حول كشف المرأة ووجهها فاتن وجذَّاب ، والشرع سمح لهم بالوجه والكفين ؛ فما رأيكم ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
حول كشف المرأة ووجهها فاتن وجذَّاب ، والشرع سمح لهم بالوجه والكفين ؛ فما رأيكم ؟
A-
A=
A+
السائل : يا شيخ .

الشيخ : نعم .

السائل : السؤال حول كشف المرأة وجهها ... الوجه واليد ليس بالعورة ، وبدأت الظاهرة ... اليد والوجه .

الشيخ : صحيح .

السائل : فما رأيك في هذا ... ؟ وهذا الحديث الذي سمح لهم بهذه الأشياء ؟ ... .

الشيخ : ليس لنا رأي مع الشرع .

السائل : نعم ، الرأي لأهل العلم .

الشيخ : إي نعم ، وكثير من العلماء يأخذون الأمور بالعواطف وليس بالعلم الشرعي الملزم ، فأنت قلت - كما سمعنا من غيرك - أن أجمل ما في المرأة وجهها .

السائل : نعم .

الشيخ : صحيح ، وأجمل ما في الوجه ما هو ؟

السائل : نعم ؟

الشيخ : أجمل ما في وجه المرأة ما هو ؟

السائل : العينين والابتسامة .

الشيخ : إذًا لا يجوز لها أن تكشف عن عينيها ؟

السائل : نعم .

الشيخ : لترى الطريق ؟

السائل : نعم ؟

الشيخ : ما يجوز لها أن تكشف عن عينيها لترى طريقها ؟!

السائل : والله يجوز أن تحط ... على عينيها .

سائل آخر : حتى تشوف الطريق وبعدها ... تسدها ... وجهها .

الشيخ : إيش تصد ماذا ؟

سائل آخر : ... حتى أن تنظر .

الشيخ : وهل هذا جاء في القرآن ؟

السائل : لا ما جاء في القرآن .

الشيخ : فإذًا ومن أين جئتم به ؟

السائل : نعم ؟

الشيخ : من أين جئتم به ؟

السائل : لتدرأ الفتنة .

الشيخ : كيف ؟

السائل : تدرأ الفتنة .

الشيخ : لكن .

السائل : والفتنة ، والحركات ... العينين .

الشيخ : أنت تُكنى بأبي جمال ولَّا بكنية أخرى ؟

السائل : نعم أبو جمال ، نعم .

الشيخ : أبو جمال .

السائل : نعم .

الشيخ : فأرجوك أن تتَّئد في كلامك .

السائل : نعم ؟

الشيخ : أن تتئد .

السائل : أيوا .

الشيخ : لا تستعجل .

السائل : جزاك الله خير .

الشيخ : وفي الحديث يقول : ( التؤدة ) .

سائل آخر : ... .

الشيخ : يعني : ( العجلة من الشيطان والتأنِّي من الرحمن ) .

السائل : جزاك الله خير .

الشيخ : كويس .

فجاء السؤال آنفًا بناءً على قول بعض الأفاضل أنَّ أجمل ما في المرأة وجهها ، وهذا لا يمكن أن يتاجر فيه أحد ، لكن هذه فلسفة ليست شرعًا ، لأن هذه الفلسفة تُقابَل بفلسفة أخرى ؛ وهي - وقد سمعت آنفًا - أجمل ما في الوجه ما هو ؟ عيناها .

السائل : العين والابتسامة .

الشيخ : كويس ، لأ ، بلاش الابتسامة ؛ لأن هذا لا يقول أحد بجواز ذلك ، لكن أجمل ما في المرأة عيناها ، يعني الوجه من خلق الله ، والعينان فيه من خلق الله ، أما الابتسامة فهي من صنع الإنسان ، فقد تبتسم أو لا تبتسم .

السائل : أو تكشِّف .

الشيخ : أيوا ؛ فهذا في يدك ، أما جمالك في وجهك وفي عينيك فليس من كسبك ، وإنما هو من خلق الله ، (( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دوني )) ، لا شيء .

