يعيش مسلمون كثر في بلاد كفر ، هم مضطهدون وليس لهم أيُّ كيان ولا اعتبار ؛ فلو قامت جماعة باسم الجهاد فيهم ؛ فهل نساعدهم ؟ وحديث عن الرَّد على الكفار والملاحدة .
A-
A=
A+
السائل : عندي سؤال آخر .
الشيخ : تفضل .
السائل : هو إذا كان يعني هؤلاء الذين يعيشون من بينهم كفرة يعني غير دولة إسلامية ، ولكنهم ... ، ومع هذا ليس لهم أي كيان ، ولا أي اعتبار ، وهم يعيشون مضطهدين فيما بينهم .
الشيخ : نعم .
السائل : يعني هنا لو قامت جماعة باسم الجهاد الإسلامي ؛ فهل يعني الأحسن نُساعدهم ونقف في صفِّهم أم يعني نبدأ في تخذيلهم ونبدأ يعني بالإشاعات من حولهم ، ونسمِّيهم يعني بكل الأسماء ؛ مع أنهم يعرفونا ونعرفهم ويعرفونا عقيدةً ؛ هل من الأحسن يعني على الأقل السكوت عن هؤلاء أو التصدِّي لهم في هذه الأحوال ؟
الشيخ : هنا فيما يبدو من سؤالك الثاني أمران اثنان ، أحدهما الانضمام إلى هؤلاء الذين أعلنوا الجهاد ، والأمر الآخر هو التصدي لهم ورميهم بشتَّى الأسماء .
جوابًا عن السؤال الأول : نقول - يا أخي - جواب هذا السؤال ممكن أن نفهمه من كلامي السابق ، أنا لا أعتقد أن هؤلاء الذين يريدون أن يجاهدوا الكفار قد جاهدوا أنفسهم وقد تربَّوا على الإسلام الصحيح ، هل أنت تعتقد هذا ؟ أم هم فرق ومذاهب شتى كما نرى في العالم الإسلامي كله ؟ فان كان الأمر هو الأمر الأول وهذا ما نرجوه وما نظنُّه واقعًا ، وهذا ما نرجوه ونظنُّ أنه غير واقع ! فإذًا هؤلاء الذين أعلنوا الجهاد كيف يمكن أن يُجاهدوا وهم متفرِّقون متشاكسون متباغضون ؟ بسبب أنهم لا تجمعهم فكرة واحدة ، لا توحِّدهم عقيدة واحدة ؛ إذا كان الأمر هكذا فهم ليسوا مستعدِّين لأن يُجاهدوا ، ولئن جاهدوا لن يُنصروا ؛ لأن الاختلاف في العقيدة و ... في الأخلاق هو من أكبر أسباب الانهزام وعدم الثبات ؛ فأنت الآن تستطيع أن تأخذ الجواب ؛ لأنُّو أنا ما أستطيع أن أحكم على الناس الغائبين ؛ لكن إذا جاز لنا أن نقيسَ الحاضر الغائب على الحاضر ؛ فالعالم الاسلامي كله متفرِّقٌ منشقٌّ بعضه على بعض ، ولذلك لا ينجح الجهاد إلا بعد هذه التصفية التي أشرنا إليها ؛ أن يقوم بها طائفة من المسلمين يُربَّون تربيةً إسلاميًّا صحيحة ، فإذا انتهوا من هذا الدور الذي لا بدَّ منه ؛ حينئذٍ يأتي دور الجهاد ، فإن كنت تعتقد أن هؤلاء الذين تقول إنهم يجاهدون الكفار هم انتهوا من جهاد أنفسهم - كما قلنا في الأمس القريب - في المجتمع - كان هامًّا ؛ ما شاء الله ! - ؛ قلنا : إن بعض المعاصرين الدعاة يقول : " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقَمْ لكم في أرضكم " ، فإن كان هؤلاء المجاهدون انتهوا من هذه المرحلة ؛ فنحن نهنِّئهم ونؤيِّدهم في جهادهم لأولئك الكفار ، أما إن كانوا هم لا يزالون هذا حنفي وهذا شافعي وذاك شاذلي وقادري ، وما أدري إيش هناك مذاهب وطرق شتَّى !! هذا .
السائل : ... .
الشيخ : ما أدري إيش هناك أسماء أخرى ، المهم أنَّهم لا يستطيعون أن يُجاهدوا لأنَّهم متفرِّقون ، وإذ الأمر كذلك يعود الأمر إلى ما أجبت في الجواب عن السؤال الأول ؛ لا بد للمسلمين في كل منطقة يعيشون فيها - كما قلنا في الأمس بشيء من التفصيل - من " التصفية والتربية " ، أن يفهموا الإسلام في شهادتين ؛ " لا إله إلا الله محمَّد رسول الله " ، يعبدوا الله وحده لا شريك له ، ثم لا يعبدون الله إلا بما شرع الله على لسان نبيِّه - عليه السلام - ، هذا المعنى المتضمَّن في هاتين الشهادتين .
