الحذر من قراءة كتب لا يعرف كاتبه .
A-
A=
A+
الشيخ : من إخواننا طلاب العلم أن لا يقتربوا ولا أن يتأثَّروا بأيِّ كتاب يقع تحت أيديهم لا يعرفون شيئًا عن مؤلفه ، هذا الذي أنت الآن تُشير إليه ؛ هل هو معلوم لديكم بالعلم ؟!
السائل : بالعكس معلوم .
الشيخ : إذًا لا يقال مثل هذا الوزن !
السائل : ... .
الشيخ : نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : ... لكن لماذا تقرؤون مثل هذه الكتب ؟ في مثل عامي عندنا في السورية يقول : " اللي ما يريد يشوف منامات مكربة لا ينام بين القبور " ، بعدين إذا نام بين القبور راح يشوف شيء مكرب ، ويفيق زي عالي ، لا ، أنت تصرف نفسك عن قراءة أيِّ كتاب من كتب المعاصرين هؤلاء الذين هم يُعتبرون بتعبير السلف قديمًا من أهل الأهواء ، هذا إذا كانوا علماء ، وأكثرهم لا علمَ عندهم في الحقيقة ، هذا أردت حول الجواب أن ألفت النظر إليه ؛ أن الرد ... أولًا الحديث المذكور عن ابن عمر . =
سائل آخر : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
...
= حديث ابن عمر هذا في " سنن أبي داود " ؛ مع أن أبا دواد قال فيه : " حديث منكر " ؛ لكني أعتقد أنه حديث ثابت ، وهنا الآن ... نلفت النظر إلى أن ذاك المؤلف لو لم يكن من أهل الأهواء - وهو حتمًا ليس من أهل العلم والمعرفة بالحديث الصحيح والضعيف - لَكان عليه حين نقل الحديث أن يقول - مثلًا - نقله ... ، لكنه هو وأمثاله كما قال ابن تيمية - رحمه الله - في بيان الفرق بين أهل السنة والبدعة يقول - رحمه الله - : " أهل السنة يذكرون ما لهم وما عليهم ، أما أهل البدع والأهواء يذكرون ما لهم ولا يذكرون ما عليهم " ؛ فهذا ما يتعلق بإسناد الحديث .
أما متنه ؛ فهو أبعد ما يكون عن جواز الاستدلال به على توريد أحاديث تحريم الملاهي إلى الكراهة كما نقلتَ ، وهذا يؤكد - أيضًا - أن الرجل ليس على علم ، علمًا أحاديث التحريم الصَّريحة لا تقبل التأويل ، بينما حديث ابن عمر هذا لا يدل على الجواز ، بل يدل على العكس من ذلك تمامًا ؛ لأن الحديث كما يرويه نافع عن ابن عمر قال ابن عمر : كنتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمع يراعة الراعي ، فوضع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أصبعيه على أذنيه وهو يمشي ، ويقول لابن عمر : ( أتسمع أتسمع ؟ ) . فقال له : لا أسمع . فأنزل أصبعيه ، والحديث فيه أن ابن عمر كان يسمع بدليل أنُّو الرسول كان يسأله : ( أتسمع أتسمع ؟ ) . انظر الآن كيف تعمى الأهواء بأصحابها ، هو لم يحتج بأن الرسول - عليه السلام - وضع أصبعيه في أذنيه ، وإنما احتجَّ بسماع ابن عمر ، وهنا نقول : ... بأن الاستماع إلى الأغنية جرى إنكار يفتح الأغاني وآلات الموسيقى ، فأنت - والحالة هذه - في حال من حالتين ؛ إما أن تفعل هكذا ، أو أنت في عملك في كلامك ؛ في هذه الحالة فأنت مستمع ، فأنت شريكه في الأثم ، أما في الحالة الأخرى فأنت سامع وليس بمستمع ؛ فما عليك من إثم في الحالة الثانية ، وإنما الإثم في الحالة الأولى ؛ تُرى ابن عمر كان مستعمًا أم كان سامعًا ؟ كان سامعًا ، وين الحجة فيما يقول ؟ هذا شيء ، الشيء الثاني الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما استمع ، وإنما سمع ، لكن من ورعه - عليه السلام - أنه سدَّ أذنيه عن أن يدخل أذنه شيء مما لا يجوز .
وأخيرًا : ليس في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقرَّ يراعة الراعي ، وهذا من تصوُّرهم القاصر ؛ لأنهم تصوَّروا أن الرسول مرَّ بالراعي وهو في جانب الطريق ، فسكت عن يراعته وعن عزفه عليها ، فصار إقرارًا فدل على الجواز !! ليس في الأمر شيء من ذلك ، تعرفون أنتم من عادة الرعيان أنهم يتكبَّدون الطريق البعيدة ، وأن صوت اليراعة يستمع من مكان بعيد ؛ فهل يعني هذا المستدل أنُّو كان على الرسول أن يتتبَّع صوت الراعي هذا الذي يعزف باليراعة ، وأن يذهب إليه ، وأن يقول له : هذا لا يجوز ؛ كل هذا أحمولات وتكلُّفات ما ينبغي للعالم أن يقول شيئًا من ذلك وهو ... - بارك الله فيك - .
...
الشيخ : طيب ؛ جزاك الله خير .
