هل يجوز عمل العبادة الواحدة بأكثر من نيَّة ؟
A-
A=
A+
السائل : شيخ ، هل يجوز للإنسان أن يؤدي عملًا واحدًا بأكثر من نيَّة ؟ وعلى سبيل المثال كأن يغتسل يوم الجمعة لغسل الجمعة والغسل من الجنابة بنيَّتين ، أو يعني يؤدي العمل الواحد بأكثر من نيَّة ، والمقابل المثل الآخر أداء تحية المسجد وسنَّة الصلاة القبلية مثلًا والاستخارة ، هل تجوز كلها بنيَّة واحدة ؟
الشيخ : السؤال واضح ، والجواب كالتالي : إذا كانت عبادة التي يُراد ضمُّها إلى عبادة أخرى واجبة فلا يُغني واجب عن واجب ، أما إذا كانت إحداهما واجبة والأخرى مستحبة فيمكن أن تُصلَّيا بعمل واحد وبنيَّتين .
الصورة الأولى - مثلًا - واجب لا يُغني عن واجب : رجل عليه قضاء شهر رمضان ، أو عليه نذر من صيام ، فجاء شهر رمضان فنَوَى أن يصوم شهر رمضان من جهة ، وأن يفيَ بنذره من جهة أخرى ، عليه نذر صوم شهر ، ونوى أن يصوم هذا النذر الذي عليه في حالة صومه لشهر رمضان ؛ فهذا لا يجوز ؛ لأنه لا يُغني واجب عن واجب .
ننزل من هذا المثال لأحد الأمثلة التي جاء ذكرها في السؤال ، غسل الجنابة وغسل الجمعة ؛ فَمَن كان يرى أن غسل الجمعة واجب - وهذا رأيي - ؛ فحينئذٍ لا يجزيه أن يتوضَّأ غسلًا واحدًا بنيَّتين ، نية غسل الجنابة ونية غسل الجمعة .
أما من كان يرى - وهو رأي الجمهور - أن غسل الجمعة ليس واجبًا ، إنما هو سنَّة ، وأن المقصود فيه النظافة ؛ فهو إذا اغتسل غسل الجنابة ونوى مع ذلك غسل الجمعة ؛ فذلك يُجزيه ؛ لأن غسل الجمعة عنده ليس بواجب بخلاف ما قلناه آنفًا أنَّ من يرى أن غسل الجمعة واجب فهو لا بد له من أن يغتسل قبل كل شيء غُسل الجنابة ، ثم يغتسل غسل آخر ، ولا مانع أن يكون في نفس المكان وبُعيد فراغه من غسل الجنابة .
على ذلك يُفهم الجواب من بعض الأمثلة الأخرى ، رجل مثلًا دخل لِيُصلي تحية المسجد ؛ فهل يسَعَهُ أن يصلي ركعتين هما تحية المسجد وسنة الوقت مثلًا وسنة الوضوء - أيضًا - ونحو ذلك من الأمثلة التي يمكن تكرارها وتعدُّدها ؟
فالجواب : أن ذلك يمكن ؛ لأن هذه هي من باب السنن ، وليس من باب الواجبات ، ولكن الشيء الذي ينبغي التنبيه ههنا في هذه الصورة الجائزة والممكنة ؛ أن المسلم لو صلَّى ركعتين تحية المسجد ، ثم صلى ركعتين سنة الوضوء ، ثم صلى ركعتين سنة الوقت ، فهما ست ركعات ؛ لا شك أن هذه الست ركعات لها أجور مضاعفة ، فالركعتان بعشر على الأقل ، وركعتان الأخريان بعشر ، وركعتان الأخيرتان - أيضًا - بعشر ؛ فيكون المجموع ثلاثون حسنة ؛ لأنُّو الحسنة بعشر أمثالها ، وقد يتضاعف كما قال في الحديث الصحيح : ( إذا همَّ عبدي بحسنة فعملها ؛ فاكتبوها له عشر حسنات ، إلى مائة حسنة ، إلى سبعمائة ، إلى أضعاف كثيرة ، والله يضاعف لمن يشاء ) ، فإذا جمع هذه السِّتَّ ركعات في ركعتين ؛ فماذا يُكتب له ؟ يُكتب له عشر حسنات زائد حسنتين ، حسنتين مقابل السنتين الأخريين ، سنة مثلًا الوضوء وسنة الوقت ؛ ذلك لأنَّ العمل يقبل التضعيف ، أما النية لا تقبل التضعيف ، فهو عملًا صلى ركعتين ، وهما تحية المسجد ، لكن نيَّةً كان له ثلاث نيَّات ، نية التحية ، نية سنة الوضوء ، نية سنة الوقت ؛ فهو يُؤجر على ما عمل عشر حسنات فأكثر كما ذكرنا ، ثم يُؤجر على النِّيَّتين الأخريين أجر النية ، وهو أجر واحد كما في الحديث السابق ذكره ؛ حيث أن من تمامه قوله - عليه الصلاة والسلام - عن ربِّه - تبارك وتعالى - : ( وإذا همَّ عبدي بحسنة فلم يعملها ؛ فاكتبوها له حسنة ) .
