يسأل البعض : لماذا نضيِّع أوقاتنا في استخراج الأحاديث الضعيفة من الأحاديث الصحيحة ؟
A-
A=
A+
السائل : يسأل أحد الإخوة يقول : يزعم بعض الناس فيقولون : لماذا نضيِّع أوقاتنا في استخراج الأحاديث الصحيحة من الأحاديث الضعيفة ؟
الشيخ : الله أكبر !
السائل : ونقول : هذا حديث صحيح وهذا حديث ضعيف ، أليس الأفضل أن نكرِّس وقتنا في الجهاد في سبيل الله ؟
الشيخ : نأسف الحقيقة أن يكون هناك أناس يقولون : إن الاشتغال بتمييز الصَّحيح من الضعيف إضاعة وقت ، هذا أولًا ، ثم يقول : أليس الأولى أن نعمل للجهاد في سبيل الله - عز وجل - ؟
قلنا نحن آنفًا في كلمتنا السابقة : أن المسلمين في الوقت الذي اتَّفقوا على أن الإسلام كتاب وسنة ؛ بيَّنَّا أن هذا لا يكفي ، ولا بد أن نضمَّ إلى ذلك المنهج ؛ منهج السلف الصالح ، لكن في كلامي أكَّدت لأمر ما لمثل هذا ؛ حتى لا يرد علينا هذا السؤال ، قلنا : الكتاب والسنة والسنة الصحيحة ، لماذا نحن ندندن حول السنة الصحيحة ؟ أنا - ولا مؤاخذة - أحيانًا أحتاج إلى أن أصرِّح بما قد لا يستحسن بعض الناس أن أصرِّح به ، أنا أقول - آسفًا - إن هذا السؤال خرجَ من شخص لم يفقَهْ ما قلناه آنفًا ؛ من أن الإسلام كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وأن الإسلام لا يمكن فهمه إلا من طريق بيان الرسول المذكور في القرآن ، وقلنا أكثر من مرَّة هذا البيان هو سنة الرسول - عليه السلام - ، إذًا إذا أردنا أن نفهمَ كلام الله نفهمه بحديث لا ندري أَصَحَّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ الجواب بداهةً : لا ، لا بد أن أعرف أن هذا الحديث صحيح ، ليجوز لنا أن نفسِّر كلام الله - تبارك وتعالى - به ، وبعبارة أخرى نقول للسائل : نحن نضيِّع وقتنا في الصلاة ؛ فهل هذه إضاعة ؟ لا يقول إنسان عنده ذرَّة من عقل أنُّو هذه إضاعة إيش ؟ الوقت ، بل هذا تشغيل للوقت بما كُلِّفنا به ، لأننا نتقرَّب إلى الله - عز وجل - بهذه الصلاة التي هي تحقيق لعبوديَّتنا لله - عز وجل - ، وقد قال : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) .
والعلماء حينما يضيِّعون أوقاته - على تعبير هذا السائل ! - في قراءة كتب التفسير ، وكتب الحديث ، وكتب الفقه ، من يقول : إن هؤلاء يضيِّعون أوقاتهم فيما لا ينفعهم ؟! بل فيما لا يجب عليهم ؟!
والله - عز وجل - قد أثنى على العلماء بما هو معلوم ؛ (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) ، إذًا نحن هنا نشتغل بتمييز الصحيح من الضعيف ، ونضيِّع الوقت وراء ذلك ، لنحقِّق مبدأً من مبادئ الإسلام ؛ وهو قول الرسول - عليه السلام - : ( إيَّاكم والحديث عنِّي إلا بما علمتم ) ، وقال في الحديث الصحيح في مسلم : ( من حدَّث عنِّي بحديث وهو يُرى أنَّه كذبٌ ؛ فهو أحد الكذَّابَين ) ، فهل يكون الذي يشتغل بتمييز الحديث الصحيح من الضعيف من الموضوع يضيِّع وقته وهو ينصح الناس المسلمين ، وينقذهم من أن يقعوا في الكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟! اللهم غفرًا !
أما لماذا لا نشتغل بالجهاد ؟ فهذا سؤال سطحي جدًّا ؛ لأن الجهاد يحتاج إلى استعدادات ضخمة ، أول ذلك الإيمان القوي ، وثاني ذلك الاستعداد المعنوي والمادي ، ولا يمكن أن يتحقَّق هذا إلا بالكتاب والسنة ، والسنة لا يمكن أن نعرفها إلا بطريق هذا الذي سمَّاه تضييع وقت وراءه تمييز الحديث الصحيح من الضعيف ، وأقول مرة أخرى : اللهم غفرًا !
