التنبيه على خطأ مسابقة الإمام بآمين.
A-
A=
A+
الشيخ : أذكّر الآن بقوله عليه الصلاة والسلام ( إذا أمن الإمام فأمنوا ) هذا على وزان الحديث السابق ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا ) في الحديث الثاني قال ( إذا أمّن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدّم من ذنبه ) ( إنما جعل الإمام ليؤتم به ) على وزان ( إذا أمن الإمام فأمنوا ) كما أن تكبير المقتدي بالإمام لا يكون إلا بعد تكبير الإمام أو بعبارة أخرى إلا بعد شروع الإمام بالتكبير حينذاك يشرع المقتدي بالتكبير على هذا الوزان تماما إذا أمّن فأمّنوا أي إذا انتهى من التأمين أو على الوجه الآخر إذا شرع في التأمين فاشرعوا أنتم في التأمين ما هو الواقع اليوم؟ الواقع على خلاف ذلك تماما, الإمام لا يكاد ينتهي من (( ولا الضالين )) بل يضطر آحيانا مراعاة منه لمخالفة المخالفين أن لا يمد مد اللين ست حركات تخفيفا لمخالفتهم أي هو لا يقول ( ولا الضالين ) ممدودة ست حركات لأنه بيكون انتهوا هم من آمين وهو بعد ما انتهى بعد من ولا الضالين ولذلك فيضطر أنه يمد حركتين أو أربعة بالكثير فهنا تنعكس القضية تماما يصبح الإمام مقتديا والمقتدي إماما المقتدون يقولون آمين قبل الإمام ثم الإمام يقتدي بهم هذا سبحان الله من أقبح المظاهر التي تقع ممن ليس من اللاّهين الذين لا يصلّون وإنّما هذا من المصلّين الذين قاموا بين يدي رب العالمين متقرّبين إليه بأداء هذه الفريضة وإذا هم يقعون في مخالفتين اثنتين إحداهما صريحة أما الأخرى المخالفة التي قلت عنها إنها مخالفة لأنها تخسّرهم أمرا عظيما جدّا بأتفه الأسباب وهو المغفرة من الله تبارك وتعالى حيث قال في آخر الحديث ( فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) ربنا عز وجل من فضله وجوده وكرمه على عباده أنه شرع لهم من الأسباب الميسّرة ليتوصلوا بها إلى أن يحظوا بمغفرة الله تبارك وتعالى هذه المغفرة التي أقول حولها في مثل هذه المناسبة أن المسلم لو عاش حياة نوح عليه السلام التي لبثها في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما لو عاش هذا العمر الطويل المديد المبارك ليحظى بمغفرة الله تبارك وتعالى لكان الثمن بخسا قليلا لأن الإنسان إذا غفر الله تبارك وتعالى له عاش في جنات النعيم أبد الآبدين فمهما تعب ومهما كان عمره طويلا وكان فيه تعباً فالثمن زهيد جدا تجاه تلك الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كما جاء في الحديث الصحيح فما بالكم وثمن هذه المغفرة فقط هذا من فضل الله عليكم معشر المسلمين المصلين هذه المغفرة ثمنها منكم أن تتذكروا هذا الحديث ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) أنا أقول وحق ما أقول إن الحصول على هذه المغفرة بهذا السبب الشرعي سهل لكنه في الحقيقة هو صعب والدليل أقول لكم الآن نحن معشر أهل السنة والذين يحرصون دائما أبدا على أن يحقّقوا في حياتهم كلها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا مثل قول ربنا تبارك وتعالى (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) وأن يحققوا في صلاتهم خاصة قول نبيّهم صلّى الله عليه وآله وسلم ( صلّوا كما رأيتموني أصلي ) فنحن نرى أكثر هؤلاء المصلّين الذين يحرصون معنا على الاقتداء بالرّسول بعامة والاقتداء به في الصّلاة بخاصّة تجاوبا منهم مع الحديث المذكور ( صلّوا كما رأيتموني أصلّي ) نجدهم كلّهم يرفعون أيديهم عند الركوع والرفع منه لماذا؟ لأنها سهلة ما تحتاج إلى شيء أمّا هناك فيحتاج الأمر إلى شيء كبير إلى تحقيق ( إذا أمّن فأمّنوا ) يتطلّب الأمر أن يكون عقل المصلّي مع التّالي, أن يكون عقل المصلي مع التالي مع القارئ وأن يمشي معه في ذهنه في تلاوته للفاتحة آية آية إذا كان كذلك استطاع أن يحبس أنفاسه وأن لا يسبق إمامه بآمين لأنه يتابعه ذهنيا في كل آية حتى وصل إلى الآية الأخيرة من الفاتحة (( ولا الضالين )) فهو ماسك نفسه ولا يتكلم بآ الألف الممدودة هذه إلا إذا سمعها من الإمام إذا هناك فرق بين هذه الحركات التي اعتدناها وصارت سجية لنا وطبيعة منا وبين أن يستحضر أحدنا ذهنه مع قراءة الإمام لكي يحقق هذا الأمر ( إذا أمن الإمام فأمنوا ) إذا لا بد ... المقصود من هذه الكلمة كلها لا بد من أن نستحضر في أنفسنا قراءة الإمام أولا لنكون كما حض الله عز وجل المؤمنين بعامة ألا يتلوا القرآن وقلوبهم غافلة عنها كما قال تعالى (( أم لهم قلوب لا يعقلون بها )) فلكي نكون مستحضرين لما يتلو الإمام أولا بعامة حتى نفهم ما يقرأ, وثانيا لتحقيق هذا الأمر النبوي الذي يوصلنا إلى أن نستحق مغفرة الله فتذكيري إذا لكم في هذا المجلس المبارك إن شاء الله هو أنكم لا تغفلوا عن متابعة قراءة الإمام وأن تحبسوا أنفاسكم ولا تقولوا آمين حتى تسمعوا الإمام شرع بقوله آمين بعد ذلك تؤمنون أنتم معه وبذلك نستطيع أن نحظى إن شاء الله بهذا الأجر العظيم الذي لا نستحقه إلا بفضل الله الكريم وهي مغفرة الله تبارك وتعالى لهذه الموافقة وفي الحديث ذكر الملائكة كما سمعتم حيث علّل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأمر بعدم مسابقة الإمام بقوله ( فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) هذا تعليل لأمر غيبي لا نعرفه بعقولنا ولكن ندركه بعقولنا إذا فهمنا كلام نبينا, نبينا صلوات الله وسلامه عليه ينبئنا بأن هناك ملائكة يصلون معنا نحن لا نشهدهم ولا نراهم لكنهم هم من عمار بيوت الله تبارك وتعالى كما جاء في " صحيح البخاري " من حديث أبي هريرة وغيره ( يتعاقبون فيكم ملائكة في الليل وملائكة في النهار ) طائفة تنزل العصر وطائفة تصعد فالمساجد دائما محضورة بملائكة الله ولما كانت ملائكة الله متميزة عن البشر كما نصّ الله عز وجل في القرآن الكريم (( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) فهم لا يفعلون مثلنا لا يسابقون الإمام بآمين بل هم يمشون مع الإمام في آمين إذا بدأ الإمام بآمين بدأوا هم فنحن معشر الإنس إذا أيضا تشبهنا بملائكة الله عز وجل ولم نسبق الإمام بآمين حينئذ وافق تأميننا تأمين الملائكة فحق فينا وعد ربنا تبارك تعالى ( فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) هذا الذي أردت أن أذكر به وأرجو أن لا يذهب هذا الكلام مع الحاضرين نسيا منسيا بل عليهم أن يغرسوه في نفوسهم وأن يحققوه في صلاتهم وراء أئمتهم وفوق ذلك أن يبلغ الشاهد الغائب لأنني أنا وغيري ممن يهمهم شأن المسلمين قد لاحظوا بأن هذه المخالفة قد عمت البلاد الإسلامية كلها لا نستثني منها بلدا ولو كان ذلك البلد هو مكة أو المدينة, فهذه المخالفة قد عمت وطمت البلاد كلها ولذلك فعلى نسبة انتشار المخالفة يجب أن تنتشر الذكرى والتعليم والتنبيه (( إن في ذلك لذكرى لممن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد )) الآن إذا كان لأحدكم سؤال حول ما سمع أو غير ذلك مما يهمنا اليوم في حياتنا الإسلامية فليتفضل.
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 950
- توقيت الفهرسة : 00:13:54