تكلم الشيخ على القيام للناس وكذلك علق على كلام سلمان العودة في هذه المسألة من شريط له .
A-
A=
A+
" الشريط : ... ومثل ذلك وإن كان فيه فارق بعض الشباب ينكر على من يقوم للقادم, فإذا كنا في مجلس وقدم أحد فقمنا للسلام عليه أنكر ذلك, وذكر الحديث الوارد فيه، ومع أن هذه المسألة وإن كنت لا أقول أنها موضع اتفاق لكن الأقرب أنه يجوز إذا ما كان هذا, إن كان هذا على سبيل الإكرام للقادم، ويعجبني في هذا المجال فتوة سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز وقد سئل عن المسألة فقال: إن هذا من مكارم الأخلاق, فما دامت عادة أهل البلد القيام للقادم لمصافحته والترحيب فيه, وعرض المجلس الذي أنت فيه عليه, يعني تفضل في مكاني فهذا من مكارم الأخلاق التي لا يظهر والله تعالى أعلم مانع منها " .
ابو ليلى : تسمحلي شيخنا قبل لأنه أنا الآن هيك دخلنا مثل ما يقولوها تسجيل يعني.
الشيخ : بدون مقدمة شو تريد.
ابو ليلى : بدنا مقدمة شيخنا أضعها, هذا قبل هذا, يعني في التسجيل عندي لما الآن ببدأ تزبيط يعني بناءً على الكلام الذي تحدثته يمكن مع بعضكم الآن في السيارة موجز يكون مسجل عندي بعدين استمعنا إليه.
الشيخ : على كل حال الأخ أبو حذيفة هو هذا الحديث كان من أجله, الذي كان, أنا عرفتك هنا قفزت بعيدا , لعلك من أهل الخطوة, أنت سمعت الشريط.؟
السائل : سمعت.
الشيخ : طيب وفهمته.؟
السائل : تقريبًا.
الشيخ : أنا أريد تحديدًا.
السائل : فهمت.
الشيخ : فهمت تحديدًا.؟
السائل : أي نعم تحديدًا.
الشيخ : طيب إيش رأيك فيه.؟
السائل : في ظني جعل القيام من باب العادة أكثر من هو من باب الشرع.
الشيخ : السؤال إيش كان رأيك فيه أصاب أم أخطأ.؟
السائل : على حسب ما أعرف أنه أخطأ.
الشيخ : يا أخي كل واحد بيتكلم حسب ما يعرف.
السائل : أي نعم أنه أخطأ.
الشيخ : ما أدري لماذا الناس يعملوا الركيزة هي، يعني دائمًا لما نسأل شخص عن رأيه يقول حسب ما أعلم لكان حسب ما أعلم أنا، هو المتكلم حسب ما يعلم هو, فإذًا ترى أن رأيه صواب؟.
السائل : غير صواب.
الشيخ : غير صواب.؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : طيب ألا يلتقي هذا مع حديثك.؟
السائل : إنه جعله عادة شيخنا القيام جعلها على حسب ..
الشيخ : ما الذي جعله عادة, ما هو الشيء الذي جعله عادة؟.
السائل : جعل القيام للقادم جعلها عادة على حسب ما يتعارف عليه أهل ذلك البلد.
الشيخ : حسنًا.
السائل : أي نعم.
الشيخ : فأنت ماذا تريد.؟
السائل : أن أتقيد بقيود.
الشيخ : لا, يعني ما يقابل العادة يقابل العادة العبادة.
السائل : أي نعم.
الشيخ : فهل تريد أن تجعلها عبادة..
السائل : قد يكون في قيامي لشخص.
الشيخ : بلاش قد. لأن قد تقابل بقد أخرى.
السائل : ليس على الإطلاق إذًا.
الشيخ : يعني مثار للتشكيك في الموضوع..
السائل : أي نعم.
الشيخ : أحد شيئين هو قال عادة فأنت قلت أنه في وجهة نظرك أخطأ. فيقابل كونها عادة عبادة.
السائل : عبادة أي نعم.
الشيخ : فهل أنت تريد أن تقول أن القيام للقادم عبادة.؟
السائل : لا ليس على الإطلاق.
الشيخ : يا أخي إذًا أفهم من كلامك عبادة لكن بقيد.
السائل : بقيد أي نعم.
الشيخ : فهي إذًا عبادة.؟
السائل : مقيدة.
الشيخ : أنا قلت لك هذا.
السائل : أي نعم.
الشيخ : يعني قبل كل شيء نريد أن نفهم في وجهة نظرك أنها عبادة.؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : لكنها بقيد.؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : ترى هو يطلق هذه العادة ولا يضع لها أيضًا بعض القيود ولا بد.
السائل : على حسب ما سمعنا ما قيدها.
الشيخ : لا, صح على حسب لكن.
