ما رأيكم في رسالة ( الجواب المفيد عن حكم الجهل بالتوحيد ) .؟ وما رأيكم في قوله عن الانسان يمكن أن يدارى ويتقى في القول دون الفعل .؟ وهل هذه التفرقة صحيحة .؟ مع تذكير الشيخ بضرورة التمسك بفهم السلف الصالح عند تفسير نصوص الكتاب والسنة .
A-
A=
A+
الحويني : طيب هنا بعض الشباب عندنا في مصر نشر رسالة لا أدري لعلها وصلتكم الجواب المفيد على حكم جاهل التوحيد وصلتك.
الشيخ : نعم ما صنع شيئا .
الحويني : فهو يعني يقول إن الإنسان ممكن يداري ويتقي في القول دون الفعل يعني مثلا يمكن إذا أنا وقعت في ورطة مع رجل كافر يقتلني ، ممكن أصرح بأنني كافر أو أسب ونحو ذلك أن تجاوز ذلك حد القول إلى الفعل ، قال لا تقية في الفعل ؛ لأن هذا الرجل استنادا على حديث سلمان أراد أن يتقي هؤلاء الجبارين فقرب ذبابة بحجر يتقي ومع ذلك دخل النار في ذبابة ؛ هل التفرقة ما بين الفعل والقول صحيحة ؟ .
الشيخ : أولا " ما بني على فاسد فهو فاسد " ، فهو بناه على هذا الحديث وهو حديث موقوف ، وفي الغالب هو من الاسرائيليات ؛ ما دام أنه يتحدث عما كان قبل الإسلام ؛ ثانيا : القول فعل وتفريقه بين الفعل والقول غير وارد ، القول فعل ؛ ولذلك قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ( إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت بها أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به ) . ولعل هذا الأخ فيما اظن لا يخفى عليه قول الإمام ابن تيمية رحمه الله : " أن القلب له فعل " ، ولذلك الإيمان يزيد وينقص ، الإيمان الذي وقر في القلب قابل للزيادة ؛ لأن هذا الإيمان يتقوى ، له فعل يليق به ، يتقوى بما ينهض به جوارح هذا القلب ؛ فالتفريق بين القول وبين الفعل هذا كتفريق بين الجزء والكل ؛ فالقول هو فعل ؛ لأنه حينما يتكلم يتحرك اللسان مثلا ؛ فحركة اللسان وما يكون معه عادة حتى يخرج الكلام كل هذا فعل ؛ ثم هب أن هذا التفريق ثابت ـ وليس له على ذلك دليل ـ لكن ما الذي جعل القول في سبيل التخلص من ظلم الظالم الكافر ، يجوز له أن يتكلم بكلمة الكفر وحرم الفعل والعلة واحدة ؟ في اعتقادي لا يستطيع أن يأتي بنص من كتاب الله أو حديث رسول الله حتى نقول المسألة تتطلب التسليم ؛ أي نحن نقول (( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )) . يعني أكره على القول والنطق بكلمة الكفر في زعم هذا الرجل ؛ لكن الفعل لا يجوز ؛ فمن فعل كفرا خوفا من القتل مثلا فهذا كافر ؛ لا يستطيع أن يأتي دليل على هذا ولا سيما وأن العلة واحدة ، الذي أباح له القول بكلمة الكفر خلاصا من القتل مثلا والظلم لا ينبغي عادة أن يبيح له شيئا من الفعل كالسجود للصنم إذا أجبروه ؛ فهذا ليس هناك ما يدل على أنه كفر أولا من حيث اللغة ؛ لأن الكفر هو جحد الإيمان بعد أن عرفه ؛ أما أن يقول الأب و الابن وروح القدس إله واحد خوفا من أن يقتلوه هذا يجوز ؛ وأنه إذا سجد لمريم هكذا هذا لا يجوز بل يكفر ويخرج من الملة ، وهو لا يزال قلبه مطمئن بالإيمان ؛ الحقيقة أن إخوانا هناك في مصر بعضهم يعني ناشئون في سبيل طلب العلم لكنهم متسرعون ولا يقدرون حق التخصص في العلم والتمكن منه مع الزمن فيظنون أن العلم من السهولة بحيث إنه ظرف سنة سنتين يستطيع أن يقول وأن يفهم وأن يستنبط ما لم يسبقه أحد من أهل العلم والدين ؛ إذا باختصار ، الجواب : القول فعل ولا يمكن تصور قول بدون فعل منه ؛ ثانيا : ليس هناك دليل من حيث التفريق بين أنه يجوز التكلم بكلمة الكفر للخلاص من الظلم والقتل ولا يجوز أن يفعل فعل الكفر لنفس العلة ، لا دليل على هذا بل الآية السابقة (( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )) .. بعمومها شامل على أن يفعل ، أو أن يقول شيئا للخلاص من الكفر .
