ذكر مثال آخر على أن العمل يجب أن يكون خالصا لوجه الله عز وجل حديث أبا هريرة للرجل الذي لم يصبر على جراحه فقتل نفسه - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ذكر مثال آخر على أن العمل يجب أن يكون خالصا لوجه الله عز وجل حديث أبا هريرة للرجل الذي لم يصبر على جراحه فقتل نفسه
A-
A=
A+
الشيخ : وهنا تأتي مناسبة ذكر حديث في * صحيح البخاري * أيضا هو من أحاديث أحفظ أصحاب النبي لأحاديث النبي وهو أبو هريرة رضي الله تعالى عنه حيث روى البخاري عنه: ( أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض غزواته - وأظنها غزوة حنين - قاتل المشركين قتالا شديدا جدا حتى عجب أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) وهم كما تعلمون جميعا أبطال وشجعان هؤلاء عجبوا من شدة قتال هذا الصحابي وعدم مبالاته بالموت كان يهجم على الكردوس من عسكر المشركين ويقتل فيهم ما شاء الله ثم يعود لا يبالي بالموت حتى من تعجبهم أتوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليقولوا له يا رسول الله فلان كذا وكذا فكانت المفاجأة العجيبة الغريبة أن قال عليه الصلاة والسلام ( هو في النار ) هذا الذي تتعجبون من جهاده في لمشركين هو في النار أول مرة وثاني مرة وثالث مرة يقول لهم ( هو في النار، فتعاهد أحد الصحابة الذين لاحظوا استبسال الرجل وسمعوا قول الرسول فيه أنه في النار قال: سأكون رفيقه ، كلما هجم كان معه حتى رأى نهايته أنه وضع رأس السيف في بطنه ) هذا الشجاع الذي عجب الأصحاب من شجاعته ( وضع رأس السيف في بطنه واتكأ عليه حتى خرج من ظهره ومات ) لماذا فعل هذا ؟ لم يصبر على الجراحات التي لقيها بطبيعة الحال في أثناء جهاده في المشركين لم يصبر عليها فنحر نفسه قتل نفسه هنا قال عليه السلام حينما جاء هذا الذي صاحبه ورأى نهاية السوء منه ركض إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليقول له ( يا رسول الله الذي قلنا لك كذا وكذا وقلت لنا ثلاث مرات هو في النار فعل كذا زكذا وضع رأس سيفه في بطنه واتكأ عليه فخرج من ظهره وقتل نفسه، قال:الله أكبر، رسول الله يقول: الله أكبر صدق الله ورسوله إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر ) وفي رواية ( بأقوام ) قصة أخرى أو حديث آخر ( بأقوام لا خلاق لهم ) ثم قال عليه السلام في هذه القصة ( وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة ) الجهاد في سبيل الله من عمل أهل الجنة ( وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) ومن هنا قال عليه السلام ( إنما الأعمال بالخواتيم ) هذه عاقبة المجاهد الذي جاهد ليقال فيه إنه شجاع وبطل أما الرجل الثالث وبه ينتهي الحديث والمحاضرة أو جواب السؤال فهو الغني يخرج زكاة ماله فحينما يأتي يوم القيامة للحساب ( يقال له ماذا عملت في ما أنعمت عليك من مال؟ فيقول يا رب أنفقته في سبيلك فيقال له كذبت إنما أنفقت ليقول الناس فلان كريم وقد قيل خذوا به إلى النار ) إذا العلم النافع لا ينفع صاحبه إلا بأن يكون على منهج السلف الصالح باختصار ثم أن يقرن العمل به وإلا كان حجة عليه وأن يكون في كل ذلك مخلصا في طلبه للعلم وفي عمله بالعلم يجاهد في سبيل الله فهذا نعم العمل ولكن عليه بالإخلاص يزكي ماله فهو أيضا نعم العمل لكن عليه بالإخلاص فنسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يزيدنا علما وأن يلهمنا العمل مخلصين له الدين ولو كره الكافرون والحمد لله رب العالمين.
السائل : بارك الله فيكم يا شيخ.
الشيخ : وفيكم بارك.

مواضيع متعلقة