هذا ، وأخونا ما سمعه ، الشيء الذي ذكرته قبل قليل حول قضيَّة الحديث الحسن وكلام الإمام الذهبي في " الموقظة " .
الشيخ : إي نعم .
سائل آخر : أن الحديث الحسن تجد العالم أحيانًا يحسِّنه ، ونفس الراوي يضعِّف له ، هذا لدقة الحديث الحسن ، والشيخ نفسه - جزاه الله خيرًا - في " الإرواء " عند حديث : ( اللهمَّ أحيني مسكينًا ) تكلَّم بهذا ، وذكر أن الحديث الحسن من أدقِّ المراتب ، فالإشكال في هذا - إن شاء الله - يزول .
الشيخ : طيب ، السؤال الثاني ؟
قول الحافظ في " التقريب " صدوق يهم ، جاء ضمن تقسيمه لمراتب الجرح والتعديل ، أرى فضيلتكم في الكتب تحسِّن حديث مَن قيل فيه " صدوق يهم " ، أو " صدوق له أوهام " ، أو هذه المرتبة التي هي الخامسة ، فعندي بعض الاستفسارات ، والجواب - إن شاء الله - أسمعه بعد ما أقول ، فالحافظ - رحمه الله تعالى - ذكر كلمة صدوق يهم في جملة المرتبة الخامسة ، التي من جملتها تغيَّر بآخرة ، وصدوق سيِّئ الحفظ ، فالتفرقة بين هذه الألفاظ بجعل أن بعض ألفاظ المرتبة يكون حسن الحديث ، وبعض ألفاظ المرتبة لا يكون حسن الحديث إلا إذا تُوبع ؛ هذه من الأشياء التي أستفسر عنها وعن دليلها ؟ الأمر الثاني .
الشيخ : لأ ، خليك واحدة بعد واحدة ، حتى لا يكلِّفني شططًا وحرجًا .
السائل : ... تفضل .
الشيخ : يعني تكلِّفني الآن أحفظ عنك أولًا وثانيًا وثالثًا ، وما أدري لعله يأتي عاشرًا ، وحسبي أن نجيبك عن السؤال الأول لننتقل إلى الثاني والثالث . الذي أفهمه من سؤالك أنك تظن بي أني حَجَريٌّ ، ولست كذلك ؟
السائل : لا ، معاذ الله ، ما أظنُّ بك إلا الخير .
الشيخ : لا أنت صادق في ما تقول ، لكنك واهم - أيضًا - ، أنت صادق في ما تقول لا تعتقد هذا ، ولكن سؤالك يُشعر بأن هذا هو سبب الإشكال ، أشرح لك الآن بعبارة أخرى ، وأسحب عبارتي الأولى ، لأني شعرت أني أوقعتك في الحرج ، لأنك ظننت أني نسبتُ إليك شيئًا أنت لست فيه ، وذلك ما أرجوه ، لكن أنا أدندن سبب الإشكال بعبارة أخرى الآن ، تظنُّ أنني أتَّبع مصطلح بن حجر في تقسيمه ذاك ، والأمر ليس كذلك ، وهذا معنى قولي أنك تظنُّ أنني حجري ، من قال فيه ابن حجر " صدوق يهم " ، أو " صدوق سيِّئ الحفظ " ، أنا إما أن أكون موافقًا له أو مخالفًا له ، فإن كنت موافقًا له جاء سؤالك ، أما إن كنت مخالفًا له فليأتِ سؤالك ، إذن هذا هو السبب ، السبب أنك تظن أن كلَّ راوٍ قال فيه ابن حجر " صدوق سيِّئ الحفظ " ، أو " صدوق يهم " ؛ فأنا بالرغم أني أوافقه على هذا مع ذلك أحسِّن حديث هذا الراوي ، ليس الأمر كذلك ، وإنما يكون حكمي على هذا الراوي الذي قال فيه " صدوق يهم " ، زيادة " يهم " أنا أرفعها ، فيصبح ماذا ؟ يصبح صدوقًا ؛ أي : في المرتبة التي قبلها ، وهي المرتبة الرابعة ، وهو من يحسُن أن يكون حديثه حسنًا ، وأظن بهذا تكون قد أخذت الجواب عن سؤالك الأول ، أكذلك ؟
السائل : نعم ولكن أنا ، بقي لها استفسار ؟
الشيخ : ممكن .