السائل : أي نعم.
الشيخ : المفروض أنه ما في شيء هيك عايم مطلق, طيب المهم هلا نتفاهم معك في الموضوع, ما هو الدليل على كون هذا الشيء عبادة ؟. ثم نسمع منك القيد.
السائل : نهي النبي عليه الصلاة والسلام.
الشيخ : نهي النبي, نحن نقول ما هو الدليل على كون هذا الشيء عبادة؟. ثم نسمع منك القيد الذي تريد أن تقيده.
السائل : أنا أقصد عدم القيام شيخنا مش القيام نفسه.
الشيخ : عجيب.
السائل : إذًا أنا فهمتك خطأ لأنه ليس مجرد القيام عبادة, لا ما أقول بهذا أبدًا.
الشيخ : إذًا.
السائل : لا, لا ما أقول بهذا أنها عبادة, أما أنا قلت بعدم القيام, بعدم القيام للنهي الوارد في ذلك.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : إذا كان من شخص فيه كبر فقد نهينا عن أن نقوم له.
الشيخ : نعم نعم.
السائل : هذا فهمي, ممكن فهمتك خطأ يا شيخ.
الشيخ : بجوز.؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : بجوز لكني أقول أنت بادرتنا بحديث قوموا.
السائل : أي نعم.
الشيخ : هذا ماذا يفيد.؟
السائل : الأمر.
الشيخ : طيب عبادة ولا عادة؟ يا الله يا كريم.
السائل : أتوقف.
الشيخ : على كل حال.
السائل : أي نعم.
الشيخ : نحن ما نريد أن نخوض في هذه المسالة كثيرًا لأنها بحثت كثيرًا وكثيرًا جدًا، إنما أريد أن ألفت النظر إلى أولا رواية الحديث ودلالة الرواية الصحيحة من الحديث, فأنت كيف تروي الحديث قوموا.؟
السائل : ما أحفظ مبتدأ.
الشيخ : الحديث ما لفظه.؟
السائل : ( قوموا لسيدكم ) .
الشيخ : هل يختلف الأمر عندك بين : ( قوموا لسيدكم ) و ( قوموا إلى سيدكم ) هل فرق هناك بين هذه العبارة وبين العبارة الأخرى التي أفترضها بين ( قوموا لسيدكم ) و ( قوموا إلى سيدكم ) هل تشعر معي بأن ثمة فرقًا بين العبارتين.؟
السائل : أي نعم يوجد ثمة فرق.
الشيخ : ما الفرق.؟
السائل : قوموا لسيدكم أصبح القيام من أجل السيد.
الشيخ : وقوموا إلى سيدكم.؟
السائل : قد يكون لأمر آخر.
الشيخ : الله أكبر .
السائل : غير القيام بمعاونة هذا السيد.
الشيخ : أحسنت.
السائل : أي نعم.
الشيخ : فإذا كان الحديث قوموا : ( إلى سيدكم ) فهل له علاقة بالقيام المبحوث فيه الآن.؟
السائل : أي نعم, لا, لا إذا على الرواية : ( إلى ) لا ليس له علاقة بالقيام.
الشيخ : إيش رأيك حينئذ الحديث هكذا.؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : ( قوموا إلى سيدكم )
السائل : أي نعم, بارك الله فيك.
الشيخ : وليس : ( قوموا لسيدكم ) .
السائل : لسيدكم أي نعم اختلفت.
الشيخ : ولذلك فلا يجوز إدخال الحديث في هذا الموضوع واضح.
السائل : واضح بارك الله فيك.
الشيخ : جزاك الله خير. ويؤكد ذلك أن الحديث في مسند الإمام أحمد بإسناد قوي كما يقول الحافظ ابن حجر : ( قوموا إلى سيدكم فأنزلوه ) انتهت واضح.؟
السائل : واضح بارك الله فيك.
الشيخ : وفيك بارك،
أبو ليل: ششيخنا..
الشيخ: أي نعم تحبوا تسمعوا كلام سلمان العودة بخصوص القيام.؟
السائل : قبله بقليل.
" الشريط : ... ومثل ذلك وإن كان في فارق بعض الشباب ينكر على من يقوم للقادم فإذا كنا في مجلس وقدم أحد فقمنا للسلام عليه أنكر ذلك وذكر الحديث الوارد فيه، ومع أن هذه المسألة وإن كنت لا أقول إنها موضع اتفاق لكن الأقرب أنه يجوز إذا ما كان هذا إن كان هذا على سبيل الإكرام للقادم ويعجبني في هذا المجال فتوة سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز وقد سئل عن المسألة فقال إن هذا من مكارم الأخلاق فما دامت عادة أهل البلد القيام للقادم لمصافحته والترحيب فيه وعرض المجلس الذي أنت فيه عليه يعني تفضل في مكاني فهذا من مكارم الأخلاق التي لا يظهر والله تعالى أعلم مانع منها وإن كان المثال الأخير .. " .
