ذكر الشَّيخ لقصة جرت له مع ضابط تركي في دمشق في مسألة صحَّة حديث .
A-
A=
A+
الشيخ : -- شكرًا .
سائل آخر : بارك الله فيك . --
الشيخ : مرَّة كان جاءني شخص كنت يومئذٍ لا أزال في دكَّاني أصلِّح الساعات عند والدي ، وكان من عادة والدي - رحمه الله - بعد الظهر ينصرف للبيت يقيل ، بتمّ أنا في الدكان وحدي ، وكانت الدكانة مع صغرها واجهتها غربية مضرب شمس ، ننزّل هالغلق الحديد حتى ندفع حرّ الشمس عنا ، ونخلي هيك طاقة صغيرة منشان زبائن .
السائل : من نوع مفتوحة .
الشيخ : آ ، مفتوحة ، أنا جالس يأتيني شخص ملتحي هيك لحية خفيفة ؛ مع أنُّو اللحى يومئذٍ قليلة ، عرفت فيما بعد أنُّو اسمه " نجم الدين بيك " ، وأنَّه كان ضابط في الجيش التركي من جماعة الضباط الأتراك ، إي ، بيطالع لي ساعة من جيبته ماركة " زينيت " هذه فاخرة جدًّا عندنا تبع جيب ، قال لي : شوف لي إياها ، أخذناها صلَّحناها كثير عند الناس ، ثم بعدما انتهى من الشكوى من الناس بدأ يُثني علينا خيرًا ، أنا لما سمعت هذا الثناء قلت له : رويدك ! كانت لحيتي بادئة هيك زغبرة ؛ يعني ابن سبعة عشر ثمان عشر سنة . قلت له : لا تغرَّك هذه ، شو هالمبالغة في المدح ؟ قال : لا ، المسلم له إيش ؟ فراسة ، ورسول الله يقول : ( اتقوا فراسة المؤمن ؛ فإنه ينظر بنور الله ) . قلت له : لكن يا أستاذ ، هذا الحديث ضعيف . بحلق عيونه هيك لقى الكلام هذا أكبر مني بكثير ، حُقَّ له ذلك ، قال لي : شو ضعيف ؟ هديك اليوم قرأناه في " الرسالة القشيرية " .
السائل : خلاص يا أخي ، إذا " الرسالة القشيرية " .
الشيخ : قرأناها " الرسالة القشيرية " على الشَّيخ ، والشَّيخ كان يومها صيته ملأ الشام ، اسمه الشَّيخ " محمد الديراني " . قلت له : إي ، بس قراءتكم للحديث في " الرسالة القشيرية " هذا لا يعني أن الحديث صحيح ؛ لأنُّو كل علم يُؤخذ من أهل الاختصاص فيه . " الرسالة القشيرية " رسالة في التصوف وآداب المريدين مع المشايخ ، أما نحن موضوعنا يتعلَّق بعلم الحديث ، لازم تقول : البخاري صحَّحه ، كذا إلى آخره ، هذا الحديث ضعيف يا أخي . كمان ازداد تعجبًا ، قال لي : أنت على مين قرأت ؟ على الشَّيخ " بدر الدين " ؟ الشَّيخ " بدر الدين " عالم الشام يومئذٍ في الحديث ، هو بيكون والد الشَّيخ " تاج الحسيني " اللي في دور الفرنسيين كان هو رئيس الجمهورية . قلت له : لا . قال لي : لَكان على الشَّيخ " علي الدقر " ؟ قلت له : لا . قال : لَكان ؟ هذا العلم كيف يعني حصَّلته ؟ وين وصلت له ؟ قلت له : عندي دراسة شخصية . يعني سمع شيء ما اقتنع فيه . المهم اتفقنا على تصليح ساعته يجي بموعد معيَّن كما كنا معتادين عليه ، بعد يومين ثلاثة بيفاجئني بنفس الوقت بهالطاقة هَيْ ورقة تُلقى في حضني ؛ لأنُّو نحنا كنا جالسين مش على الكرسي خشب ممدود عالي عن الأرض ونقعد ، فتحت الورقة وإذ هو جايب الحديث من " الرسالة القشيرية " بالسند .
