ذكر مثال للعلم النافع حديث أبا هريرة الثلاث النفر الذين أول من تسعر بهم النار - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ذكر مثال للعلم النافع حديث أبا هريرة الثلاث النفر الذين أول من تسعر بهم النار
A-
A=
A+
وحسبي الآن من تلك الحاديث حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أنه كان في مجلس من مجالس معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه فطلب منه أن يروي لهم حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم في من تسعر بهم النار يوم القيامة أول من تسعر بهم النار فتهيأ رضي الله عنه ليحدث بهذا الحديث الذي طلب منه ولكنه لاستجماعه هول الحديث في نفسه غشي عليه ولما أفاق ولعل في الحديث أنا الآن لا أقطع بهذا ما أفاق حتى نضح بالماء المهم لما أفاق تهيأ أيضا للتحديث به فغشي عليه وهكذا ثلاث مرات ثم جمع همته ونفسه وقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة عالم ومجاهد وغني يوتى بالعالم فيقال له أي عبدي ماذا عملت فيما علمت فيقول يا رب نشرت في سبيلك فيقال له كذبت إنما علمت ليقول الناس فلان عالم وقد قيل خذوا به إلى النار ) هذا الرجل الأول من الثلاثة الذين تسعر بهم النار يوم القيامة نسأل الله عز وجل أن يجيرنا من النار وأن نكون من هؤلاء الثلاثة العالم الذي لا يعمل بعلمه والغني الذي ينفق ماله رياء الناس وذكلك المجاهد فهذا العالم الذي كان يفترض فيه أن يكون في الدرجات العاليات (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) وإذا به في الدرك الأسفل من النار لماذا؟ لأنه علم الناس ونشر علمه ولكن ما ابتغى بذلك وجه الله لذلك كان الإخلاص في العبادات هو الأصل الأساسي فيها ولذلك قال تعالى: (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) فمن عمل عملا ليس لوجه الله فقد أشرك غير الله مع الله فيه كهذا العالم الذي نشر علمه لماذا ؟ ليقول الناس عنه فلان عالم قيل له يوم القيامة هذا الذي مهدت له ورميت إليه وقصدت إليه قد حصلته قال الناس فلان عالم خذوا به إلى النار لأنه لم يكون مخلصا لله في علمه ( ثم يؤتى بالمجاهد فيقال له أي عبدي ماذا عملت فيما أعطيتك من قوة فيقول يا رب قاتلت في سبيلك فيقال له كذبت إنما قاتلت ليقول الناس فلان شجاع - فلان بطل - وقد قيل خذوا به إلى النار ) أيضا هذا المجاهد حينما جاهد في سبيل الله فيما يظهر لكنه كان لا يقصد بذلك وجه الله وكان لا يقصد بذلك أن تكون كلمة الله هي العليا كما جاء في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه : ( أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يا رسول الله الرجل منا يقاتل حمية هل هو في سبيل الله ؟ قال: لا، قال: الرجل منا يقاتل شجاعة هل هو في سبيل الله ؟ قال: لا، قال: ثالث هل هو في سبيل الله؟ قال: لا، قالوا فمن هو في سبيل الله ؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) هذا المجاهد الرجل الثاني من الثلاثة إنما قاتل ليقول الناس فلان شجاع فلان بطل وقد حصل ما رمى إليه أيضا من أن يقول الناس عنه إنه بطل فاستحق دخول النار لفقدانه الإخلاص في جهاده في سبيل الله

مواضيع متعلقة