الشيخ : أنا أرى أن الرجل يعني يريد أن يساير المجتمع الذي يعيش فيه.
السائل : نعم واضح.
الشيخ : ولا يريد أن يصلح, لا يريد أن يحي السنة.
السائل : لا يريد أن يقول أنا أريد إلا الإصلاح ما استطعت.
الشيخ : هذا هو.
السائل : يا شيخنا في خلاف الإخوة معهم, يعني أحيانًا الأمور تعرف تساهلهم من جهة ومن جهة أخرى الصبغة العامة التي يصبغون بها مجالسهم ومن حولهم, يعني هذان أمران في ظني من أهم الأمور, هي خفية يعني لا تستطيع أن تمسك عليهم مماسك, يعني مثل أن تقول نقطة أو اثنتين أو ثلاث أو هذا ظهر جليًا البارحة في الجلسة ومن خلال كلام الأخ خالد.
الشيخ : نعم.
السائل : لكن سبحان الله كما تفضلتم من ثمارهم تعرفهم, يعني هذه هي, يعني نقطة مهمة.
الشيخ : أي نعم فأنا أقول أن الرجل إذا كان مما يهمه أن يحقق مسألة تناسب ما عنده حقق فيها واجتهد فيها، أما إذا كانت المسألة على خلاف ذلك ولا يناسبه حسب مخططه العام أن يتخذ منها موقفًا واضحًا مبينًا في السنة, فهو يميع القول فيها ويضيعه، هو كلامه في مسألة القيام يقول: إذا كانت العادة في البلد القيام من أجل الإكرام فهذا من مكارم الأخلاق, ويحتج بكلام الشيخ ابن باز جزاه الله خيرًا, ونحن نقول بهذه المناسبة ما يروى عن الإمام مالك وهو المشهور وروي عن ابن عباس أيضًا : " ما منا من أحد إلا رد ورد عليه " نحن الآن ننطلق من قاعدتنا السلفية التي ندندن دائمًا, واليوم كنا في هذا الحديث أنه لا يكفي للدعاة للكتاب والسنة أن يقتصروا في دعوتهم على الكتاب والسنة, بل لا بد لهم من أن يضموا إلى ذلك ضميمة وعلى منهج السلف الصالح, ذلك لأنه لا يستطيع أحد أن يجادل في أن أفضل الأجيال الإسلامية إنما هو الجيل الأول ثم الثاني ثم الثالث, ذلك لأن هذا الجيل الأول تميز بلقائه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتلقيه منه الأحكام الشرعية مباشرةً ومطبقةً عمليًا, فالآن نحن نقول بقول العلماء: وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف.
ترى اعتياد إكرام الداخل بالقيام هل هو الأفضل أم الأفضل ما كان عليه الجيل الأول؟. بل ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع أصحابه؟. لا أحد يستطيع أن يجادل أيضا فيقول: لا المسألة هذه تختلف باختلاف العادات والأذواق وما شابه ذلك، فنحن نعود إلى القاعدة: وكل خير في اتباع من سلف, هذا أولا, وثانيًا لا شك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أولى رجل من بين من يجب احترامهم وتوقيرهم وتعظيمهم بالوسيلة المشروعة, فهل كان أصحابه عليه الصلاة والسلام يكرمونه بوسيلة القيام له؟.
الجواب أيضًا لا، وهو يعلم هذه الأشياء بلا شك, لأنه لا نستطيع أن نفترض أنه لم يمر بكتب السنة الستة على الأقل، وفيها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ينهى الناس أشد النهي أن يقبلوا هذا القيام المعتاد بمثل قوله عليه الصلاة والسلام : ( من أحب أن يتمثل له الناس قيامًا فليتبوء مقعده من النار ) وعلى ذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل على أصحابه ما يقوم له أحد, ولقد كان هو أولى من كل الناس الذين يتصور أنهم يعظمون ويكرمون بالقيام، كان عليه السلام بمثل هذا القيام أولى مع ذلك ما كانوا يقومون له لماذا؟. ألأن العادة كما يشير هو, ألأن العادة لم تكن يومئذ أن يقوم الناس لعظمائهم؟. لا العادة كانت على العكس تمامًا, ولذلك نهى عليه الصلاة والسلام أشد النهي في الحديث السابق ذكره : ( من أحب أن يتمثل له الناس قيامًا فليتبوء مقعده من النار ) إذا كانت العادة يومئذ هو القيام, فما قال الرسول عليه السلام إن هذه عادة وهذه وسيلة للاحترام والإكرام للداخل وللسلام عليه كما يقول هو في اللفظ, بل عليه الصلاة والسلام لم يرض هذا القيام لنفسه هو، ليس كما يقولون من باب التواضع, لأن هذا قد يقال فيما هو أهم من ذلك مما نهى عنه الرسول عليه السلام فيتأوله المبتدعة والخلف الطالح يتأولونه بخلاف ما إليه رمى نبينا صلى الله عليه وسلم.
