كلمة الشيخ إبراهيم شقرة حول الإشتغال بالعمل السياسي . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلمة الشيخ إبراهيم شقرة حول الإشتغال بالعمل السياسي .
A-
A=
A+
إبراهيم شقرة : أقول أولا بارك الله فيكم ذكرتم مسائل أما المسألة الأولى فهي أن الذين يشتغلون الآن بالعمل السياسي أو بإثارة الجماهير في بلاد المسلمين إما أن يكون ذلك ناشئا من أن ذلك ناشئ إما من سوء تصور قصور تصور أو جهل في العقيدة والحقيقة أنا أحب أن أضيف شيئا آخر لعله يكون جامعا بين الأمرين والذي يعلم الشيء ولا يخالف عنه إن كان غير صحيح أو يخالف عنه إن كان صحيحا فهو في حقيقة الأمر وواقع الحال ليس مرتكبا خطأ يمكن أن يغتفر وإنما آتٍ خطيئة عظيمة من الخطايا لأنه يعلم بأن الأمر لا يعود عليه وحده والضرر وإنما يعود على الأمة برمتها فهناك أمر ثالث كما قلت ألا وهو أن كثيرا من الذين يتبؤون منازلهم الرفيعة المرموقة في هذه الدعوة وفي بلادنا اليوم وفي غير بلادنا أنا أقول لا يصنعون ذلك من سوء نية لأنه لا يجوز لنا أن نحكم على النوايا بالشر والسوء حتى لو وجدنا أولئك الناس يخالطون السوء فعلا الذي نعتقد أنه سوء ذلكم لأن الله عز وجل هوالذي تكفل بنوايا العباد وليس لنا إلا أن نحكم على الظاهر وإن كان الظاهر فاسدا ولكن قد تكون النية صالحة ولكنه في عمله هذا أو ذاك فأقول إن كثيرا من هؤلاء وهذا الذي يغلب على الظن إن لم يكونوا جميعا في مثل هذه الأيام السوداء الحالكة في سوادها التي يعيشها المسلمون في أرجاء الأرض كلها وفي أرضنا الإسلامية بخاصة أقول إن المسلمين في حاجة الآن إلى أن يعرفوا من هم أولاً فهؤلاء الذين يتبؤون منازل عالية في الدعوة ويشار إليهم بالبنان ويقرأ لهم ويسمع وربما تخطفوا ألباب الناس وعقولهم وأعينهم وأسماعهم وجمعوهم بمعسول الكلام وحلو اللفظ والحماسة والإثارة أقول إننا نتعلم أو تعلمنا من واقعنا السياسي المعاصر أن أعداء الإسلام إذا أرادوا أن يصنعوا لهم صنيعة وهذا كان فيما مضى كانوا إذا أرادوا أن يصنعوا لهم صنيعة يخدموا مقاصدهم ويؤدي الواجب الذي يلقى عليه منهم ويخدمهم الخدمة التي يريدونها ماذا كانوا يصنعون ؟ كانوا يأتون أو يتتبعون خطى ذلك الإنسان منذ نعومة أظفاره إلى أن يشب فيتخذون منه سلما صغيرا يصعدون عليه لتحقيق مآربهم بعد أن يخرجوا من بلاد المسلمين وهذا كثير وكثير جدا كيف كانوا يصنعون يأتون بهذا الرجل الذي يشدون أو يشدونه إليهم إما أن يلقوه في السجن وإما أن يعذبوه وإما أن يصنعوا معه شيئا ما وهو يعلم ربما ذلك ابتداءً أو ربما لا يعلم ثم بعد ذلك يستميلونه حتى يضعوه في أعلى مناصب المسؤولية فإذا به يؤدي الخدمة الجلّة التي لا يؤديها حتى أعداء الإسلام أنفسهم لأنفسهم بأنفسهم فكان من هؤلاء الصنائع كثيرون وكثيرون جدا ولا زالت البلاد حتى هذه الأيام تعيش المآسي التي خلفوها من ورائهم ، ومن قواعد الاستعمار الغربي التي عرفناها كان من قواعدهم إذا خرجوا ذا خرجوا إذا حكموا بلاد المسلمين مائة عام لا بد أن يتركوا من ورائهم آثارا من أولئك الذين يربونهم على أعينهم يتركونهم من ورائهم ليحكموا بمثل هذا