سئل عن كتاب الغزالي ( الفقه ) وما تضمنه من المخالفة للشرع وإنكاره مس الجن .
A-
A=
A+
السائل : الشيخ محمد الغزالي غفر الله له في كتابه السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث تقدم بآراء في الغناء والمس الشيطاني ، يا ليت نعرف رأيكم أستاذي في هذا الأمر ؟
الشيخ : يا أخي هذا الرأي من غزالي العصر ، هو ككثير من آراء غزالي ذاك العصر الماضي أنه نابع من فلسفة خاصة تصدر ممن لم يتشبع بالسنة المحمدية ، وهذا أمر ظاهر في غزالي العصر لأنه ينكر حقائق شرعية ثابتة لا مرد لها أبدا إلا بتحكيم العقل الصغير هذا الذي لا يمكن أن يتسع لهذا الوحي الذي أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام ، لم يقل ربنا عز وجل يعني عبثا بل حقيقة قال : (( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا )) الوحي ثقيل ، حينما ينزل الوحي على محمد عليه السلام وهو على ناقته الناقة وهي من أشد الحيوانات تحملا كانت تحط برأسها وتخضع ولا تتحمل ؛ فهذا الوحي كله لا يستطيع العقل البشري أبدا أن يتحمله إلا من طريق كما قال رب العالمين : (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما )) وكلما كان المسلم واسع الاطلاع على الكتاب والسنة معا ، أنا أعرف من الغزالي هذا أنه كان يلهج بتلاوة القرآن ؛ لأنه التقيت معه مرارا وتكرارا في المدينة لما كنا في المجلس يلي يسموه المجلس الأعلى في الجامعة الإسلامية ، ولما نفيت من هنا وذهبت إلى قطر كان منزلي في الفندق الذي أنزلت فيه هناك تجاه منزله في الفندق نفسه ، فكنت فعلا أشعر أنه رجل عنده لهج بتلاوه القرآن كأنه كان يحفظ لكن حينما كنت أراه هذه الرؤية وأراه من جهة أخرى تلك الرؤية العلمية في آثاره وكتبه أقول بلسان الحال والآن أقول بلسان المقال: ( لا يقعدن أحدكم لألفين أحدكم متكئا على أريكته يقول هذا كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا حللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ) فهذا الإنسان ما جاءت منه هذه الشواذ ، بل لا أداهنه وإن كانت هناك صحبة بيننا كما أشرت إليها آنفا ، أقول بدل أيش هذه الشواذ بل هذه الضلالات ما جاءته إلا لأنه كان مزورّا وكان مجانبا للسنة وكان يحكم عقله ، عقله على السنة فما أعجبه منها قبضه وعقده في قلبه وما لم يعجبه سخر منها ، لا أقول ضرب بها عرض الحائط ، سخر منها وسخر أيضا من حامليها ؛ فالمثالين اللذين سألت أنت عنهما مثالين من عشرات الأمثلة الكثيرة بعضها مبثوث في الكتاب الذي سميته أنت آنفا ، والكثير الكثير منها بعضها أيضا مبثوث في كتبه الأخرى ، وبعضها في نفسه تطفح كلما جاءت مناسبتها فأنت طرحت سؤالين اثنين أحدهما ما يتعلق بالغناء والآخر ما يتعلق بمس الجن ؛ هنا سيظهر أثر جانب السنة بمن يزعمون أنهم ينتسبون إلى السنة ، هؤلاء الجهلة بالسنة قد يكونون علماء لكن علماء في جانب سواء كان هذا الجانب دينيا أو علميا ؛ المهم أنهم جهلة بعلم السنة وكيف يتلقى العلماء السنة أو الحديث عن الرسول عليه السلام وبينهم وبين نبي الإسلام خمسة عشر قرنا من الزمان ؟ هؤلاء الأصل عندهم كما جاء في الحديث الموضوع الذي يقول فيه بعض الأئمة السابقين إنه من وضع الزنادقة " إذا جاءكم الحديث عني فأعرضوه على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوا به وما لم يوافقه فدعوه " هذا حديث موضوع وضعته الزنادقة ، لماذا ؟ لأن هذا الحديث يوحي بأن الإسلام ليس إلا القرآن ، وكل شيء بقي يعرض على القرآن ومن الطرائف والنكت اللطيفة التي قرأناها في بعض كتب السنة قال أحد الأئمة: لقد عملنا بحديثكم الموضوع هذا فعرضنا حديثكم عن القرآن فوجدناه منافيا غير موافق ؛ لأن القرآن يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) فإذن الحديث هو نفسه يحمل في طواياه علامات أيش ؟ البُطل والغوى ؛ لكن هؤلاء الغفل يتأثرون بهذا الحديث وإن كانوا لا يجرؤون أن يقولوا قاله الرسول لكن معناه هم متشبعون به كل الشبع ، فأول ما يأتيهم الحديث لا يطبقون القاعدة العلمية أن النقل قبل العقل ، هم على العكس من ذلك تماما ، هم يعرضون هذا الحديث على عقولهم ، وهات بقى هذه العقول ، ما نسبة فهمها ، ما نسبة تأثرها بالأهواء المحيطة بها ، ما ، ما ، ما ، إلى آخره ؟ ولا شك ولاريب أنه لا يوجد هناك عاقل في الدنيا يفهم ما يخرج من فيه " من فمه " يقول إن العقل في الدنيا شيء واحد ، لا يوجد هذا بينما كل إنسان له عقل يختلف عن عقل الآخر ، فهذا يرى هذا شيئا مقبولا وهذا يرى شيئا غير مقبول ، وهذا وهذا أقوال يعني أقوال وآراء مختلفة كما الواقع يشهد تماما ؛ فهؤلاء جعلوا قاعدتهم العقل وليس النقل ، وهذا الرجل بالذات يمجد العقل ومن تمجيده أنه يقدمه أيش ؟ على النقل ، هو لا يستطيع أن يقول العقل مقدم على النقل لأنه سيقول العقل مقدم على القرآن أيضا ، لا يستطيع أن يقول مثل هذه العبارة الصريحة ؛ لكن واقعه يشهد أنه يقدم العقل على النقل حتى على القرآن ؛ لكن يختلف الأمر بين تقديم العقل على السنة وبين تقديم العقل على القرآن ، بالنسبة لتقديمه على القرآن باللف والدوران ، على القرآن ما يستطيع يقول هذا ثبت بالآحاد وهو لا يفيد العلم فنطرحه جانبا ؛ لكن هو يطرح معناه جانبا ، يطرح معناه جانبا بطريق اللف والدوران ؛ وأنا أضرب أمثلة كثيرة بمثل هذه المناسبة ، الفرق الإسلامية التي لا يمكن حصرها اليوم وقد أحصاها الرسول عليه السلام بوحي السماء باثنتين وسبعين فرقة وحكم عليها بالنار ؛ لكن الفرقة اللي هي الثالثة والسبعين قال ( هي الفرقة الناجية ) ، اثنتين وسبعين فرقة من أين جاءهم الاختلاف ؟ هو من باب تحكيم العقل على النقل ، المعتزلة والخوارج والمرجئة وما أدري فئات أخرى قد تكون انقرضت أسماؤها وبقيت مسمياتها ، كلها تؤمن بأن القرآن كلام الله لأنه إن تصورنا فئة تقول القرآن ليس كلام الله تكون ما دخلت في الإسلام ؛ لكن هذه فرق إسلامية إذن لماذا هذا الاختلاف ؟ لأنهم لما تأتيهم الآية نظروا إليها بعقولهم ، فما وافق عقولهم قبلوه وإلا رفضوه ، هذا هو سبب اختلاف هذه الفرق كلها ؛ أما مبدأ (( ويسلموا تسليما )) فبدل أن يكون للكلام الإلهي للعقل للبشري ، هذا هو التسليم ، ما آمن به العقل فهو يجب التسليم به وإلا فلا ؛ لكن السنة أو ما أسهل شيء عندهم أن يقولوا هذا حديث آحاد ولا يفيد القطع ، علماء المسلمين حتى اليوم يفرقون بالإجماع بين الأحكام بأنه لا يشترط في دليلها أن يكون قطعيا ، يجمعون على هذا ، أن الدليل المتعلق بحكم شرعي يكفي أن يكون ظنيا والمقصود بالظني ؟ الظن الراجح ؛ لكن بعضهم خاصة من المتأخرين قالوا هذا الدليل لا ينهض لإثبات العقيدة ، العقيدة لا بد ما يكون دليلها قطعي الثبوت قطعي الدلالة ، هؤلاء الآن ندعهم جانبا قولتهم هذه متعلقة بالعقيدة ؛ لكن نقول جدت الآن فئة من الناس منهم الرجل المذكور آنفا ومنهم صاحبه ورفيقه وابن بلده القرضاوي ، يدفعون الآن الأحكام الشرعية بحجة أنه ما في عليها دليل قطعي ، ما في عليها دليل قطعي وهذا هدم للإسلام لأنه من المعلوم أن أكثر الأحكام الشرعية إما أن تكون قائمة على الأحاديث النبوية وإما على الاجتهادات القياسية ؛ فالأحاديث النبوية أكثرها ليست متواترة ، أقلها آحاد ، أحاديث الآحاد عندهم يفيد الظن ؛ فإذا قيل في حكم ما ونحن الآن في صدد الغناء ، لا يوجد فيه يوسف القرضاوي يقول طبعا موافقة منه للغزالي هذا لا يوجد نص قاطع في تحريم آلات الطرب وآلات الموسيقي ؛ ولذلك صدرت من يوسف القرضاوي فتوى لأحد المغنيين البريطانيين الذي مهنته الغناء ، ثم هداه الله أرجو أن يكون اهتدى فعلا إلى الإسلام هداية صادقة مخلصة ، اهتدى إلى الإسلام لكن هو سمع من هنا وهناك أن الغناء حرام فأرسل إليه مطمئنا أنه ما في مانع أن تظل في مهنتك هذه لأنه لا يوجد دليل قاطع يحرم آلات أيش ؟ الطرب والآلات الموسيقى ، أدخلوا كلمة قاطع اشترطوا في الدليل أن يكون قاطعا خلافا لعلماء المسلمين جميعا منشان يتسنى لهم نسف هذا ونسف هذا ، وهذا بحجة أيش ؟ ما في دليل قاطع ، وثم يساعده على ذلك أنه أقل شبهة تعرض من بعضهم بجهل أو بعلم أن هذا الحديث فيه مغمز ، ها ، استرحنا منه لأنه هم غير شيء ،
الشيخ : يا أخي هذا الرأي من غزالي العصر ، هو ككثير من آراء غزالي ذاك العصر الماضي أنه نابع من فلسفة خاصة تصدر ممن لم يتشبع بالسنة المحمدية ، وهذا أمر ظاهر في غزالي العصر لأنه ينكر حقائق شرعية ثابتة لا مرد لها أبدا إلا بتحكيم العقل الصغير هذا الذي لا يمكن أن يتسع لهذا الوحي الذي أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام ، لم يقل ربنا عز وجل يعني عبثا بل حقيقة قال : (( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا )) الوحي ثقيل ، حينما ينزل الوحي على محمد عليه السلام وهو على ناقته الناقة وهي من أشد الحيوانات تحملا كانت تحط برأسها وتخضع ولا تتحمل ؛ فهذا الوحي كله لا يستطيع العقل البشري أبدا أن يتحمله إلا من طريق كما قال رب العالمين : (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما )) وكلما كان المسلم واسع الاطلاع على الكتاب والسنة معا ، أنا أعرف من الغزالي هذا أنه كان يلهج بتلاوة القرآن ؛ لأنه التقيت معه مرارا وتكرارا في المدينة لما كنا في المجلس يلي يسموه المجلس الأعلى في الجامعة الإسلامية ، ولما نفيت من هنا وذهبت إلى قطر كان منزلي في الفندق الذي أنزلت فيه هناك تجاه منزله في الفندق نفسه ، فكنت فعلا أشعر أنه رجل عنده لهج بتلاوه القرآن كأنه كان يحفظ لكن حينما كنت أراه هذه الرؤية وأراه من جهة أخرى تلك الرؤية العلمية في آثاره وكتبه أقول بلسان الحال والآن أقول بلسان المقال: ( لا يقعدن أحدكم لألفين