لذلك أقول : لا ينبغي الدخول في معالجة هذه المسألة بما يُشبه الفلسفة ؛ لأن الفلسفة لا نهاية لها ، والتجربة أمامك الآن ؛ حيث قيل : أجمل ما المرأة وجهها ، ثم قيل : أجمل ما في وجهها عيناها ، فإذا كان يلزم من الفلسفة الأولى تغطية وجهها ؛ لزم - أيضًا - من الفلسفة الأخرى تغطية عينيها ؛ فهل ذلك مما يجب عليها ؟ قلت أنت من عندك : تضع شيئًا ، لعلك تعني النظارة الفاحمة السوداء أو ما شابهها ، فقلنا : من أين جئت بهذه الإضافة ؟ قلت : من باب سدِّ الذريعة ، لكن الشارع الحكيم الذي أنزل الحجاب ذكرًا له في القرآن ما سدَّ الذريعة ؟ هل نستطيع أن نقول : إنه ما سدَّ الذريعة ؟

السائل : سدَّ الذريعة .

الشيخ : لا نستطيع أن نقول إلا سدَّ الذريعة .

السائل : ... .

الشيخ : آ ، إذًا ليس لك أنت أن تسدَّ الذريعة ؛ لأنها قد سُدَّت بحكم الله - تبارك وتعالى - ؛ حينئذٍ نعود إلى حكم الله - عز وجل - ، قال - تعالى - : (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ )) .

السائل : نعم ، ... .

الشيخ : كويس ؛ فما معنى يدنين ؟

السائل : ينزلون ... .

الشيخ : مش ممكن ، مش ممكن .

السائل : كيف إذًا ؟

الشيخ : الآن عليك هذه العباءة ، هذا هو الجلباب إذا وضعته المرأة على رأسها ؛ أليس كذلك ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب : إيش رأيك نعمل درس عملي تضع أنت الآن العباءة على رأسك ؛ أترضى ذلك ؟

السائل : وبعدين ... .

الشيخ : معليش معليش ، ترضى ذلك ؟ ولَّا تعطيني أنا العباءة ... .

السائل : ... .

الشيخ : طيب ؛ قم لشوف .

السائل : بسم الله ، هذه العباءة ، الأصل .

الشيخ : كويس ، (( يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ )) .

السائل : ينزلوا .

الشيخ : يلَّا نزلوا ، امشي لشوف .

السائل : أمشي شوي شوي .

الشيخ : لا ... لأنُّو هذه ليست عباءة ، هذه ... العباءة هي هذه جلباب .

السائل : الجلباب هو قطعة واحدة .

الشيخ : لأ ، مش مهم قطعة أو قطعتين ، المهم أنها تكون كثيفة ، ليست شفَّافة كالمناديل التي تشدُّها بعض النساء ، لا ما تقعد ، الجلباب ضعه على رأسك ، واستر به وجهك .

السائل : نزله ؟

الشيخ : أيوا امشِ .

السائل : ما أشوف .

الشيخ : ما تشوف ؛ إذًا هذا الذي أمرك ربُّك ؟

السائل : نبغى الشيء الذي ينفعنا مع الله - عز وجل - .

الشيخ : بارك الله بك .

السائل : ولا ... .

الشيخ : أحسنت ، ربُّك أعلم بما خلق (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) ، أول شيء يجب أن ننظر الآية لم تقل يغطِّين وجوههنَّ ، وإنما قال : (( يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ )) ، الإدناء هو التقريب ، فأنت كما فعلت آنفًا العباءة هكذا ، تدني هكذا ، وقد تُدنى هكذا فلا ترى الطريق ، وقد تُدني هكذا فترى الطريق بعين واحدة ، وقد تُدني هكذا فترى الطريق بعينين كلتيهما ، وقد تُدني هكذا أكثر شوية كشفًا إلى آخره ، هذا التحديد لا بد له من دليل ، فنحن نقصد بالتجربة الأولى أن نبيِّن للناس بطريقة عملية أن الذين يذهبون إلى أن معنى الإدناء هو التغطية يخطئون خطأً فاحشًا ، لأنهم إما أنهم يعني يتجاهلون أو يجهلون ، أننا لو طبَّقنا الجلباب بمعنى التغطية عمَّينا الطريق على النساء ولم يستطعْنَ أن يمشين خطوة واحدة ؛ لأن من شروط الجلباب ألا يكون شفَّافًا وأن يكون كثيفًا ؛ أليس كذلك ؟