الحويني : طيب يا شيخنا هل تستحضر يعني الآن واقعة فعل فعلها رجل ولم يكفر بها .
الشيخ : ولم أيش .
الحويني : يعني رجل فعل فعلا ظاهره الكفر ولم يحكم بكفره الصحابة أو في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو كذا .
الشيخ : حاطب ابن بلتعة ماذا فعل ، قال أم فعل ؟ .
الحويني : فعل .
الشيخ : طيب فعله ما هو عندهم ؟ .
الحويني : هو فعل حاطب ظاهره الكفر .
الشيخ : طيب ولذلك هم عمر بماذا ؟ .
الحويني : بقطع عنقه .
الشيخ : ( دعني أقطع رأس هذا المنافق ) ، لكن ( وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) . فالحقيقة أن التفريق هذا أنا أعتقد أن هذا ليس سلفيا الذي يقول هذا الكلام .
الحويني : هو من جماعة التوقف والتبين .
الشيخ : وهذا أنا لا أعرفه من قبل ؛ لكن من دراستي لرسالته ، هذا ليس سلفيا ويجب أن يبلغ الدعوة السلفية ؛ والتي من ثمرتها أن لا يتجرأ المسلم أن يقول ما لم يقله السلف لأنهم كانوا أطهر قلوبا منا وأسمى أفهاما وأرغب في العمل الصالح ، ونحو ذلك من الصفات التي قد لا تتوفر في الصالحين منا في آخر الزمان ؛ ونسأل الله عز وجل أن يلهمنا الوقوف مع كتاب الله وحديث رسول الله وعلى منهج السلف الصالح ؛ وكل من حاد عن منهج السلف الصالح في فهم الكتاب والسنة فهو في ضلال مبين ؛ لأن الكتاب والسنة له وجوه ، كل واحد يفسر القرآن والسنة حسب ما يرى بعقله أو بهواه أو بكيفه ؛ لكن حينما يلتزم تفسير السلف للأسباب التي المحنا إليها يكون ذلك ضمانا له من أن يأخذ يمينا أو يسارا ، مثل ما جاء في قصة ابن مسعود مع أصحاب الحلقات ، ( جاء أبو موسى الأشعري يوما إلى دار ابن مسعود صباح يوم فوجد الناس ينتظرونه ) ؛ هذه حياة اليوم ما نراها في المسلمين ؛ لماذا ينتظرونه ؟ يهتبلون فرصة الذهاب معه للمسجد لعل الواحد منهم يكسب له فائدة علمية إما بسمعها من هذا الإمام أو يوجه إليه سؤال فيجيب فيستفيد أو هو بسأل ؛ اليوم إذا ما القمتهم العلم فهم باعدون عنك ، إذا ما لعالم نفسه سعى لتلقين الناس العلم ، ما حدى رايح يجي عنده ؛ الخلاصة : ( لما جاء أبو موسى وجد الناس حول الدار ينتظرونه ؛ أخرج أبو عبد الرحمن ، وهي كنية عبد الله بن مسعود ؛ قالوا لا ؛ فجلس ينتظره إلى أن خرج ، قال : يا أبا عبد الرحمن لقد رأيت في المسجد آنفا شيئا أنكرته ، والحمد لله لم أر إلا خيرا ، قال: ماذا رأيت ؟ قال : إن عشت فستراه ، رأيت أناسا حلقا حلقا وفي وسط كل حلقة رجل يقول لمن حوله : سبحوا كذا ، احمدوا كذا ، كبروا كذا عدد ؛ وأمام كل رجل منهم حصى يعد بها التسبيح والتحميد والتكبير ، قال ابن مسعود : أفلا أنكرت عليهم ؟ قال لا ، انتظار أمرك أو انتظار رأيك ؛ قال أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ، ثم دخل الدار وخرج متقنعا وذهب إلى المسجد حتى رأى ما وصف له فكشف عن وجهه اللثام ، وقال : ويحكم ما هذا الذي تصنعون ، أنا عبد الله بن مسعود صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن حصى ) - يعني شغلة ما فيها شيء - ( حصى نعد بها التسبيح والتكبير والتحميد ، قال : عدوا سيئاتكم وأنا الضامن لكم أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم ما أسرع هلكتكم ، هذه ثيابه صلى الله عليه وسلم لم تبل وهذه آنيته لم تكسر ؛ والذي نفسي بيده فإنكم لأهدى ) - وهنا الشاهد- ( فإنكم لأهدى من أمة صلى الله عليه وسلم أو إنكم متمسكون بذنب ضلالة ) وحدة من اثنتين لا ثالث لهما ؛ إما أنكم أهدى من أصحاب الرسول أمة محمد ، أصحاب الرسول ؛ أو الثانية وهي بلا شك ، إنكم متمسكون بذنب ضلالة ؛ قالوا حقا ما قالوا ؛ لكن الفساد من الرؤوس ، من مشايخ الطرق والحلقات ؛ ( قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير ) هذه نوايا الطرقيين والصوفيين ، نواياهم طيبة لكن خرجوا عن الطريق بتوجيه الرؤوس الفاسدة المستثمرة المستغلة ، ( قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير ، قال : وكم من مريد للخير لا يصيبه ) ، كم من مريد للخير لا يصيبه ؛ ليه؟ أن محمدا صلى الله عليه وسلم حدثنا ( إن أقواما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم ) -كم لقلقة لسان لا يدخل إلى الجنان - ( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) . قال راوي القصة : ( فقد رأينا أولئك الأقوام يقاتلوننا يوم النهروان ) أي انقلبوا إلى خوارج ، خرجوا على الخليفة الراشد علي بن أبي طالب فاستأصل شأفتهم مع أنهم كان لهم دوي في الليل من كثرة قراءة القرآن وقيام الليل ، إلى آخره ؛ وقد أشار الرسول عليه السلام لهذه الحقيقة كما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم يوما مالا على الناس فقال أحد الحاضرين هذه قسمة ما أريد بها وجه الله ، اعدل يا محمد ؛ قال ويحك فمن يعدل إن لم أكن أعدل ؛ ثم التفت إلى الصحابة وقال إنه سيخرج من ضئضئ هذا ) ـ يعني من أصله وذريته ـ ( أقوام يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وعبادته مع عبادتهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) . هؤلاء الخوارج لما علي رضي الله عنه دعاهم ، قالوا بالنسبة للحكم بين المسلمين دعاهم إلى أن يخضعوا للحكم ، قالوا " لا حكم إلا لله " كيف لا حكم إلا لله وهناك صلح خير (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ). فأنكروا أحكاما شرعية بسبب ركوبهم لعقولهم فضلوا مع كثرة عبادتهم وصيامهم فما أغنى ذلك عنهم شيئا ؛ ولذلك فنحن نحرص كل الحرص أن نفهم كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم على المنهج الذي كان عليه سلفنا الصالح لا نزيد عليهم بل سننقص عنهم ودونهم ؛ لأننا لا نستطيع أن نصول صولتهم ، هم أعبد منا وأتقى منا ؛ فنحن إذا كما قيل " فتشهبوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح " اذا استطعنا ان تشبه بهم فالحمد لله أما نزيد عليهم في الطاعة والعبادة فهذا أمر مستحيل فنسال الله عز وجل أن يوفقنا لاتباع خير سلف كانوا بعد محمد صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : نعم ما صنع شيئا .