السائل : عن فلان عن فلان عن فلان .
الشيخ : قلت : يا ليته صبر عليَّ كنت أعطيته الجواب . المهم صار ميعاد يأخذ الساعة إجا ، قال لي : خلصت الساعة ؟ قلنا له : تفضل . قال لي : شفت الحديث ؟ قلت له : نعم . قال لي : شو شفت ؟ فأنا سلكت معه طريق شوية كمان غريب ، قلت له : شفت أنُّو المؤلف عم يقول أنُّو الحديث ضعيف ! قال : لا يا أخي ، ما في شيء من هذا . قلت له : بلى في . قال : يا أخي ، أنا كتبته بيدي من الكتاب .
السائل : كيف ... ضعيف .
الشيخ : قلت له : يا أخي بس هَيْ لغة مو كل الناس بيفهموها ، القشيري - رحمه الله - لما ذكر الحديث ليش ذكر السند ؛ قال : حدثني فلان . قال : حدثني فلان . قال : حدثني فلان ؟ منشان العالم المتمكِّن في معرفة تراجم رواة الحديث ومتمكِّن في معرفة علم الجرح والتعديل بيفهم من السلسلة إذا كان الحديث صحيحًا أوضعيفًا ، شوف هون ؟ كان عندنا يومها ما في أقلام حبر ناشف مثل هلق ، زمن قديم ، في قلم كوبيا بيسموه ، أعمل هيك ، شوية هيك بيطلع غامق .
سائل آخر : منشان يعلِّق .
الشيخ : إي نعم ، كتبت له : " عطية = " شخطتين يساوي " ضعيف عند علماء الحديث " .
" عطية " موجود في أعلى السند بإسناده عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( اتقوا فراسة المؤمن ؛ فإنه ينظر بنور الله ) . فـ " عطية " هذا ضعيف عند علماء الحديث ، كلما روى هذا الإنسان حديثًا وتفرد بروايته بيكون الحديث ساقط الاعتبار ، أخذ الساعة ودفع الأجرة وراح الرجل ، مضى والله يمكن أكثر من سنة ، انتقلت أنا من دكانة والدي لدكانة خاصة بي ، ما بشوف غير يوم جمعة جاي هو والشَّيخ " محمد الديراني " .
السائل : شيخه .
الشيخ : هون الشاهد ، إي .
وأنا كان عندي عادي يوم الجمعة بأفتح بس ما بشتغل ، بأفتح لأنه دكانتي كانت على طريق الفلاحين هاللي بيجو من أهل الغوطة من " جوبر " و " دوما " وهديك البلاد ، اللي بدو يأخذ ساعته ، واللي بدو يحط ساعته ، إلى آخره ، بس أنا قاعد بأدرس ، صدفة هديك اليوم كتاب " الترغيب والترهيب " لا تزال النسخة عندي موجودة لليوم عم أدرس فيه ، لما إجا " نجم الدين بيك " ومعه الشَّيخ محمد - الشَّيخ " محمد الديراني " ، رأسًا قمت استقبلتهم مع أنُّو أنا صاحب دكان يعني مفروض أنُّو الزم إيش ؟ مكاني ، لكن ما دام شيخ قمت استقبلته ، أهلًا وسهلًا ، ورجعت لمكاني ، لسا ما جلسوا وجلست قال له : صحيح يا حضرة الشَّيخ أنُّو حديث : ( اتقوا فراسة المؤمن ؛ فإنه ينظر بنور الله ) ضعيف ؟ قال : لا . حديث صحيح ؛ رواه أبو داوود والترمذي ، كان تخريجه للحديث تمام . دليل أنُّو حافظ أو مستعد ؛ واحدة من الثنتين يعني ، لكن لا ؛ هو الحقيقة كان يجلس في المسجد الأموي إذا بتعرفوه هناك مضرب مثل : " فلان الشَّيخ الفلاني بيدرس تحت القبة " .