في اعتقادي العالم العربي الصَّميم في العروبة لم يفهموا بعد ، فضلًا عن بعض البلاد الأخرى ؛ إما هي عربيَّة دخلته العجمة ، أو هي أعجميَّة في الأصل فأنَّى لهم أن يفهموا هذا الفهم الصحيح ؟! إذًا علينا أن نأتسي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ أولًا : أن نفهم ما جاء فيه حقَّ الفهم ، وثانيًا : أن ندعو الناس إلى ذلك ، فإذا اجتمع الناس على هذا الفهم الصحيح حينذاك نقول يجب الجهاد في سبيل الله ، وإعلاء كلمة الله ؛ حتى تكون كلمة الله هي العليا ، وكلمة الكفار هي السفلى .
غيره ؛ عندك شيء ؟
السائل : سؤال أخير .
الشيخ : تفضَّل .
السائل : ... .
الشيخ : لحظة يا أخي ، ليكون عندو سؤال أخير .
السائل : السؤال الأخير : جزاك الله خيرًا على هذه النصيحة ، ... إذا قمنا - مثلًا يعني - في الرَّدِّ ، يعني على الأقل الرَّد .
الشيخ : على ؟
السائل : يعني في الصُّحف .
الشيخ : الرَّدّ على من ؟
السائل : على يعني الملاحدة الذين يُوجدون في بلادنا .
الشيخ : نعم .
السائل : فهل هذا يعني ... يقوم به أحد أو يعني فيه مضرَّة ... ويتركهم ؟
الشيخ : هذا - بارك الله فيك - ليس سؤالًا جديدًا ، هو مكانك راوِحْ ، أنت تسأل سؤال ثالث وهو الثاني ، والثاني هو الأول ، أنا أقول لك الآن ؛ ألا تشعر أنت في تلك البلاد أنُّو بديل أن تكتب مقالًا في الرَّدِّ على الملاحدة والزَّنادقة - وهم سوفَ لا يستجيبونَ لك ! - ؛ ألا تشعر بأن هناك مسلمين يظنُّون أنهم على الإسلام ، وهم بعيدون كل البعد عن الإسلام ، ألا تظنُّ أنُّو هناك ناس يدعون غير الله ، ويتوسَّلون بغير الله ، ولا يُصلُّون صلاة رسول الله ؛ ألا تعتقد هذا ؟ طيب ، فبدلَ أن تكتب مقالًا في الرَّدِّ على ملحد لا ترجو منه هداية اكتب مقالًا تبيِّن للمسلمين الذين حولك ، يمكن يكون أبوك وجدك وأمك وعمك وخالك وإلى آخره لا يُحسنون صلاتك أنت ، فالأقربون أولى بالمعروف ، فاشتغل بهؤلاء ، اكتب مقالًا في بيان هدي الرسول - عليه السلام - في بعض ما جاء به لهؤلاء الناس الذين هم بحاجة إلى إرشادك وتعليمك بدل أن تكتب مقالًا في الرَّدِّ على أولاء الكفار ، أما والله أنتم كثر وبعضكم يقوم بهذا الواجب الذي أنا أقول به ، وهو واجب واسع جدًّا ما أظن أنه يوجد العدد المطلوب به ، فإن فرضنا هذا فيقوم زيد من الناس ويُدعى الملاحدة ما عندنا مانع .
ومع ذلك هنا ملاحظة هامة ؛ الذي يريد أن يردَّ على الملاحدة ينبغي أن يكون من أهل العلم ، ليس طالب علم قد يكون مبتدئًا أو ثانويًّا أو نحو ذلك ؛ حتى يصدق عليه إنه يعرف كيف تُؤكل الكَتِف ؛ يعني يعرف شبهات هؤلاء الكفار ، ثم يعرف كيف يُردُّ على شبهاتهم لأنه متشبِّع بأدلة الكتاب وأدلة السُّنَّة .
وفي النهاية أقول : ... اشتغلوا بأنفسكم ، ودعوا غيركم من الفرق الأخرى أو الأمم الأخرى أو الملل الأخرى ؛ حتى تستوي الأمة وتنهض على قدميها ، بعد ذلك تنطلق الدعوة في سبيلها ، فمن وقف في طريقها لم يكن أمامه إلا السيف الذي أشار إليه الرسول - عليه السلام - في قوله السابق : ( بُعثت بين يدي الساعة بالسيف ، حتى يُعبد الله وحده لا شريك له ) .