الحويني : فهو يعني يقول إن الإنسان ممكن يداري ويتقي في القول دون الفعل يعني مثلا يمكن إذا أنا وقعت في ورطة مع رجل كافر يقتلني ، ممكن أصرح بأنني كافر أو أسب ونحو ذلك أن تجاوز ذلك حد القول إلى الفعل ، قال لا تقية في الفعل ؛ لأن هذا الرجل استنادا على حديث سلمان أراد أن يتقي هؤلاء الجبارين فقرب ذبابة بحجر يتقي ومع ذلك دخل النار في ذبابة ؛ هل التفرقة ما بين الفعل والقول صحيحة ؟ .
الشيخ : أولا " ما بني على فاسد فهو فاسد " ، فهو بناه على هذا الحديث وهو حديث موقوف ، وفي الغالب هو من الاسرائيليات ؛ ما دام أنه يتحدث عما كان قبل الإسلام ؛ ثانيا : القول فعل وتفريقه بين الفعل والقول غير وارد ، القول فعل ؛ ولذلك قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ( إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت بها أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به ) . ولعل هذا الأخ فيما اظن لا يخفى عليه قول الإمام ابن تيمية رحمه الله : " أن القلب له فعل " ، ولذلك الإيمان يزيد وينقص ، الإيمان الذي وقر في القلب قابل للزيادة ؛ لأن هذا الإيمان يتقوى ، له فعل يليق به ، يتقوى بما ينهض به جوارح هذا القلب ؛ فالتفريق بين القول وبين الفعل هذا كتفريق بين الجزء والكل ؛ فالقول هو فعل ؛ لأنه حينما يتكلم يتحرك اللسان مثلا ؛ فحركة اللسان وما يكون معه عادة حتى يخرج الكلام كل هذا فعل ؛ ثم هب أن هذا التفريق ثابت ـ وليس له على ذلك دليل ـ لكن ما الذي جعل القول في سبيل التخلص من ظلم الظالم الكافر ، يجوز له أن يتكلم بكلمة الكفر وحرم الفعل والعلة واحدة ؟ في اعتقادي لا يستطيع أن يأتي بنص من كتاب الله أو حديث رسول الله حتى نقول المسألة تتطلب التسليم ؛ أي نحن نقول (( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )) . يعني أكره على القول والنطق بكلمة الكفر في زعم هذا الرجل ؛ لكن الفعل لا يجوز ؛ فمن فعل كفرا خوفا من القتل مثلا فهذا كافر ؛ لا يستطيع أن يأتي دليل على هذا ولا سيما وأن العلة واحدة ، الذي أباح له القول بكلمة الكفر خلاصا من القتل مثلا والظلم لا ينبغي عادة أن يبيح له شيئا من الفعل كالسجود للصنم إذا أجبروه ؛ فهذا ليس هناك ما يدل على أنه كفر أولا من حيث اللغة ؛ لأن الكفر هو جحد الإيمان بعد أن عرفه ؛ أما أن يقول الأب و الابن وروح القدس إله واحد خوفا من أن يقتلوه هذا يجوز ؛ وأنه إذا سجد لمريم هكذا هذا لا يجوز بل يكفر ويخرج من الملة ، وهو لا يزال قلبه مطمئن بالإيمان ؛ الحقيقة أن إخوانا هناك في مصر بعضهم يعني ناشئون في سبيل طلب العلم لكنهم متسرعون ولا يقدرون حق التخصص في العلم والتمكن منه مع الزمن فيظنون أن العلم من السهولة بحيث إنه ظرف سنة سنتين يستطيع أن يقول وأن يفهم وأن يستنبط ما لم يسبقه أحد من أهل العلم والدين ؛ إذا باختصار ، الجواب : القول فعل ولا يمكن تصور قول بدون فعل منه ؛ ثانيا : ليس هناك دليل من حيث التفريق بين أنه يجوز التكلم بكلمة الكفر للخلاص من الظلم والقتل ولا يجوز أن يفعل فعل الكفر لنفس العلة ، لا دليل على هذا بل الآية السابقة (( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )) .. بعمومها شامل على أن يفعل ، أو أن يقول شيئا للخلاص من الكفر .
