ذكر مناقشة وقعت بين الألباني ومفتي سوريا
A-
A=
A+
الشيخ : وأنا أذكر الآن نقاشا كان جرى بيني وبين أحد المذهبيين في جلسة ربما كانت تجمع ضِعف هذا الجمع المبارك مع مفتي مزة هناك في سوريا هو يظل مذهبيا ويأبى علينا أن يتجاوب معنا في الرجوع إلى أدلة الكتاب والسنة لحل مشاكل الأمة التي دائما هي في تجدد مستمر فكان من حديثي معه يا شيخ من أين نأخذ الجواب عن بعض المسائل التي تقع ولا تزال تقع ولم تكن قد وقعت من قبل إلا بالاجتهاد قال: مثل ماذا؟ قلت له: مثلا ماذا تقول في الصلاة في الطائرة هل تجوز أم لا؟ قال بكل جرأة نعم قلت له: ما هو الدليل وهو مفتي مفتي البلد الذي أنا أتباحث معه فيها قال قياسا على الصلاة في السفينة قلت ما هو الجامع بين المقيس والمقاس عليه قال: الصلاة في السفينة متصلة بالأرض بواسطة الماء والصلاة في الطائرة متصلة أيضا بالأرض بالهواء قلت: حسن ولكنك أنت الآن ما شعرت بأنك اجتهدت قال: كيف؟ قلت: القياس آخر الأدلة الأربعة قلنا آنفا القرآن السنة الإجماع القياس فالذي يحسن أن يقيس معناه اجتهد فأنت تنكر الاجتهاد ثم تقع فيما تنكر على أنك قد أخطأت أصبت في اجتهادك وأخطأت قال كيف؟ قلت: لا أرى أن أخطأت بالنسبة للأدلة التي أنت ذكرت منها الصلاة في السفينة وهذا حديث صحيح لكنك خالفت مذهبك قال كيف؟ قلت: جاء في شرح الرافعي للوجيز لو أن رجلا شوفوا القياس بقا لو أن رجلا صلى في أرجوحة ليست معلقة بالسقف ولا مدعمة من الأرض فصلاته باطلة وهذه هي الطائرة خاصة التي تسمى اليوم بالهلوكوبتر تقف هكذا لا هي معلقة بالسقف ولا هي مدعمة من الأرض فعلى مذهبك وجمودك على المذهب لازم تقول أن الصلاة في الطائرة باطلة قال أنا ما وقفت على هذا النص قلت له من علم حجة على من لم يعلم وقد دللتك على المصدر فالشاهد بارك الله فيك فيما نحن بحاجه إليه من العبادات لسنا بحاجة إلى القياس إطلاقا ولكن كما قال الإمام الشافعي القياس ضرورة فنلجأ إلى القياس لرفع هذه الضرورة وإلا نحن في غنى عنه هاتوا غيره شو عندكم ولا نمشي .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 538
- توقيت الفهرسة : 00:52:45
- نسخة مدققة إملائيًّا