في بعض البلاد الإسلامية يلزمون الجنود بـ " حلق اللحية " ، وإن لم يفعل ذلك يُعاقب ويُزجُّ بالسجن ؛ فهل هذه ضرورة تُبيح له حلق لحيته ؟
A-
A=
A+
السائل : في بعض البلاد الإسلامية الالتحاق بالجيش ... عندما ينتهي من الدراسة بالجامعة أو الدراسة المتوسطة لزامًا عليه يدخل الجيش ، ولزامًا عليه أن يحلق لحيته ، وإن لم يفعل نال العقوبة و ... السجن عام أو ستة أشهر ؛ هل هذه يُعتبر ... يحلق عليه لحيته أم لا ؟
الشيخ : هل يعتبر ايش ؟
السائل : هَيْ العقوبة .
الشيخ : فهمت كل شيء ؛ يُعتبر ماذا ؟
سائل آخر : ضرورة ضرورة .
السائل : ضرورة من أن أجلها يحلق اللحية ؟
الشيخ : هذا السؤال يتكرَّر ، أنت حين تقول : هل يعتبر ضرورة يحلق ؟ تعني يحلق هو بنفسه ، أنا أقول ليس هناك ضرورة تُوجب عليه أن يحلق لحيته بنفسه ، وإنما يحلقوها منه رغم أنفه ؛ أرأيت الفرق ؟!
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ؛ فإذًا هو لا يحلقها ، وإنما يحلقونها منه .
السائل : إن لم يفعل تُعقد له محكمة ... .
الشيخ : ... يجب أن نفرِّق بين الأمرين ، أنا أعرف أنه إن لم يأتِهم حليقًا كما يشاؤون أنهم سيعاقبونه ؛ إما بأن يحلقوا لحيته رغم أنفه كما يشاؤون ، وإما أن يزجُّوه بالسجن ، صحيح هذا ولَّا لأ ؟
السائل : نعم .
الشيخ : فإذًا لا نقول هل هناك ضرورة ليحلق لحيته ؟ لا ينبغي لمسلم أن يحلق لحيته ؛ يعني أن يأخذ الموسى ويحلق لحيته بنفسه ، أو أن يذهب إلى الحلَّاق ليحلق له مثلًا لحيته ؛ لماذا ؟ لأنُّو هذا اللواء الكافر يفرض ذلك عليه يقول لهم بكل صراحة - وهذا وقع في سوريا من بعض أصهرنا - : أنا لا أحلق لحيتي ، وافعلوا ما شئتم . فماذا فعلوا به ؟ أرسلوا إليه ثلاثة من عناصر الجيش ، وتعلمون ربَّما أن الجيش في سوريا قسم كبير منهم علوي أو نصيري والأكثر هو سنِّي ، هذه العناصر الثلاثة لما جاؤوا إلى صهرنا هذا يريدون أن يحلقوا لحيته رغم أنفه ، فقال لهم : اكفونا شرَّكم ، وإلا لن تستطيعوا أن تحلقوا لحيتي إلا بعد أن تقومَ معركةٌ بيني وبينكم ، اكفونا شركم فأنتم منَّا - يعني من أهل السنة - ، فرجعوا القهقرى إلى رئيسهم وهو العلوي ، واعتذروا أن نحن لا نستطيع أن نقوم بهذا العمل ؛ لأن الرجل مصرٌّ ، فأرسل إليه عناصر من العلويين ، فدخل في معركة معهم ، ونال منهم ما أروى غيظ قلبه ، ولكن أخيرًا تغلَّبوا عليه وكتَّفوه وحلقوا لحيته رغم أنفه ، ثم سجنه ، فالرئيس سجنه ، حبسَه ما شاء ما أدري أسبوعين ثلاثة ، وبدأت اللحية تنبت سنَّة الله في خلقه ، فأُخرج من السجن وإذا هو مربِّي لحيته ، فأجبره - أيضًا - مرة ثانية وهو يقول : افعل ما شئتم ، ثم تيسَّر له الاتصال مع قائد كبير يكون قريبًا له ، فحكى له القصة فهذا القائد الكبير اتصل مع المسؤولين الكبار هناك ، فأصدروا قرارًا أن لا يتعرَّضوا للعناصر فيما يتعلَّق باللحية ؛ من شاء تركها ومن شاء حلقها ، وهكذا وقع يوم كنت أنا في دمشق .