الحويني : طيب يا شيخنا هل تستحضر يعني الآن واقعة فعل فعلها رجل ولم يكفر بها .
الشيخ : ولم أيش .
الحويني : يعني رجل فعل فعلا ظاهره الكفر ولم يحكم بكفره الصحابة أو في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو كذا .
الشيخ : حاطب ابن بلتعة ماذا فعل ، قال أم فعل ؟ .
الحويني : فعل .
الشيخ : طيب فعله ما هو عندهم ؟ .
الحويني : هو فعل حاطب ظاهره الكفر .
الشيخ : طيب ولذلك هم عمر بماذا ؟ .
الحويني : بقطع عنقه .
الشيخ : ( دعني أقطع رأس هذا المنافق ) ، لكن ( وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) . فالحقيقة أن التفريق هذا أنا أعتقد أن هذا ليس سلفيا الذي يقول هذا الكلام .
الحويني : هو من جماعة التوقف والتبين .
الشيخ : وهذا أنا لا أعرفه من قبل ؛ لكن من دراستي لرسالته ، هذا ليس سلفيا ويجب أن يبلغ الدعوة السلفية ؛ والتي من ثمرتها أن لا يتجرأ المسلم أن يقول ما لم يقله السلف لأنهم كانوا أطهر قلوبا منا وأسمى أفهاما وأرغب في العمل الصالح ، ونحو ذلك من الصفات التي قد لا تتوفر في الصالحين منا في آخر الزمان ؛ ونسأل الله عز وجل أن يلهمنا الوقوف مع كتاب الله وحديث رسول الله وعلى منهج السلف الصالح ؛ وكل من حاد عن منهج السلف الصالح في فهم الكتاب والسنة فهو في ضلال مبين ؛ لأن الكتاب والسنة له وجوه ، كل واحد يفسر القرآن والسنة حسب ما يرى بعقله أو بهواه أو بكيفه ؛ لكن حينما يلتزم تفسير السلف للأسباب التي المحنا إليها يكون ذلك ضمانا له من أن يأخذ يمينا أو يسارا ، مثل ما جاء في قصة ابن مسعود مع أصحاب الحلقات ، ( جاء أبو موسى الأشعري يوما إلى دار ابن مسعود صباح يوم فوجد الناس ينتظرونه ) ؛ هذه حياة اليوم ما نراها في المسلمين ؛ لماذا ينتظرونه ؟ يهتبلون فرصة الذهاب معه للمسجد لعل الواحد منهم يكسب له فائدة علمية إما بسمعها من هذا الإمام أو يوجه إليه سؤال فيجيب فيستفيد أو هو بسأل ؛ اليوم إذا ما القمتهم العلم فهم باعدون عنك ، إذا ما لعالم نفسه سعى لتلقين الناس العلم ، ما حدى رايح يجي عنده ؛ الخلاصة : ( لما جاء أبو موسى وجد الناس حول الدار ينتظرونه ؛ أخرج أبو عبد الرحمن ، وهي كنية عبد الله بن مسعود ؛ قالوا لا ؛ فجلس ينتظره إلى أن خرج ، قال : يا أبا عبد الرحمن لقد رأيت في المسجد آنفا شيئا أنكرته ، والحمد لله لم أر إلا خيرا ، قال: ماذا رأيت ؟ قال : إن عشت فستراه ، رأيت أناسا حلقا حلقا وفي وسط كل حلقة رجل يقول لمن حوله : سبحوا كذا ، احمدوا كذا ، كبروا كذا عدد ؛ وأمام كل رجل منهم حصى يعد بها التسبيح والتحميد والتكبير ، قال ابن مسعود : أفلا أنكرت عليهم ؟ قال لا ، انتظار أمرك أو انتظار رأيك ؛ قال أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ، ثم دخل الدار وخرج متقنعا وذهب إلى المسجد حتى رأى ما وصف له فكشف عن وجهه اللثام ، وقال : ويحكم ما هذا الذي تصنعون ، أنا عبد الله بن مسعود صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن حصى ) - يعني شغلة ما فيها شيء - ( حصى نعد بها التسبيح والتكبير والتحميد ، قال : عدوا سيئاتكم وأنا الضامن لكم أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم ما أسرع هلكتكم ، هذه ثيابه صلى الله عليه وسلم لم تبل وهذه آنيته لم تكسر ؛ والذي نفسي بيده فإنكم لأهدى ) - وهنا الشاهد- ( فإنكم لأهدى من أمة صلى الله عليه وسلم أو إنكم متمسكون بذنب ضلالة ) وحدة من اثنتين لا ثالث لهما ؛ إما أنكم أهدى من أصحاب الرسول أمة محمد ، أصحاب الرسول ؛ أو الثانية وهي بلا شك ، إنكم متمسكون بذنب ضلالة ؛ قالوا حقا ما قالوا ؛ لكن الفساد من الرؤوس ، من مشايخ الطرق والحلقات ؛ ( قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير ) هذه نوايا الطرقيين والصوفيين ، نواياهم طيبة لكن خرجوا عن الطريق بتوجيه الرؤوس الفاسدة المستثمرة المستغلة ، ( قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير ، قال : وكم من مريد للخير لا يصيبه ) ، كم من مريد للخير لا يصيبه ؛ ليه؟ أن محمدا صلى الله عليه وسلم حدثنا ( إن أقواما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم ) -كم لقلقة لسان لا يدخل إلى الجنان - ( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) . قال راوي القصة : ( فقد رأينا أولئك الأقوام يقاتلوننا يوم النهروان ) أي انقلبوا إلى خوارج ، خرجوا على الخليفة الراشد علي بن أبي طالب فاستأصل شأفتهم مع أنهم كان لهم دوي في الليل من كثرة قراءة القرآن وقيام الليل ، إلى آخره ؛ وقد أشار الرسول عليه السلام لهذه الحقيقة كما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم يوما مالا على الناس فقال أحد الحاضرين هذه قسمة ما أريد بها وجه الله ، اعدل يا محمد ؛ قال ويحك فمن يعدل إن لم أكن أعدل ؛ ثم التفت إلى الصحابة وقال إنه سيخرج من ضئضئ هذا ) ـ يعني من أصله وذريته ـ ( أقوام يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وعبادته مع عبادتهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) . هؤلاء الخوارج لما علي رضي الله عنه دعاهم ، قالوا بالنسبة للحكم بين المسلمين دعاهم إلى أن يخضعوا للحكم ، قالوا " لا حكم إلا لله " كيف لا حكم إلا لله وهناك صلح خير (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ). فأنكروا أحكاما شرعية بسبب ركوبهم لعقولهم فضلوا مع كثرة عبادتهم وصيامهم فما أغنى ذلك عنهم شيئا ؛ ولذلك فنحن نحرص كل الحرص أن نفهم كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم على المنهج الذي كان عليه سلفنا الصالح لا نزيد عليهم بل سننقص عنهم ودونهم ؛ لأننا لا نستطيع أن نصول صولتهم ، هم أعبد منا وأتقى منا ؛ فنحن إذا كما قيل " فتشهبوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح " اذا استطعنا ان تشبه بهم فالحمد لله أما نزيد عليهم في الطاعة والعبادة فهذا أمر مستحيل فنسال الله عز وجل أن يوفقنا لاتباع خير سلف كانوا بعد محمد صلى الله عليه وسلم .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 40
- توقيت الفهرسة : 00:41:43
- نسخة مدققة إملائيًّا