الشيخ : والشّيطان إذا صحّ التّعبير أشطن من الأمريكان و البريطان و غيرهم لأنّهم هم يطلبون المعونة من شياطين الجنّ ذلك أعني أنّ شياطين الإنس حين يريدون أن يصلوا إلى بعض أهدافهم الغير المشروعة يقدّمون بين يدي ذلك طعما يعني مصيدة يصطادون بها الفريسة بتقديم شيء تشتهيه نفوسهم و تطمئنّ إليه قلوبهم هكذا يفعل شياطين الإنس فما بالكم بشياطين الجنّ الّذين لا نعرف عنهم شيئا سوى أنّهم قد يقدّمون بعض العلاجات و هي كما قلت آنفا يعتبروا مصيدة طعما لاستدراج هذا المستعين بالجنّ و لذلك فنحن لا نجيز استعانة المسلم بالجنّ الّذي يوهم الإنسيّ بأنّه مسلم مؤمن بالله و رسوله و يظهر أنّه صالح و أنّه يريد أن يعين إخوانه المسلمين من الإنس هذا أمر غيب لا يمكن للمسلم الإنسيّ أن يطمئنّ إليه و نحن نعلم بالتّجربة أحدنا يعاشر مثيله من الإنس سنين طويلة و إذا هو بعد ذلك يتبيّن له بأنّه عدوّ مبين و هو إنسيّ مثل حكايته و يركن إليه و يطمئنّ و يعتمد عليه لكن بعد زمن طويل يتبيّن أنّ التّظاهر هذا كلّه كان في سبيل الوصول إلى هدف له هذا الهدف كان مجهولا بالنّسبة للآخر و هذا بين إنسي و إنسي طبيعتهما واحدة تفكيرهما واحد إلى آخره فما بالكم بإنسي يستعين بجنّي و أنا أراني على الرّغم من ضيق الوقت أن أضرب لكم مثلا جرى لي مع أحد الّذين يزعمون بأنّهم يستحضرون الأرواح , أرواح ابن سيرين مثلا , روح الطبيب ابن سينا بن عربي النّكرة إلى آخره في قصّة طويلة نروي لكم خلاصتها حضرت جلسة أطفئت الأنوار و بقي هناك نور خافت يعني بصعوبة أن تميّز من بجانبك ثمّ بدأت الجلسة و تبيّن لي فيما بعد زعم هذا المستحضر أنّها جلسة طبّيّة و فعلا لمّا دخلت وجدت الصّالة ممتلئة أربع جدرانها بالزّبائن شيخ كبير امرأة كبيرة , امرأة في يدها طفل صغير إلى آخره كلّ هؤلاء حضروا للاستشفاء و التّطبّب على يد روح الطّبيب الّذي سيستحضره حقّي بيك هذا مستحضر هناك في دمشق , أطفئت الأنوار كما قلنا و ابتدأت الجلسة حقّي بيك أفندي فسمعنا بكلمة استغربنا قال و عليكم السّلام و رحمة الله و بركاته بصوت عالي و الجلسة كما يقال لو ألقي فيها إبرة لسمع صوتها صمت , لمن يقول ؟ فيما بعد ستعرفون . أهلا و سهلا دكتور واحد يسمّوه عندنا بالشّامّ بجانبه بيسمّوه مكولك ما بعرف ما تسمّوه أنتم ؟ يعني مداهن .
السائل : كورس نسمّيه .
الشيخ : نحن نسمّيه مكولك قال له مرحبا دكتور الثّاني يقول مرحبا دكتور يلقي كلمة ... طويلة أنّه جزاك الله خير نحن متعودّين على أفضالك و زبائننا و الحمد لله كلما يكثروا بسبب إيش ؟ الوصفات الطّبّيّة النّاجحة من هذا الكلام , و الآن عندنا طفل صغير اسمه كذا ابن كذا ساكن في منطقة كذا إلى آخره و عمره هنا فيه نكتة و عمره سبعة شهور أمّ الغلام حاملته لا يا دكتور هذا عمره تسعة ما سبعة المكولك هذا الّذي بجانب الطّبيب يقول لها اسكتي أنت أعرف من الدّكتور ؟!
السائل : ... .
الشيخ : الله يجزيك خير طوّل بالك ربّما الّذي ستسمعه يكون جوابا لك و لغيرك
السائل : جزاك الله خيرا
الشيخ : إن شاء الله , الشّاهد هذا الرّجل جالس حول طاولة مستديرة عليها أرقام و فنجان مقلوب على وجهه و واضع هو أصبعه هكذا و زوجته تجاهه و الحقّ يقال الزّوجة هناك مستورة حتّى في وجهها لا يرى منها شيء رأينا هذا الفنجان يلعب يروح و يرجع يمين و يسار و هيك و إلى آخره ثمّ هذا الفنجان يمرّ على أرقام يمشي هيك دورة دورتين يوقّف ... يكتب رموز اصطلحوا عليها و يشغّل الفنجان مرّتين ثلاثة و هكذا يعطي الرّشيتة يعطي الرّشيتة للموظّف المختصّ يعطيها للمرأة و مع السّلامة و هكذا مقدار ساعة يدخل مريض و يخرج مريض ساعة كمان زمانيّة انتهت الجلسة , أوقدت الأنوار , النّاس الحضور و أنا منهم مع الأسف كلّهم يقولوا له الله يعطيك العافية يا دكتور الله يجزيك الخير لكن أنا أكاد أتفجّر غيظا و خاصّة يومئذ أنا شابّ و اشقر و تظهر عليّ آثار الحرارة و الغضب فلمح رجل ما رأي الأستاذ و الله يا أستاذ يا دكتور عندي سؤالان إذا تسمح قال تفضّل قلت له الجلسة افتتحتها بقولك وعليكم السّلام و رحمة الله و بركاته لمن عم تقول و عليكم السّلام و النّاس جالسين و لا أحد يتكلّم ... ؟ قال أنا ردّيت السّلام على الدّكتور , أيّ دكتور ؟ قال الرّوح روح الدّكتور الّذي استحضرناه , قلت له هو الّذي سلّم عليك ؟! قال ايه, قلنا له كيف أنت سمعت هذا السّلام و نحن ما سمعنا هل صماخ أذنك يعني تركيب غير تركيب البشر عامّة ؟ قال لا هذا سرّ المهنة , هذا شيء ما بإمكانك تعرفه حتّى تدخل فيه هذا كلام الصّوفّيّين تماما طيّب و صاحبك ما أقدر طبعا هذا الّذي يكولك معك كمان الثّاني سمع معك أنّه لمّا قال مرحبا دكتور المهمّ أنّني دخلت معه في نقاش من النّاحية الّذي ممكن بيسمّونها فيزيولوجيّة نفسيّة لكن انتقلت معه سريعا إلى السّؤال الثّاني و هو النّاحية الشّرعيّة يا دكتور هذا الرّوح الّذي حضّرته إنسان ميّت وإلا حيّ ؟ قال لا ميّت قلنا له ميّت كيف تستحضر روحه و هو بين روحين لا ثالث لهما إمّا سعيدة و إمّا شقيّة فإن كانت سعيدة فو الله ما راح تدخل الدّنيا مرّة أخرى إطلاقا لأنّها مشغولة بنعيمها في قبرها و ذكرنا بعض الأحاديث الّتي تدلّ على أنّ القبر روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النّار و إن كانت روح شقيّة فأولى و أولى أن لا تستطيع الخروج من سجنها المحيط بها كيف أنت بقى تستطيع أن تستحضر هذه الرّوح ؟! هذا شرعا غير ممكن , ثانيا و أخيرا و هنا الشّاهد هب أنّ هذه الرّوح أنت باستطاعتك تستحضرها ما يدرّيك أنّ هذه الرّوح للطّبيب ابن سينا مثلا المسلم على عجره و بجره كما يقول العلماء العارفون به أنّه كان فيلسوفا و كان منحرفا عن كثير من العقائد الإسلاميّة أو كان الدّكتور الطّبيب الرّازي القديم مثلا ما عرّفك أنّ هذا ليس كافرا و ما مشرك بالله مجرّد ما يقول لك أنا روح فلان تقول أنت آمين , اليوم المعاملات بين البشر بين دولة و دولة لمّا دولة تريد ترسل سفير لها إلى دولة أخرى تبعث مع السّفير شهادات وقيود نعم
السائل : اعتمادات
الشيخ : اعتمادات وايضا من هذه الاصطلاحات ختوم تواقيع و إلى آخره حتّى تكون الدّولة المرسل إليها هذا السّفير مطمئنّة أنّ هذا فعلا سفير الدّولة الفلانيّة ما دجّالا جائي يلعب على هذه الدّولة و هؤلاء بشر مع بعضهم البعض فهذا عالم ما وراء الغيب من أين لك أن تعرف أنّه هذا فعلا الدّكتور الفلاني ما وسعه إلاّ أن يقول و قد أفحم و أقيمت الحجّة عليه , قال الحقيقة يا أستاذ إنّ هذه الجلسة طبّيّة و فيه عندنا جلسة علميّة إذا تريد أن تناقش فيها فأهلا و سهلا أنا ما صدّقت أنّه فيه جلسة علميّة و مثل ما أقول لإخواننا أنا رجل ما ألقى مزح واحد يدعوني على طول أستجيب له قلت له متى ؟ قال يوم الأحد قلنا له إن شاء الله موعدنا يوم الأحد , يشاء الله جاء يوم الأحد فاضطررت أن أتعاون أنا و أحد إخواننا هناك كان موظّفا في المعارف و كان هناك محاولة لإصلاح بعض الكتب الّتي تسمّى بالتّربية الإسلاميّة , كتب التّربية الإسلاميّة فيها أحاديث ضعيفة و موضوعة و فيها أفكار حنفيّة مخالفة للسّنّة إلى آخره فدعاني أحدهم أن أتعاون أنا و إيّاه هو موظّف في المعارف و أنا لست موظّفا و الحمد لله لكن عندي شويّة علم كما تعلمون فرأيت الاجتماع مع هذا الشّخص أولى من الوفاء بالوعد لكن صاحبي الّذي أخذني إليه جاءني في اليوم الموعود يوم الأحد صباحا إلى المكتبة الظّاهريّة على أساس نتواعد و نذهب قلت له أنا قصّتي كذا و كذا و ما أستطيع أن أذهب معك فأنت جزاك الله خير اذهب إليه و اعتذر له إن شاء الله في جلسة أخرى , ذهب الرّجل و إذا به يفاجأ أنّ البيت ليس فيه أحد إطلاقا في اليوم الموعود و مظلم ليس فيه نور و ما فيه أيّ شيء يأتيني ثاني يوم يقول لي القصّة كذا و كذا قلت له هذا نصر من الله لنا ,رح لهم الأحد الثّاني طبعا الأحد الثّاني يذهب فيجد كالعادة قال له نحن جئنا قلت له لا تقل له أن الشّيخ ما جاء خلّيها معمّاة جئنا حسب المواعيد ما وجدناك خير إن شاء الله يا دكتور يا حقّي بيك قال له هذا الكلام فعلا قال له رح هذا الشّاهد يا إخواننا و هنا فاعتبروا يا أولي الأبصار قال له روح أنت جائي لنا بواحد وهّابي كبير خطير ما يحبّ الرّسول قاتله الله قال له ما عرّفّك؟ هذا رجل صاحبنا نحضر دروسه دائما قال الله قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ؟ الّذي عرّفني بعد ما ذهب يعني أنا بعد ما ذهبت من عنده قال استحضر روح ما أدري من نسيت أنا و سأله عنّي و أعطاه البيانات هذه أنّ هذا الرّجل وهّابي لا يحبّ الرّسول فقلت يا جماعة هذا هو الدّليل أنّ هؤلاء يستعينوا بالشّياطين ما في استحضار الأرواح هذا أمر مستحيل لكن فعلا يحضرهم الشّياطين و يوحون إليهم كما قال ربّ العالمين (( و إنّ الشّياطين ليوحي بعضهم لبعض زخرف القول غرورا )) لذلك أقول إن كان هناك أحد من إخواننا الّذين ابتلوا و اقول ابتلوا لأنّه حقيقة كما تبلغنا الأخبار أنّ هذا موضع امتحان و اختبار فقد تأتيه امرأة و هي مصروعة و ممسوسة فقد يرى أنّه من الفائدة أن يمسّها و أن يجسّها في عضدها في عنقها إلى آخره فالشّيطان يأتي من هذه الأبواب الهيّنة اللّينة في أوّل الأمر ثمّ لا يزال الأمر يكبر و يكبر حتّى تقع الفتنة الكبرى فإذا كان هناك أحد من إخواننا ابتلي فقط بتلاوة آيات من كتاب الله أو من الاستعاذات الثّابتة عن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لإخراج الجنّ الصّارع لهذا الإنسي فهذا كما قال عليه السّلام ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل ) أمّا أن يسأله ما اسمك , ما دينك , ما عملك , أين ساكن , أين كذا و ما ينفع لهذا المرض الفلاني إلى آخره هذا داخل في عموم قوله تعالى الّذي ذكرته آنفا (( و أنّه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجّنّ فزادوهم رهقا )) نسأل العافية و السّلامة .