وأنا في اعتقادي أنه لو وُجِدَ أفراد من المسلمين الأقوياء في إيمانهم وفي سلوكهم وثبتوا ولم يحلقوا بأنفسهم كما يفعل كثيرون بدعوى أن هذه ضرورة ، هنا لا ضرورة ؛ لأنهم هم إمَّا أن يكلِّفوه بالحلق ، أو يكلفوا رغم أنفه يعني ؛ فحينئذٍ من القواعد الفقهية أن المسلم إذا وقع بين شرَّين اختار أقلَّهما وأخفَّهما شرًا ؛ لا شكَّ أن يتولى المسلم حلق لحيته بنفسه فهذا شرٌّ كبير ، وأقل منه أن يحلقوا لحيته رغم أنفه ، وهذا هنا يقال ضرورة ، أما في الحالة الأولى لا ضرورة ، وإنما غرضي أن أقول : أنُّو لو كان هناك في هذه الجيوش التي لا يزال نظامُها قائمًا على بعض القوانين الكافرة توجب على أفراد الجيش أن يحلقوا لحاهم ؛ لو صمدَ عشرات من المسلمين صمود هذا الشخص الذي أشرت إليه آنفًا لَاضطرَّ الرؤساء قوَّاد الجيش أن يغيِّروا هذا النظام ؛ لا سيما وأن هذا النظام ليس نظامًا عامًّا في كلِّ جيوش القطر .
لقد قُدِّرَ لي أن أسافر إلى أوربا منذ عشرين سنة تقريبًا ، فكنت راكبًا السيارة مع بعض إخواننا ، ونحن نصعد في جبال الألب في سويسرا فكنَّا نرى سيارات عسكرية وعليها أفراد من الجيوش ولهم لحى ، فكنت أسأل كيف هذا ؟ يقول : هنا الجنود لهم الحرية ؛ مَن شاء أن يحلق يحلق ومن شاء أن يربِّي يربِّي ، وهم كفار ، فالمسلمون أولى بهذا إن لم ينعكس النظام ويوجب قائد الجيش على كلِّ جندي أن يعفو عن لحيته وليس أن يحلقها ، فثبات بعض الشباب تجاه هذا القانون الكافر سيحمِلُهم في النهاية إلى أن يغيِّروا هذا النظام الذي هو متلقَّى عن نظام كافر ، واضح لك الجواب ان شاء الله .
السائل : ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : هذا المكروه يناقض ... ، لا يجوز ؛ لأن هذه معصية ، والوالد في الغالب يكون حليقًا ، ولذلك فهو يريد من ابنه أن يكون مثله ، وإن كان ملتحيًا فهذا عادي جدًّا أن يطلب من ولده أن يُخالف أباه ... .
الشيخ : هل يعتبر ايش ؟
السائل : هَيْ العقوبة .
الشيخ : فهمت كل شيء ؛ يُعتبر ماذا ؟
سائل آخر : ضرورة ضرورة .
السائل : ضرورة من أن أجلها يحلق اللحية ؟
الشيخ : هذا السؤال يتكرَّر ، أنت حين تقول : هل يعتبر ضرورة يحلق ؟ تعني يحلق هو بنفسه ، أنا أقول ليس هناك ضرورة تُوجب عليه أن يحلق لحيته بنفسه ، وإنما يحلقوها منه رغم أنفه ؛ أرأيت الفرق ؟!
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ؛ فإذًا هو لا يحلقها ، وإنما يحلقونها منه .
السائل : إن لم يفعل تُعقد له محكمة ... .
الشيخ : ... يجب أن نفرِّق بين الأمرين ، أنا أعرف أنه إن لم يأتِهم حليقًا كما يشاؤون أنهم سيعاقبونه ؛ إما بأن يحلقوا لحيته رغم أنفه كما يشاؤون ، وإما أن يزجُّوه بالسجن ، صحيح هذا ولَّا لأ ؟
السائل : نعم .