هاللي بيدرس تحت القبة يعني كما لو كان خطيب المسجد النبوي أو مسجد الحرم المكي ؛ يعني منزلة عالية ، فهذا كان إيش ؟ مدرِّس تحت القبة ، لما قال لي هذا الكلام ؛ العزو صحيح ، لكن المنطق غير صحيح ؛ ليه ؟ لأنُّو عم يستدل بتخريج هؤلاء للحديث على صحة الحديث ، وهذا استدلال غير صحيح بالنسبة لعلم المصطلح ، هون بقى الشاهد خرَّب عليَّ هذا كمان جاءنا بـ " المفخوتة " مثل هداك الأزهري ، رأسًا الكمبيوتر الإلهي اشتغل بسرعة البرق وأسرع ؛ شلون بدي أقنعه هذا أنُّو هذا الكلام غير سليم ؟ قلت له : شو رأيك بحديث ؟ أيوا ؛ كان من تمام كلامه أنُّو هذا الحديث أخرجه هؤلاء ، ولو كان حديثًا ضعيفًا ما رووه . قلت له : شو رأيك بحديث : ( الكلام المباح في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) ؟ أنا شو خطَّطت بقى ؟ راح يقول لي : هذا حديث ما له أصل . لكن خرَّب علي ؛ يعني مفخوتة ثانية ؛ شايف شلون ؟ خطَّطت أنُّو رح يقول : هذا حديث غير صحيح . راح أقول له : ذكروه العلماء ، هَيْ فلان ذكره ، لكن " فختها " معي ؛ قال لي : هذا حديث صحيح . وهو ما له أصل إطلاقًا !!
قلت لحالي : الحق الكذَّاب لورا الباب ؛ مين رواه ؟ الإمام أحمد !! كمان كذب ؛ ما رواه أبدًا بالدنيا محدث إطلاقًا . قال : رواه الإمام أحمد . الإمام أحمد تعرفوا " مسنده " ستة مجلدات ، فيه نحو أربعين ألف حديث . قلت له : أنت شفته بـ " مسند الإمام أحمد " ؟ قال : لا . قلت له : لَكان ؟ قال : شفته بكتاب " الترغيب والترهيب " !!
وهو الكتاب حاططه على الطاولة ، كنت قبل ما يجوا عم أقرأ فيه ، لما إيجو حطيته جانبًا .
السائل : قل له : خرِّج الحديث .
الشيخ : قلنا له : تفضل . من جهله أو ارتباكه واحدة من الثنتين - وأحلاهما مرُّ - ، من ارتباكه أو جهله قال لي : شلون بدي أطالعه ؟!!
رجل عالم بالحديث يعجز عن استخراج حديث ؟!! قلنا له : يا أستاذ ، الأمر سهل ، هذا حديث شو موضوعه ؟ الكلام في المساجد ، المساجد لها علاقة بالصلاة ، إذًا هو بكتاب الصلاة ، تفضل . صار يقلِّب الأوراق على غير هدى ، وأنا عارف ما راح يلاقي شي ، وعملت معه كمان مثل ما بيقولوا كهربت الجو معه شوي : لا تتعب حالك يا أستاذ ، هذا الحديث لن تراه لا في " المسند " ولا في " الترغيب " ، هذا ليس له أصل . قال : لا لا ، له أصل . قلت له : هذا الحديث أورده " الغزالي " في كتاب " الإحياء " ، وأنت تعرف - الله أعلم بيعرف ولَّا ما بيعرف - وأنت بتعرف أنُّو هذا الكتاب خرَّجه " الحافظ العراقي " ، ولما جاء إلى هذا الحديث قال : حديث لا أصل له . قال : لا لا ، له أصل . قلنا له : إذًا التفتُّ أنا لـ " نجم الدين بيك " قلت له : أرجوك يا " نجم الدين بيك " ، إذا وصل الشَّيخ للدار بيطالع لك الحديث من " الترغيب والترهيب " في وُرَيقة صغيرة جزء وصفحة كذا .
السائل : كما كتبت الآن : ( اتقوا فراسة المؤمن ) .
الشيخ : أيوا ، " وهداك وجه الضيف " يقولوا عندنا بالشام ، ماعاد شفناه الرجل ، مستحيل .