تفضَّل .
الشيخ : تفضل .
السائل : هو إذا كان يعني هؤلاء الذين يعيشون من بينهم كفرة يعني غير دولة إسلامية ، ولكنهم ... ، ومع هذا ليس لهم أي كيان ، ولا أي اعتبار ، وهم يعيشون مضطهدين فيما بينهم .
الشيخ : نعم .
السائل : يعني هنا لو قامت جماعة باسم الجهاد الإسلامي ؛ فهل يعني الأحسن نُساعدهم ونقف في صفِّهم أم يعني نبدأ في تخذيلهم ونبدأ يعني بالإشاعات من حولهم ، ونسمِّيهم يعني بكل الأسماء ؛ مع أنهم يعرفونا ونعرفهم ويعرفونا عقيدةً ؛ هل من الأحسن يعني على الأقل السكوت عن هؤلاء أو التصدِّي لهم في هذه الأحوال ؟
الشيخ : هنا فيما يبدو من سؤالك الثاني أمران اثنان ، أحدهما الانضمام إلى هؤلاء الذين أعلنوا الجهاد ، والأمر الآخر هو التصدي لهم ورميهم بشتَّى الأسماء .
جوابًا عن السؤال الأول : نقول - يا أخي - جواب هذا السؤال ممكن أن نفهمه من كلامي السابق ، أنا لا أعتقد أن هؤلاء الذين يريدون أن يجاهدوا الكفار قد جاهدوا أنفسهم وقد تربَّوا على الإسلام الصحيح ، هل أنت تعتقد هذا ؟ أم هم فرق ومذاهب شتى كما نرى في العالم الإسلامي كله ؟ فان كان الأمر هو الأمر الأول وهذا ما نرجوه وما نظنُّه واقعًا ، وهذا ما نرجوه ونظنُّ أنه غير واقع ! فإذًا هؤلاء الذين أعلنوا الجهاد كيف يمكن أن يُجاهدوا وهم متفرِّقون متشاكسون متباغضون ؟ بسبب أنهم لا تجمعهم فكرة واحدة ، لا توحِّدهم عقيدة واحدة ؛ إذا كان الأمر هكذا فهم ليسوا مستعدِّين لأن يُجاهدوا ، ولئن جاهدوا لن يُنصروا ؛ لأن الاختلاف في العقيدة و ... في الأخلاق هو من أكبر أسباب الانهزام وعدم الثبات ؛ فأنت الآن تستطيع أن تأخذ الجواب ؛ لأنُّو أنا ما أستطيع أن أحكم على الناس الغائبين ؛ لكن إذا جاز لنا أن نقيسَ الحاضر الغائب على الحاضر ؛ فالعالم الاسلامي كله متفرِّقٌ منشقٌّ بعضه على بعض ، ولذلك لا ينجح الجهاد إلا بعد هذه التصفية التي أشرنا إليها ؛ أن يقوم بها طائفة من المسلمين يُربَّون تربيةً إسلاميًّا صحيحة ، فإذا انتهوا من هذا الدور الذي لا بدَّ منه ؛ حينئذٍ يأتي دور الجهاد ، فإن كنت تعتقد أن هؤلاء الذين تقول إنهم يجاهدون الكفار هم انتهوا من جهاد أنفسهم - كما قلنا في الأمس القريب - في المجتمع - كان هامًّا ؛ ما شاء الله ! - ؛ قلنا : إن بعض المعاصرين الدعاة يقول : " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقَمْ لكم في أرضكم " ، فإن كان هؤلاء المجاهدون انتهوا من هذه المرحلة ؛ فنحن نهنِّئهم ونؤيِّدهم في جهادهم لأولئك الكفار ، أما إن كانوا هم لا يزالون هذا حنفي وهذا شافعي وذاك شاذلي وقادري ، وما أدري إيش هناك مذاهب وطرق شتَّى !! هذا .
السائل : ... .
الشيخ : ما أدري إيش هناك أسماء أخرى ، المهم أنَّهم لا يستطيعون أن يُجاهدوا لأنَّهم متفرِّقون ، وإذ الأمر كذلك يعود الأمر إلى ما أجبت في الجواب عن السؤال الأول ؛ لا بد للمسلمين في كل منطقة يعيشون فيها - كما قلنا في الأمس بشيء من التفصيل - من " التصفية والتربية " ، أن يفهموا الإسلام في شهادتين ؛ " لا إله إلا الله محمَّد رسول الله " ، يعبدوا الله وحده لا شريك له ، ثم لا يعبدون الله إلا بما شرع الله على لسان نبيِّه - عليه السلام - ، هذا المعنى المتضمَّن في هاتين الشهادتين .