فإذًا يجوز ضمُّ هذه النيات ما دامت ليست فرائض كلها ، لكن مع ملاحظة أن النية المقرونة مع العمل تقبل التضعيف ، والنية المجرَّدة عن العمل لا تقبل التضعيف .
وبهذا القدر الكفاية ، والحمد لله رب العالمين .
الشيخ : السؤال واضح ، والجواب كالتالي : إذا كانت عبادة التي يُراد ضمُّها إلى عبادة أخرى واجبة فلا يُغني واجب عن واجب ، أما إذا كانت إحداهما واجبة والأخرى مستحبة فيمكن أن تُصلَّيا بعمل واحد وبنيَّتين .
الصورة الأولى - مثلًا - واجب لا يُغني عن واجب : رجل عليه قضاء شهر رمضان ، أو عليه نذر من صيام ، فجاء شهر رمضان فنَوَى أن يصوم شهر رمضان من جهة ، وأن يفيَ بنذره من جهة أخرى ، عليه نذر صوم شهر ، ونوى أن يصوم هذا النذر الذي عليه في حالة صومه لشهر رمضان ؛ فهذا لا يجوز ؛ لأنه لا يُغني واجب عن واجب .
ننزل من هذا المثال لأحد الأمثلة التي جاء ذكرها في السؤال ، غسل الجنابة وغسل الجمعة ؛ فَمَن كان يرى أن غسل الجمعة واجب - وهذا رأيي - ؛ فحينئذٍ لا يجزيه أن يتوضَّأ غسلًا واحدًا بنيَّتين ، نية غسل الجنابة ونية غسل الجمعة .
أما من كان يرى - وهو رأي الجمهور - أن غسل الجمعة ليس واجبًا ، إنما هو سنَّة ، وأن المقصود فيه النظافة ؛ فهو إذا اغتسل غسل الجنابة ونوى مع ذلك غسل الجمعة ؛ فذلك يُجزيه ؛ لأن غسل الجمعة عنده ليس بواجب بخلاف ما قلناه آنفًا أنَّ من يرى أن غسل الجمعة واجب فهو لا بد له من أن يغتسل قبل كل شيء غُسل الجنابة ، ثم يغتسل غسل آخر ، ولا مانع أن يكون في نفس المكان وبُعيد فراغه من غسل الجنابة .
على ذلك يُفهم الجواب من بعض الأمثلة الأخرى ، رجل مثلًا دخل لِيُصلي تحية المسجد ؛ فهل يسَعَهُ أن يصلي ركعتين هما تحية المسجد وسنة الوقت مثلًا وسنة الوضوء - أيضًا - ونحو ذلك من الأمثلة التي يمكن تكرارها وتعدُّدها ؟
فالجواب : أن ذلك يمكن ؛ لأن هذه هي من باب السنن ، وليس من باب الواجبات ، ولكن الشيء الذي ينبغي التنبيه ههنا في هذه الصورة الجائزة والممكنة ؛ أن المسلم لو صلَّى ركعتين تحية المسجد ، ثم صلى ركعتين سنة الوضوء ، ثم صلى ركعتين سنة الوقت ، فهما ست ركعات ؛ لا شك أن هذه الست ركعات لها أجور مضاعفة ، فالركعتان بعشر على الأقل ، وركعتان الأخريان بعشر ، وركعتان الأخيرتان - أيضًا - بعشر ؛ فيكون المجموع ثلاثون حسنة ؛ لأنُّو الحسنة بعشر أمثالها ، وقد يتضاعف كما قال في الحديث الصحيح : ( إذا همَّ عبدي بحسنة فعملها ؛ فاكتبوها له عشر حسنات ، إلى مائة حسنة ، إلى سبعمائة ، إلى أضعاف كثيرة ، والله يضاعف لمن يشاء ) ، فإذا جمع هذه السِّتَّ ركعات في ركعتين ؛ فماذا يُكتب له ؟ يُكتب له عشر حسنات زائد حسنتين ، حسنتين مقابل السنتين الأخريين ، سنة مثلًا الوضوء وسنة الوقت ؛ ذلك لأنَّ العمل يقبل التضعيف ، أما النية لا تقبل التضعيف ، فهو عملًا صلى ركعتين ، وهما تحية المسجد ، لكن نيَّةً كان له ثلاث نيَّات ، نية التحية ، نية سنة الوضوء ، نية سنة الوقت ؛ فهو يُؤجر على ما عمل عشر حسنات فأكثر كما ذكرنا ، ثم يُؤجر على النِّيَّتين الأخريين أجر النية ، وهو أجر واحد كما في الحديث السابق ذكره ؛ حيث أن من تمامه قوله - عليه الصلاة والسلام - عن ربِّه - تبارك وتعالى - : ( وإذا همَّ عبدي بحسنة فلم يعملها ؛ فاكتبوها له حسنة ) .
فإذًا يجوز ضمُّ هذه النيات ما دامت ليست فرائض كلها ، لكن مع ملاحظة أن النية المقرونة مع العمل تقبل التضعيف ، والنية المجرَّدة عن العمل لا تقبل التضعيف .
وبهذا القدر الكفاية ، والحمد لله رب العالمين .