سائل آخر : بارك الله فيك . --
الشيخ : مرَّة كان جاءني شخص كنت يومئذٍ لا أزال في دكَّاني أصلِّح الساعات عند والدي ، وكان من عادة والدي - رحمه الله - بعد الظهر ينصرف للبيت يقيل ، بتمّ أنا في الدكان وحدي ، وكانت الدكانة مع صغرها واجهتها غربية مضرب شمس ، ننزّل هالغلق الحديد حتى ندفع حرّ الشمس عنا ، ونخلي هيك طاقة صغيرة منشان زبائن .
السائل : من نوع مفتوحة .
الشيخ : آ ، مفتوحة ، أنا جالس يأتيني شخص ملتحي هيك لحية خفيفة ؛ مع أنُّو اللحى يومئذٍ قليلة ، عرفت فيما بعد أنُّو اسمه " نجم الدين بيك " ، وأنَّه كان ضابط في الجيش التركي من جماعة الضباط الأتراك ، إي ، بيطالع لي ساعة من جيبته ماركة " زينيت " هذه فاخرة جدًّا عندنا تبع جيب ، قال لي : شوف لي إياها ، أخذناها صلَّحناها كثير عند الناس ، ثم بعدما انتهى من الشكوى من الناس بدأ يُثني علينا خيرًا ، أنا لما سمعت هذا الثناء قلت له : رويدك ! كانت لحيتي بادئة هيك زغبرة ؛ يعني ابن سبعة عشر ثمان عشر سنة . قلت له : لا تغرَّك هذه ، شو هالمبالغة في المدح ؟ قال : لا ، المسلم له إيش ؟ فراسة ، ورسول الله يقول : ( اتقوا فراسة المؤمن ؛ فإنه ينظر بنور الله ) . قلت له : لكن يا أستاذ ، هذا الحديث ضعيف . بحلق عيونه هيك لقى الكلام هذا أكبر مني بكثير ، حُقَّ له ذلك ، قال لي : شو ضعيف ؟ هديك اليوم قرأناه في " الرسالة القشيرية " .
السائل : خلاص يا أخي ، إذا " الرسالة القشيرية " .
الشيخ : قرأناها " الرسالة القشيرية " على الشَّيخ ، والشَّيخ كان يومها صيته ملأ الشام ، اسمه الشَّيخ " محمد الديراني " . قلت له : إي ، بس قراءتكم للحديث في " الرسالة القشيرية " هذا لا يعني أن الحديث صحيح ؛ لأنُّو كل علم يُؤخذ من أهل الاختصاص فيه . " الرسالة القشيرية " رسالة في التصوف وآداب المريدين مع المشايخ ، أما نحن موضوعنا يتعلَّق بعلم الحديث ، لازم تقول : البخاري صحَّحه ، كذا إلى آخره ، هذا الحديث ضعيف يا أخي . كمان ازداد تعجبًا ، قال لي : أنت على مين قرأت ؟ على الشَّيخ " بدر الدين " ؟ الشَّيخ " بدر الدين " عالم الشام يومئذٍ في الحديث ، هو بيكون والد الشَّيخ " تاج الحسيني " اللي في دور الفرنسيين كان هو رئيس الجمهورية . قلت له : لا . قال لي : لَكان على الشَّيخ " علي الدقر " ؟ قلت له : لا . قال : لَكان ؟ هذا العلم كيف يعني حصَّلته ؟ وين وصلت له ؟ قلت له : عندي دراسة شخصية . يعني سمع شيء ما اقتنع فيه . المهم اتفقنا على تصليح ساعته يجي بموعد معيَّن كما كنا معتادين عليه ، بعد يومين ثلاثة بيفاجئني بنفس الوقت بهالطاقة هَيْ ورقة تُلقى في حضني ؛ لأنُّو نحنا كنا جالسين مش على الكرسي خشب ممدود عالي عن الأرض ونقعد ، فتحت الورقة وإذ هو جايب الحديث من " الرسالة القشيرية " بالسند .
السائل : عن فلان عن فلان عن فلان .
