بيان المراد من كلمتي ( التعبدي ومعقول المعنى ) . وهل الجلباب والسروال تعبدي أو معقول المعنى.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان المراد من كلمتي ( التعبدي ومعقول المعنى ) . وهل الجلباب والسروال تعبدي أو معقول المعنى.؟
A-
A=
A+
لكن لا بد من بيان شيء وهو هل الأمر في الجلباب الذي كان معهوداً ما قبل الإسلام ، ثم فُعل في الإسلام ، هل هو تعبدي أم هو معقول المعنى ؟ وأظن أن الجميع يفهمن المقصود من كلمتي تعبدي أو معقول المعنى .

السائلة : لو تشرحها إذا سمحت .

الشيخ : طيب ، المقصود عند الفقهاء بكلمة تعبدي أي نحن نتعبد الله بتنفيذ هذا الحكم ولا نعرف ما الحكمة وما السر ، بخلاف إذا كان معقول المعنى أي أن العقل يدرك لماذا ربنا عز وجل أمر بذلك الشيء ، نضرب مثلاً لتوضيح التعبدي وتوضيح المعقول المعنى ، ربنا عز وجل شرع للمسلمين جميعاً خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فاوت بينها في عدد الركعات ، فاوت بين هذه الركعات ، بما يتعلق بقراءة القرآن شيء سر ، وشيء جهر ، شيء نصف سر ، ونصف جهر وهكذا ، ترى يأتي السؤال هنا لماذا هذا التفاوت ، لماذا الفجر ركعتان ، والمغرب ثلاثة ركعات وبقية الصلوات أربع أربع ؟ لا ندري هذا غير معقول المعنى ، يأتي مثال آخر لمعقولية المعنى ، نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الغرر ، هذا تعبدي أم معقول المعنى ؟ معقول المعنى ؟ لماذا ؟ لأن بيع الغرر يوجد المخاصمة بين المسلمين ، ولذلك نهي عنه ، فهذا معقول المعنى ، وأكثر المعاملات من هذا القبيل تكون معقولة المعنى ، وأكثر العبادات غير معقولة المعنى ، مثلاً تحريم الحم الخنزير : (( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير )) إلى عهد قريب كان المسلمين يتلقون هذا الحكم بالتحريم على التسليم ، لا نعرف لماذا حرم الله أكل الخنزير ، الآن يمكن قرأتم أو سمعتم إنه ظهر أن فيه الدودة الوحيدة ، وأنها تعمل أضرار في البدن ، وخاصة أنها لا تموت إلا بحرارة شديدة جداً ، وإذا ما طبخوا هذا اللحم الخبيث بالحرارة الشديدة ، يذهب يعني طعمه على رأي أولئك الكفار ، إذاً هذا الآن صار معقول المعنى ، لكن هل هو معقول المعنى ؟ بحيث أننا نستطيع أن نقول أن علة التحريم هو هذه الدودة الوحيدة ، بمعنى إذا ما قُضي عليها ، حل هذا ؟ الجوب : لا ، لأنه ما عندنا نص قاطع ، بأن سبب تحريم أكل لحم الخنزير هو الدودة الوحيدة ، إذا عرفنا تقريباً التعبدي ، والمعقول المعنى ، نعود الآن ربنا عز وجل فرض على النساء الجلباب ، تُرى هذا تعبدي ؟ ما نعرف شو الغاية ، ولا مفهوم شو الغاية ؟ مفهوم شو الغاية ، وهو التستر وتغطية الزينة التي قد تكون المرأة متزينة بها تحت جلبابها ، فإذاً هذا الأمر معقول المعنى لدفع الفتنة ، فلو قام مقام الجلباب ثوب آخر ، لا يسمى لغة جلباباً ، مثلاً : في بعض البلاد العربية ، كسوريا وفي الأردن أيضاً ، أقول الغطاء هناك الشرعي هناك عبارة عن قطعتين ، يعني ملاية الزم ، قطعة فوقانية وقطعة تحتانية ، هذه لا تسمى جلباباً ، ولا تسمى عباءة ، لكنها من حيث أنها تحقق الستر المراد من الجلباب ، هذا متحقق تماماً ، فإذاً الواجب على المرأة أن تلبس اللباس الذي يستر بدنها كالعباءة ، أو أحسن إن وجد ، لكن هذا كله لا يعفي النساء من واجب وضع الخمار تحت أي لباس كان جلباب أو كان ملاية زم ، أو نحو ذلك ، لعلة دفع التحجيم لرأس المرأة ، كما ذكرت آنفاً .

الطالب : بالنسبة... ، وبمعنى ما في تعبد في لبسنا العباءة ؟

الشيخ : أيوه ، ليس مقصوداً بذاته ، مقصود لحجب المرأة عن أعين الرجال ، فإذا وجد هناك ثوب آخر أدى نفس الغرض ، مع المحافظة على الخمار ، فهو ماشي وليس على المرأة في ذلك شيء غيره .

مواضيع متعلقة