كلمة للشيخ عن فقه أثر " تفقهوا قبل أن تسودوا ".
A-
A=
A+
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, في اعتقادي أن أساس الاختلافات التي تقع اليوم ما بين الفئات الإسلامية بعامة وما بين الفئة الواحدة بخاصة هو كما نقول نحن دائما وأبدا عدم التأسي بهدي السلف الصالح والإستقلال في دراسة العلم دون الإهتداء بهديهم والإقتفاء لآثارهم ولست أريد أن أطيل في هذا المجال وإنما أريد أن أذكر بكلمة من ذاك السلف الصالح وهي التي تقول " تفقهوا قبل أن تسودوا " وأظن أن هذا الأثر وهذه الحكمة الطيبة هي من إبراهيم النخعي وهو من التابعين الأجلاء الذين تلقوا العلم والسنة من تلامذة عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه فهو بنظرته الثاقبة كان ينظر إلى بعيد أن كثيرا من الناس يترأسون على بعض الجماعات دون أن يتفقهوا في الدين فيضلون ويضلون, لذلك أوصى بهذه النصيحة المباركة فقال " تفقهوا قبل أن تسودوا " أي تعلموا علم الكتاب والسنة وتفقهوا فيهما قبل أن تصبحوا أسيادا ورؤساء متبوعين فإنكم والحالة هذه يمكنكم أن تكونوا أدلة وموجهين صادقين مخلصين إلى الخبر وإن لم تفعلوا ضللتم ضلالا بعيدا ولعل من مصادر هذه الحكمة قوله عليه الصلاة والسلام المعروف لديكم الوارد في " صحيح البخاري ومسلم " من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) الآن نحن نعرف في العالم الإسلامي جماعات وتكتلات وأحزاب كثيرة جدا.
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام, وقد بدأ مثل هذا التكتل والتحزب في حدود علمي واطلاعي من يوم جماعة الإخوان المسلمين عندكم في القاهرة وترأسها رجل لا نستطيع إلا أن نثني عليه خيرا فيما علمنا ولكن الحق أحق أن يقال إنه لم يكن عالما, ولذلك فصار رئيسا ولما يتفقه ولعلكم جميعا تعلمون أن الفقه في الدين إنما هو الفقه المستقى من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس هو أن يقرأ الإنسان كتابا من كتب الفقه على مذهب من المذاهب الأربعة أو أن يقرأ كتاب الفقه على المذاهب الأربعة حيث في المسألة الواحدة يجد فيها أقوالا عديدة وكثيرة فيأخذ من هذه الأقوال ما يناسب تكتله وتحزبه ولا يلوي على ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مما يوافق ما ذهب إليه أو يخالف وإنما هدفه أن يأخذ من كل مذهب ما يحلو له وما يناسبه, وبناء على ذلك فتجد هذه الطوائف وهذه الجماعات كما قال رب العالمين (( كل حزب بما ليدهم فرحون )) فساد هؤلاء الرؤساء كما قلت أول حزب هو ذاك الحزب إلى اليوم لا تجد مع الأسف الشديد وهذه ظاهرة مهمة جدا جدا لا تجد رئيسها عالما, هذه ظاهرة مهمة جدا قد تكون الجماعة تعد الألوف المؤلفة فلا تجد فيها رجلا عالما وأعني عالما بالمعنى السلفي أي عالما بالكتاب والسنة وليس بمذهب من المذاهب يمكنني حتى نكون صادقين في وصف هذا الواقع المؤلم يمكننا أن نستثني رجلا واحدا وبتحفظ أيضا ألا وهو الشيخ محمود خطاب السبكي, لأن هذا الرجل فعلا شذ عن رؤساء الجماعات الإسلامية بأنه كتل جماعته حوله وهو رجل عالم ولكنه شذ في بعض المسائل عن منهج السلف الصالح ولا أريد أن أخوض في هذا المجال فكان أتباعه يعدون الملايين وكانو حريصين كل الحرص على التمسك بالسنة ولكن هنا ناحية مهمة أيضا جدا جدا وما أكثر هذه النواحي أن الذي يريد أن يحيي السنة وأن يحمل الناس كل الناس عليها يجب أن يكون عالما بالحديث بأصول الحديث, قواعد علم مصطلح الحديث, وتراجم رواة الحديث حتى يتمكن بهذا العلم الشريف أن يميز ما صح من الحديث المروري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مما لم يصح فإذا وجد مثل هذا الرجل في بعض الأحزاب التي جاءت من بعد فيوجد وليس عالما لا بالفقه السلفي المستقى من الكتاب والسنة ولا بالسنة الصحيحة المتميزة عن الأحاديث الضعيفة وآخر مثال لدينا جماعة التبليغ فهؤلاء كما تعلمون يبلغون الملايين وينتشرون في العالم الإسلامي بل وفي العالم الغربي أيضا ولكنهم ليسوا على المستوى العلمي الذي ينبغي أن يتحقق به كل داعية يدعو الناس إلى الإسلام وبخاصة إذا كان داعية في بلاد الغرب وفي بلاد الكفر ذلك لأن الإشكالات والشّبهات التي ترد عليهم هناك أكثر مما يرد عليهم في هذه البلاد فإذا لم يكن متمكنا في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اضطر أيضا أن يجيب من عقله من جهله لنقل فيضل ويضل به كثير من الناس لهذا أنا أرى أن الشباب المتحمس اليوم لا يوجد هناك رئيس تفقه قبل أن يتسود فهذه مشكلة الدعاة في العالم الإسلامي اليوم ونسأل الله أن يهدينا سبيل الرشاد.