الشيخ : قلت : يا ليته صبر عليَّ كنت أعطيته الجواب . المهم صار ميعاد يأخذ الساعة إجا ، قال لي : خلصت الساعة ؟ قلنا له : تفضل . قال لي : شفت الحديث ؟ قلت له : نعم . قال لي : شو شفت ؟ فأنا سلكت معه طريق شوية كمان غريب ، قلت له : شفت أنُّو المؤلف عم يقول أنُّو الحديث ضعيف ! قال : لا يا أخي ، ما في شيء من هذا . قلت له : بلى في . قال : يا أخي ، أنا كتبته بيدي من الكتاب .
السائل : كيف ... ضعيف .
الشيخ : قلت له : يا أخي بس هَيْ لغة مو كل الناس بيفهموها ، القشيري - رحمه الله - لما ذكر الحديث ليش ذكر السند ؛ قال : حدثني فلان . قال : حدثني فلان . قال : حدثني فلان ؟ منشان العالم المتمكِّن في معرفة تراجم رواة الحديث ومتمكِّن في معرفة علم الجرح والتعديل بيفهم من السلسلة إذا كان الحديث صحيحًا أوضعيفًا ، شوف هون ؟ كان عندنا يومها ما في أقلام حبر ناشف مثل هلق ، زمن قديم ، في قلم كوبيا بيسموه ، أعمل هيك ، شوية هيك بيطلع غامق .
سائل آخر : منشان يعلِّق .
الشيخ : إي نعم ، كتبت له : " عطية = " شخطتين يساوي " ضعيف عند علماء الحديث " .
" عطية " موجود في أعلى السند بإسناده عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( اتقوا فراسة المؤمن ؛ فإنه ينظر بنور الله ) . فـ " عطية " هذا ضعيف عند علماء الحديث ، كلما روى هذا الإنسان حديثًا وتفرد بروايته بيكون الحديث ساقط الاعتبار ، أخذ الساعة ودفع الأجرة وراح الرجل ، مضى والله يمكن أكثر من سنة ، انتقلت أنا من دكانة والدي لدكانة خاصة بي ، ما بشوف غير يوم جمعة جاي هو والشَّيخ " محمد الديراني " .
السائل : شيخه .
الشيخ : هون الشاهد ، إي .
وأنا كان عندي عادي يوم الجمعة بأفتح بس ما بشتغل ، بأفتح لأنه دكانتي كانت على طريق الفلاحين هاللي بيجو من أهل الغوطة من " جوبر " و " دوما " وهديك البلاد ، اللي بدو يأخذ ساعته ، واللي بدو يحط ساعته ، إلى آخره ، بس أنا قاعد بأدرس ، صدفة هديك اليوم كتاب " الترغيب والترهيب " لا تزال النسخة عندي موجودة لليوم عم أدرس فيه ، لما إجا " نجم الدين بيك " ومعه الشَّيخ محمد - الشَّيخ " محمد الديراني " ، رأسًا قمت استقبلتهم مع أنُّو أنا صاحب دكان يعني مفروض أنُّو الزم إيش ؟ مكاني ، لكن ما دام شيخ قمت استقبلته ، أهلًا وسهلًا ، ورجعت لمكاني ، لسا ما جلسوا وجلست قال له : صحيح يا حضرة الشَّيخ أنُّو حديث : ( اتقوا فراسة المؤمن ؛ فإنه ينظر بنور الله ) ضعيف ؟ قال : لا . حديث صحيح ؛ رواه أبو داوود والترمذي ، كان تخريجه للحديث تمام . دليل أنُّو حافظ أو مستعد ؛ واحدة من الثنتين يعني ، لكن لا ؛ هو الحقيقة كان يجلس في المسجد الأموي إذا بتعرفوه هناك مضرب مثل : " فلان الشَّيخ الفلاني بيدرس تحت القبة " .