فحينئذٍ (( يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ )) ليس بالمستطاع أبدًا أن تُفهم الآية بمعنى التغطية ، والتجربة أكبر برهان ، صح ؟ إذًا بقي علينا ما دام انتفى معنى يدنين انتفى عن هذه اللفظة يغطِّين أن نفهم بقى يدنين إلى أيِّ حدٍّ ؟ هنا دخلت السنة كما هي شأنها دائمًا وأبدًا حينما تفسِّر القرآن وتبيِّنه وتوضِّحه ، أكثر مثال ميسَّر فهمه لدى الناس جميعًا من حيث أن السنة توضِّح القرآن قوله - تعالى - : (( حرِّمت عليكم الميتة والدم )) ، فالميتة يدخل تحت هذه اللفظة ميتة البحر ، فلو وقفنا عند هذا النص القرآني لَحرَّمنا على أنفسنا السمك ، صح ؟

السائل : نعم .

الشيخ : لكن الرسول بيَّن أن ميتة السمك ليست داخلة في هذا المعنى الواسع ، الميتة التي حُرِّمت بنص القرآن الكريم فقال - عليه السلام - : ( أُحلَّت لنا ميتتان ودمان ، الحوت والجراد ، والكبد والطحال ) ، لو لم نأخذ بالحديث لَفهمنا السَّمك حرام بعموم الآية ، ماشي ؟

السائل : نعم .

الشيخ : لو لم نلتفت إلى السنة في موضوع وجه المرأة لَفهمنا أن المرأة يجب أن تغطِّي وجهها ، لأن هكذا فسَّروه المتأخِّرون منهم ؛ يدنين أي : يغطِّين ، وهذا كما أثبتنا عمليًا تفسير باطل ؛ لذلك اضطرَّ بعضهم أن يقول : تكشف عن عين واحدة ، وبعضهم - جزاه الله خير - أفسح في الرخصة فقال : تكشف عن العينين ، لكن هذا كله بالاجتهاد .

السائل : بالاجتهاد .

الشيخ : أيوا .

السائل : ... .

الشيخ : هذا كله اجتهاد .

السائل : أيوا .

الشيخ : أما النص فقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من طرق : ( إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يُرى منها إلا وجهها وكفَّيها ) ، والرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لمَّا قال بالنسبة المحرمة : ( لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين ) يشير إلى أن هناك العادة كانت .

السائل : ... .

الشيخ : عادة النساء أنَّهنَّ ينتقبن ، فخشية أن تنتقب المرأة المحرمة قال : ( لا تنتقب ) ، وكان - أيضًا - من عادتهنَّ أن يلبسن القفازين ، فحرَّم على المرأة المحرمة أن تنتقب وأن تلبس القفازين .

السائل : تحريم ؟!

الشيخ : تحريم ، ولذلك فالمرأة المحرمة يجب أن تكشف عن وجهها ، أما غير المحرمة فلا يجب عليها ذلك ، بل يُستحبُّ لها أن تغطي وجهها بطريقةٍ أو بأخرى ، يعني بهذه المناديل الشفافة حيث تَرى المرأة الطريق من ورائه ولا تُرى هي ، هذا ... .

السائل : ... الأسود .

الشيخ : إيوا ، هذا جيِّد .

السائل : ما تنشاف هي ، هي تشوف .

الشيخ : هي تشوف ، لكن البحث هل يحرم عليها أن تكشف عن قرص وجهها ؟ الجواب : لا .

السائل : في الإحرام ضروري ؟

الشيخ : نعم .

السائل : في الإحرام ضروري ؟

الشيخ : - وعليكم السلام ، أهلًا ، مرحبًا - ، ضروري نعم ، بل واجب أن تكشف عن وجهها وعن كفَّيها ، فكثير من أهل العلم يوجبون عليها الهدي .

السائل : الهدي ؟!

الشيخ : إذا تقنَّعت .

السائل : ... .

