من طرق تحصيل العلم. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
من طرق تحصيل العلم.
A-
A=
A+
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) .
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) .
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد فإن من وسائل طلب العلم في الكتاب والسنة ليس هو فقط بطريق عقد الحلقات العلمية والتزام بعض العلماء الذين أوتوا حظا وافرا من العلم وإنما هناك وسيلة أخرى لمن قد لا تتاح له الوسيلة الأولى ألا وهي ما دل عليه قول ربنا تبارك وتعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام في قصة ذلك الذي أصيب بجراحات في بدنه في قتال جرى بين المسلمين والمشركين ثم أصبح صباح ذات ليلة جنبا وبدنه كله جراحات فسأل من حوله هل يجدون له رخصة في أن لا يغتسل فأجابوه بالنفي قالوا لا لا بد لك من أن تغتسل ذلك هو مبلغهم من العلم وكان السائل كما يبدو ولا غرابة في ذلك لأنه من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين ربوا على عينه وتخرجوا كما يقال اليوم من مدرسته فأطاع ما أفتي به فاغتسل فكان عاقبة أمره أن مات بسبب أن الماء الذي صبه على بدنه رفع الحرارة فيه بسبب الجراحات التي كانت عليه فمات فلما بلغ خبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غضب غضبا شديدا وقال ( ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العي السؤال ) وهنا الشاهد في هذا الحديث شفاء الجهل السؤال ولذلك فإذا كان فيكم من لم يتح له فرص طلب العلم إما بالحضور على بعض حلقات الذكر والعلم التي يقيمها بعض العلماء من لم يتح له مثل هذه الوسيلة في طلب العلم فها قد حضرت الوسيلة بين أيديكم فقال لكم ربكم (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وقبل أن نبدأ بالإجابة عما يردنا من الأسئلة لا بد من التذكير بمعنى لفظة الذكر في هذه الآية الكريمة خشية أن يلتبس معنى هذا اللفظ الكريم بالذكر المعروف عند الطوائف الصوفية الذين لا يعلمون من الذكر إلا الرقص كما قال ذلك العالم الشاعر " متى علم الناس في ديننا *** بأن الغناء سنة تتبع
وأن يأكل المرء أكل الحمار *** ويرقص في الجمع حتى يقع
وقالوا سكرنا بحب الإله *** وما أسكر القوم إلا القصع
كذاك البهائم إن شبعت *** يرقصها ريها والشبع
فيا للعقول ويا للنهى *** ألا منكر منكم للبدع
تهان مساجدنا بالسماع *** وتكرم عن مثل ذاك البيع " .
وقال آخر " أيا جيل شر جيل " نسيت الشطر الأول " يا جيل ابتداع شر جيل *** لقد جئتم بأمر مستحيل
أفي القرآن قال لكم إلهي *** كلوا مثل البهائم وارقصو لي " .
هذا النوع يسميه بعض الناس هو الذكر هذا الذكر ليس المقصود بالآية السابقة (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) القرآن كما يعلم أهل العلم يفسّر بعضه بعضا فالذكر في هذه الآية هو كقوله تعالى (( إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) نزلنا الذكر هو القرآن الكريم ولذلك فالمقصود هنا من قوله تعالى (( فاسألوا أهل الذكر )) يعني أهل القرآن ولن يكون من أهل القرآن من لا يؤمن بسنة النبي عليه الصلاة والسلام ويركب رأسه ليفسّر كتاب ربّه برأيه ولا يتلقّى تفسيره من هدي أو من سنة نبيه صلّى الله عليه وآله وسلم لأنه من فعل ذلك أي من فسر القرآن برأيه ولم يتلقّى تفسيره من نبيه لا يكون مؤمنا بكتاب ربه لأن في هذا الكتاب يقول رب الأرباب (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) إذًا بيان الذكر أي بيان القرآن تولاّه النبي عليه الصلاة والسلام فالنبي مبيّن لكلام ربه وكلام ربه مبيَّن من نبيّه عليه الصلاة والسلام لذلك لا يجوز التفريق بين الله وبين رسوله بين القرآن وبين بيان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى هذا المعنى الواضح المبين أشار عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح وبه أنهي كلمتي هذه ذلك الحديث هو قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) فمن فرق بين الكتاب والسّنّة فقد فرّق بين الله ورسوله أي ما آمن لا بالله ولا برسوله لأن الله هو الذي قال كما سمعتم (( وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للنّاس ما نزل إليهم )) فالذكر هو القرآن مبيّنا بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على هذا المنهاج نجيب إن شاء عما نعلم جوابه من الأسئلة التالية.

مواضيع متعلقة