في اعتقادي العالم العربي الصَّميم في العروبة لم يفهموا بعد ، فضلًا عن بعض البلاد الأخرى ؛ إما هي عربيَّة دخلته العجمة ، أو هي أعجميَّة في الأصل فأنَّى لهم أن يفهموا هذا الفهم الصحيح ؟! إذًا علينا أن نأتسي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ أولًا : أن نفهم ما جاء فيه حقَّ الفهم ، وثانيًا : أن ندعو الناس إلى ذلك ، فإذا اجتمع الناس على هذا الفهم الصحيح حينذاك نقول يجب الجهاد في سبيل الله ، وإعلاء كلمة الله ؛ حتى تكون كلمة الله هي العليا ، وكلمة الكفار هي السفلى .
غيره ؛ عندك شيء ؟
السائل : سؤال أخير .
الشيخ : تفضَّل .
السائل : ... .
الشيخ : لحظة يا أخي ، ليكون عندو سؤال أخير .
السائل : السؤال الأخير : جزاك الله خيرًا على هذه النصيحة ، ... إذا قمنا - مثلًا يعني - في الرَّدِّ ، يعني على الأقل الرَّد .
الشيخ : على ؟
السائل : يعني في الصُّحف .
الشيخ : الرَّدّ على من ؟
السائل : على يعني الملاحدة الذين يُوجدون في بلادنا .
الشيخ : نعم .
السائل : فهل هذا يعني ... يقوم به أحد أو يعني فيه مضرَّة ... ويتركهم ؟
الشيخ : هذا - بارك الله فيك - ليس سؤالًا جديدًا ، هو مكانك راوِحْ ، أنت تسأل سؤال ثالث وهو الثاني ، والثاني هو الأول ، أنا أقول لك الآن ؛ ألا تشعر أنت في تلك البلاد أنُّو بديل أن تكتب مقالًا في الرَّدِّ على الملاحدة والزَّنادقة - وهم سوفَ لا يستجيبونَ لك ! - ؛ ألا تشعر بأن هناك مسلمين يظنُّون أنهم على الإسلام ، وهم بعيدون كل البعد عن الإسلام ، ألا تظنُّ أنُّو هناك ناس يدعون غير الله ، ويتوسَّلون بغير الله ، ولا يُصلُّون صلاة رسول الله ؛ ألا تعتقد هذا ؟ طيب ، فبدلَ أن تكتب مقالًا في الرَّدِّ على ملحد لا ترجو منه هداية اكتب مقالًا تبيِّن للمسلمين الذين حولك ، يمكن يكون أبوك وجدك وأمك وعمك وخالك وإلى آخره لا يُحسنون صلاتك أنت ، فالأقربون أولى بالمعروف ، فاشتغل بهؤلاء ، اكتب مقالًا في بيان هدي الرسول - عليه السلام - في بعض ما جاء به لهؤلاء الناس الذين هم بحاجة إلى إرشادك وتعليمك بدل أن تكتب مقالًا في الرَّدِّ على أولاء الكفار ، أما والله أنتم كثر وبعضكم يقوم بهذا الواجب الذي أنا أقول به ، وهو واجب واسع جدًّا ما أظن أنه يوجد العدد المطلوب به ، فإن فرضنا هذا فيقوم زيد من الناس ويُدعى الملاحدة ما عندنا مانع .
ومع ذلك هنا ملاحظة هامة ؛ الذي يريد أن يردَّ على الملاحدة ينبغي أن يكون من أهل العلم ، ليس طالب علم قد يكون مبتدئًا أو ثانويًّا أو نحو ذلك ؛ حتى يصدق عليه إنه يعرف كيف تُؤكل الكَتِف ؛ يعني يعرف شبهات هؤلاء الكفار ، ثم يعرف كيف يُردُّ على شبهاتهم لأنه متشبِّع بأدلة الكتاب وأدلة السُّنَّة .
وفي النهاية أقول : ... اشتغلوا بأنفسكم ، ودعوا غيركم من الفرق الأخرى أو الأمم الأخرى أو الملل الأخرى ؛ حتى تستوي الأمة وتنهض على قدميها ، بعد ذلك تنطلق الدعوة في سبيلها ، فمن وقف في طريقها لم يكن أمامه إلا السيف الذي أشار إليه الرسول - عليه السلام - في قوله السابق : ( بُعثت بين يدي الساعة بالسيف ، حتى يُعبد الله وحده لا شريك له ) .
تفضَّل .
- فتاوى المدينة - شريط : 9
- توقيت الفهرسة : 00:01:29
- نسخة مدققة إملائيًّا