الشيخ : الحاجَّة يعني ، نتكلم عن الحاجة .

السائل : إي نعم .

الشيخ : أو المعتمرة ؛ فهذه لا يجوز لها أن تنتقب نقاب ولا أن تتمندل بالمنديل ، هذا حرام عليها ما دامت محرمة بالحجِّ أو العمرة .

السائل : ولا بالرجال ، ولا في شي ، ولا بالطواف ؟

الشيخ : أبدًا .

السائل : بالمرَّة ؟ تكشف ؟

الشيخ : مرة ، حاجة محرمة .

السائل : يعني ما عليها شيء في هذا الشيء .

الشيخ : واجب يا شيخ .

السائل : ... .

الشيخ : مو بس ما عليها شيء .

السائل : نحن ما نخليه مكشوف .

الشيخ : كذلك .

السائل : ... .

الشيخ : أنا عارف أنو عنَّا في الشام مثل يقول : " كثرة الشد بيرخي " شد إيدك وبعدين فكّها ؛ هذا معنى مأخوذ من السنة ، قال - عليه الصلاة والسلام - : ( إن لكلِّ عمل شرَّة ، ولكل شرَّة فترة ) تسمع يا أبا جمال ؟

السائل : نعم نعم .

الشيخ : ( إن لكلِّ عمل شرَّة ) ولا توصِّ حريص ، ( إن لكلِّ عمل شرَّة ، ولكلِّ شرَّة فترة ، فمن كانت فترته إلى سنَّتي فقد اهتدى ، ومن كانت فترته إلى بدعة فقد ضلَّ ) ، لكل عمل شرَّة ! فأنا أعتقد أن مسألة وجه المرأة أُخذت بالشدة التي جاوزت الشريعة ، فهذه الشدة حملت بعض العلماء الأفاضل على تفسير القرآن بما لا يصحُّ تفسيره ، والمثل وقع أمامك ، هذا مثل لا يُنسى ، صح ؟ المثل وقع أمامك ؛ (( يدنين )) يغطِّين بجلابيبهنَّ ، هذا مستحيل !! لأن ذلك يعني تعمية الطريق عليها ، والقول بأنها تضع نظارة - مثلًا - هذه النظارة لم تكن في تلك العصور ، ولم يكن المنديل هذا الشفاف - أيضًا - معروفًا ، ولذلك لم يكن معروفًا عند العرب في الجاهلية وفي الإسلام الأول إلا الانتقاب ، أي : لا بد لأجمل امرأة في الدنيا أن تكشفَ عن أجمل ما في وجهها لترى طريقها ؛ ألا وهي عيناها ، فإذا عرفت هذا الحديث : ( لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين ) ... .

رخصة إن شاءت سترت وإن لم تشأ لم تستر ، والستر أفضل ، شايف ؟ فحينما تُغذَّى النساء بهذا الفقه المعتدل ؛ لا إفراط ولا تفريط ، جاء وقت الحج أو العمرة فإذا قيل لها لا تستري وجهك ما تستوحش ؛ لأنها مُعتادة ، لأنها ثُقِّفت من قبل ، وربما تكشف عن وجهها أحيانًا ، وهي غير حاجَّة ولا هي معتمرة ، فحينما يُقال لها اكشفي عن وجهك لأن الشرع يقول فرض عليك ما دمت محرمة أن تكشفي عن وجهك وعن كفَّيك ، ولذلك أنا لمستُ لمس اليد هذه الحكمة ؛ ( إن لكل عمل شرَّة ) ، والمثل العامي : " كثرة الشد يرخي " ، أنا اعتمرت منذ أسابيع ، وكانت معي زوجتي ، فكنَّا نرى المحرمات متنقِّبات .

السائل : مغطِّيات .

الشيخ : آ ، وأنا بنفسي رأيت شابًّا يسعى بين الصفا والمروة وأنا خلفه ، وقع بصري عليه وبجانبه زوجه وهي متمندلة ، فاقتربت من زوجها وقد كشف عن منكبه .

السائل : ... .

الشيخ : نعم ؟

السائل : أيوا أيوا .