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام, وقد بدأ مثل هذا التكتل والتحزب في حدود علمي واطلاعي من يوم جماعة الإخوان المسلمين عندكم في القاهرة وترأسها رجل لا نستطيع إلا أن نثني عليه خيرا فيما علمنا ولكن الحق أحق أن يقال إنه لم يكن عالما, ولذلك فصار رئيسا ولما يتفقه ولعلكم جميعا تعلمون أن الفقه في الدين إنما هو الفقه المستقى من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس هو أن يقرأ الإنسان كتابا من كتب الفقه على مذهب من المذاهب الأربعة أو أن يقرأ كتاب الفقه على المذاهب الأربعة حيث في المسألة الواحدة يجد فيها أقوالا عديدة وكثيرة فيأخذ من هذه الأقوال ما يناسب تكتله وتحزبه ولا يلوي على ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مما يوافق ما ذهب إليه أو يخالف وإنما هدفه أن يأخذ من كل مذهب ما يحلو له وما يناسبه, وبناء على ذلك فتجد هذه الطوائف وهذه الجماعات كما قال رب العالمين (( كل حزب بما ليدهم فرحون )) فساد هؤلاء الرؤساء كما قلت أول حزب هو ذاك الحزب إلى اليوم لا تجد مع الأسف الشديد وهذه ظاهرة مهمة جدا جدا لا تجد رئيسها عالما, هذه ظاهرة مهمة جدا قد تكون الجماعة تعد الألوف المؤلفة فلا تجد فيها رجلا عالما وأعني عالما بالمعنى السلفي أي عالما بالكتاب والسنة وليس بمذهب من المذاهب يمكنني حتى نكون صادقين في وصف هذا الواقع المؤلم يمكننا أن نستثني رجلا واحدا وبتحفظ أيضا ألا وهو الشيخ محمود خطاب السبكي, لأن هذا الرجل فعلا شذ عن رؤساء الجماعات الإسلامية بأنه كتل جماعته حوله وهو رجل عالم ولكنه شذ في بعض المسائل عن منهج السلف الصالح ولا أريد أن أخوض في هذا المجال فكان أتباعه يعدون الملايين وكانو حريصين كل الحرص على التمسك بالسنة ولكن هنا ناحية مهمة أيضا جدا جدا وما أكثر هذه النواحي أن الذي يريد أن يحيي السنة وأن يحمل الناس كل الناس عليها يجب أن يكون عالما بالحديث بأصول الحديث, قواعد علم مصطلح الحديث, وتراجم رواة الحديث حتى يتمكن بهذا العلم الشريف أن يميز ما صح من الحديث المروري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مما لم يصح فإذا وجد مثل هذا الرجل في بعض الأحزاب التي جاءت من بعد فيوجد وليس عالما لا بالفقه السلفي المستقى من الكتاب والسنة ولا بالسنة الصحيحة المتميزة عن الأحاديث الضعيفة وآخر مثال لدينا جماعة التبليغ فهؤلاء كما تعلمون يبلغون الملايين وينتشرون في العالم الإسلامي بل وفي العالم الغربي أيضا ولكنهم ليسوا على المستوى العلمي الذي ينبغي أن يتحقق به كل داعية يدعو الناس إلى الإسلام وبخاصة إذا كان داعية في بلاد الغرب وفي بلاد الكفر ذلك لأن الإشكالات والشّبهات التي ترد عليهم هناك أكثر مما يرد عليهم في هذه البلاد فإذا لم يكن متمكنا في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اضطر أيضا أن يجيب من عقله من جهله لنقل فيضل ويضل به كثير من الناس لهذا أنا أرى أن الشباب المتحمس اليوم لا يوجد هناك رئيس تفقه قبل أن يتسود فهذه مشكلة الدعاة في العالم الإسلامي اليوم ونسأل الله أن يهدينا سبيل الرشاد.
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 1012
- توقيت الفهرسة : 00:02:01