ما حكم اقتداء النساء بالرجال في الصلاة وهنَّ في غرفة مفصولة من المسجد ؟
A-
A=
A+
السائل : سؤال يا شيخ ، بالنسبة لصلاة النساء .
الشيخ : صلاة إيه ؟
السائل : صلاة النساء .
الشيخ : النساء نعم .
السائل : في بعض المساجد ... بين المكان اللي يصلوا فيه وبين المسجد نفسه ، لكن هو امتداد المسجد ، في حائط تاني ... هل تجوز لهم الصلاة جماعة ... ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم نعم .
السائل : ... .
الشيخ : تقصد بمعنى في جدار ليس له عيون ؟
السائل : إيوا .
الشيخ : فهذا الجدار يعني .
السائل : مع أنُّو خلاف ... .
الشيخ : نعم .
السائل : يعني خلف ... .
الشيخ : أنا أجيبك عن هذا السؤال - إن شاء الله - ، أول ذلك فجواب عن سؤالك أن الصلاة صحيحة ، لأنهم يصلون في المسجد ؛ بخلاف ما لو صلوا في دورهم المجاورة للمسجد ، فعليهم - والحالة هذه - أن يصلُّوا فرادى في مسجد بيوتهم ، ولكن صلاتهم في المسجد في هذه الغرفة المحجوزة بالجدار كما ذكرت فَهُم مع هذا الحجز فهم يصلون في المسجد بلا خلاف ولا تردُّد ، ولكن الذي أريد أن أقوله : لا داعيَ لفصل النساء بهذا الجدار عن المسجد ؛ لأنه في كثير من الأحيان قد يُخطئ الإمام خطأً فالذين لا يشاهدونه يتعرَّضون لزيادة الخطأ على خطأ ، وربما أدَّى بهم إلى بطلان الصلاة ، فيجب أن يكون الإمام وجماعة الرجال تحت مَرمى بصر النساء خشيةَ أن يقع مثل هذا الذي سأحدِّثكم به قريبًا - إن شاء الله - ، هذا أولًا .
وثانيًا لأنَّ هذا الفصل مما جاء من بعض ذوي الاجتهادات التي لم تَقُمْ على السنة الصحيحة أنهم شاهدوا النساء قد تساهلْنَ في جلابيبهنَّ وفي لباسهنَّ إذا خرجن من بيوتهنَّ ، الكثيرات منهنَّ يكون جلبابهنَّ قصير ، فربما إذا ركعت أو سجدت بدى منها ما لا يجوز أن يُرى منها في الطريق فضلًا عن الصلاة ، فَهُم لما لاحظوا هذا الوضع السيِّئ الذي فيه النساء الكثيرات قالوا : نحن نحجب النساء عن الرجال لكيلا يُرى منهنَّ ما لا ينبغي أن يرى منهنَّ مطلقًا ؛ سواء كنَّ في الطريق أو كنَّ في المسجد ، هذا العلاج في اعتقادي هو علاج ليس مشروعًا ؛ لأنه يقرُّ الخطأ ثم يعالجه بخطأ آخر ؛ يعني على مذهب أبي نواس الذي قال :
" وداوني بالتي كانت هي الداء "
ينبغي الفصل ... الفصل هذا الجدار الفاصل بين النساء والرجال ؛ لأن الأمر هكذا في عهد النبوة والرسالة ، ونحن دائمًا نُسمع إخواننا المستمعين للدروس قول نبيِّنا - صلوات الله وسلامه عليه - : ( وخير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ) ، فلم يكن في المسجد يومئذٍ فاصل من جدار ، بل حتى ولا فاصل من ثوب أو ستار كما هو وقع من كثير من المساجد ؛ خاصة في رمضان حينما تشترك النساء في صلاة القيام ، لم يكن شيء من ذلك إطلاقًا ، ولا سيَّما أن المسجد النبوي بالنسبة للمساجد اليوم كان صغيرًا ... ، فما بالك اليوم النساء بيصلوا في آخر الصف والرجال في أول الصف مع ذلك الحاجز بينهنَّ وبين رؤيتهنَّ للمصلين .
السائل : شيخنا في .