هاللي بيدرس تحت القبة يعني كما لو كان خطيب المسجد النبوي أو مسجد الحرم المكي ؛ يعني منزلة عالية ، فهذا كان إيش ؟ مدرِّس تحت القبة ، لما قال لي هذا الكلام ؛ العزو صحيح ، لكن المنطق غير صحيح ؛ ليه ؟ لأنُّو عم يستدل بتخريج هؤلاء للحديث على صحة الحديث ، وهذا استدلال غير صحيح بالنسبة لعلم المصطلح ، هون بقى الشاهد خرَّب عليَّ هذا كمان جاءنا بـ " المفخوتة " مثل هداك الأزهري ، رأسًا الكمبيوتر الإلهي اشتغل بسرعة البرق وأسرع ؛ شلون بدي أقنعه هذا أنُّو هذا الكلام غير سليم ؟ قلت له : شو رأيك بحديث ؟ أيوا ؛ كان من تمام كلامه أنُّو هذا الحديث أخرجه هؤلاء ، ولو كان حديثًا ضعيفًا ما رووه . قلت له : شو رأيك بحديث : ( الكلام المباح في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) ؟ أنا شو خطَّطت بقى ؟ راح يقول لي : هذا حديث ما له أصل . لكن خرَّب علي ؛ يعني مفخوتة ثانية ؛ شايف شلون ؟ خطَّطت أنُّو رح يقول : هذا حديث غير صحيح . راح أقول له : ذكروه العلماء ، هَيْ فلان ذكره ، لكن " فختها " معي ؛ قال لي : هذا حديث صحيح . وهو ما له أصل إطلاقًا !!
قلت لحالي : الحق الكذَّاب لورا الباب ؛ مين رواه ؟ الإمام أحمد !! كمان كذب ؛ ما رواه أبدًا بالدنيا محدث إطلاقًا . قال : رواه الإمام أحمد . الإمام أحمد تعرفوا " مسنده " ستة مجلدات ، فيه نحو أربعين ألف حديث . قلت له : أنت شفته بـ " مسند الإمام أحمد " ؟ قال : لا . قلت له : لَكان ؟ قال : شفته بكتاب " الترغيب والترهيب " !!
وهو الكتاب حاططه على الطاولة ، كنت قبل ما يجوا عم أقرأ فيه ، لما إيجو حطيته جانبًا .
السائل : قل له : خرِّج الحديث .
الشيخ : قلنا له : تفضل . من جهله أو ارتباكه واحدة من الثنتين - وأحلاهما مرُّ - ، من ارتباكه أو جهله قال لي : شلون بدي أطالعه ؟!!
رجل عالم بالحديث يعجز عن استخراج حديث ؟!! قلنا له : يا أستاذ ، الأمر سهل ، هذا حديث شو موضوعه ؟ الكلام في المساجد ، المساجد لها علاقة بالصلاة ، إذًا هو بكتاب الصلاة ، تفضل . صار يقلِّب الأوراق على غير هدى ، وأنا عارف ما راح يلاقي شي ، وعملت معه كمان مثل ما بيقولوا كهربت الجو معه شوي : لا تتعب حالك يا أستاذ ، هذا الحديث لن تراه لا في " المسند " ولا في " الترغيب " ، هذا ليس له أصل . قال : لا لا ، له أصل . قلت له : هذا الحديث أورده " الغزالي " في كتاب " الإحياء " ، وأنت تعرف - الله أعلم بيعرف ولَّا ما بيعرف - وأنت بتعرف أنُّو هذا الكتاب خرَّجه " الحافظ العراقي " ، ولما جاء إلى هذا الحديث قال : حديث لا أصل له . قال : لا لا ، له أصل . قلنا له : إذًا التفتُّ أنا لـ " نجم الدين بيك " قلت له : أرجوك يا " نجم الدين بيك " ، إذا وصل الشَّيخ للدار بيطالع لك الحديث من " الترغيب والترهيب " في وُرَيقة صغيرة جزء وصفحة كذا .
السائل : كما كتبت الآن : ( اتقوا فراسة المؤمن ) .
الشيخ : أيوا ، " وهداك وجه الضيف " يقولوا عندنا بالشام ، ماعاد شفناه الرجل ، مستحيل .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 119
- توقيت الفهرسة : 00:41:38
- نسخة مدققة إملائيًّا