خذوا مثلا الحديث المتفق على صحته : ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله ) تجد شاعرهم البوصيري الذي يتقربون إلى الله بتلاوة بردته, وفيها : " دع ما ادعته النصارى في نبيهم " إيش بعدين؟. " واحكم بما شئت فيه واحتكمِ " واحتكمِ " دع ما ادعته النصارى في نبيهم " ماذا قالت النصارى؟. عيسى ابن الله, إذًا أنت لا تقل محمد ابن الله وما دون ذلك, قل ما شئت الرسول يقول : ( إنما أنا عبد لا تطروني إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) إذا فسر الحديث بتفسير البوصيري إذا صح التعبير بطل قوله عليه السلام وحاشى أن يبطل : ( قولوا عبد الله ورسوله ) هذا أولا, وثانيًا لقد ترجم علماء الحديث لهذا الحديث بباب تواضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأوردوا الحديث، فإذا فسر الحديث: لا تقولوا محمد ابن الله وقولوا ما شئتم في مدحي, أين التواضع؟. هذا فرض، فرض على رسول الله وعلى من دونه من باب أولى, ألا يبالغوا في إطرائه وفي مدحه, ويقولوا مثل ما قال النصارى في نبيهم, وإنما يصلح أن يترجم لهذا الحديث بباب تواضع الرسول إذا سد باب المدح مطلقًا، ووقفنا عند ما أمرنا أن نقول عبد الله ورسوله, علمًا أنه إذا قلنا عبد الله ورسوله فيه بالغ الثناء على الرسول عليه السلام لأنه لولا ذلك ما اصطفاه, عبد الله ورسوله.
فنعود لما كنا في صدده كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل على أصحابه لا يقومون له كما يقول أنس بن مالك, لماذا.؟ قال : ( لما يعلمون من كراهيته لذلك ) إذًا رسول الله كان يكره هذا القيام فكيف يجوز لمسلم أن يتغاضى عن عمل السلف أولا مع نبيهم وهو سيدهم وسيد البشر جميعًا فلا يتخذون هذه الوسيلة إكرامًا له وهو أحق من يستحق هذا الإكرام بهذه الوسيلة لو كانت مشروعة.
ثانيًا: لماذا نغض النظر عن العلة التي نقلها لنا صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وهو أنس ابن مالك لأنه هو الذي روى لنا هذا الحديث معللا بهذه العلة فقال : ( ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك ) أنظر الآن كيف نفى هنا ما أثبت آنفًا, خطأ في حديث : ( قوموا لسيدكم ) لا هم ما كانوا يقومون, ما كانوا يقومون له, أما كانوا يقومون إليه لأن القيام إليه يكون لخدمته لإعانته إلى آخره كما لاحظت في نفسك آنفًا : ( ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك ) الآن الفطرة, الفطرة فطرة الإنسان التي فطر الله الناس عليها أولا, والفطرة المستقاة من مشكاة النبوة رسالة ثانيًا, ترى أتكره هذا القيام أم تستحبه؟. لا شك أن هذه الفطرة, الفطرة التي فطر الله الناس عليها أولا, لا يمكن أن تستحب ما كرهه عليه السلام, الفطرة التي تلقيناها من سيد الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمكن للمحبين له أن يخالفوه في ذلك, فإذًا هذا القيام لا يجوز اعتباره أداة احترام ما دام أنها لم تعتبر كذلك في العصر الأول الأنور, هذا من حيث الرواية, ومن حيث الفقه والدراية وكما يزعمون من حيث ما يدندون اليوم ويبالغون فيه ويسمونه بفقه الواقع, ترى هل درسوا أثر اعتياد هذا القيام وتأثيره في واقع الناس أم لا؟. ظني أنهم ضربوا عن ذلك صفحًا, لقد عرف كل الناس الذين يدرسون واقع الناس في كل عصر وفي كل مصر, لقد عرفوا أن هذا القيام أولا هي وسيلة نفاق اجتماعي وليس وسيلة إكرام, بدليل أن المسلم الصالح الدين إذا دخل المجلس لا أحد يقوم له ولا أحد يأبه له, على العكس من ذلك إذا كان هناك شخص وجيه وقد يكون من فساق القوم, فتجد الناس يقومون له قيامًا, إيش هذا القيام؟. يقول لك هذا عادة من باب الإكرام, لماذا لا تكون هذه العادة شاملة لكل مسلم سواء كان ذا جاه أو ليس كذلك.؟
لماذا لا تكون هذه العادة شاملة لكل مسلم سواء كان ذا جاه أو ليس كذلك, فإذًا هذا ليس وسيلة إكرام وإنما هي وسيلة رياء ونفاق, ففي أي مجتمع شاع فيه النفاق بكل أشكاله وأنواعه وأساليبه هو هذا الذي يشيع فيه مثل هذه الوسيلة, ثم تسمى لتسليكها ولتبريرها وتسويغها تسمى بعادة من أجل إيش؟. الإكرام والاحترام هذا شيء، شيء ثان حينما ... .