أحدكم متكئا على أريكته يقول هذا كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا حللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ) فهذا الإنسان ما جاءت منه هذه الشواذ ، بل لا أداهنه وإن كانت هناك صحبة بيننا كما أشرت إليها آنفا ، أقول بدل أيش هذه الشواذ بل هذه الضلالات ما جاءته إلا لأنه كان مزورّا وكان مجانبا للسنة وكان يحكم عقله ، عقله على السنة فما أعجبه منها قبضه وعقده في قلبه وما لم يعجبه سخر منها ، لا أقول ضرب بها عرض الحائط ، سخر منها وسخر أيضا من حامليها ؛ فالمثالين اللذين سألت أنت عنهما مثالين من عشرات الأمثلة الكثيرة بعضها مبثوث في الكتاب الذي سميته أنت آنفا ، والكثير الكثير منها بعضها أيضا مبثوث في كتبه الأخرى ، وبعضها في نفسه تطفح كلما جاءت مناسبتها فأنت طرحت سؤالين اثنين أحدهما ما يتعلق بالغناء والآخر ما يتعلق بمس الجن ؛ هنا سيظهر أثر جانب السنة بمن يزعمون أنهم ينتسبون إلى السنة ، هؤلاء الجهلة بالسنة قد يكونون علماء لكن علماء في جانب سواء كان هذا الجانب دينيا أو علميا ؛ المهم أنهم جهلة بعلم السنة وكيف يتلقى العلماء السنة أو الحديث عن الرسول عليه السلام وبينهم وبين نبي الإسلام خمسة عشر قرنا من الزمان ؟ هؤلاء الأصل عندهم كما جاء في الحديث الموضوع الذي يقول فيه بعض الأئمة السابقين إنه من وضع الزنادقة " إذا جاءكم الحديث عني فأعرضوه على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوا به وما لم يوافقه فدعوه " هذا حديث موضوع وضعته الزنادقة ، لماذا ؟ لأن هذا الحديث يوحي بأن الإسلام ليس إلا القرآن ، وكل شيء بقي يعرض على القرآن ومن الطرائف والنكت اللطيفة التي قرأناها في بعض كتب السنة قال أحد الأئمة: لقد عملنا بحديثكم الموضوع هذا فعرضنا حديثكم عن القرآن فوجدناه منافيا غير موافق ؛ لأن القرآن يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) فإذن الحديث هو نفسه يحمل في طواياه علامات أيش ؟ البُطل والغوى ؛ لكن هؤلاء الغفل يتأثرون بهذا الحديث وإن كانوا لا يجرؤون أن يقولوا قاله الرسول لكن معناه هم متشبعون به كل الشبع ، فأول ما يأتيهم الحديث لا يطبقون القاعدة العلمية أن النقل قبل العقل ، هم على العكس من ذلك تماما ، هم يعرضون هذا الحديث على عقولهم ، وهات بقى هذه العقول ، ما نسبة فهمها ، ما نسبة تأثرها بالأهواء المحيطة بها ، ما ، ما ، ما ، إلى آخره ؟ ولا شك ولاريب أنه لا يوجد هناك عاقل في الدنيا يفهم ما يخرج من فيه " من فمه " يقول إن العقل في الدنيا شيء واحد ، لا يوجد هذا بينما كل إنسان له عقل يختلف عن عقل الآخر ، فهذا يرى هذا شيئا مقبولا وهذا يرى شيئا غير مقبول ، وهذا وهذا أقوال يعني أقوال وآراء مختلفة كما الواقع يشهد تماما ؛ فهؤلاء جعلوا قاعدتهم العقل وليس النقل ، وهذا الرجل بالذات يمجد العقل ومن تمجيده أنه يقدمه أيش ؟ على النقل ، هو لا يستطيع أن يقول العقل مقدم على النقل لأنه سيقول العقل مقدم على القرآن أيضا ، لا يستطيع أن يقول مثل هذه العبارة الصريحة ؛ لكن واقعه يشهد أنه يقدم العقل على النقل حتى على القرآن ؛ لكن يختلف الأمر بين تقديم العقل على السنة وبين تقديم العقل على القرآن ، بالنسبة لتقديمه على القرآن باللف والدوران ، على القرآن ما يستطيع يقول هذا ثبت بالآحاد وهو لا يفيد العلم فنطرحه جانبا ؛ لكن هو يطرح معناه جانبا ، يطرح معناه جانبا بطريق اللف والدوران ؛ وأنا أضرب أمثلة كثيرة بمثل هذه المناسبة ، الفرق الإسلامية التي لا يمكن حصرها اليوم وقد أحصاها الرسول عليه السلام بوحي السماء باثنتين وسبعين فرقة وحكم عليها بالنار ؛ لكن الفرقة اللي هي الثالثة والسبعين قال ( هي الفرقة الناجية ) ، اثنتين وسبعين فرقة من أين جاءهم الاختلاف ؟ هو من باب تحكيم العقل على النقل ، المعتزلة والخوارج والمرجئة وما أدري فئات أخرى قد تكون انقرضت أسماؤها وبقيت مسمياتها ، كلها تؤمن بأن القرآن كلام الله لأنه إن تصورنا فئة تقول القرآن ليس كلام الله تكون ما دخلت في الإسلام ؛ لكن هذه فرق إسلامية إذن لماذا هذا الاختلاف ؟ لأنهم لما تأتيهم الآية نظروا إليها بعقولهم ، فما وافق عقولهم قبلوه وإلا رفضوه ، هذا هو سبب اختلاف هذه الفرق كلها ؛ أما مبدأ (( ويسلموا تسليما )) فبدل أن يكون للكلام الإلهي للعقل للبشري ، هذا هو التسليم ، ما آمن به العقل فهو يجب التسليم به وإلا فلا ؛ لكن السنة أو ما أسهل شيء عندهم أن يقولوا هذا حديث آحاد ولا يفيد القطع ، علماء المسلمين حتى اليوم يفرقون بالإجماع بين الأحكام بأنه لا يشترط في دليلها أن يكون قطعيا ، يجمعون على هذا ، أن الدليل المتعلق بحكم شرعي يكفي أن يكون ظنيا والمقصود بالظني ؟ الظن الراجح ؛ لكن بعضهم خاصة من المتأخرين قالوا هذا الدليل لا ينهض لإثبات العقيدة ، العقيدة لا بد ما يكون دليلها قطعي الثبوت قطعي الدلالة ، هؤلاء الآن ندعهم جانبا قولتهم هذه متعلقة بالعقيدة ؛ لكن نقول جدت الآن فئة من الناس منهم الرجل المذكور آنفا ومنهم صاحبه ورفيقه وابن بلده القرضاوي ، يدفعون الآن الأحكام الشرعية بحجة أنه ما في عليها دليل قطعي ، ما في عليها دليل قطعي وهذا هدم للإسلام لأنه من المعلوم أن أكثر الأحكام الشرعية إما أن تكون قائمة على الأحاديث النبوية وإما على الاجتهادات القياسية ؛ فالأحاديث النبوية أكثرها ليست متواترة ، أقلها آحاد ، أحاديث الآحاد عندهم يفيد الظن ؛ فإذا قيل في حكم ما ونحن الآن في صدد الغناء ، لا يوجد فيه يوسف القرضاوي يقول طبعا موافقة منه للغزالي هذا لا يوجد نص قاطع في تحريم آلات الطرب وآلات الموسيقي ؛ ولذلك صدرت من يوسف القرضاوي فتوى لأحد المغنيين البريطانيين الذي مهنته الغناء ، ثم هداه الله أرجو أن يكون اهتدى فعلا إلى الإسلام هداية صادقة مخلصة ، اهتدى إلى الإسلام لكن هو سمع من هنا وهناك أن الغناء حرام فأرسل إليه مطمئنا أنه ما في مانع أن تظل في مهنتك هذه لأنه لا يوجد دليل قاطع يحرم آلات أيش ؟ الطرب والآلات الموسيقى ، أدخلوا كلمة قاطع اشترطوا في الدليل أن يكون قاطعا خلافا لعلماء المسلمين جميعا منشان يتسنى لهم نسف هذا ونسف هذا ، وهذا بحجة أيش ؟ ما في دليل قاطع ، وثم يساعده على ذلك أنه أقل شبهة تعرض من بعضهم بجهل أو بعلم أن هذا الحديث فيه مغمز ، ها ، استرحنا منه لأنه هم غير شيء ،
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 312
- توقيت الفهرسة : 00:00:39
- نسخة مدققة إملائيًّا