الشيخ : إذا سمحت في ذهني شيئان اثنين ، وأرجو أن لا تنسى ما عندك ؛ وبخاصَّة أننا في شوقٍ أن نسمع كلامك ؛ لأنك زدت في الأدب كل هذه المدة الطويلة ما سمعنا صوتك ، فأرجو أن تصبر عليَّ قليلًا ، عندي حديث نبوي ، وقصَّة وقعت لي :
أما الحديث كما جاء في " مسند الإمام أحمد " وغيره في تفسير قوله - تبارك وتعالى - : (( ولقد علمنا المستقدمين )) ... في هذه الآية نزلت هذه الآية في رجلٍ كان يتقصَّد الصلاة في الصف الأخير من صفوف الرجال ؛ لأنه كان يرى هناك امرأةً جميلةً تصلي في الصف الأول من صفوف النساء ، فكان إذا سجد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - - وكما هو السنة - جافى بين كفَّيه ، ونظر هكذا إلى المرأة التي تصلي في الصف الأول ، فنزل قوله – تعالى - : (( ولقد علمنا المستقدمين منكم )) معشر الرجال في الصفوف الأُوَل ؛ (( ولقد علمنا المستأخرين )) في الصف الأخير ؛ حيث يستغلُّها فرصة لتسنح له نظرة إلى تلك المرأة ؛ لأنه يبدو أنه لا يتمكَّن من رؤيتها ؛ لأنها كانت تغطِّي وجهها ، ولكنها في الصلاة تكشف عن وجهها ، فهذه فرصة تسنح له ، فينظر إليها ؛ غرضي من هذا الحديث - بطبيعة الحال - ليس هو الحضّ للرجال أن يتأخروا في الصفوف ، والنساء يتقدَّموا في الصفوف حتى ... النظر إليهنَّ ، وإنما لإثبات أنه لم يكن هناك حاجز لا من زجاج ولا من ستار بين النساء والرجال ، هذا الحديث .
أما ما وقع لي فطرفة وعبرة ؛ نزلت من دمشق منذ نحو أربعين أو خمسين سنة ، كان في عزِّ شبابي إلى قرية هي من مصايف دمشق تُعرف بمضايا ، جاء يوم الجمعة فنظرت من باب المسجد وأنا على سفح جبل يوم الجمعة ، فاتَّفق أن الإمام لم يحضر ، فتعرفون أهل القرى ما فيهم أهل علم وقراءة وكذا ، فنظروا فوجدوا شابًّا لحيته بدأت تنبت من جديد ، فآنسوا به رشدًا ، وأحسنوا به ظنًّا ، قالوا لي : تفضل يا شيخ أو فريخ أو ... ، فتقدمت ... فجر الجمعة ، وأنا أعلم كما تعلمون أن السنة يقرأ سورة السجدة ، لكنني لا أحسنها ، فلذلك لجأت إلى قراءة ما أحسِنُه يومئذٍ من بعض السور ، فافتتحت بقوله - تعالى - : (( كهيعيص )) إلى آخره ، قرأت صفحتين ، ثم ركعت وإذا بالناس كلهم يهوون ساجدين من خلفي ؛ لماذا ؟ متعوِّدين أنُّو التكبيرة الأولى بعد تكبيرة الإحرام هي للسجود ، فهووا ساجدين - فالشاهد هنا - ، الذين من خلفي مباشرة شعروا بأن الإمام ليس ساجدًا ، فقاموا ... معي بالركوع ، أما الذين كانوا من خلف المنبر - وهنا الشاهد - فظلُّوا ساجدين طويلًا حتى سمعوا قولي : " سمع الله لمن حمده " ... مجادلة بينهم هناك ؛ إيش هادا الشيخ ؟ وإيش هادا ما يعرف ؟ كلام ما أدري هو ، لكن في الأخير لمَّا سلمت من الصلاة وعظتُهم وذكَّرتُهم ؛ قلت لهم : يا جماعة أنتم عرب ولَّا عجم ؟ ما بتفرقوا بين ق السجدة هذه وبين (( كهيعص )) ؟ كل هذه المدود ما تنتبهون لها ولا تفرِّقون بينها وبين مقدمة سورة السجدة ألم ؟
السائل : ألم .
الشيخ : نعم ؟ (( ألم )) ، ما تفرقون بين هذه الفاتحة وتلك ، لو هذه القصة وقعت بين الأعاجم لكان هذا ... ؛ لأنهم يشعرون بالفرق بين هذه وبين هذه ، لكن يبدو أنكم عقولكم إنَّما هي في أراضيكم ومجامعكم وحرثكم و و إلى آخره ، عملت ... ، ما الشاهد من هذه القصة ؟ أن هذا المنبر كان سببًا لتعطيل صلاة أولئك ؛ لأنهم انحجبوا عن الإمام ، ولو لم يكن هذا المنبر لَتداركوا خطأهم كما تداركه الذين كانوا من خلفي ، هذا يمكن يقع للنساء المحجوبات بهذه الجدر أو بهذه الأستار ؛ لهذا نحن نقول : ( خير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ) .