ابو ليلى : تسمحلي شيخنا قبل لأنه أنا الآن هيك دخلنا مثل ما يقولوها تسجيل يعني.
الشيخ : بدون مقدمة شو تريد.
ابو ليلى : بدنا مقدمة شيخنا أضعها, هذا قبل هذا, يعني في التسجيل عندي لما الآن ببدأ تزبيط يعني بناءً على الكلام الذي تحدثته يمكن مع بعضكم الآن في السيارة موجز يكون مسجل عندي بعدين استمعنا إليه.
الشيخ : على كل حال الأخ أبو حذيفة هو هذا الحديث كان من أجله, الذي كان, أنا عرفتك هنا قفزت بعيدا , لعلك من أهل الخطوة, أنت سمعت الشريط.؟
السائل : سمعت.
الشيخ : طيب وفهمته.؟
السائل : تقريبًا.
الشيخ : أنا أريد تحديدًا.
السائل : فهمت.
الشيخ : فهمت تحديدًا.؟
السائل : أي نعم تحديدًا.
الشيخ : طيب إيش رأيك فيه.؟
السائل : في ظني جعل القيام من باب العادة أكثر من هو من باب الشرع.
الشيخ : السؤال إيش كان رأيك فيه أصاب أم أخطأ.؟
السائل : على حسب ما أعرف أنه أخطأ.
الشيخ : يا أخي كل واحد بيتكلم حسب ما يعرف.
السائل : أي نعم أنه أخطأ.
الشيخ : ما أدري لماذا الناس يعملوا الركيزة هي، يعني دائمًا لما نسأل شخص عن رأيه يقول حسب ما أعلم لكان حسب ما أعلم أنا، هو المتكلم حسب ما يعلم هو, فإذًا ترى أن رأيه صواب؟.
السائل : غير صواب.
الشيخ : غير صواب.؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : طيب ألا يلتقي هذا مع حديثك.؟
السائل : إنه جعله عادة شيخنا القيام جعلها على حسب ..
الشيخ : ما الذي جعله عادة, ما هو الشيء الذي جعله عادة؟.
السائل : جعل القيام للقادم جعلها عادة على حسب ما يتعارف عليه أهل ذلك البلد.
الشيخ : حسنًا.
السائل : أي نعم.
الشيخ : فأنت ماذا تريد.؟
السائل : أن أتقيد بقيود.
الشيخ : لا, يعني ما يقابل العادة يقابل العادة العبادة.
السائل : أي نعم.
الشيخ : فهل تريد أن تجعلها عبادة..
السائل : قد يكون في قيامي لشخص.
الشيخ : بلاش قد. لأن قد تقابل بقد أخرى.
السائل : ليس على الإطلاق إذًا.
الشيخ : يعني مثار للتشكيك في الموضوع..
السائل : أي نعم.
الشيخ : أحد شيئين هو قال عادة فأنت قلت أنه في وجهة نظرك أخطأ. فيقابل كونها عادة عبادة.
السائل : عبادة أي نعم.
الشيخ : فهل أنت تريد أن تقول أن القيام للقادم عبادة.؟
السائل : لا ليس على الإطلاق.
الشيخ : يا أخي إذًا أفهم من كلامك عبادة لكن بقيد.
السائل : بقيد أي نعم.
الشيخ : فهي إذًا عبادة.؟
السائل : مقيدة.
الشيخ : أنا قلت لك هذا.
السائل : أي نعم.
الشيخ : يعني قبل كل شيء نريد أن نفهم في وجهة نظرك أنها عبادة.؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : لكنها بقيد.؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : ترى هو يطلق هذه العادة ولا يضع لها أيضًا بعض القيود ولا بد.
السائل : على حسب ما سمعنا ما قيدها.
الشيخ : لا, صح على حسب لكن.
السائل : أي نعم.
الشيخ : المفروض أنه ما في شيء هيك عايم مطلق, طيب المهم هلا نتفاهم معك في الموضوع, ما هو الدليل على كون هذا الشيء عبادة ؟. ثم نسمع منك القيد.
السائل : نهي النبي عليه الصلاة والسلام.
الشيخ : نهي النبي, نحن نقول ما هو الدليل على كون هذا الشيء عبادة؟. ثم نسمع منك القيد الذي تريد أن تقيده.
السائل : أنا أقصد عدم القيام شيخنا مش القيام نفسه.