الشيخ : فإذًا لا نقول هل هناك ضرورة ليحلق لحيته ؟ لا ينبغي لمسلم أن يحلق لحيته ؛ يعني أن يأخذ الموسى ويحلق لحيته بنفسه ، أو أن يذهب إلى الحلَّاق ليحلق له مثلًا لحيته ؛ لماذا ؟ لأنُّو هذا اللواء الكافر يفرض ذلك عليه يقول لهم بكل صراحة - وهذا وقع في سوريا من بعض أصهرنا - : أنا لا أحلق لحيتي ، وافعلوا ما شئتم . فماذا فعلوا به ؟ أرسلوا إليه ثلاثة من عناصر الجيش ، وتعلمون ربَّما أن الجيش في سوريا قسم كبير منهم علوي أو نصيري والأكثر هو سنِّي ، هذه العناصر الثلاثة لما جاؤوا إلى صهرنا هذا يريدون أن يحلقوا لحيته رغم أنفه ، فقال لهم : اكفونا شرَّكم ، وإلا لن تستطيعوا أن تحلقوا لحيتي إلا بعد أن تقومَ معركةٌ بيني وبينكم ، اكفونا شركم فأنتم منَّا - يعني من أهل السنة - ، فرجعوا القهقرى إلى رئيسهم وهو العلوي ، واعتذروا أن نحن لا نستطيع أن نقوم بهذا العمل ؛ لأن الرجل مصرٌّ ، فأرسل إليه عناصر من العلويين ، فدخل في معركة معهم ، ونال منهم ما أروى غيظ قلبه ، ولكن أخيرًا تغلَّبوا عليه وكتَّفوه وحلقوا لحيته رغم أنفه ، ثم سجنه ، فالرئيس سجنه ، حبسَه ما شاء ما أدري أسبوعين ثلاثة ، وبدأت اللحية تنبت سنَّة الله في خلقه ، فأُخرج من السجن وإذا هو مربِّي لحيته ، فأجبره - أيضًا - مرة ثانية وهو يقول : افعل ما شئتم ، ثم تيسَّر له الاتصال مع قائد كبير يكون قريبًا له ، فحكى له القصة فهذا القائد الكبير اتصل مع المسؤولين الكبار هناك ، فأصدروا قرارًا أن لا يتعرَّضوا للعناصر فيما يتعلَّق باللحية ؛ من شاء تركها ومن شاء حلقها ، وهكذا وقع يوم كنت أنا في دمشق .
وأنا في اعتقادي أنه لو وُجِدَ أفراد من المسلمين الأقوياء في إيمانهم وفي سلوكهم وثبتوا ولم يحلقوا بأنفسهم كما يفعل كثيرون بدعوى أن هذه ضرورة ، هنا لا ضرورة ؛ لأنهم هم إمَّا أن يكلِّفوه بالحلق ، أو يكلفوا رغم أنفه يعني ؛ فحينئذٍ من القواعد الفقهية أن المسلم إذا وقع بين شرَّين اختار أقلَّهما وأخفَّهما شرًا ؛ لا شكَّ أن يتولى المسلم حلق لحيته بنفسه فهذا شرٌّ كبير ، وأقل منه أن يحلقوا لحيته رغم أنفه ، وهذا هنا يقال ضرورة ، أما في الحالة الأولى لا ضرورة ، وإنما غرضي أن أقول : أنُّو لو كان هناك في هذه الجيوش التي لا يزال نظامُها قائمًا على بعض القوانين الكافرة توجب على أفراد الجيش أن يحلقوا لحاهم ؛ لو صمدَ عشرات من المسلمين صمود هذا الشخص الذي أشرت إليه آنفًا لَاضطرَّ الرؤساء قوَّاد الجيش أن يغيِّروا هذا النظام ؛ لا سيما وأن هذا النظام ليس نظامًا عامًّا في كلِّ جيوش القطر .
لقد قُدِّرَ لي أن أسافر إلى أوربا منذ عشرين سنة تقريبًا ، فكنت راكبًا السيارة مع بعض إخواننا ، ونحن نصعد في جبال الألب في سويسرا فكنَّا نرى سيارات عسكرية وعليها أفراد من الجيوش ولهم لحى ، فكنت أسأل كيف هذا ؟ يقول : هنا الجنود لهم الحرية ؛ مَن شاء أن يحلق يحلق ومن شاء أن يربِّي يربِّي ، وهم كفار ، فالمسلمون أولى بهذا إن لم ينعكس النظام ويوجب قائد الجيش على كلِّ جندي أن يعفو عن لحيته وليس أن يحلقها ، فثبات بعض الشباب تجاه هذا القانون الكافر سيحمِلُهم في النهاية إلى أن يغيِّروا هذا النظام الذي هو متلقَّى عن نظام كافر ، واضح لك الجواب ان شاء الله .
السائل : ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : هذا المكروه يناقض ... ، لا يجوز ؛ لأن هذه معصية ، والوالد في الغالب يكون حليقًا ، ولذلك فهو يريد من ابنه أن يكون مثله ، وإن كان ملتحيًا فهذا عادي جدًّا أن يطلب من ولده أن يُخالف أباه ... .
- رحلة النور - شريط : 8
- توقيت الفهرسة : 00:33:36
- نسخة مدققة إملائيًّا