السائل : " صدوق يهم " عند فضيلتكم بخلاف ما عند الحافظ ؛ فهمت هذا من الجواب ؟
الشيخ : مُش دائمًا .
السائل : مُش دائمًا ، أنا أدري ما قلت دائمًا .
الشيخ : طيب .
السائل : لكن أنا قلت في حالة من الحالات توافق الحافظ على " صدوق يهم " ؟
الشيخ : إي نعم .
السائل : وفي حالة من الحالات ترفعه ، وأجدكم تقولون " بل هو ثقة " ، تقول " بل هو ثقة " والحافظ تساهل في أمره ، أو " بل الرجل ضعيف " والحافظ تسامح في أمره ؟
الشيخ : طيب .
السائل : يعني لا أقول أنك تقول على كل ما يقوله .
الشيخ : طيب .
السائل : ولكن إذا أقررته على ما يقول بأنه فعلًا " صدوق يهم " .
الشيخ : إي نعم .
السائل : ووافقته على هذا .
الشيخ : طيب .
السائل : الحافظ نصَّ على أنه لا يُحتج به .
الشيخ : إي نعم .
السائل : الحافظ نص في مقدمة " الفتح " .
الشيخ : إي نعم .
السائل : في الفصل التاسع أنه لا يحتج بمن قال فيه " صدوق له أوهام " .
الشيخ : إي نعم .
السائل : فإذا كان فضيلتكم قد وافقه على " صدوق له أوهام " ، أو " صدوق يهم " ففضليتكم يحتجُّ به ، والحافظ نصَّ على أنه لا يحتج به .
الشيخ : إي نعم .
السائل : هذا - أيضًا - من الإشكال ؟
الشيخ : الجواب من ناحيتين .
السائل : تفضَّل .
الشيخ : أولًا هل وجدت لهذا مثالًا ؟ ولَّا هذا سؤال نظري فقط ؟
السائل : لا ، وله مثال .
الشيخ : وهو ؟
السائل : في ترجمة إسماعيل بن عبد الله بن أويس .
الشيخ : نعم .
السائل : ذكر أحواله وما في حفظه من كلام ، ولماذا أخرج له البخاري ، وأنه قدم وصوله إلى البخاري - رحمه الله - ، وأخرج منها ، قال : فعلى هذا ، فتكون روايته داخل " الصحيح " يحتج بها ، أما خارج " الصحيح " فلا يحتج به ، وترجم له في " التقريب " : " صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه " ، فهذا مثال يدلُّ على أنه إذا كان داخل " الصحيح " فما لـ " الصحيحين " من منزلة وكذا وكذا وكذا ، وأما خارج " الصحيح " فنصَّ على أنه لا يحتج به ، وترجمته في " التقريب " داخلة في المرتبة الخامسة .
الشيخ : خلاص ؟
السائل : نعم .
الشيخ : سامحك الله ، أنت الآن تكلَّمت عن العسقلاني ، لكنك ما تكلمت عن الألباني .
السائل : يعني الذي فهمته من السؤال ؛ هل وجدت الكلام نظري من الحافظ ابن حجر حين نصَّ على أنه لا يحتج به أم هناك تراجم ؟
الشيخ : أنت قلت عني ، وما أقول لك اتَّهمتني ، قلت عنِّي بأنني أوافق ابن حجر على قوله " صدوق يهم " ، وهو هذا الذي قال فيه " صدوق يهم " قال بن حجر : " لا يحتج به " .
السائل : إي نعم .
الشيخ : مع ذلك أنا احتججت به ، فكأنك تقول : كيف توافقه من جهة وتخالفه من جهة أخرى ؟ كان جوابي لك لسببين اثنين : الأول سألتك هل هذا السؤال نظري أم عملي ؟ فما أجبتني ؛ لأنك أخذت تشرح رأي ابن حجر العسقلاني في ... ، إي لكن ما أتيت بالمثال الذي تُثبت به أني أوافق ابن حجر في قوله " صدوق يهم " أو " صدوق سيِّء الحفظ " ، وهو في هذه الحالة لا يحتج بهذا الراوي ، بينما أنا أوافقه في ترجمته لهذا الراوي ، وأخالفه تطبيقًا عمليًّا فأحسِّن حديثه .
