ذكر الشيخ لقصة حصلت له قديمًا حيث نزل مصيفًا بمكان قريبًا من دمشق حيث صلى بهم الصبح .
A-
A=
A+
الشيخ : وبهذه المناسبة أقصُّ عليكم قصة يعني كيف الناس أذهانهم شاردة ولغتهم أعجمية وإن كان اسمهم عرب ؛ مرَّة من ثلاثين سنة تقريبًا نزلت مصيفًا في مصيف في دمشق يبعد عن دمشق نحو خمسين كليومتر اسمه " مضايا " ، جبل مرتفع هواؤه طيِّب عليل ، ففي صلاة الفجر نزلتُ المسجد يوم الجمعة صباح الجمعة ، صلينا تحية المسجد وجلَسْنا ، أُقِيمت الصلاة ، نظروا لم يجدوا الإمام الراتب ، فنظروا إليَّ ظنوا فيَّ شيء من العلم فقدَّموني ، والواقع أنُّو أنا لا أحفظ سورة ق جيِّدًا ، لذلك .
السائل : السجدة .
الشيخ : عفوًا ، سورة السجدة ، وكذلك سورة الدهر ، فقرأت لهم في الركعة الأولى نحو صفحة ونصف من سورة الكهف ، لا ؛ من سوؤة مريم ، فمعتادين الناس في كل صلاة صبح الجمعة أنُّو التكبيرة الثانية يهوي بها الإمام ساجدًا ؛ لأنُّو قرأ آية سجدة ، أنا ما قرأت لهم سورة السجدة ؛ لهم من سورة كهيعص نحو صفحة ونصف كبَّرت راكعًا ، فإذا الناس كلهم يهوون ساجدين ، إي نعم ، فالمسجد مع أنه صغير له منبر طويل يقطع الصف الأول وربما الثاني ، فالجماعة الذين خلفي انتبهوا أنُّو أنا لستُ ساجدًا فتداركوا خطأهم وقاموا وشاركوني في الركوع ، أما أولئك الذين خلف المنبر فظلُّوا ساجدين حتى سمعوا قولي : ( سمع الله لمن حمده ) ؛ صارت شوشرة بقى هناك وضوضاء وغوغاء مع بعضهم البعض ، الله أعلم ماذا تكلَّموا في هذا الإمام الذي بُلُوا به .
بعدما صليت وعظتهم قليلًا ، قلت لهم : يا جماعة ، أنتم عرب ولَّا عجم ؟ والله لو أن هذه القصة وقعت في بلاد من بلاد الأعاجم لَكانت مستنكرة أشدَّ الاستنكار ، أنتم ما تفرِّقون بين (( الم )) وبين (( كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَتِ )) ، وما بقى كل آيات تختلف عن آية السجدة ، لكن يظهر أنُّو عقولكم وأفكاركم وراء البقر والزَّرع والضَّرع كما قال - عليه السلام - في الحديث الصحيح : ( إذا تبايَعْتُم بالعينة ، وأخذتُم أذناب البقر ، ورضيتم بالزَّرع ، وتركتم الجهاد في سبيل الله ؛ سلَّطَ الله عليكم ذلًّا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) .
ثم شرحنا لهم أنُّو وإن كان السنة قراءة سورة السجدة في الركعة الأولى وسورة الدهر في الأخرى ؛ فهذا ينبغي على الإمام أن يترك هذه السنة أحيانًا خشيةَ أن يفهمها عامة الناس أنها فريضة لازمة لا بد منها ، وهويهنّ هكذا ساجدين وهم لم يسمعوا قراءة سورة السجدة كدليل واقعي على أنُّو الجماعة انطبعوا أن الإمام أي إمام يصلي يوم الجمعة في الصبح لازم يصلي السجدة ، وهذا ما نصَّ عليه علماء الحنفية أنَّه ينبغي على الأئمة أن يتركوا ذلك أحيانًا من باب دفع شرِّ الأكبر بالشَّرِّ الأصغر .
السائل : السجدة .
الشيخ : عفوًا ، سورة السجدة ، وكذلك سورة الدهر ، فقرأت لهم في الركعة الأولى نحو صفحة ونصف من سورة الكهف ، لا ؛ من سوؤة مريم ، فمعتادين الناس في كل صلاة صبح الجمعة أنُّو التكبيرة الثانية يهوي بها الإمام ساجدًا ؛ لأنُّو قرأ آية سجدة ، أنا ما قرأت لهم سورة السجدة ؛ لهم من سورة كهيعص نحو صفحة ونصف كبَّرت راكعًا ، فإذا الناس كلهم يهوون ساجدين ، إي نعم ، فالمسجد مع أنه صغير له منبر طويل يقطع الصف الأول وربما الثاني ، فالجماعة الذين خلفي انتبهوا أنُّو أنا لستُ ساجدًا فتداركوا خطأهم وقاموا وشاركوني في الركوع ، أما أولئك الذين خلف المنبر فظلُّوا ساجدين حتى سمعوا قولي : ( سمع الله لمن حمده ) ؛ صارت شوشرة بقى هناك وضوضاء وغوغاء مع بعضهم البعض ، الله أعلم ماذا تكلَّموا في هذا الإمام الذي بُلُوا به .
بعدما صليت وعظتهم قليلًا ، قلت لهم : يا جماعة ، أنتم عرب ولَّا عجم ؟ والله لو أن هذه القصة وقعت في بلاد من بلاد الأعاجم لَكانت مستنكرة أشدَّ الاستنكار ، أنتم ما تفرِّقون بين (( الم )) وبين (( كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَتِ )) ، وما بقى كل آيات تختلف عن آية السجدة ، لكن يظهر أنُّو عقولكم وأفكاركم وراء البقر والزَّرع والضَّرع كما قال - عليه السلام - في الحديث الصحيح : ( إذا تبايَعْتُم بالعينة ، وأخذتُم أذناب البقر ، ورضيتم بالزَّرع ، وتركتم الجهاد في سبيل الله ؛ سلَّطَ الله عليكم ذلًّا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) .
ثم شرحنا لهم أنُّو وإن كان السنة قراءة سورة السجدة في الركعة الأولى وسورة الدهر في الأخرى ؛ فهذا ينبغي على الإمام أن يترك هذه السنة أحيانًا خشيةَ أن يفهمها عامة الناس أنها فريضة لازمة لا بد منها ، وهويهنّ هكذا ساجدين وهم لم يسمعوا قراءة سورة السجدة كدليل واقعي على أنُّو الجماعة انطبعوا أن الإمام أي إمام يصلي يوم الجمعة في الصبح لازم يصلي السجدة ، وهذا ما نصَّ عليه علماء الحنفية أنَّه ينبغي على الأئمة أن يتركوا ذلك أحيانًا من باب دفع شرِّ الأكبر بالشَّرِّ الأصغر .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 178
- توقيت الفهرسة : 00:23:47
- نسخة مدققة إملائيًّا