... جواز آلات الموسيقى ، وإنما فيه أن الرسول - عليه السلام - لم يستمع لليراعة وهي بعيدة عنه ، وأن ابن عمر سمع وما استمع ، والبحث في الاستماع ، وليس في السماع ؛ واضح ؟
السائل : واضح .
السائل : بالعكس معلوم .
الشيخ : إذًا لا يقال مثل هذا الوزن !
السائل : ... .
الشيخ : نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : ... لكن لماذا تقرؤون مثل هذه الكتب ؟ في مثل عامي عندنا في السورية يقول : " اللي ما يريد يشوف منامات مكربة لا ينام بين القبور " ، بعدين إذا نام بين القبور راح يشوف شيء مكرب ، ويفيق زي عالي ، لا ، أنت تصرف نفسك عن قراءة أيِّ كتاب من كتب المعاصرين هؤلاء الذين هم يُعتبرون بتعبير السلف قديمًا من أهل الأهواء ، هذا إذا كانوا علماء ، وأكثرهم لا علمَ عندهم في الحقيقة ، هذا أردت حول الجواب أن ألفت النظر إليه ؛ أن الرد ... أولًا الحديث المذكور عن ابن عمر . =
سائل آخر : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
...
= حديث ابن عمر هذا في " سنن أبي داود " ؛ مع أن أبا دواد قال فيه : " حديث منكر " ؛ لكني أعتقد أنه حديث ثابت ، وهنا الآن ... نلفت النظر إلى أن ذاك المؤلف لو لم يكن من أهل الأهواء - وهو حتمًا ليس من أهل العلم والمعرفة بالحديث الصحيح والضعيف - لَكان عليه حين نقل الحديث أن يقول - مثلًا - نقله ... ، لكنه هو وأمثاله كما قال ابن تيمية - رحمه الله - في بيان الفرق بين أهل السنة والبدعة يقول - رحمه الله - : " أهل السنة يذكرون ما لهم وما عليهم ، أما أهل البدع والأهواء يذكرون ما لهم ولا يذكرون ما عليهم " ؛ فهذا ما يتعلق بإسناد الحديث .
أما متنه ؛ فهو أبعد ما يكون عن جواز الاستدلال به على توريد أحاديث تحريم الملاهي إلى الكراهة كما نقلتَ ، وهذا يؤكد - أيضًا - أن الرجل ليس على علم ، علمًا أحاديث التحريم الصَّريحة لا تقبل التأويل ، بينما حديث ابن عمر هذا لا يدل على الجواز ، بل يدل على العكس من ذلك تمامًا ؛ لأن الحديث كما يرويه نافع عن ابن عمر قال ابن عمر : كنتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمع يراعة الراعي ، فوضع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أصبعيه على أذنيه وهو يمشي ، ويقول لابن عمر : ( أتسمع أتسمع ؟ ) . فقال له : لا أسمع . فأنزل أصبعيه ، والحديث فيه أن ابن عمر كان يسمع بدليل أنُّو الرسول كان يسأله : ( أتسمع أتسمع ؟ ) . انظر الآن كيف تعمى الأهواء بأصحابها ، هو لم يحتج بأن الرسول - عليه السلام - وضع أصبعيه في أذنيه ، وإنما احتجَّ بسماع ابن عمر ، وهنا نقول : ... بأن الاستماع إلى الأغنية جرى إنكار يفتح الأغاني وآلات الموسيقى ، فأنت - والحالة هذه - في حال من حالتين ؛ إما أن تفعل هكذا ، أو أنت في عملك في كلامك ؛ في هذه الحالة فأنت مستمع ، فأنت شريكه في الأثم ، أما في الحالة الأخرى فأنت سامع وليس بمستمع ؛ فما عليك من إثم في الحالة الثانية ، وإنما الإثم في الحالة الأولى ؛ تُرى ابن عمر كان مستعمًا أم كان سامعًا ؟ كان سامعًا ، وين الحجة فيما يقول ؟ هذا شيء ، الشيء الثاني الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما استمع ، وإنما سمع ، لكن من ورعه - عليه السلام - أنه سدَّ أذنيه عن أن يدخل أذنه شيء مما لا يجوز .
وأخيرًا : ليس في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقرَّ يراعة الراعي ، وهذا من تصوُّرهم القاصر ؛ لأنهم تصوَّروا أن الرسول مرَّ بالراعي وهو في جانب الطريق ، فسكت عن يراعته وعن عزفه عليها ، فصار إقرارًا فدل على الجواز !! ليس في الأمر شيء من ذلك ، تعرفون أنتم من عادة الرعيان أنهم يتكبَّدون الطريق البعيدة ، وأن صوت اليراعة يستمع من مكان بعيد ؛ فهل يعني هذا المستدل أنُّو كان على الرسول أن يتتبَّع صوت الراعي هذا الذي يعزف باليراعة ، وأن يذهب إليه ، وأن يقول له : هذا لا يجوز ؛ كل هذا أحمولات وتكلُّفات ما ينبغي للعالم أن يقول شيئًا من ذلك وهو ... - بارك الله فيك - .
...
الشيخ : طيب ؛ جزاك الله خير .
... جواز آلات الموسيقى ، وإنما فيه أن الرسول - عليه السلام - لم يستمع لليراعة وهي بعيدة عنه ، وأن ابن عمر سمع وما استمع ، والبحث في الاستماع ، وليس في السماع ؛ واضح ؟
السائل : واضح .