الآن ، تفضلوا ، إيش ما عندك ؟
الشيخ : صلاة إيه ؟
السائل : صلاة النساء .
الشيخ : النساء نعم .
السائل : في بعض المساجد ... بين المكان اللي يصلوا فيه وبين المسجد نفسه ، لكن هو امتداد المسجد ، في حائط تاني ... هل تجوز لهم الصلاة جماعة ... ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم نعم .
السائل : ... .
الشيخ : تقصد بمعنى في جدار ليس له عيون ؟
السائل : إيوا .
الشيخ : فهذا الجدار يعني .
السائل : مع أنُّو خلاف ... .
الشيخ : نعم .
السائل : يعني خلف ... .
الشيخ : أنا أجيبك عن هذا السؤال - إن شاء الله - ، أول ذلك فجواب عن سؤالك أن الصلاة صحيحة ، لأنهم يصلون في المسجد ؛ بخلاف ما لو صلوا في دورهم المجاورة للمسجد ، فعليهم - والحالة هذه - أن يصلُّوا فرادى في مسجد بيوتهم ، ولكن صلاتهم في المسجد في هذه الغرفة المحجوزة بالجدار كما ذكرت فَهُم مع هذا الحجز فهم يصلون في المسجد بلا خلاف ولا تردُّد ، ولكن الذي أريد أن أقوله : لا داعيَ لفصل النساء بهذا الجدار عن المسجد ؛ لأنه في كثير من الأحيان قد يُخطئ الإمام خطأً فالذين لا يشاهدونه يتعرَّضون لزيادة الخطأ على خطأ ، وربما أدَّى بهم إلى بطلان الصلاة ، فيجب أن يكون الإمام وجماعة الرجال تحت مَرمى بصر النساء خشيةَ أن يقع مثل هذا الذي سأحدِّثكم به قريبًا - إن شاء الله - ، هذا أولًا .
وثانيًا لأنَّ هذا الفصل مما جاء من بعض ذوي الاجتهادات التي لم تَقُمْ على السنة الصحيحة أنهم شاهدوا النساء قد تساهلْنَ في جلابيبهنَّ وفي لباسهنَّ إذا خرجن من بيوتهنَّ ، الكثيرات منهنَّ يكون جلبابهنَّ قصير ، فربما إذا ركعت أو سجدت بدى منها ما لا يجوز أن يُرى منها في الطريق فضلًا عن الصلاة ، فَهُم لما لاحظوا هذا الوضع السيِّئ الذي فيه النساء الكثيرات قالوا : نحن نحجب النساء عن الرجال لكيلا يُرى منهنَّ ما لا ينبغي أن يرى منهنَّ مطلقًا ؛ سواء كنَّ في الطريق أو كنَّ في المسجد ، هذا العلاج في اعتقادي هو علاج ليس مشروعًا ؛ لأنه يقرُّ الخطأ ثم يعالجه بخطأ آخر ؛ يعني على مذهب أبي نواس الذي قال :
" وداوني بالتي كانت هي الداء "
ينبغي الفصل ... الفصل هذا الجدار الفاصل بين النساء والرجال ؛ لأن الأمر هكذا في عهد النبوة والرسالة ، ونحن دائمًا نُسمع إخواننا المستمعين للدروس قول نبيِّنا - صلوات الله وسلامه عليه - : ( وخير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ) ، فلم يكن في المسجد يومئذٍ فاصل من جدار ، بل حتى ولا فاصل من ثوب أو ستار كما هو وقع من كثير من المساجد ؛ خاصة في رمضان حينما تشترك النساء في صلاة القيام ، لم يكن شيء من ذلك إطلاقًا ، ولا سيَّما أن المسجد النبوي بالنسبة للمساجد اليوم كان صغيرًا ... ، فما بالك اليوم النساء بيصلوا في آخر الصف والرجال في أول الصف مع ذلك الحاجز بينهنَّ وبين رؤيتهنَّ للمصلين .
السائل : شيخنا في .