الشيخ : عجيب.
السائل : إذًا أنا فهمتك خطأ لأنه ليس مجرد القيام عبادة, لا ما أقول بهذا أبدًا.
الشيخ : إذًا.
السائل : لا, لا ما أقول بهذا أنها عبادة, أما أنا قلت بعدم القيام, بعدم القيام للنهي الوارد في ذلك.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : إذا كان من شخص فيه كبر فقد نهينا عن أن نقوم له.
الشيخ : نعم نعم.
السائل : هذا فهمي, ممكن فهمتك خطأ يا شيخ.
الشيخ : بجوز.؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : بجوز لكني أقول أنت بادرتنا بحديث قوموا.
السائل : أي نعم.
الشيخ : هذا ماذا يفيد.؟
السائل : الأمر.
الشيخ : طيب عبادة ولا عادة؟ يا الله يا كريم.
السائل : أتوقف.
الشيخ : على كل حال.
السائل : أي نعم.
الشيخ : نحن ما نريد أن نخوض في هذه المسالة كثيرًا لأنها بحثت كثيرًا وكثيرًا جدًا، إنما أريد أن ألفت النظر إلى أولا رواية الحديث ودلالة الرواية الصحيحة من الحديث, فأنت كيف تروي الحديث قوموا.؟
السائل : ما أحفظ مبتدأ.
الشيخ : الحديث ما لفظه.؟
السائل : ( قوموا لسيدكم ) .
الشيخ : هل يختلف الأمر عندك بين : ( قوموا لسيدكم ) و ( قوموا إلى سيدكم ) هل فرق هناك بين هذه العبارة وبين العبارة الأخرى التي أفترضها بين ( قوموا لسيدكم ) و ( قوموا إلى سيدكم ) هل تشعر معي بأن ثمة فرقًا بين العبارتين.؟
السائل : أي نعم يوجد ثمة فرق.
الشيخ : ما الفرق.؟
السائل : قوموا لسيدكم أصبح القيام من أجل السيد.
الشيخ : وقوموا إلى سيدكم.؟
السائل : قد يكون لأمر آخر.
الشيخ : الله أكبر .
السائل : غير القيام بمعاونة هذا السيد.
الشيخ : أحسنت.
السائل : أي نعم.
الشيخ : فإذا كان الحديث قوموا : ( إلى سيدكم ) فهل له علاقة بالقيام المبحوث فيه الآن.؟
السائل : أي نعم, لا, لا إذا على الرواية : ( إلى ) لا ليس له علاقة بالقيام.
الشيخ : إيش رأيك حينئذ الحديث هكذا.؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : ( قوموا إلى سيدكم )
السائل : أي نعم, بارك الله فيك.
الشيخ : وليس : ( قوموا لسيدكم ) .
السائل : لسيدكم أي نعم اختلفت.
الشيخ : ولذلك فلا يجوز إدخال الحديث في هذا الموضوع واضح.
السائل : واضح بارك الله فيك.
الشيخ : جزاك الله خير. ويؤكد ذلك أن الحديث في مسند الإمام أحمد بإسناد قوي كما يقول الحافظ ابن حجر : ( قوموا إلى سيدكم فأنزلوه ) انتهت واضح.؟
السائل : واضح بارك الله فيك.
الشيخ : وفيك بارك،
أبو ليل: ششيخنا..
الشيخ: أي نعم تحبوا تسمعوا كلام سلمان العودة بخصوص القيام.؟
السائل : قبله بقليل.
" الشريط : ... ومثل ذلك وإن كان في فارق بعض الشباب ينكر على من يقوم للقادم فإذا كنا في مجلس وقدم أحد فقمنا للسلام عليه أنكر ذلك وذكر الحديث الوارد فيه، ومع أن هذه المسألة وإن كنت لا أقول إنها موضع اتفاق لكن الأقرب أنه يجوز إذا ما كان هذا إن كان هذا على سبيل الإكرام للقادم ويعجبني في هذا المجال فتوة سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز وقد سئل عن المسألة فقال إن هذا من مكارم الأخلاق فما دامت عادة أهل البلد القيام للقادم لمصافحته والترحيب فيه وعرض المجلس الذي أنت فيه عليه يعني تفضل في مكاني فهذا من مكارم الأخلاق التي لا يظهر والله تعالى أعلم مانع منها وإن كان المثال الأخير .. " .
الشيخ : أنا أرى أن الرجل يعني يريد أن يساير المجتمع الذي يعيش فيه.
السائل : نعم واضح.
الشيخ : ولا يريد أن يصلح, لا يريد أن يحي السنة.
السائل : لا يريد أن يقول أنا أريد إلا الإصلاح ما استطعت.
الشيخ : هذا هو.
السائل : يا شيخنا في خلاف الإخوة معهم, يعني أحيانًا الأمور تعرف تساهلهم من جهة ومن جهة أخرى الصبغة العامة التي يصبغون بها مجالسهم ومن حولهم, يعني هذان أمران في ظني من أهم الأمور, هي خفية يعني لا تستطيع أن تمسك عليهم مماسك, يعني مثل أن تقول نقطة أو اثنتين أو ثلاث أو هذا ظهر جليًا البارحة في الجلسة ومن خلال كلام الأخ خالد.
الشيخ : نعم.
السائل : لكن سبحان الله كما تفضلتم من ثمارهم تعرفهم, يعني هذه هي, يعني نقطة مهمة.
الشيخ : أي نعم فأنا أقول أن الرجل إذا كان مما يهمه أن يحقق مسألة تناسب ما عنده حقق فيها واجتهد فيها، أما إذا كانت المسألة على خلاف ذلك ولا يناسبه حسب مخططه العام أن يتخذ منها موقفًا واضحًا مبينًا في السنة, فهو يميع القول فيها ويضيعه، هو كلامه في مسألة القيام يقول: إذا كانت العادة في البلد القيام من أجل الإكرام فهذا من مكارم الأخلاق, ويحتج بكلام الشيخ ابن باز جزاه الله خيرًا, ونحن نقول بهذه المناسبة ما يروى عن الإمام مالك وهو المشهور وروي عن ابن عباس أيضًا : " ما منا من أحد إلا رد ورد عليه " نحن الآن ننطلق من قاعدتنا السلفية التي ندندن دائمًا, واليوم كنا في هذا الحديث أنه لا يكفي للدعاة للكتاب والسنة أن يقتصروا في دعوتهم على الكتاب والسنة, بل لا بد لهم من أن يضموا إلى ذلك ضميمة وعلى منهج السلف الصالح, ذلك لأنه لا يستطيع أحد أن يجادل في أن أفضل الأجيال الإسلامية إنما هو الجيل الأول ثم الثاني ثم الثالث, ذلك لأن هذا الجيل الأول تميز بلقائه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتلقيه منه الأحكام الشرعية مباشرةً ومطبقةً عمليًا, فالآن نحن نقول بقول العلماء: وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف.
ترى اعتياد إكرام الداخل بالقيام هل هو الأفضل أم الأفضل ما كان عليه الجيل الأول؟. بل ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع أصحابه؟. لا أحد يستطيع أن يجادل أيضا فيقول: لا المسألة هذه تختلف باختلاف العادات والأذواق وما شابه ذلك، فنحن نعود إلى القاعدة: وكل خير في اتباع من سلف, هذا أولا, وثانيًا لا شك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أولى رجل من بين من يجب احترامهم وتوقيرهم وتعظيمهم بالوسيلة المشروعة, فهل كان أصحابه عليه الصلاة والسلام يكرمونه بوسيلة القيام له؟.
الجواب أيضًا لا، وهو يعلم هذه الأشياء بلا شك, لأنه لا نستطيع أن نفترض أنه لم يمر بكتب السنة الستة على الأقل، وفيها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ينهى الناس أشد النهي أن يقبلوا هذا القيام المعتاد بمثل قوله عليه الصلاة والسلام : ( من أحب أن يتمثل له الناس قيامًا فليتبوء مقعده من النار ) وعلى ذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل على أصحابه ما يقوم له أحد, ولقد كان هو أولى من كل الناس الذين يتصور أنهم يعظمون ويكرمون بالقيام، كان عليه السلام بمثل هذا القيام أولى مع ذلك ما كانوا يقومون له لماذا؟. ألأن العادة كما يشير هو, ألأن العادة لم تكن يومئذ أن يقوم الناس لعظمائهم؟. لا العادة كانت على العكس تمامًا, ولذلك نهى عليه الصلاة والسلام أشد النهي في الحديث السابق ذكره : ( من أحب أن يتمثل له الناس قيامًا فليتبوء مقعده من النار ) إذا كانت العادة يومئذ هو القيام, فما قال الرسول عليه السلام إن هذه عادة وهذه وسيلة للاحترام والإكرام للداخل وللسلام عليه كما يقول هو في اللفظ, بل عليه الصلاة والسلام لم يرض هذا القيام لنفسه هو، ليس كما يقولون من باب التواضع, لأن هذا قد يقال فيما هو أهم من ذلك مما نهى عنه الرسول عليه السلام فيتأوله المبتدعة والخلف الطالح يتأولونه بخلاف ما إليه رمى نبينا صلى الله عليه وسلم.