السائل : هذا لا يحضرنا عليه مثال .
الشيخ : هذا هو الجواب إذًا ، فاسحب كلامك الأول .
السائل : طيب .
الشيخ : طيب ، أنا أردتُ أن أقول الجواب من ناحيتين ، والآن الناحية الأولى انتهينا منها ، إذا فرضنا أنني فعلًا وافقت ابن حجر في ترجمة رجل ما ، لكن لازم هذه الترجمة أن ابن حجر يصرِّح بأنه لا يُحتج بحديثه ، فاحتججت أنا بحديثه ، الجواب هو نفس الجواب السابق ، إذا قال ابن حجر في راو ما بأنه مثلًا " ثقة " ، وينبغي أن يكون حديثه صحيحًا ، وأنا قلت " حديثه حسن " ، فأنا خالفت ابن حجر هنا ؛ لأنني لا أتبنَّى أنه ثقة ، لكن لو تبنيت أنه ثقة وقلت حسن ؛ وقعت في التعارض الذي أنت أشرت إليه ، ولكن إذا أنا خالفت بن حجر في حكمي على حديث ما ؛ فكما لو خالفته في حكمه على راوٍ ما ، فأيُّ إشكال في ذلك ؟
السائل : طيب طالما يعني فضيلتكم يرى عدم المتابعة ؛ لأني أرى في بعض الأشياء تقول - مثلًا - وابن حجر قد ترجم له بأنه " صدوق يهم " ، فهو على هذا حسن الحديث ؟
الشيخ : يعود السؤال نفسه .
السائل : فقد قال الحافظ كذا .
الشيخ : يعود السؤال نفسه - بارك الله فيك - ؛ هذا نظري أم عملي ؟
السائل : لا يحضرني الآن .
الشيخ : أنا أظن إن هذا وهم ، أنا أقول إنه قال " صدوق يهم " وأفسِّر هذا وعلى هذا ؛ فهو حسن الحديث ، وأنا أدري كما تدري أنَّ هذه المرتبة هي المرتبة التي لا يُحتج بها وإنما يستشهد بها .
السائل : حفظك الله .
الشيخ : إي نعم .
سائل آخر : في نفس الموضوع ، الشيخ أخونا أولًا جعل مرتبة " صدوق له أوهام " بمنزلة مرتبة " صدوق يهم " ، وأنتم دائمًا يعني تنبِّهون على التفريق بين المرتبتين .
الشيخ : إي هذا أحسن حالًا من ؟
سائل آخر : هذا واحدة ، ثانيًا يا شيخ ، هناك مثل كنت سألتك عنه وله صلة قريبة جدًّا في هذا ، وهي ترجمة بكر بن خنيث ، بكر بن خنيث صدوق يخطئ عند الحافظ ؛ فمرَّة حسَّنتم له ، ومرة ضعَّفتم له .
الشيخ : أيوا .
سائل آخر : فلما سألتكم - شيخنا - قلت : إن هذه المرتبة بالذات " صدوق يخطئ " و " صدوق يهم " من المراتب الدقيقة التي يعني مما يغلب على الناقد الرواة والرواة عنه ، وحُسْن المتن ، أو كذا أو شيء من هذا ، فترجِّحون على حسب هذه المرجحات .
الشيخ : إي يعني كالحديث الحسن يعني .
سائل آخر : والشيء الثالث هو هذا ، وأخونا ما سمعه ، الشيء الذي ذكرته قبل قليل حول قضيَّة الحديث الحسن وكلام الإمام الذهبي في " الموقظة " .
الشيخ : إي نعم .
سائل آخر : أن الحديث الحسن تجد العالم أحيانًا يحسِّنه ، ونفس الراوي يضعِّف له ، هذا لدقة الحديث الحسن ، والشيخ نفسه - جزاه الله خيرًا - في " الإرواء " عند حديث : ( اللهمَّ أحيني مسكينًا ) تكلَّم بهذا ، وذكر أن الحديث الحسن من أدقِّ المراتب ، فالإشكال في هذا - إن شاء الله - يزول .
الشيخ : طيب ، السؤال الثاني ؟
- رحلة الخير - شريط : 5
- توقيت الفهرسة : 00:15:35
- نسخة مدققة إملائيًّا