الشيخ : إذا سمحت في ذهني شيئان اثنين ، وأرجو أن لا تنسى ما عندك ؛ وبخاصَّة أننا في شوقٍ أن نسمع كلامك ؛ لأنك زدت في الأدب كل هذه المدة الطويلة ما سمعنا صوتك ، فأرجو أن تصبر عليَّ قليلًا ، عندي حديث نبوي ، وقصَّة وقعت لي :
أما الحديث كما جاء في " مسند الإمام أحمد " وغيره في تفسير قوله - تبارك وتعالى - : (( ولقد علمنا المستقدمين )) ... في هذه الآية نزلت هذه الآية في رجلٍ كان يتقصَّد الصلاة في الصف الأخير من صفوف الرجال ؛ لأنه كان يرى هناك امرأةً جميلةً تصلي في الصف الأول من صفوف النساء ، فكان إذا سجد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - - وكما هو السنة - جافى بين كفَّيه ، ونظر هكذا إلى المرأة التي تصلي في الصف الأول ، فنزل قوله – تعالى - : (( ولقد علمنا المستقدمين منكم )) معشر الرجال في الصفوف الأُوَل ؛ (( ولقد علمنا المستأخرين )) في الصف الأخير ؛ حيث يستغلُّها فرصة لتسنح له نظرة إلى تلك المرأة ؛ لأنه يبدو أنه لا يتمكَّن من رؤيتها ؛ لأنها كانت تغطِّي وجهها ، ولكنها في الصلاة تكشف عن وجهها ، فهذه فرصة تسنح له ، فينظر إليها ؛ غرضي من هذا الحديث - بطبيعة الحال - ليس هو الحضّ للرجال أن يتأخروا في الصفوف ، والنساء يتقدَّموا في الصفوف حتى ... النظر إليهنَّ ، وإنما لإثبات أنه لم يكن هناك حاجز لا من زجاج ولا من ستار بين النساء والرجال ، هذا الحديث .
أما ما وقع لي فطرفة وعبرة ؛ نزلت من دمشق منذ نحو أربعين أو خمسين سنة ، كان في عزِّ شبابي إلى قرية هي من مصايف دمشق تُعرف بمضايا ، جاء يوم الجمعة فنظرت من باب المسجد وأنا على سفح جبل يوم الجمعة ، فاتَّفق أن الإمام لم يحضر ، فتعرفون أهل القرى ما فيهم أهل علم وقراءة وكذا ، فنظروا فوجدوا شابًّا لحيته بدأت تنبت من جديد ، فآنسوا به رشدًا ، وأحسنوا به ظنًّا ، قالوا لي : تفضل يا شيخ أو فريخ أو ... ، فتقدمت ... فجر الجمعة ، وأنا أعلم كما تعلمون أن السنة يقرأ سورة السجدة ، لكنني لا أحسنها ، فلذلك لجأت إلى قراءة ما أحسِنُه يومئذٍ من بعض السور ، فافتتحت بقوله - تعالى - : (( كهيعيص )) إلى آخره ، قرأت صفحتين ، ثم ركعت وإذا بالناس كلهم يهوون ساجدين من خلفي ؛ لماذا ؟ متعوِّدين أنُّو التكبيرة الأولى بعد تكبيرة الإحرام هي للسجود ، فهووا ساجدين - فالشاهد هنا - ، الذين من خلفي مباشرة شعروا بأن الإمام ليس ساجدًا ، فقاموا ... معي بالركوع ، أما الذين كانوا من خلف المنبر - وهنا الشاهد - فظلُّوا ساجدين طويلًا حتى سمعوا قولي : " سمع الله لمن حمده " ... مجادلة بينهم هناك ؛ إيش هادا الشيخ ؟ وإيش هادا ما يعرف ؟ كلام ما أدري هو ، لكن في الأخير لمَّا سلمت من الصلاة وعظتُهم وذكَّرتُهم ؛ قلت لهم : يا جماعة أنتم عرب ولَّا عجم ؟ ما بتفرقوا بين ق السجدة هذه وبين (( كهيعص )) ؟ كل هذه المدود ما تنتبهون لها ولا تفرِّقون بينها وبين مقدمة سورة السجدة ألم ؟
السائل : ألم .
الشيخ : نعم ؟ (( ألم )) ، ما تفرقون بين هذه الفاتحة وتلك ، لو هذه القصة وقعت بين الأعاجم لكان هذا ... ؛ لأنهم يشعرون بالفرق بين هذه وبين هذه ، لكن يبدو أنكم عقولكم إنَّما هي في أراضيكم ومجامعكم وحرثكم و و إلى آخره ، عملت ... ، ما الشاهد من هذه القصة ؟ أن هذا المنبر كان سببًا لتعطيل صلاة أولئك ؛ لأنهم انحجبوا عن الإمام ، ولو لم يكن هذا المنبر لَتداركوا خطأهم كما تداركه الذين كانوا من خلفي ، هذا يمكن يقع للنساء المحجوبات بهذه الجدر أو بهذه الأستار ؛ لهذا نحن نقول : ( خير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ) .
الآن ، تفضلوا ، إيش ما عندك ؟