خذوا مثلا الحديث المتفق على صحته : ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله ) تجد شاعرهم البوصيري الذي يتقربون إلى الله بتلاوة بردته, وفيها : " دع ما ادعته النصارى في نبيهم " إيش بعدين؟. " واحكم بما شئت فيه واحتكمِ " واحتكمِ " دع ما ادعته النصارى في نبيهم " ماذا قالت النصارى؟. عيسى ابن الله, إذًا أنت لا تقل محمد ابن الله وما دون ذلك, قل ما شئت الرسول يقول : ( إنما أنا عبد لا تطروني إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) إذا فسر الحديث بتفسير البوصيري إذا صح التعبير بطل قوله عليه السلام وحاشى أن يبطل : ( قولوا عبد الله ورسوله ) هذا أولا, وثانيًا لقد ترجم علماء الحديث لهذا الحديث بباب تواضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأوردوا الحديث، فإذا فسر الحديث: لا تقولوا محمد ابن الله وقولوا ما شئتم في مدحي, أين التواضع؟. هذا فرض، فرض على رسول الله وعلى من دونه من باب أولى, ألا يبالغوا في إطرائه وفي مدحه, ويقولوا مثل ما قال النصارى في نبيهم, وإنما يصلح أن يترجم لهذا الحديث بباب تواضع الرسول إذا سد باب المدح مطلقًا، ووقفنا عند ما أمرنا أن نقول عبد الله ورسوله, علمًا أنه إذا قلنا عبد الله ورسوله فيه بالغ الثناء على الرسول عليه السلام لأنه لولا ذلك ما اصطفاه, عبد الله ورسوله.
فنعود لما كنا في صدده كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل على أصحابه لا يقومون له كما يقول أنس بن مالك, لماذا.؟ قال : ( لما يعلمون من كراهيته لذلك ) إذًا رسول الله كان يكره هذا القيام فكيف يجوز لمسلم أن يتغاضى عن عمل السلف أولا مع نبيهم وهو سيدهم وسيد البشر جميعًا فلا يتخذون هذه الوسيلة إكرامًا له وهو أحق من يستحق هذا الإكرام بهذه الوسيلة لو كانت مشروعة.
ثانيًا: لماذا نغض النظر عن العلة التي نقلها لنا صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وهو أنس ابن مالك لأنه هو الذي روى لنا هذا الحديث معللا بهذه العلة فقال : ( ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك ) أنظر الآن كيف نفى هنا ما أثبت آنفًا, خطأ في حديث : ( قوموا لسيدكم ) لا هم ما كانوا يقومون, ما كانوا يقومون له, أما كانوا يقومون إليه لأن القيام إليه يكون لخدمته لإعانته إلى آخره كما لاحظت في نفسك آنفًا : ( ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك ) الآن الفطرة, الفطرة فطرة الإنسان التي فطر الله الناس عليها أولا, والفطرة المستقاة من مشكاة النبوة رسالة ثانيًا, ترى أتكره هذا القيام أم تستحبه؟. لا شك أن هذه الفطرة, الفطرة التي فطر الله الناس عليها أولا, لا يمكن أن تستحب ما كرهه عليه السلام, الفطرة التي تلقيناها من سيد الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمكن للمحبين له أن يخالفوه في ذلك, فإذًا هذا القيام لا يجوز اعتباره أداة احترام ما دام أنها لم تعتبر كذلك في العصر الأول الأنور, هذا من حيث الرواية, ومن حيث الفقه والدراية وكما يزعمون من حيث ما يدندون اليوم ويبالغون فيه ويسمونه بفقه الواقع, ترى هل درسوا أثر اعتياد هذا القيام وتأثيره في واقع الناس أم لا؟. ظني أنهم ضربوا عن ذلك صفحًا, لقد عرف كل الناس الذين يدرسون واقع الناس في كل عصر وفي كل مصر, لقد عرفوا أن هذا القيام أولا هي وسيلة نفاق اجتماعي وليس وسيلة إكرام, بدليل أن المسلم الصالح الدين إذا دخل المجلس لا أحد يقوم له ولا أحد يأبه له, على العكس من ذلك إذا كان هناك شخص وجيه وقد يكون من فساق القوم, فتجد الناس يقومون له قيامًا, إيش هذا القيام؟. يقول لك هذا عادة من باب الإكرام, لماذا لا تكون هذه العادة شاملة لكل مسلم سواء كان ذا جاه أو ليس كذلك.؟
لماذا لا تكون هذه العادة شاملة لكل مسلم سواء كان ذا جاه أو ليس كذلك, فإذًا هذا ليس وسيلة إكرام وإنما هي وسيلة رياء ونفاق, ففي أي مجتمع شاع فيه النفاق بكل أشكاله وأنواعه وأساليبه هو هذا الذي يشيع فيه مثل هذه الوسيلة, ثم تسمى لتسليكها ولتبريرها وتسويغها تسمى بعادة من أجل إيش؟. الإكرام والاحترام هذا شيء، شيء ثان حينما ... .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 608
- توقيت الفهرسة : 00:36:12
- نسخة مدققة إملائيًّا