الشيخ : آ ، السلام عليكم . وعليكم السلام . قلت : أنت - إن شاء الله - يبدو أنك تؤدي العمرة . قال : نعم . قلت : كشفك المنكب الآن هذا لا أصل له في السنة . وهذه كمان تراها في الحجاج والمعتمرين دائمًا وأبدًا ، بينما كشف المنكب إنما هو في طواف القدوم فقط ، أما الطوافات الأخرى لا يُشرع فيها كشف المنكب فضلًا عن السعي بين الصفا والمروة ، لقَّنته هذه الحكم ، فصمت ، فلا أريد أن أقول لم يستجب ؛ لأنه استجاب فيما بعد .

السائل : يبدو قال يمكن هذا شخص عادي مع احترامي ... .

الشيخ : إي ، المهم جاء دور الكلام عن زوجته ، قلت : زوجتك محرمة معك إن شاء الله ؟ قال : نعم . قلت : يا أخي الرسول يقول : ( لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين ) وهي من حشتمها ، ليست سترت فقط وجهها بل وكفَّيها - أيضًا - ، لا يظهر منها شيء ، ما شاء الله هذا شيء طيب ، لكن هذا جهل بالإسلام !! لذلك أقول : لا ينبغي أن تُؤخذ المسائل بالعواطف ، وإنما بالحكم الشرعي ، قال : المسألة فيها خلاف . قلت : سامحك الله ، الخلاف ليس فيما نتكلم الآن بالنسبة للمحرمة ، وإنما بصورة عامة ، هل وجه المرأة عورة أو ليس عورة هذا فيه خلاف صحيح . لكن البحث الآن هل يجوز للمرأة المحرمة بحج أو عمرة أن تستر وجهها ؟ هذا لا يجوز على الإطلاق . وانصرفتُ ، حتى وصلنا إلى المروة ، هو بطبيعة الحال أشبُّ مني ، فنزل إلى المروة قبلي ، فلما ملْتُ بالنزول وإذا هو أمامي يبعد نحو عشر أمتار أو نحو ذلك ، ورأيته - والحمد لله - قد غطَّى كتفه ، لكن زوجته لم تزل كما هي ؛ ما سبب هذا ؟ سببه تشدُّد العلماء أنه لا يجوز للمرأة أن تكشف وجهها ، أما لو قيل العدل والإنصاف الأفضل على المرأة أن تستر وجهها ، ويجوز لها أن تكشف عن وجهها ولو أحيانًا ، أمَّا وهي محرمة فيجب عليها أن تكشف عن وجهها وعن كفَّيها ، وإلا أنا لا أقول بأنه يجب عليها دم ؛ لأنُّو ... نص ، هناك كثير من العلماء الأفاضل سمعناهم يُوجبون عليهم الذَّبح ، فتصوَّروا الآن كم من المحرمات في الحج والعمرة يلزمهم الذبح بسبب غلوِّهم في الدين ؟!! وربنا - عز وجل - يقول : (( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق )) ، والنبي - عليه السلام - في حجة الوداع وعظ الناس في مناسبات كثيرة ، منها أن قال لهم : ( إياكم والغلوَّ في الدين ؛ فإنما أهلك الذين من قبلكم غلوُّهم في دينهم ) ، ثم التقط حصيات فقال : ( مثل حصى الخذف ) ، والآن ماذا ترى في الجمرات ؟ ... كيف تُرمى الجمرات بالنعال ؟!

السائل : نعم ، هذا عمل غير صالح .

الشيخ : غير صالح ؛ ليش ؟ لأنه غلو ، وهم يتصورن أن الشيطان ناصبًا نفسه هناك ينتظر مَن يرميه ، هذا من جهلهم ، ولهذا الرسول - عليه السلام - كما وصفه ربُّنا - عز وجل - في القرآن بحق : (( بالمؤمنين رؤوف رحيم )) ، فقال سلفًا : ( إياكم والغلوَّ بالدين ) ، فكأنما كُشِفَ له عما سيقع من المسلمين ، فقال : ( إياكم والغلو في الدين ؛ فإنما أهلك الذين من قبلكم غلوُّهم في دينهم ) .
  • رحلة النور - شريط : 2
  • توقيت الفهرسة : 00:10:14
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة