ما حكم تقليد المذهب ؟
A-
A=
A+
الطالب : طبعا معروف كتاب الله وسنة رسول الله لا نقاش فيها والمذاهب الأربعة الفقهاء لتوضيح بعض الإشكالات أو تفسير ما ورد في السنة ؛ فهل نحن كمسلمين ملزمين باتباع مذهب معين ولا نعتمد على أي شيء يقع بين أيدينا أو نأخذ ما يناسبنا من هذه المذاهب ؟ .
الشيخ : أنت يا أستاذ واضح من أحاديثك إنك بتأكد دائما على مسألة وبتكرر عليها مشان ترسخ بالأذهان جيدا وإلا سبق أن قلت نحن لا نرى التدين بالتقليد وإن كان التقليد قد يجب على كثير من العلماء حينما يجهلون الحكم الشرعي ؛ فالأئمة الأربعة خدموا الإسلام وفسروا القرآن وبينوا الأحكام المستنبطة من الكتاب والسنة ، هذا أمر لا إشكال فيه وهو مما لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان أو كبشان ؛ لكن الذي ينبغي أن يكون راسخا في الأذهان هو أن اجتهادات الأئمة فيها الخطأ وفيها الصواب ، وأن تميز الخطأ من الصواب هو من وظيفة العلماء وليس من وظيفة عامة الناس ؛ ولعلي كنت ذكرت في بعض الجلسات وأنت حاضر فيها يمكن ، قلت إن الله تبارك وتعالى جعل المجتمع الإسلامي من حيث علمه وجهله قسمين كما في قوله عزوجل : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) . فقسم أهل ذكر ، وقسم لا يعلمون ؛ فأوجب على كل من القسمين واجبا غير واجب على الآخر ، أوجب على من لا علم عنده أن يسأل أهل العلم ، وأوجب على أهل العلم أن يبينوه ولا يكتموه على الناس ؛ فالسائلون الواجب عليهم أن يسألوا أهل العلم ما عين لهم شخصا بعينه ما قال مثلا اسألوا أبا بكر أو عمر أو عثمان أو عليًّا ، وإنما قال: (( فاسألوا أهل الذكر )) . فكان الأصحاب إذا وقعت لهم مسألة ما بعرفوا الحكم فيها لقوا أبا بكر سألوه ، لقوا عمر سألوه ، ابن مسعود سألوه ، إلى آخره ، ما فيهم واحد يقول أنا بكري ما اؤمن إلا بعلم أبي بكر وآخر عثماني ما في شيء من هذا أبدا وإنما أهل الذكر من كان عندهم من أهل الذكر سألوه فيكون الواقع انه تارة بسألوا أبا بكر تارة عمر تارة ابن مسعود وتارة ابن عمر ، إلى آخره ؛ وهكذا ينبغي أن تمش الخطة لأن
" وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف "
لما صارت القضية حزبية مذهبية صار كل ناس يتحزب لإمام ويتعصب له فنتج من ذلك مفسدتان إحداهما من ثمرة الأولى ؛ المفسدة الأولى: أنه خسر علم الأئمة الآخرين فهو لا يعترف عليهم ولا يستفيد منهم لأنه متمسك بهذا الإمام ، وقل على الناس الآخرين كل واحد له إمامه فلا يستفيدون من الأئمة الآخرين علما أن الأئمة كما قلنا ونقول دائما ربنا عز وجل ما حصر علمه وفضله في أربع أئمة في هذا العالم الإسلامي يلي يعد الملايين إذا لم نقل البلايين ؛ فهناك مو بس أربعة أربعين وأربعمائة وأربع آلاف ، وعد ما شئت ؛ فحينما يتمسك إنسان بمذهب لإمام من هذه الأئمة خسر جهود الأئمة الآخرين وعلومهم وأحاديثهم فلا يستفيد منهم شيئا ، هذه أول خسارة ؛ الخسارة الثانية اللي هي ثمرة الأولى كما قلنا هو أنه ستقع الحزبية العمياء التي تقع بين الناس اللادينيين القوميين الشيوعيين وإلى آخره ، يقع مثل هذا النزاع والخلاف بين المتدينين بالتقليد ؛ هذا يقول إمامي أبو حنيفة أعلم وهو الإمام الأعظم ، أنت إمامك الشافعي هو أصغر وهذا ليس بأعظم ، بعكس الشافعي القضية وبقول الإمام الأعظم هو الشافعي ؛ وهذا كله واقع مش خيال ، مش شيء نظري فهناك من ألف كتابا والكتاب موجود اليوم ومطبوع عدة طبعات عنوانه " المذهب الحق " يثبت فيه أن المذهب الشافعي هو المذهب الحق ؛ ويروي هناك رواية أنا أعتقد أنها خيالية وإن كانت واقعية ، فيكون الملك يلي هو سبب الحكاية يكون واحد أخرق أحمق وبخاصة إنه كان شيعيا لأن الحكاية ماذا تقول ؟ هناك في دولة للفاطميين في مصر ، بعض العلماء من أهل السنة استطاع أن يؤثر في الحاكم ، طبعا كان فاطمي شيعي واقتنع الرجل بأن ذاك المذهب فاسد وإنه لازم يتمسك بمذهب من مذاهب أهل السنة ؛ فلما اقتنع هذه القناعة الأولى سأل بأي مذهب لازم أنا متمسك به بعد أن تركت مذهب التشيع ، قالوا له في مذاهب أربعة تختار منها ما شئت ، وكما يقولون اليوم وقولهم غير الحق بطبيعة الحال وكلهم من رسول الله ملتمس لا يفرقون بين ما أخذوه من آية وحديث أو أخذوه اجتهادا واستنباطا ، وهذا معرض للصواب والخطأ ؛ فقال هذا الملك احضروا لي رجلين من علماء المذهب الحنفي والشافعي ، وخل كل واحد منهم يصلي أمامي الصلاة حسب مذهبه وأنا بعدين أختار ؛ زعم في هذا الكتاب أن احضروا عالمين ، العالم الحنفي جاء وقد تدرع ولبس جلد كلب مذكى مقلوبا والذباب عليه من جميع الأطراف ؛ هذا يشير إلى رأي في المذهب الحنفي أنه إذا ذبح الكلب وقال بسم الله طهر ؛ فإذا هو ذبح كلب على هذه الطريقة وسلخه وحط الجلد على بدنه وأحرم ما بقول كبر لأنه لسه ما كبر ، لما اجا بدو يكبر ما قال باللغة العربية " الله أكبر " كما هو السنة بل الأمر قال باللغة التركية مثلا " كانضيويك " أو بالألباني " زوت يمه " ، ما قال الله أكبر ؛ يشير بهذا أنه يجوز في المذهب الحنفي أن يدخل في الصلاة بأي جملة فيها تعظيم لله ولو كانت غير عربية ؛ المذهب الشافعي وغيره لا يجيز هذا ؛ يريد أن يقرأ (( مدهامتان )) . وركع ما قرأ الفاتحة ؛ لأنه يصح عندهم حتى لو آية قصيرة ، وفي قول آخر لازم آية طويلة ، ركوع لسه ما ركع حتى رفع رأسه ، ما قال شيء ؛ الخلاصة قصة باختصار أخذوا من المذهب الحنفي أسوء صلاة يجيزونها ؛ والنكتة أن الأحناف يقولون يجب الخروج من الصلاة بصنعه ، فبدل من أن يقول السلام عليكم ، سب جاره صحت الصلاة ، سبه شتمه ؛ لماذا ؟ لأنه خرج بصنعه ؛ القصة موهيك ، بدل ما يسلم ولا مؤاخذة ضرط لأنه هذا بجوز في المذهب الحنفي ؛ شوفوا بقى هذاك الشافعي كيف صلى ، لبس ثياب نظيفة وتعطر ووقف بكل أدب وخشوع ، والله أكبر ، وجهت وجهي ، قرأ الفاتحة وقرأ سورة ، وإلى آخره ، ركع واطمئن يعني صلاة كاملة ؛ لما تعرض صلاتان لمذهبين أمام أي أحمق كان من سيختار المذهب الأول ، هيلي بجوز الصلاة بجلد كلب مذكى ولا بقرأ وإنما آية مختصرة جدا ولا بذكر الله في الركوع والسجود وبعدين ختامها زفت ؛ من بطيق الصلاة هذه على تلك ؟ لا أحد ؛ فمن يومها صار هذا الرجل شافعي المذهب ؛ كيف يطبع مثل هذه القصة في كتاب تحت عنوان " المذهب الحق " وينشر ويطبع في مصر ، هذا كله كمثال ، والأمثلة أكثر بكثير جدا ما فعل التدين بالتمذهب بالمسلمين ؛ أنا يكفي حتى اليوم موجود النص في كتب الأحناف منها كتاب " البحر الرائق شرح كنز الدقائق " سؤال هل يجوز لحنفي أن يتزوج بالشافعية ؟ قال لا ؛ لماذا ؟ لأن الشافعية يشكون في إيمانهم ، وهذا بحث طويل في الحقيقة له علاقة بعلم الكلام ؛ الشافعي إذا قيل له هل أنت مؤمن ؟ بقول إن شاء الله ؛ الحنفي إذا قلت له نفس الكلام بقول أنا مؤمن حقا ؛ يلي يقول أنا مؤمن حقا يشك في إيمان يلي يقول أنا مؤمن إن شاء الله ، والسبب مختلفين في تعريف الإيمان ، هل يدخل في مسمى الإيمان العمل الصالح أم لا يدخل ، قيل وقيل ؛ فالأحناف يقولون الإيمان شيء والعمل الصالح شيء آخر ؛ الشوافعة يقولون لا ، العمل الصالح من الإيمان ؛ وهذا بلا شك هو الصحيح الذي يدل عليه نصوص الكتاب والسنة ؛ بتفرع من هذا الخلاف يلي يعتقد أن الإيمان ليس له علاقة بالعمل الصالح ، لما بتسأله عما في قلبه وهو بعرف أنه مؤمن ولذلك يجزم أنه مؤمن حقا بس هذا بناء على تعريفه للإيمان يلي ما بدخل في مسماه العمل الصالح ؛ هذاك الثاني الشافعي وأنا معهم في هذه المسألة بقول أنا مؤمن إن شاء الله ؛ لماذا ؟ لأن مفهوم الإيمان عنده أوسع ، يدخل في الإيمان الأعمال الصالحة ، وهذا صريح القرآن (( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون )) . . إلى آخر الآيات المعروفة ؛ فلما بقول المسلم الفاهم لعقيدته حقا أنا مؤمن حقا معناه أنه خاشع وهو عن اللغو معرض وهو كذا كذا ؛ من بقدر يشهد عن نفسه هذه الشهادة ؟ لا أحد ؛ لكن يلي بقول إن الإيمان هو التصديق فقط بالقلب والإقرار باللسان ؛ وين هذا ؟ بقول أنا مؤمن حقا بل بعضهم قال إيماني كإيمان جبريل عليه السلام ؛ من هذا الخلاف جاءت الفتوى السابقة جواب لسؤال من سأل هل يجوز للحنفي أن يتزوج بالشافعية ؟ بقول لك لا ؛ لماذا ؟ لأنها الشافعية بتقول أنا مؤمن إن شاء الله ، فهي تشك بإيمانها ، وهي لا تشك بإيمانها بتشك في الإيمان بمفهوم العمل الصالح مش بالإيمان بمفهوم الحنفية ؛ وراح زمن يعمل الأحناف يمكن خمسين سنة ما يتزوج الحنفي بالشافعية إلى أن جاء رجل معروف عند الأحناف وله كتاب اليوم من كتب التفاسير ، تفسير أبي السعود ؛ هذا أبو سعود من شهرته بالإفتاء سمي بمفتي الثقلين ؛ لأنهم بزعموا أن الجن كان يأتي إليه ويستفتوه فيفتيهم ، جاء دور هذا العالم الفاضل فسأل نفس السؤال السابق هل يجوز للحنفي أن يتزوج الشافعية ؟ شوفوا الجواب الأحسن أو الأسوأ هذا أم ذاك ، قال يجوز تنزيلا لها منزلة أهل الكتاب ؛ شو رأيكم ؟ هذا سببه هو التحزب المذهبي ، كل مين ماسك المذهب هذا هو دين الله ؛ لذلك بعض البلاد الإسلامية ما بتعرفوا على شيء اسمه غير المذهب الحنفي ومنها بلادنا نحن ، وتحت منها استنبول كلها تركيا ، ما بعرفوا غيرمذهب أبي حنيفة لا عقيدة ولا فقها ؛ في المذاهب الأخرى في حاشية ابن عابدين " إذا سئلنا عن مذهبنا قلنا إن مذهبنا حق يحتمل الخطأ وإذا سئلنا عن مذهب غيرنا قلنا خطأ يحتمل الصواب " تفضل .
الطالب : هناك بالنسبة للأتراك على المذهب الحنفي في مجلة الأحكام العدلية يلي وضعت عند الأتراك و لا تزال تطبق في بعض البلاد العربية في الشرح للعلامة علي حيدر شرحها بقول :" الأحكام لا تؤخذ من المذهب الحنفي لوحده وإنما أخذت معظمها من المذهب الحنفي وبعض المذاهب الأخرى التي كان يستحسن من المذاهب الأخرى الحنبلي والشافعي والمالكي " يعني هو ماخوذ معظمها من المذهب الحنفي لكن ما كانوا ضد المذاهب الأخرى يعني أخذوا ... التشريع ... .
الشيخ : علمت شيئا و فاتتك أشياء ، أنت تتكلم عن المجلة أحكام المجلة أحكام العقود ، النكاح والطلاق ونحو ذلك ... .
الطالب : المعاملات .
الشيخ : المعاملات أحسنت بالتعبير ، المعاملات أنا أعرف عن هذا عن المجلة هذه ؛ لكن هل الإسلام هو معاملات فقط ؟ طبعا لا ، هم اضطروا أن يأخذوا بعض الأحكام من المذاهب الأخرى رغم أنفهم ؛ لكن في عبادتهم في صلاتهم في صيامهم في حجهم في كل شيء فهم أحناف بالمئة مئة ، أنا أعرف هذه الحقيقة وأنا قلت في أول الجلسة إن بعض الفقهاء لما تكلمنا عن الطلاق بلفظة ثلاث - ويرحمك الله - قلنا انه من قبل عشرين سنة اضطروا أن يتركوا الفتوى بأن الطلاق بلفظة ثلاث ثلاث ؛ لأنهم لاحظوا أن هذا يجيب بلايا ومشاكل بين الأزواج ؛ فتبنوا مذهب ابن تيمية مش مذهب من المذاهب الأربعة ، المذاهب الأربعة مجمعة على أن الرجل إذا قال لزوجته أنت طالق ثلاثا بانت منه بينونة كبرى ؛ وهكذا كان العمل قرون طويلة ؛ في العصر الحاضر والأخير هذا تبنوا رأي ابن تيمية اللي كان يجاهد في سبيل الله ويقنع العلماء وإفتاء الناس عامة الناس بأن هذه تعتبر طلقة واحدة ، وله كلام قوي جدا ، يقول من يقول لزوجته أنت طالق ثلاثا مثل الرجل له حق على آخر ثلاث دنانير مثلا ، يقول له هذا الرجل اللي عليه الحق تفضل هذه ثلاث دنانير لكن الواقع بقدمه دينار واحد ، العمل واحد اللفظ ثلاثة بقول خذ هذه ثلاثة دنانير شو أعطاه ؟ أعطاه دينار واحد عمليا دينار لفظا ثلاثة ؛ والمثال لعله أوضح: بدل ما يقول سبحان الله سبحان الله يطول شوية ويستعجل سبحان الله ثلاث وثلاثين ، شو سجل له ؟ سجل له مرة واحدة ، ثلاث وثلاثين هذا لغو من الكلام ؛ فقول المطلق أنت طالق ثلاثا ، هذا لغو شرعا ، ليه؟ ذكرنا لكم سابقا (( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان )) . . أي في كل طلقة إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ؛ المهم بارك الله فيك المجلة أخذت بعض الأحكام اضطرارا مش إيمانا كما فعلوا في الزمن الأخير أخذوا بفتوى ابن تيمية اضطرارا لحل مشاكل الأزواج يلي بطلقوا بكلمة واحدة روحي طالقة ، كل ما حللك شيخ حرمك شيخ ، إلى آخره من الجهالات هذه ؛ أنا أعرف بعض القضاة في المحاكم الشرعية عندنا في دمشق كان أنا بعاديني لأني أفتي بالسنة وهو في المحكمة الشرعية يفتي بأن الطلاق الثلاث يعتبر ثلاثا وأنا أفتي بناء على السنة ، كان يعاديني بعد مدة رجع وأخذ بالفتوى اللي كنا نحكي فيها ، لماذا ؟ هل لأن إيمانهم أن هذه هي السنة ؟ لا ، لحل مشاكل الناس ؛ فالمجلة يلي عم تتفضل فيها أخذوا بعض الأحكام اضطرارا مش إيمانا بأن هذا هو الصواب ؛ ولذلك نحن نريد من المسلمين ... .
الطالب : استحسانا .
الشيخ : نعم .
الطالب : الاستحسان .
الشيخ : هو هذا الاستحسان كمان ؛ شو محله من الإعراب عند الفقهاء ؛ الإمام الشافعي يقول : " من استحسن فقد شرع " ؛ يضربها ضرب هذه القاعدة الموجودة عند الحنفية ، يقول: (( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) . الخلاصة يا أستاذ إن التدين بالتمذهب كان مصيبة على المسلمين ، ولعلكم تعرفون أن في المسجد الأموي عندنا في دمشق في أربعة محاريب ، وهذه آثار التمذهب ، يصلي الإمام الحنفي في زمن الأتراك كان هو الأول ؛ في زمن رئيس الجمهورية السورية الشيخ تاج الحسيني يلي هو والد الشيخ بدر الدين أمر أن يتقدم الشافعي لأنه مذهبه شافعي ؛ هذه عصبيات ؛ أنا أدركت لما كان الإمام حنفيا في رمضان يكون هو الإمام في الوتر وأكثر الناس يصلون خلفه ، ناس شافعية يعملون صفا لهم وحدهم ؛ المسجد كبير كما تعلمون ؛ في الوقت اللي يصلي الإمام الحنفي قام الشافعي يصلي الوتر في نفس الوقت انقلبت القضية في زمن الشيخ تاج ، صار الإمام الأول الشافعي وهو بالتالي كان يصلي الوتر ، كل الناس معه إلا القليل المتعصبين للمذهب الحنفي بدهم يسووا إمام ، الله يقول في صريح القرآن: (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) . لذلك نحن ندعو أن يكون هدف المسلم دائما وأبدا إتباع الكتاب والسنة إن كان عالما فرأسا يأخذ بالكتاب والسنة وإن كان غير عالم يسأل أهل العلم كما في الآية السابقة (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) . دون أن يتعصب لشخص سواء من الأحياء أو من الأموات ؛ هكذا كان سلفنا الصالح وهكذا نحن نمشي على ممشاهم ؛ وقديما قالوا
" وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف " وكل الهدى يأتينا من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، والحمد لله رب العالمين ؛ وتسمحون لي بالانصراف
الشيخ : أنت يا أستاذ واضح من أحاديثك إنك بتأكد دائما على مسألة وبتكرر عليها مشان ترسخ بالأذهان جيدا وإلا سبق أن قلت نحن لا نرى التدين بالتقليد وإن كان التقليد قد يجب على كثير من العلماء حينما يجهلون الحكم الشرعي ؛ فالأئمة الأربعة خدموا الإسلام وفسروا القرآن وبينوا الأحكام المستنبطة من الكتاب والسنة ، هذا أمر لا إشكال فيه وهو مما لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان أو كبشان ؛ لكن الذي ينبغي أن يكون راسخا في الأذهان هو أن اجتهادات الأئمة فيها الخطأ وفيها الصواب ، وأن تميز الخطأ من الصواب هو من وظيفة العلماء وليس من وظيفة عامة الناس ؛ ولعلي كنت ذكرت في بعض الجلسات وأنت حاضر فيها يمكن ، قلت إن الله تبارك وتعالى جعل المجتمع الإسلامي من حيث علمه وجهله قسمين كما في قوله عزوجل : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) . فقسم أهل ذكر ، وقسم لا يعلمون ؛ فأوجب على كل من القسمين واجبا غير واجب على الآخر ، أوجب على من لا علم عنده أن يسأل أهل العلم ، وأوجب على أهل العلم أن يبينوه ولا يكتموه على الناس ؛ فالسائلون الواجب عليهم أن يسألوا أهل العلم ما عين لهم شخصا بعينه ما قال مثلا اسألوا أبا بكر أو عمر أو عثمان أو عليًّا ، وإنما قال: (( فاسألوا أهل الذكر )) . فكان الأصحاب إذا وقعت لهم مسألة ما بعرفوا الحكم فيها لقوا أبا بكر سألوه ، لقوا عمر سألوه ، ابن مسعود سألوه ، إلى آخره ، ما فيهم واحد يقول أنا بكري ما اؤمن إلا بعلم أبي بكر وآخر عثماني ما في شيء من هذا أبدا وإنما أهل الذكر من كان عندهم من أهل الذكر سألوه فيكون الواقع انه تارة بسألوا أبا بكر تارة عمر تارة ابن مسعود وتارة ابن عمر ، إلى آخره ؛ وهكذا ينبغي أن تمش الخطة لأن
" وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف "
لما صارت القضية حزبية مذهبية صار كل ناس يتحزب لإمام ويتعصب له فنتج من ذلك مفسدتان إحداهما من ثمرة الأولى ؛ المفسدة الأولى: أنه خسر علم الأئمة الآخرين فهو لا يعترف عليهم ولا يستفيد منهم لأنه متمسك بهذا الإمام ، وقل على الناس الآخرين كل واحد له إمامه فلا يستفيدون من الأئمة الآخرين علما أن الأئمة كما قلنا ونقول دائما ربنا عز وجل ما حصر علمه وفضله في أربع أئمة في هذا العالم الإسلامي يلي يعد الملايين إذا لم نقل البلايين ؛ فهناك مو بس أربعة أربعين وأربعمائة وأربع آلاف ، وعد ما شئت ؛ فحينما يتمسك إنسان بمذهب لإمام من هذه الأئمة خسر جهود الأئمة الآخرين وعلومهم وأحاديثهم فلا يستفيد منهم شيئا ، هذه أول خسارة ؛ الخسارة الثانية اللي هي ثمرة الأولى كما قلنا هو أنه ستقع الحزبية العمياء التي تقع بين الناس اللادينيين القوميين الشيوعيين وإلى آخره ، يقع مثل هذا النزاع والخلاف بين المتدينين بالتقليد ؛ هذا يقول إمامي أبو حنيفة أعلم وهو الإمام الأعظم ، أنت إمامك الشافعي هو أصغر وهذا ليس بأعظم ، بعكس الشافعي القضية وبقول الإمام الأعظم هو الشافعي ؛ وهذا كله واقع مش خيال ، مش شيء نظري فهناك من ألف كتابا والكتاب موجود اليوم ومطبوع عدة طبعات عنوانه " المذهب الحق " يثبت فيه أن المذهب الشافعي هو المذهب الحق ؛ ويروي هناك رواية أنا أعتقد أنها خيالية وإن كانت واقعية ، فيكون الملك يلي هو سبب الحكاية يكون واحد أخرق أحمق وبخاصة إنه كان شيعيا لأن الحكاية ماذا تقول ؟ هناك في دولة للفاطميين في مصر ، بعض العلماء من أهل السنة استطاع أن يؤثر في الحاكم ، طبعا كان فاطمي شيعي واقتنع الرجل بأن ذاك المذهب فاسد وإنه لازم يتمسك بمذهب من مذاهب أهل السنة ؛ فلما اقتنع هذه القناعة الأولى سأل بأي مذهب لازم أنا متمسك به بعد أن تركت مذهب التشيع ، قالوا له في مذاهب أربعة تختار منها ما شئت ، وكما يقولون اليوم وقولهم غير الحق بطبيعة الحال وكلهم من رسول الله ملتمس لا يفرقون بين ما أخذوه من آية وحديث أو أخذوه اجتهادا واستنباطا ، وهذا معرض للصواب والخطأ ؛ فقال هذا الملك احضروا لي رجلين من علماء المذهب الحنفي والشافعي ، وخل كل واحد منهم يصلي أمامي الصلاة حسب مذهبه وأنا بعدين أختار ؛ زعم في هذا الكتاب أن احضروا عالمين ، العالم الحنفي جاء وقد تدرع ولبس جلد كلب مذكى مقلوبا والذباب عليه من جميع الأطراف ؛ هذا يشير إلى رأي في المذهب الحنفي أنه إذا ذبح الكلب وقال بسم الله طهر ؛ فإذا هو ذبح كلب على هذه الطريقة وسلخه وحط الجلد على بدنه وأحرم ما بقول كبر لأنه لسه ما كبر ، لما اجا بدو يكبر ما قال باللغة العربية " الله أكبر " كما هو السنة بل الأمر قال باللغة التركية مثلا " كانضيويك " أو بالألباني " زوت يمه " ، ما قال الله أكبر ؛ يشير بهذا أنه يجوز في المذهب الحنفي أن يدخل في الصلاة بأي جملة فيها تعظيم لله ولو كانت غير عربية ؛ المذهب الشافعي وغيره لا يجيز هذا ؛ يريد أن يقرأ (( مدهامتان )) . وركع ما قرأ الفاتحة ؛ لأنه يصح عندهم حتى لو آية قصيرة ، وفي قول آخر لازم آية طويلة ، ركوع لسه ما ركع حتى رفع رأسه ، ما قال شيء ؛ الخلاصة قصة باختصار أخذوا من المذهب الحنفي أسوء صلاة يجيزونها ؛ والنكتة أن الأحناف يقولون يجب الخروج من الصلاة بصنعه ، فبدل من أن يقول السلام عليكم ، سب جاره صحت الصلاة ، سبه شتمه ؛ لماذا ؟ لأنه خرج بصنعه ؛ القصة موهيك ، بدل ما يسلم ولا مؤاخذة ضرط لأنه هذا بجوز في المذهب الحنفي ؛ شوفوا بقى هذاك الشافعي كيف صلى ، لبس ثياب نظيفة وتعطر ووقف بكل أدب وخشوع ، والله أكبر ، وجهت وجهي ، قرأ الفاتحة وقرأ سورة ، وإلى آخره ، ركع واطمئن يعني صلاة كاملة ؛ لما تعرض صلاتان لمذهبين أمام أي أحمق كان من سيختار المذهب الأول ، هيلي بجوز الصلاة بجلد كلب مذكى ولا بقرأ وإنما آية مختصرة جدا ولا بذكر الله في الركوع والسجود وبعدين ختامها زفت ؛ من بطيق الصلاة هذه على تلك ؟ لا أحد ؛ فمن يومها صار هذا الرجل شافعي المذهب ؛ كيف يطبع مثل هذه القصة في كتاب تحت عنوان " المذهب الحق " وينشر ويطبع في مصر ، هذا كله كمثال ، والأمثلة أكثر بكثير جدا ما فعل التدين بالتمذهب بالمسلمين ؛ أنا يكفي حتى اليوم موجود النص في كتب الأحناف منها كتاب " البحر الرائق شرح كنز الدقائق " سؤال هل يجوز لحنفي أن يتزوج بالشافعية ؟ قال لا ؛ لماذا ؟ لأن الشافعية يشكون في إيمانهم ، وهذا بحث طويل في الحقيقة له علاقة بعلم الكلام ؛ الشافعي إذا قيل له هل أنت مؤمن ؟ بقول إن شاء الله ؛ الحنفي إذا قلت له نفس الكلام بقول أنا مؤمن حقا ؛ يلي يقول أنا مؤمن حقا يشك في إيمان يلي يقول أنا مؤمن إن شاء الله ، والسبب مختلفين في تعريف الإيمان ، هل يدخل في مسمى الإيمان العمل الصالح أم لا يدخل ، قيل وقيل ؛ فالأحناف يقولون الإيمان شيء والعمل الصالح شيء آخر ؛ الشوافعة يقولون لا ، العمل الصالح من الإيمان ؛ وهذا بلا شك هو الصحيح الذي يدل عليه نصوص الكتاب والسنة ؛ بتفرع من هذا الخلاف يلي يعتقد أن الإيمان ليس له علاقة بالعمل الصالح ، لما بتسأله عما في قلبه وهو بعرف أنه مؤمن ولذلك يجزم أنه مؤمن حقا بس هذا بناء على تعريفه للإيمان يلي ما بدخل في مسماه العمل الصالح ؛ هذاك الثاني الشافعي وأنا معهم في هذه المسألة بقول أنا مؤمن إن شاء الله ؛ لماذا ؟ لأن مفهوم الإيمان عنده أوسع ، يدخل في الإيمان الأعمال الصالحة ، وهذا صريح القرآن (( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون )) . . إلى آخر الآيات المعروفة ؛ فلما بقول المسلم الفاهم لعقيدته حقا أنا مؤمن حقا معناه أنه خاشع وهو عن اللغو معرض وهو كذا كذا ؛ من بقدر يشهد عن نفسه هذه الشهادة ؟ لا أحد ؛ لكن يلي بقول إن الإيمان هو التصديق فقط بالقلب والإقرار باللسان ؛ وين هذا ؟ بقول أنا مؤمن حقا بل بعضهم قال إيماني كإيمان جبريل عليه السلام ؛ من هذا الخلاف جاءت الفتوى السابقة جواب لسؤال من سأل هل يجوز للحنفي أن يتزوج بالشافعية ؟ بقول لك لا ؛ لماذا ؟ لأنها الشافعية بتقول أنا مؤمن إن شاء الله ، فهي تشك بإيمانها ، وهي لا تشك بإيمانها بتشك في الإيمان بمفهوم العمل الصالح مش بالإيمان بمفهوم الحنفية ؛ وراح زمن يعمل الأحناف يمكن خمسين سنة ما يتزوج الحنفي بالشافعية إلى أن جاء رجل معروف عند الأحناف وله كتاب اليوم من كتب التفاسير ، تفسير أبي السعود ؛ هذا أبو سعود من شهرته بالإفتاء سمي بمفتي الثقلين ؛ لأنهم بزعموا أن الجن كان يأتي إليه ويستفتوه فيفتيهم ، جاء دور هذا العالم الفاضل فسأل نفس السؤال السابق هل يجوز للحنفي أن يتزوج الشافعية ؟ شوفوا الجواب الأحسن أو الأسوأ هذا أم ذاك ، قال يجوز تنزيلا لها منزلة أهل الكتاب ؛ شو رأيكم ؟ هذا سببه هو التحزب المذهبي ، كل مين ماسك المذهب هذا هو دين الله ؛ لذلك بعض البلاد الإسلامية ما بتعرفوا على شيء اسمه غير المذهب الحنفي ومنها بلادنا نحن ، وتحت منها استنبول كلها تركيا ، ما بعرفوا غيرمذهب أبي حنيفة لا عقيدة ولا فقها ؛ في المذاهب الأخرى في حاشية ابن عابدين " إذا سئلنا عن مذهبنا قلنا إن مذهبنا حق يحتمل الخطأ وإذا سئلنا عن مذهب غيرنا قلنا خطأ يحتمل الصواب " تفضل .
الطالب : هناك بالنسبة للأتراك على المذهب الحنفي في مجلة الأحكام العدلية يلي وضعت عند الأتراك و لا تزال تطبق في بعض البلاد العربية في الشرح للعلامة علي حيدر شرحها بقول :" الأحكام لا تؤخذ من المذهب الحنفي لوحده وإنما أخذت معظمها من المذهب الحنفي وبعض المذاهب الأخرى التي كان يستحسن من المذاهب الأخرى الحنبلي والشافعي والمالكي " يعني هو ماخوذ معظمها من المذهب الحنفي لكن ما كانوا ضد المذاهب الأخرى يعني أخذوا ... التشريع ... .
الشيخ : علمت شيئا و فاتتك أشياء ، أنت تتكلم عن المجلة أحكام المجلة أحكام العقود ، النكاح والطلاق ونحو ذلك ... .
الطالب : المعاملات .
الشيخ : المعاملات أحسنت بالتعبير ، المعاملات أنا أعرف عن هذا عن المجلة هذه ؛ لكن هل الإسلام هو معاملات فقط ؟ طبعا لا ، هم اضطروا أن يأخذوا بعض الأحكام من المذاهب الأخرى رغم أنفهم ؛ لكن في عبادتهم في صلاتهم في صيامهم في حجهم في كل شيء فهم أحناف بالمئة مئة ، أنا أعرف هذه الحقيقة وأنا قلت في أول الجلسة إن بعض الفقهاء لما تكلمنا عن الطلاق بلفظة ثلاث - ويرحمك الله - قلنا انه من قبل عشرين سنة اضطروا أن يتركوا الفتوى بأن الطلاق بلفظة ثلاث ثلاث ؛ لأنهم لاحظوا أن هذا يجيب بلايا ومشاكل بين الأزواج ؛ فتبنوا مذهب ابن تيمية مش مذهب من المذاهب الأربعة ، المذاهب الأربعة مجمعة على أن الرجل إذا قال لزوجته أنت طالق ثلاثا بانت منه بينونة كبرى ؛ وهكذا كان العمل قرون طويلة ؛ في العصر الحاضر والأخير هذا تبنوا رأي ابن تيمية اللي كان يجاهد في سبيل الله ويقنع العلماء وإفتاء الناس عامة الناس بأن هذه تعتبر طلقة واحدة ، وله كلام قوي جدا ، يقول من يقول لزوجته أنت طالق ثلاثا مثل الرجل له حق على آخر ثلاث دنانير مثلا ، يقول له هذا الرجل اللي عليه الحق تفضل هذه ثلاث دنانير لكن الواقع بقدمه دينار واحد ، العمل واحد اللفظ ثلاثة بقول خذ هذه ثلاثة دنانير شو أعطاه ؟ أعطاه دينار واحد عمليا دينار لفظا ثلاثة ؛ والمثال لعله أوضح: بدل ما يقول سبحان الله سبحان الله يطول شوية ويستعجل سبحان الله ثلاث وثلاثين ، شو سجل له ؟ سجل له مرة واحدة ، ثلاث وثلاثين هذا لغو من الكلام ؛ فقول المطلق أنت طالق ثلاثا ، هذا لغو شرعا ، ليه؟ ذكرنا لكم سابقا (( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان )) . . أي في كل طلقة إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ؛ المهم بارك الله فيك المجلة أخذت بعض الأحكام اضطرارا مش إيمانا كما فعلوا في الزمن الأخير أخذوا بفتوى ابن تيمية اضطرارا لحل مشاكل الأزواج يلي بطلقوا بكلمة واحدة روحي طالقة ، كل ما حللك شيخ حرمك شيخ ، إلى آخره من الجهالات هذه ؛ أنا أعرف بعض القضاة في المحاكم الشرعية عندنا في دمشق كان أنا بعاديني لأني أفتي بالسنة وهو في المحكمة الشرعية يفتي بأن الطلاق الثلاث يعتبر ثلاثا وأنا أفتي بناء على السنة ، كان يعاديني بعد مدة رجع وأخذ بالفتوى اللي كنا نحكي فيها ، لماذا ؟ هل لأن إيمانهم أن هذه هي السنة ؟ لا ، لحل مشاكل الناس ؛ فالمجلة يلي عم تتفضل فيها أخذوا بعض الأحكام اضطرارا مش إيمانا بأن هذا هو الصواب ؛ ولذلك نحن نريد من المسلمين ... .
الطالب : استحسانا .
الشيخ : نعم .
الطالب : الاستحسان .
الشيخ : هو هذا الاستحسان كمان ؛ شو محله من الإعراب عند الفقهاء ؛ الإمام الشافعي يقول : " من استحسن فقد شرع " ؛ يضربها ضرب هذه القاعدة الموجودة عند الحنفية ، يقول: (( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) . الخلاصة يا أستاذ إن التدين بالتمذهب كان مصيبة على المسلمين ، ولعلكم تعرفون أن في المسجد الأموي عندنا في دمشق في أربعة محاريب ، وهذه آثار التمذهب ، يصلي الإمام الحنفي في زمن الأتراك كان هو الأول ؛ في زمن رئيس الجمهورية السورية الشيخ تاج الحسيني يلي هو والد الشيخ بدر الدين أمر أن يتقدم الشافعي لأنه مذهبه شافعي ؛ هذه عصبيات ؛ أنا أدركت لما كان الإمام حنفيا في رمضان يكون هو الإمام في الوتر وأكثر الناس يصلون خلفه ، ناس شافعية يعملون صفا لهم وحدهم ؛ المسجد كبير كما تعلمون ؛ في الوقت اللي يصلي الإمام الحنفي قام الشافعي يصلي الوتر في نفس الوقت انقلبت القضية في زمن الشيخ تاج ، صار الإمام الأول الشافعي وهو بالتالي كان يصلي الوتر ، كل الناس معه إلا القليل المتعصبين للمذهب الحنفي بدهم يسووا إمام ، الله يقول في صريح القرآن: (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) . لذلك نحن ندعو أن يكون هدف المسلم دائما وأبدا إتباع الكتاب والسنة إن كان عالما فرأسا يأخذ بالكتاب والسنة وإن كان غير عالم يسأل أهل العلم كما في الآية السابقة (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) . دون أن يتعصب لشخص سواء من الأحياء أو من الأموات ؛ هكذا كان سلفنا الصالح وهكذا نحن نمشي على ممشاهم ؛ وقديما قالوا
" وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف " وكل الهدى يأتينا من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، والحمد لله رب العالمين ؛ وتسمحون لي بالانصراف
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 73
- توقيت الفهرسة : 00:24:29
- نسخة مدققة إملائيًّا