الشيخ : الله أكبر !
السائل : ونقول : هذا حديث صحيح وهذا حديث ضعيف ، أليس الأفضل أن نكرِّس وقتنا في الجهاد في سبيل الله ؟
الشيخ : نأسف الحقيقة أن يكون هناك أناس يقولون : إن الاشتغال بتمييز الصَّحيح من الضعيف إضاعة وقت ، هذا أولًا ، ثم يقول : أليس الأولى أن نعمل للجهاد في سبيل الله - عز وجل - ؟
قلنا نحن آنفًا في كلمتنا السابقة : أن المسلمين في الوقت الذي اتَّفقوا على أن الإسلام كتاب وسنة ؛ بيَّنَّا أن هذا لا يكفي ، ولا بد أن نضمَّ إلى ذلك المنهج ؛ منهج السلف الصالح ، لكن في كلامي أكَّدت لأمر ما لمثل هذا ؛ حتى لا يرد علينا هذا السؤال ، قلنا : الكتاب والسنة والسنة الصحيحة ، لماذا نحن ندندن حول السنة الصحيحة ؟ أنا - ولا مؤاخذة - أحيانًا أحتاج إلى أن أصرِّح بما قد لا يستحسن بعض الناس أن أصرِّح به ، أنا أقول - آسفًا - إن هذا السؤال خرجَ من شخص لم يفقَهْ ما قلناه آنفًا ؛ من أن الإسلام كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وأن الإسلام لا يمكن فهمه إلا من طريق بيان الرسول المذكور في القرآن ، وقلنا أكثر من مرَّة هذا البيان هو سنة الرسول - عليه السلام - ، إذًا إذا أردنا أن نفهمَ كلام الله نفهمه بحديث لا ندري أَصَحَّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ الجواب بداهةً : لا ، لا بد أن أعرف أن هذا الحديث صحيح ، ليجوز لنا أن نفسِّر كلام الله - تبارك وتعالى - به ، وبعبارة أخرى نقول للسائل : نحن نضيِّع وقتنا في الصلاة ؛ فهل هذه إضاعة ؟ لا يقول إنسان عنده ذرَّة من عقل أنُّو هذه إضاعة إيش ؟ الوقت ، بل هذا تشغيل للوقت بما كُلِّفنا به ، لأننا نتقرَّب إلى الله - عز وجل - بهذه الصلاة التي هي تحقيق لعبوديَّتنا لله - عز وجل - ، وقد قال : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) .
والعلماء حينما يضيِّعون أوقاته - على تعبير هذا السائل ! - في قراءة كتب التفسير ، وكتب الحديث ، وكتب الفقه ، من يقول : إن هؤلاء يضيِّعون أوقاتهم فيما لا ينفعهم ؟! بل فيما لا يجب عليهم ؟!
والله - عز وجل - قد أثنى على العلماء بما هو معلوم ؛ (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) ، إذًا نحن هنا نشتغل بتمييز الصحيح من الضعيف ، ونضيِّع الوقت وراء ذلك ، لنحقِّق مبدأً من مبادئ الإسلام ؛ وهو قول الرسول - عليه السلام - : ( إيَّاكم والحديث عنِّي إلا بما علمتم ) ، وقال في الحديث الصحيح في مسلم : ( من حدَّث عنِّي بحديث وهو يُرى أنَّه كذبٌ ؛ فهو أحد الكذَّابَين ) ، فهل يكون الذي يشتغل بتمييز الحديث الصحيح من الضعيف من الموضوع يضيِّع وقته وهو ينصح الناس المسلمين ، وينقذهم من أن يقعوا في الكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟! اللهم غفرًا !
أما لماذا لا نشتغل بالجهاد ؟ فهذا سؤال سطحي جدًّا ؛ لأن الجهاد يحتاج إلى استعدادات ضخمة ، أول ذلك الإيمان القوي ، وثاني ذلك الاستعداد المعنوي والمادي ، ولا يمكن أن يتحقَّق هذا إلا بالكتاب والسنة ، والسنة لا يمكن أن نعرفها إلا بطريق هذا الذي سمَّاه تضييع وقت وراءه تمييز الحديث الصحيح من الضعيف ، وأقول مرة أخرى : اللهم غفرًا !
- فتاوى الكويت - شريط : 12
- توقيت الفهرسة : 01:19:05
- نسخة مدققة إملائيًّا