النظام أو هذا الحكم ربما ضعف أو ضعفي المدة التي مكثوا فيها في تلك البلاد والديار فأقول الآن ربما كانت هناك صناعة أخرى تشبه هذه الصناعة في أهدافها وغاياتها وإن اختلفت في أسلوبها ولكنها في حقيقتها لا تختلف ألا وهي أن أعداء الإسلام ربما أخذوا يوجهون بعض الناس توجيها خفيا بعيدا ويوجهونهم بالأساليب التي يعرفونها وقد عرفنا في مأساة الحرب التي وقعت في قبل ثلاث سنوات وأودت إلى فرض النظام العالمي الأمني الجديد على بلاد المسلمين عرفنا أن الكفار ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بإثارة النفوس وتهيئتها بأن صوروا بعض الناس في بلاد المسلمين بأنهم أقدر الناس على أن يضربوا هذه الأمة الغربية برمتها بجيوشها وعدتها وعُددها وأسلحتها إلى غير ذلك فكانت المأساة من هذا الباب وهذا ربما لم يكن عندهم أو كان عند ذلك الذي وُجّه ربما كان يعرف أو لا يعرف ولكن هذا لا يهمنا يهمنا أولئك الذين يتفقون معنا في البحث عن الغاية والوصول إلى الوسيلة المناسبة التي تحقق تلك أو هذه الغاية يهمنا أمر هؤلاء كثيرا جدا وهم إخواننا ولا شك في فهم العقيدة على الأقل أما إن أخطؤوا في الأسلوب فعلينا أن نبادرهم قبل أن يستفحل الشر ويطول ثم بعد ذلك تكون النتيجة مأساة أكبر وأعظم من تلك المأساة التي لا زلنا ولا أدري متى ستنتهي آثارها من حياتنا التي نحياها لذلك أقول إن بعضا من هؤلاء ربما صُوّر لهم أو وُضع لهم غايات بعيدة وأخذوا يحركونهم من وراء الستار ويوجهونهم التوجيه الذي ربما أودى بنا إلى ما هو شر مما وقعنا فيه وإنني لأعجب كل العجب من تلك الحركات التي تنشأ تحتضنها بلاد الكفر ويقولون عنها أو بأن هذه الحركات الإسلامية إنها تجد المتنفس اللائق أو المناسب لها في تلك البلاد التي تعشق الحرية كفرنسا وبريطانيا وأمريكا وغيرها ألا يدري هؤلاء بأنهم يعيشون في ظل الكفر وأن هذه الدول الكافرة إنما تريد الوقيعة بين المسلمين في أرض المسلمين نفسها إنني لأعجب لهؤلاء هؤلاء يفقهون الواقع جدا ولكننا نحن لا نفقه الواقع عندما نريد أو نقول للناس افهموا عقيدة الإسلام أولا تصفية وتربية بمقتضيها ومقتضاها معا حتى نكون نحن الذين نعرف كيف نخاطب الناس على الأمد البعيد والقريب هذه واحدة أما الثانية جزاكم الله خيرا إلى مسألة مهمة وأرجو أن تكون هذه المسألة تقع في مسامع المسلمين جميعا في هذه الأيام لأهميتها وضرورة أن تصلهم جميعا ألا وهي أن كثيرا من إخواننا الذين يشاركوننا هذا المنهج ربما لا يفهمون العقيدة الصحيحة التي نحن ندندن وندعو الناس إليها ونقول وندعي أننا نفهم العقيدة وقد ألمحتم إلى هذا بمثل ضربتموه وهو مثل واضح بيّن الكثير أيضا من إخواننا ربما يقولون بمقولة أولئك المفوضة الذين لا يقولون بأننا نفهم النصوص على ظاهرها لكننا أيضا نفوض النصوص فهما ومعنى للذي لله تبارك وتعالى ولبيان رسوله صلى الله عليه وسلم الذي بينا لنا شيئا وأخفى عنا شيئا لذلك أقول هنا هذا الفهم المختصر الناقص في العقيدة أقول حقيقة فعلا بأن كثيرا من إخواننا في حاجة إليه وإني لأعجب كل العجب والله لأولئك الذين يقولون يتصدرون موائد الدرس