هل يجب اتباع الأمر العاري عن القرائن.؟
A-
A=
A+
الشيخ : ... لماذا ؟ لأن الرسول عليه السلام يقول: ( ليس الخبر كالعيان ) نحن الآن يأتينا الخبر لكن الصحابي مشاهد فإذًا هو يفهم هذا الخبر حينما شاهد الرسول يتكلم أحسن منا نحن حيث لم نشاهد وإنما جاءنا الخبر وهذا أمر مهم جدا وأضرب على ذلك مثلا أمر الإنسان غيره بأمر ما , أمر الإنسان غيره بأمر ما يمكن أن يفهم أن هذا الأمر ضروري تنفيذه ويمكن أن يفهم بأنه غير ضروري من هنا جاء الإختلاف الأصولي بين العلماء أن الأمر في القرآن أو في السنة هل يقتضي الوجوب أم لا يقتضي الوجوب ؟ خلاف طويل في علم الأصول منهم من يقول: الأصل في كل أمر وجوب إلا لقرينة ومنهم من يقول: الأصل فيه الاستحباب إلا لقرينة منهم من يقول لا يفهم من الأمر شيء إلا بقرينة والراجح عند علماء الأصول وهو الحق أن الأمر يفيد الوجوب إلا لقرينة لولا هذا ضاعت الأوامر في القرآن كلها سدى إذا قلنا لا يفهم من الأمر شيء إلا لقرينة هات ابحث بأى عن القرائن وأنا أذكر لكم قصة جرى خلاف بين رجلين أحدهما سلفي المنهج والآخر تحريري الحزب يقول هذا الحزب بالقول الأخير في علم الأصول أن الأمر لا يفيد شيئا إلا بالنسبة للقرائن ! المذهب الذي كان عليه السلف الصالح أن الأمر يفيد الوجوب إلا لقرينة وقع خلاف بين الرجلين فأنا نصحت الرجل الذي يتبنى أن الأمر يفيد الوجوب وكان مرؤوسا تحت رئاسة ذلك الحزبي قلت له: الأمر سهل إن شاء الله وأنت بالنسبة لي ضعيف في العلم لكن سأدلك على طريق قال: ما هو ؟ قلت: كلما أمرك بشيء بالتعبير السوري طنش شو معنى طنش ؟ يعني اعرض عن هذا الأمر ولا تبالي به وكأنك ما سمعته وراح يضيق ذرعا بإعراضك راح يكرر الأمر طنش وهكذا حتى يضيق ذرعا ويغضب ويقول لك: يأخي صار لي مرارا أنا بأمرك بهذا الشيء وأنت لا تستجيب بتقله ياسيدي أنت قلت أن الأمر لا يفيد الوجوب إلا ما يكون معه قرينة وأنت ما ضممت قرينة إلى هذا الأمر ولذلك أنا أعاملك على مذهبك وهذا الحقيقة تعطيل للنصوص تعطيل لأوامر الشرعية فالشاهد الآن حضر الحديث الثاني ( ليس الخبر كالعيان ) لكن حديث آخر ( الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ) , ( الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ) والحديث هذا له مناسبة طريفة جدا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: أن موسى عليه السلام حينما ذهب لمناجاة ربه وأخبره أخوه هارون بأن قومه عبدوا العجل لما أخبره بالخبر ما ثار موسى عليه السلام لكن لما وصل إلى قومه و وجدهم فعلا يعبدون العجل كانت الألواح التوارة التي أنزلها الله عليه في يده فغضب غضبا شديدا وألقى الألواح , لما أخبر الخبر ما تأثر لما شاف المخبر عنه تأثر و غضب غضبا شديدا وألقى الألواح وهو غضبان إذًا الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فنحن هذه الأوامر التي تأتينا ما يدرينا أنها كانت بصيغة الحزم ولا كانت بصيغة اللطف ( الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ) خلاصة الكلام السر في قوله: (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) , ( ما أنا عليه وأصحابي ) , ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ) ذلك لأن هؤلاء نقلوا لنا القول والفعل والتقرير نقلوا اللفظ والمعنى ولذلك فلا يجوز لنا إلا أن نفهم القرآن والسنة على ما كان عليه السلف الصالح ومن هنا يأتي أمر عظيم جدا وهي كيف نستطيع أن نميز هذه سنة وهذه بدعة ؟ من طريق السلف الصالح إذا شيء فعله السلف الصالح نفعله للسبب الذي سبق ذكره ما فعله السلف الصالح لا نفعله وهذا كله في إطار الدين , إطار العبادات أما في إيطار العادات فالأمر واسع جدا ما لم يخالف نصا من كتاب أو سنة إذا عرفنا هذه الحقيقة إذا فنحن يجب أن تكون دعوتنا قائمة على الكتاب والسنة و منهج السلف الصالح من الذي يمكنه أن يتحقق بهذه الأمور ؟ هو الرجل العالم , إذا العالم هو الذي ينبغي أن يتولى الدعوة وهو الذي ينبغي أن يتولى إقامة الحجة كثير من إخواننا طلاب العلم بيقول أنا أجتمعت مع الشيخ الفلاني قد يكون شيخ كبير أزهري أو اجتمعت مع الدكتور فلان بيعلم الشريعة في الجامعة وبيقول قال كذا وكذا وأنا أقمت الحجة عليه ما بطلع بيده هذا طويلب علم وليس بعالم طالب علم ليس بطالب علم إنما هو مبتدئ في طلب العلم مع ذلك يظن بأنه استطاع أن يقيم الحجة على ذاك الشيخ الأزهري أو على هذا الدكتور الجامعي , فأنا أقول لهؤلاء ناصحا يا إخوانا لا تتحمسوا كثيرا من حيث أنكم تستطيعون أن تبلغوا الدعوة أما أن تحملوا الدعوة في أنفسكم كما فهمتموها من مشايخكم فهذا واجبكم أما أن تنقلوا الدعوة بأدلتها من الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح فهذا إنما يتعلق بأهل العلم من هنا نأتي إلى الآية ولعله يكون نهاية الجواب عن هذا السؤال الثاني قال تعالى: (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فالمجتمع الإسلامي قسمان من حيث العلم قسم عالم و قسم غير عالم و على كلٍّ القسمين واجب واجب الذي ليس بعالم أن يسأل أهل العلم و واجب هؤلاء أن يجيبوا من سألوهم كما قال عليه السلام: ( من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ) ولذلك تكون النتيجة إذا قصّر العلماء في القيام بواجب الدعوة فسيقوم بهذا الواجب من لا يستحق أن يقوم به وهم من دونهم وهذا هو الواقع اليوم ولذلك فنحن نحذّر كلاًّ من هؤلاء وهؤلاء أن يقصروا في واجبهم نحذر العلماء أن يقصروا في القيام بواجب الدعوة إلى الله عز وجل على المنهج الذي سبق بيانه ونحذّر غيرهم أن يتولوا القيام بما يجب على غيرهم ولا يستطيعون هم أن يقوموا به نحذرهم أن يقوموا به هذا ما عندي أخيرا بالنسبة لهذا نعم
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 735
- توقيت الفهرسة : 00:46:31
- نسخة مدققة إملائيًّا