والبحث والمحاضرة والمناظرة والدعوة إلى الإسلام يقولون إن عقيدة الإسلام من أولها إلى آخرها يمكن أن نفهمما في بضع دقائق كيف يمكن فهمها في بضع دقائق ونحن نجلس الآن معكم منذ أكثر من ساعة ونصف وأنتم تبينون لنا شيئا بسيطا أوجزئيا من جزئيات العقيدة الإسلامية الصحيحة فكيف يتصور من هؤلاء أن يقولوا لعامة المسلمين ولا أقول لخاصتهم لأنهم يضربون المثل بأولئك العرب الذين كان أحدهم يجلس أمام النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسأله السؤال فيحمله وينطلق به إلى عشيره وقبيله لقد ذكرتم أيضا بأن العرب استعجموا كما أن الأعاجم استعربوا فإن العرب قد استعجموا أيضا وفي صلب بلادهم وفي عقر دارهم صار الاستعجام على ألسنتهم فكيف لهؤلاء أن يفهموا العقيدة في عشر دقائق بل ربما أحدهم لا يفهم الحكم الواحد من أحكام الصلاة أو الصيام وتمضي الأعوام تلو الأعوام ويأتي شهر الصيام مرة في كل عام ثم بعد ذلك تجد عامة الناس وخاصتهم يسألون في حكم واحد تكرر في كل عام فهل يمكن أن يفهم الفرع إذا لم الأصل وكيف يُفهم الأصل إذا كان مثل هذا الفهم يلقى في أسماعهم وعلى قلوب وعلى ألسنتهم لذلكك الذي أقوله لهؤلاء الإخوان الذين يدعون إلى التغيير الجزري كما يقولون بأنه آن للأمة بأن تخرج من قممها وأن تسير إلى الغايات التي نصبت لها أقول لهؤلاء الإخوة جزاكم الله خيرا ولا نسيء فيكم الظن ولا نحملكم على التخطئة حملا ظناً منا أنكم أنتم أخطأتم فقط ولكن نقول إن الظاهر هو الذي نحكم عليه لذلك نحن نحرص عليكم أو على مصلحتكم كما تحرصون أيضا على مصلحة المسلمين ونحن أيضا ربما نكون بهذا الفهم الدقيق وهذا الفقه البصير وهذا النظر السديد الذي منّ الله به على شيخنا وعلى أيضا من يُتهم بأنه يأخذ العلم عنه بأنه يدور في فلكه ويأخذ عنه لأنه يريد بهم الرجوع إلى الوراء أقول لهؤلاء إننا على فهم إن لم نكن أحسن منكم فيه في دين الله عز وجل في كثير من القضايا فإنكم لا تفوقوننا فهما في هذه المسألة التي تسمونها فقه الواقع فنحن نفقه الواقع أكثر منكم بكثير والشاهد على ذلك هذه المحاضرة النفيسة التي تشعب فيه شيخنا وجال في أطراف العلم أخذا من هنا وهناك من الأدلة الشرعية التي يقتضيها العقل السديد والتي تنتهي أيضا إلى لا أقول إلى تصوير العقل فهذا أمر بدائيٌ ولكن أقول بأن العقل يهدي إلى ما يهدي إليه الشرع فيتوافق صريح العقل مع صريح النقل يأننا أمة لا تصلح إلا على هذين الأساسيين التصفية والتربية وأخيرا وليس آخرا أقول جزاكم الله خيرا يا شيخنا وبارك فيكم وجزى الله عنا ضيفنا العزيز أخونا الشيخ عبد الر حمن عبد الله العبيلان على هذا السؤال القيم النفيس الذي جادت قريحة شيخنا بعلمه الذي نعرفه عنه بهذا العلم الذي وقفنا ولا أقول بأننا زدنا إيمانا بما يقول شيخنا بل إننا نزداد يوما بعد يوم بأنه لا يصلح لهذه الأمة إلا مثل هذا الفهم الذي ألقاه على مسامعنا شيخنا وجزاه الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله.

الشيخ : جزاكم الله خيرا - لك كلمة؟ - جزاكم الله خيرا كثيرا ونفعنا بما سمعنا جميعا ، ... .

مواضيع متعلقة